آخر تحديث :الثلاثاء-14 مايو 2024-12:13ص

أخبار وتقارير


الإرهاب يضرب عدن مجددا.. من المستفيد؟!

الأحد - 25 فبراير 2018 - 09:05 م بتوقيت عدن

الإرهاب يضرب عدن مجددا.. من المستفيد؟!

تقرير: جعفر عاتق

عاودت التنظيمات الارهابية ضرب العاصمة عدن مجددا مخلفة شهداء وجرحى.

وهز يوم امس السبت انفجاران عنيفان سمع دويهما في انحاء متفرقة من العاصمة عدن.

وكان الانفجاران ناجمان عن تفجير سيارتين مفخختين استهدفتا بوابة معسكر قوات مكافحة الإرهاب في حي جولدمور بمديرية التواهي.

وأسفر التفجيران عن سقوط 6 شهداء وأكثر من 40 جريحا أغلبهم من المدنيين الذين كانوا على ساحل جولدمور مسرح العملية.

ولاحقا تبنى تنظيم داعش الهجوم الانتحاري على معسكر قوات مكافحة الإرهاب.

 

فريق مكافحة الإرهاب المستهدف:

استهدف التفجير الانتحاري المزدوج معسكر قوات مكافحة الإرهاب في العاصمة عدن.

جاءت العملية الإرهابية الأخيرة موجعة لضربها جهاز امني كانت له يد كبيرة في ضرب أوكار الإرهاب في العاصمة عدن والمحافظات المجاورة.

يمثل فريق مكافحة الإرهاب وحدة أمنية تتبع أمن العاصمة عدن ويحظى بدعم كبير واهتمام من قبل التحالف العربي.

يقود فريق مكافحة الإرهابي القيادي يسران المقطري، فيما يحاط قياداته وأفراده بسرية كبيرة ويظهرون عادة وهم ملثمون.

ويرى مراقبون أن العملية الإرهابية أوصلت رسالة لفريق مكافحة الإرهاب وقيادته.

نفذ فريق مكافحة الإرهاب عمليات عدة ضد خلايا تنظيم القاعدة وداعش وتمكن من تفكيك هذه الخلايا واعتقال افرادها.

ونجح فريق مكافحة الإرهاب في احباط عدة عمليات إرهابية كانت تستهدف مرافق حيوية في العاصمة عدن.

ورغم النجاحات التي حققها فريق مكافحة الإرهاب إلا ان بعض عملياته قوبلت برفض كبير من قبل أهالي عدن وخصوصا عمليات اقتحام المنازل ليلا للبحث عن مطلوبين.

وكذا عمليات الاخفاء القسري للمعتقلين وعدم تحويلهم للقضاء او تمكين ذويهم من زيارتهم.

 

توقيت العملية:

أراد المنفذون للعملية الإرهابية ومن يقف خلفهم ايصال رسالة قوية من خلال هذه العملية التي استهدفت فريق مكافحة الإرهاب.

تزامن توقيت العملية مع انتهاء قوات النخبة الحضرمية من تطهير وادي المسني من العناصر المسلحة المنتمية للتنظيمات الإرهابية.

وتمكنت قوات النخبة الحضرمية من بسط سيطرتها على كامل وادي المسني وتطهيره من العناصر الخارجة عن النظام والقانون وبدعم كبير من قوات التحالف العربي.

يرى مراقبون أن التفجير الإرهابي المزدوج في عدن كان ردا على عملية تطهير وادي المسني من قبل قوات النخبة الحضرمية.

يؤكد المراقبون أن العملية كانت مخططة مسبقا ولكن اختير الوقت بعد انتهاء عملية وادي المسني بحضرموت.

 

سقوط مدنيون كضحايا إثر العملية الإرهابية:

سقط العشرات من المواطنين كضحايا إثر العملية الإرهابية في حي جولدمور بالتواهي.

ويعزو ارتفاع عدد الضحايا من المدنيين على الرغم من أن العملية الإرهابية استهدفت مقرا أمنيا هو وقوع المقر الأمني على ساحل جولدمور والذي يمثل متنفس للمواطنين.

وتزامن وقت العملية مع وصول العائلات الى الساحل للتنزه مما أدى الى ارتفاع الحصيلة بين صفوف المدنيين.

 

اختراق أمني:

استهدف التفجير الارهابي المزدوج مقرا أمني كبيرا ويقع في مربع أمني شديد التحصين مما أرسل رسائل تحذير للقائمين على الاجهزة الامنية في العاصمة عدن.

وتأتي العملية الإرهابية الجديدة عقب مرور حوالي ثلاثة أشهر على الهجوم الإرهابي الذي استهدف مقر البحث الجنائي في مدينة خورمكسر.

وعلى الرغم من مرور مدة قصيرة على عملية البحث الجنائي إلا أن الاخطاء تكررت في عملية جولدمور.

واستهدفت سيارة مفخخة بوابة مقر البحث الجنائي قبل أن يقتحمه انغماسيون ويسيطرون عليه لساعات.

وشهدت الحالة الأمنية تراجعا كبيرا في الآونة الأخيرة مع عودة عمليات الاغتيال التي تعرض لها مسؤولين ومواطنين في عدن.

وتأتي هذه التوترات المتسارعة في ظل تداخل مهام الوحدات الأمنية والعسكرية الموجودة في العاصمة عدن.

ويرى مراقبون ان اختلاف الأجهزة الامنية وعدم وجود التنسيق بينها أهم العوامل والاسباب المؤدية الى الانفلات الأمني الحاصل حاليا في العاصمة عدن.

وبالإضافة للتشكيلات الأمنية تنتشر عدة ألوية تتبع الحرس الرئاسي الذي يقوده نجل الرئيس هادي وألوية تتبع الجيش الوطني وتقودها قيادة المنطقة العسكرية الرابعة في عدن.

كما لازالت عدة تشكيلات من المقاومة التي قاتلت في المدينة تحتفظ بسلاحها وتتمتع بنفوذ واسع في عدة مناطق من عدن.

وبرزت عدة أسباب للانقسام الحاصل بين الأجهزة الامنية والعسكرية في عدن أهمها التجاذبات السياسية والولاءات العسكرية.

 

مطالب بتوحيد الأجهزة الأمنية واخراج المعسكرات من المدن:

أرهقت الحالة الأمنية مواطني العاصمة عدن وباتت حياتهم في جحيم بسبب الاشتباكات والهجمات على المراكز الأمنية والعسكرية التي تحدث بين الحين والآخر.

ويطالب المواطنون في العاصمة عدن بضرورة دمج القطاعات الأمنية واخراج المعسكرات التابعة للجيش الى خارج العاصمة.

وأكد المواطنون أن تواجد معسكرات وقطاعات عسكرية داخل المدنية بات كابوس يؤرق ابناء العاصمة عدن.

واضاف المواطنون أن أي مشكلة أو اختلاف بين القيادات يؤثر على عدن وتعود الى ساحة صراع وميدان لتصفية الحسابات.

كما أن العمليات الإرهابية غالبا ما تحصد ضحايا من المواطنين نتيجة وقوعها وسط الأحياء السكنية بسبب تواجد المقرات الأمنية والعسكرية فيها.