آخر تحديث :الجمعة-19 أبريل 2024-04:38ص

فن


في ذكرى رحيل الشاعر الثائر مهدي حمدون . . ضناني الشوق و ازدادت شجوني

الجمعة - 09 مارس 2018 - 12:39 ص بتوقيت عدن

في ذكرى رحيل الشاعر الثائر مهدي حمدون . . ضناني الشوق و ازدادت شجوني

منصور سيف سعيد

 

 

في الخامس من مارس 2018 م ، مرت علينا الذكرى الـ 43 لرحيل عملاق من عمالقة الادب اللحجي . . انه الشاعر الثائر مهدي علي حمدون ، الذي يعد واحداً ممن اثروا الساحة الفنية
بأعماله الأدبية و الفنية الرائعة التي طالما اهتزت لها المشاعر و سلبت ألباب المغرمين بفن لحج القومندان ، و كثيرة هي الأعمال التي صب فيها الحمدون الشاعر عصارة فكره ليسعد بها الآخرين في الشعرين الوطني و العاطفي ، و التي صدحت بها العديد من الأصوات الفنية المحلية و الخليجية
و تعد شهيرة الحمدون الغنائية " ضناني الشوق " هي التي أخذته لتجول به في سماء الفن في الجزيرة و الخليج ، و كان للفنان الراحل محمد مرشد ناجي ، شرف الإبداع في إلباس أغنية " ضناني الشوق " لباساً يليق بمقدار الشاعر المبدع مهدي علي حمدون ، فصب فيها قدراً كبيراً من مكنونات إبداعه المعهود لتظهر بثوب قشيب ، و تأخذ مكانها اللائق في المكتبة الفنية لإذاعة عدن و تليفزيونها .

كما كانت للفنان السعودي محمد عبده ، فرادته في تقديم هذه الرائعة الحمدونية ، التي أضيفت إلى روائعه في تقديم الغناء اليمني الأصيل بألوانه المتعددة . . و الشاعر الثائر مهدي علي حمدون ، كان قد انطلق في مشواره الأدبي مع ألوان الإيقاعات الشعبية كـ : " الركلة " و " الدان " اللحجيين ، لأنهما كانا من أنماط الألحان الأكثرها تداولاً في حفلات الزواج و السهرات الخاصة في أرياف مناطق لحج ، كما جاء في مقدمة ديوانه الشعري الموسوم برائعته الفنية الغنائية " ضناني الشوق " ، التي تشرف بتدوينها ابن منطقته " الوهط " الشاعر الوطني الكبير عمر الجاوي .

استفاد الشاعر مهدي علي حمدون من قرابته الشخصية بكل من الشاعر علي مهدي المحلتي و بعض الشعراء منطقته أمثال : حسن علي حسن السقاف ، و سالم زين عدس ، و علي عباد زين ، ثم تطور كثيراً بما يمتلكها من معالم الثقافة و الاطلاع و لكونه معلم قدير . . و الشاعر مهدي علي حمدون ، من مواليد منطقة الوهط بمديرية تبن بمحافظة لحج ، في منتصف الثلاثينيات من القرن الميلادي العشرين الماضي ، درس فيها الابتدائية و مارس مهنة التدريس فيها و في بعض مدارس العاصمة عدن الأهلية ، و بوطنيته التي تميز بها من كونه أحد أبناء الجنوب العربي المحتل آنذاك ، عمل صحافياً و ساهم في كتابة من المنشورات التي كانت تحرض على الثورة ضد الاستعمار البريطاني إلى جانب أعماله الشعرية الوطنية التي قارع بها الاحتلال لارض الجنوب العربي .

اليوم و مع مرور ذكرى وفاة الحمدون الشاعر نذكر بأن له اعمال غزيرة ما زالت بحاجة إلى جهد البحث و التنقيب من المهتمين ، كي ترى النور و تأخذ مكانها في رفوف المكتبات الثقافية و الفنية الوطنية حتى تكون في متناول الجميع .

من أبرز أعماله الخالدة التي ما زالت تطربنا : " أمرك على الرأس " ، " قلت لك أول " ، " فاتني قبل الوداع " ، " في ذمته و الله " ، " شرعك حكم " ، " يكفي بس وامبتلي " ، " ضناني الشوق " ، " يا ويلك " ، يا ليل قل للأحبة " ، " حبيبي ذي أنا حبه " ، " بديع الحسن " ، " يا فؤادي ليه تبكي ؟ ! " . . و له العديد من المساجلات الشعرية المشهورة مع عدد من الشعراء أمثال : مسرور مبروك عوض ، و محمود علي السلامي ، و أحمد سيف ثابت الدبيني الصبيحي ، و آخرين .

دعوة من القلب نجددها اليوم لكل من يعز عليه تراث لحج، العمل على جمع الإرث الأدبي الغزير لهذا الشاعر و غيره كثر من أدباء و أعلام لحج للحفاظ عليها من الإندثار و لتكون في متناول الأجيال القادمة و نبراساً للباحثين و المؤرخين لتأريخ لحج الثقافي الفني .

رحم الله الشاعر مهدي علي حمدون .