آخر تحديث :الجمعة-29 مارس 2024-04:15م

أدب وثقافة


قصة وطن (خاطرة)

الأربعاء - 28 فبراير 2018 - 06:44 م بتوقيت عدن

قصة وطن (خاطرة)

بقلم: وداد رستم

كان لدينا وطن نشعر فيه بالحب والحنان كان لدينا سكن ، كان لدينا أمن وكان لدينا أمان، كنا بالأمس نشعر باطمئنان..

كانت لدينا قصص فرح نعيشها بذلك الزمان، كانت لدينا أحلام نطير بها لتتحقق بسلام، كنا وكنا وضاع الكلام، وأين أنت من هذا يا وطن..

كانت بالأمس الامنيات تحقق بألعاب صغيرة ، والدمى كانت تتحدث بلغة جميلة ، كانت جلساتنا يألفها السمرات الطويلة، فأين نحن من هذا الوطن..

كنا ننام وقلوبنا لا تشيل أي هم، كنا نترك التعب والألم، كنا أطفالا لا نعلم سوى الامل، نأمل بأن غدا أحلامنا سوف تكون حقيقة، أين أنت من هذا يا وطن..

كنا نفرح إذا غابت الشمس نسرع لنشاهد الكرتون، ومن ثم نحل واجباتنا ونتعشى وننام..

كنا ننتظر شمس الصباح لتشرق ونذهب الى مدراسنا، نفرح برؤية معلماتنا تبدأ الحصة الاولى وتسال المعلمة سؤال ونرفع اصابعنا بالإجابة ، تبدء الحصة الثانية ننتظر التاريخ لنعرف تاريخ وطني نشاهد المعالم بالكتاب ونتخيلها ونسافر عبر الخيال وكأننا ذهبنا اليها لنشاهده، نفتخر كثير بما نملك من حضارات مقارنه بكل الدول ، بعدها نتحضر للمرواح ونجمع كتبنا في الشنطة ونجري للبيت وتملكنا الفرحة وقلوبنا سعيدة ، أين أنت من هذا يا وطن..  

عندما يقولون لنا رحلة مدرسية لإحدى المعالم او الى البحر نتسارع بدفع الفلوس الاول، نستعد ونتدافع الى الباصات وتملكنا السعادة ، اين انت من هذا يا وطن..

يتحرك الباص ونمشي بطريقنا لهدفنا ونحن مبسوطين وقلوبنا تطير كنا اطفال وقلوبنا لا تعرف شيئا سوى الفرحة، اين انت من هذا يا وطن..

كبرنا وسعدنا باننا كبرنا وقلنا سوف نبدأ بتحقيق ما نحلم به ونتأمل، رحنا نتدافع الى كلياتنا ،واليوم صرنا لا أمن ولا امان صرنا بك اغراب يا وطن..

ليست تلك الذكريات وليست تلك الحلقات ولا الكرتون صار مثل اول، صار العرض كله قتال، والنهاية موت وكفن ، اين أنت من هذا يا وطن، أين أنت من هذا يا وطن...