آخر تحديث :الأربعاء-08 مايو 2024-03:21ص

مجتمع مدني


مجمع مدارس بن محفوظ بدوعن يستقبل مدير عام الاوقاف بحضرموت ومركز النور للدراسات والابحاث بتريم

الأحد - 25 فبراير 2018 - 03:45 م بتوقيت عدن

مجمع مدارس بن محفوظ بدوعن يستقبل مدير عام الاوقاف بحضرموت ومركز النور للدراسات والابحاث بتريم

دوعن (عدن الغد) خاص:

سعدت وتشرفت صباح يوم الخميس ٦ جماد الثاني الموافق ٢٢ فبراير٢٠١٨م بزيارة مجمع مدارس بن محفوظ الاهلية بمنطقة خريخر بوادي دوعن بصحبة احبتي في ادراة مركز النور للدراسات والابحاث في رحلة استطلاعية جميلة ويحملون من خلال نزولهم هذا هموما توعوية حول اهمية الحفاظ على التراث العلمي والهوية الحضرمية خصوصا ما يتعلق بالحفاظ على الارث الحضاري لحضرموت وما خلفه الاجداد من تراث ومخطوطات وفنون في شتى العلوم والمجالات يتوجب من الجميع الحفاظ عليه وصونها من الضياع او الاهمال لانه يمثل هوية وطن وهوية امة سيظل محل مفخرة للاجيال على مر العصور والازمان .

كان وصلونا الى مدارس الشيخ سالم بن محفوظ في حدود الساعة الثامنة صباحا وكنت بصحبة الزميل حسين بن شيخ العيدروس مدير قسم التوثيق والاخ حسين بن احمد باهادي مدير قسم الترميم بمركز النور للدراسات والابحاث ومجموعة من شباب المركز المذكور حيث تربطني بهم زمالة عمل بهذا المركز لما يزيد على خمس سنين قبل ان اتولى مقعد التوظيف في مؤسسات الدولة  ..

كان من جميل الصدف ان يكون في استقبالنا بمدارس بن محفوظ الاستاذ الفاضل محمد الصبان مدير البرامج بمؤسسة العون للتنمية الذي يتواجد هذه الايام في مهمة اشرافية ومؤسسة العون هي التي تدير شؤون هذه المدارس وتشرف عليها، كما كان في استقبالنا المدير العام لمدارس بن محفوظ الاستاذ المصري/ محمود السيد، ومشرف مدارس بن محفوظ الاستاذ/ عبدالرحمن باعشن، ووكيل القسم الثانوي الاستاذ/ مساعد مزاحم، ووكيل القسم الاساسي الاستاذ/ محمود مفلح، ومشرف الانشطة الاستاذ/ صالح بايعشوت، والاخصائي الاجتماعي الاستاذ/ سالم باعديل وعدد من الاساتذة والاداريين .

طفنا برفقتهم في ارجاء المجمع بأقسامه الثانوي والأساسي ورياض الاطفال.. مدارس في غاية التنظيم ومجهزة بكافة الامكانيات الراقية والحديثة، وفي زخم رهبة الاعجاب لا تكاد العين تبصر أي نقص بل كل ما حواليك جميل .. مدارس تعد مفخرة لحضرموت أجمع بل وفي اليمن كاملة لم نر ولم نسمع او نشاهد مثلها في الحسن والابداع والجمال والتميز ..

العجب عندما تساءل أحد زملائنا وكان يبحث في ارجاء المجمع عن صورة للمؤسس لهذه المدارس فلم يجد اي صورة مرفوعة تشير الى باني هذا الصرح التعليمي ومن حمل ورعى وأوقف تلك المشاريع الجبارة لهذه المدارس فلم نجد سوى مجسمات شامخة واطواد راسخة من التواضع الجم المزين بطلب رضوان الله .. وسوى الذكر الحسن والبصمات الخيرية التي تنطق بصدق هؤلاء القوم مع ربهم وهو شعار لهم وانتشر خيرهم في الداخل والخارج في الامور التعليمية والصحية والاجتماعية والانسانية بصمت صادق واحسبها تجارة مع الله كاملة خالصة حيث جميع هذه الخدمات تقدم للطلاب والناس اجمع مجانا رغم عظمتها وجودتها وبأعلى المعايير العالمية وكأني بحديث النبي محمد صلى الله عليه واله وصحبه وسلم ماثل بين عيني فيهم والقائل: (( إن الله يحب اذا عمل احدكم عملا ان يتقنه)) ؛ نعم رأيت الاتقان متأصل في كل شيء.. رايت المدرسين ذو الكفاءة العالية رايت المكتبات الفائقة والمرتبة بكل ما هو مريح وجذاب للقاريء رايت المختبرات المجهزة باحدث التقنيات.. رأيت الطموح العالي الذي ليس له سقف سوى الوصول الى ما هو افضل.. رأيت كريم الاخلاق الرفيعة فيهم وهم يحتفون فرحة وبهجة ويسعون في خدمتنا وكأني بمجد حضرموت يشرق من جديد ويحيا في ربوع هذه المدرسة..

