آخر تحديث :الأربعاء-24 أبريل 2024-10:22م

ملفات وتحقيقات


يسرى عبده... أول بائعة صحف متجولة

الخميس - 08 مارس 2018 - 07:15 م بتوقيت عدن

يسرى عبده... أول بائعة صحف متجولة

عدن (عدن الغد) العربي:

دخل شهر مارس أو «شهر المرأة» لعام 2018، ولا تزال يسرى عبده تقف عند نواصي جولة كالتكس بمدينة عدن، وحولها حركة المركبات والمارة التي لا تهدأ، وقد مر عليها بهذه الحال نحو عشرة أعوام.

تحمل يسرى، التي تبلغ من العمر ما يقارب 36 عاماً، صحفاً وتبيعها إلى المارة وسائقي المركبات، الذين اعتادوا على رؤيتها كل صباح عند هذه الجولة، وهي بدأت عملها في بيع الصحف العام 2008، حينها اتجهت إلى جولة كالتكس ونجحت في بيع أول صحيفة لها، ومنذ ذلك الحين ارتبط اسمها بالصحف كأول بائعة صحف متجولة في اليمن، بعدما كانت هذه المهنة مقتصرة على الرجال.

 

الكسب الحلال

ما دفع يسرى لأن تبيع الصحف، بعد ما عملت في مهن كثيرة، هي تلك الظروف المعيشية الصعبة والكسب الحلال، وقد مارست مهنتها هذه بكثير من الإصرار والإرادة والتحدي، من أجل توفير لقمة العيش لها ولأسرتها المكونة من سبعة أفراد، والتي تسكن في بيت صغير يتألف من غرفة وحمام ومطبخ، وذو باب واحد هو الباب الخارجي، في منطقة البساتين.

تقول يسرى عبده لـ«العربي»، إن «العمل الذي أقوم به هو عمل حر، لا أحد يحاسبني إن تأخرت أو غبت عندما تكون عندي ظروف في البيت، أتحمد ربي كل يوم على المبلغ الذي أحصل عليه من مهنة بيع الصحف، حتى وإن كان باليوم 100 ريال يمني، لأني اعتبر أن الله كتب لي هذا المبلغ»، مضيفة «كل المبلغ الذي أحصل عليه في اليوم أوفر فيه احتياجات البيت وأولادي».

 

من حق المرأة أن تعمل

برغم مشقة هذه المهنة ومعارضة الأهل لفكرة بيع الصحف في بداية الأمر، إلا أن يسرى، التي تعتبرها بعض الفتيات مثالاً يحتذى، استطاعت أن تكسب احترام الجميع كامرأة مكافحة ونموذج رائع ينبغي الإلتفات إليه، وأن يحظى بالاهتمام والمساعدة. 

واستطاعت يسرى، التي لم تكمل تعليمها، أن تجذب الكثير من القراء الذين اعتادوا على شراء صحفهم منها كل صباح، برغم وجود بائعي صحف آخرين في نفس المكان.

يقول وضاح هزاع، أحد زبائن يسرى، لـ«العربي»، إن «يسرى إنسانة كادحة تبيع الصحف من أجل أن تؤمن لأولادها وأسرتها الطعام أو الأكل الحلال»، ويضيف «أنا زبون عند يسرى منذ سبع سنوات، في كل صباح وأنا ذاهب إلى عملي آخذ منها صحيفة. أحياناً أحاسبها في نفس الوقت، وأحياناً في نهاية الأسبوع».

أما صادق صالح فيعتبر أنه «من حق المرأة أن تعمل في كل المجالات من أجل أن تحسن وضعها المعيشي، وتقدم خدمة للناس، فالعمل هو شرف وليس عيب أو حرام». 

 

تأثير الحرب

تشكو يسرى اليوم وضعاً معيشياً صعباً بسبب ضعف الإقبال على شراء الصحف، خاصة وأن تأثيرات الحرب طالت نواحي الحياة كافة، وفي هذا الشأن تقول: «أثَّرت الحرب على مهنتي، من بعد الحرب أصبح الناس غير مهتمين بالصحف، يمكن لأنهم لا يستلمون المرتبات».

وتتابع يسرى «للأسف لا يُقْبل الزبائن على الصحف إلا عندما يكون هناك خبراً مهماً أو تصريحاً، ولكن أنا مؤمنة بالله الذي قال (وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها)». وتوضح أنه من ضمن المتاعب التي تطال مهنتها، هناك «وقوف السيارات وخطورة المكان، كونه يربط بين أكثر من طريق، وأحياناً الاشتباكات التي تندلع على مقربة من المكان».