 

عدد المدرسين بالمجمع كاملا يقارب ١١٥ معلم ومعلمة وعدد الطلاب والطالبات الذين تحتضنهم هذه المدارس ١١٠٠ طالب وطالبة  ....

 

وقدمت في هذا اليوم محاضرتين حول اهمية الحفاظ على الهوية والتراث الذي تميزت به حضرموت وكذا معرض هادف لاهم المخطوطات التي يحتضنها مركز النور للدراسات والابحاث وكذا التعرف على جهاز ترميم المخطوطات وكذا طرق التوثيق الحديث للمخطوطات.

 

يذكر أن من قدماء الاساتذة الذين تولوا زمام التدريس بمدارس بن محفوظ الاهلية السيد المنصب حسن بن عمر الحداد كان مديرا بها وكذا شيخنا الفاضل علي بن سالم بكير باغيثان حفظه الله وامد له في العمر والنفع .

 

والعجب ان ثلثي المدرسين اليوم بهذه المدارس هم من ربوع وادي حضرموت من تريم وسيئون والقطن بالاضافة الى عدد من الاساتذة من ساحل حضرموت.

رسالتي للطلاب والطالبات واولياء الامور ان يشكروا الله على هذه النعمة ومن كان سببا في تهيئة هذه البيئة التي تغبطكم فيها كل مدارس الجمهورية واقول لهم احفظوا وارعوا حق هذه النعمة واعطوها حقها ولا تنسوهم من دعواتكم فهم بذلوا لاجل اسعادكم وحفظ جيل متسلح بالعلم والمعرفة  يبني وطنه ومستقبله وحضارة أمته التي فقدت في هذه الوديان الشاسعة ..

 

ورسالتي لتجار ورجال حضرموت في الشرق والغرب هذا رجل تاجر واحد منكم صار امة في قومه يجمع الكل على خيريته والسنة الخلق تحكي ما خبأته الاقدار ..  كان هذا الشيخ في بداية أمره فقيرا لا يملك حتى أجرة السفر التي تقيله من موطنه الى ارض الاغتراب بل استدانها وسافر وتحمل المشاق من عمل الى اخر حتى فتح الله عليه وبارك الله له في ذلك حتى بلغ مبلغا يضرب به المثل في تجار رجال حضرموت والوطن العربي غير أن ما ميزه هو حبه لوطنه وطينته حضرموت وبالتحديد موطنه دوعن فلم يكابر بل يسجد لله شكرا ويسعد كل محتاج ويقضي له حاجته .. فبدأ بإنشاء مدرسة النور (القديمة) واستمر خيره هطال عليها وفي العام ١٤٢٣ هجرية ٢٠٠٢م أسس مدارس بن محفوظ الحديثة واستمر ابناؤه واحفاده على هذا المنوال جزاهم الله خير في رعاية أوقافها وبصورة مستمرة لا تتغير ولا تتبدل الى يوم الدين، وها نحن وقفنا عليها اليوم في زيارتنا هذه التي ستبقى في ذاكرتنا خالدة تحكي لنا دروسا عن عظمة ذلك الرجل وتبقى في ذاكرة كل من زارها وغاص في عمق تراتيبها وأنظمتها وخدم بذلك اهله ومجتمعه..

 فهلا سلك تجار حضرموت وغيرهم مسلك هذا الرجل الفاضل حتى يبقى ذكرهم مخلدا في الحياة الدنيا وبعد الممات كصدقات جارية مستمرة دائمة النفع  أبد الآباد إلى يوم المعاد  ..

  عليهم سلام الله إن كانوا قد مضوا ..

  فذكر لهم باق وقد شاع بالنقل.