آخر تحديث :الخميس-28 مارس 2024-04:18م

ملفات وتحقيقات


الناشط الحقوقي الجنوبي أنيس جمعان يفتح ملف فتوى الديلمي بشأن استباحة دماء الجنوبيين

السبت - 24 فبراير 2018 - 02:13 م بتوقيت عدن

الناشط الحقوقي الجنوبي أنيس جمعان يفتح ملف فتوى الديلمي بشأن استباحة دماء الجنوبيين

تقرير / فضل حبيشي

في إطار سلسلة فتح الملفات الحقوقية الجنوبية الناشط الحقوقي الجنوبي القاضي أنيس صالح جمعان يفتح ملف فتوى وزير العدل الأسبق عبدالوهاب الديلمي الصادرة أثناء الحرب الظالمة على الجنوب عام 1994م التي كفّر فيها الجنوبيين وحرض على قتالهم ومحاولاته فيما بعد التملص منها بل وإنكارها وكذلك تداعياتها وردود فعل العديد من علماء الدين وآراء جهات أخرى متعددة تجاه هذه الفتوى:

صحة فتوى استباحة دماء وأموال الجنوبيين في حرب 27أبريل 1994م من قبل وزير العدل اليمني الأسبق الشيخ الإصلاحي الدكتور عبدالوهاب الديلمي :

أولاً : نص فتوى الشيخ الإصلاحي عبدالوهاب الديلمي على استباحة دم وأموال الجنوبيين في حرب عام 1994م وردود علماء ومفكرين إسلاميين عليها نشرت في بداية شهر يوليو 1994م..

 

(نص فتوى عبد الوهاب الديلمي):

إننا نعلم جميعاً أن الحزب والبغاة في الحزب الاشتراكي اليمني المتمردين المرتدين هؤلاء لو أحصينا عددهم لوجدنا أن أعدادهم بسيطة ومحدودة ، ولو لم يكن لهم من الأنصار والأعوان من يقف إلى جانبهم ما استطاعوا أن يفعلوا ما فعلوه في تاريخهم الأسود طوال 25 عاما ، وكل الناس يعرفون في داخل المحافظات الجنوبية وغيرها أنهم أعلنوا الردة والإلحاد والبغي والفساد والظلم بكل أنواعه وصنوفه، ولو كان هؤلاء الذين هم رأس الفتنة لم يكن لهم من الأعوان والأنصار ما استطاعوا أن يفرضوا الإلحاد على أحد ولا أن ينتهكوا الأعراض ولا أن يؤمموا الأموال ويعلنوا الفساد، ولا أن يستبيحوا المحرمات ، لكن فعلوا ما فعلوه بأدوات ، هذه الأدوات هم هؤلاء الذين نسميهم اليوم المسلمين، هؤلاء هم الذي أعطى الجيش ولاءه لهذه الفئة، فأخذ ينفذ كل ما يريد أو ما تريده هذه الفئة ويشرد وينتهك الأعراض ، ويعلن الفساد ويفعل كل هذه الأفاعيل ، وهنا لا بد من البيان والإيضاح في حكم الشرع في هذا الأمر.

أجمع العلماء أنه عند القتال بل إذا تقاتل المسلمون وغير المسلمين ، فإنه إذا تمترس أعداء الإسلام بطائفة من المسلمين المستضعفين ، فإنه يجوز للمسلمين قتل هؤلاء المتمترس بهم مع أنهم مغلوب على أمرهم وهم مستضعفون من النساء والضعفاء والشيوخ والأطفال ، ولكن إذا لم نقتلهم فسيتمكن العدو من اقتحام ديارنا وقتل أكثر منهم من المسلمين ويستبيح دولة الإسلام وينتهك الأعراض.

إذن ، ففي قتلهم مفسدة أصغر من المفسدة التي تترتب على تغلّب العدو علينا ، فإذا كان إجماع المسلمين يجيز قتل هؤلاء المستضعفين الذين لا يقاتلون، فكيف بمن يقف ويقاتل ويحمل السلاح .

هذه أولاً ، الأمر الثاني : الذين يقاتلون في صف هؤلاء المرتدين يريدون أن تعلو شوكة الكفر وأن تنخفض شوكة الإسلام، وعلى هذا فإنه يقول العلماء من كان يفرح في نفسه علو شوكة الكفر وانخفاض شوكة الإسلام فهو منافق ، أما إذا أعلن ذلك وأظهره فهو مرتد أيضاً..

 

(انتهت الفتوى)

ثانياً :موقف الديلمي وحزب الإصلاح اليمني من الفتوى :

في صحيفة 26 سبتمبر الحكومية بتاريخ 15 ديسمبر نفى الشيخ عبدالوهاب الديلمي إصدار الفتوى، واعتبرها ترويج للإشاعات بدون دليل بإنساب فتوى استحلال دماء وأموال الجنوبيين إليه.. واعتبرها مجرد ترويج لأغراض أخرى.

وكان الديلمي قد نفى في خطبة ألقاها في إحدى جمع الستين إصداره لفتوى عام 94 تبيح دماء وأموال وممتلكات اليمنيين الجنوبيين في حرب صيف 94، وتحدى متهميه بإثبات فتواه أو وجود إي دليل يثبت صحة إدعاءهم.

يرى مناصرون للديلمي من حزب التجمع اليمني للإصلاح أن هذه الفتوى اختلقها أشخاص يكنون العداء والكراهية للديلمي، رغم أنه يوجد مقطع صوتي للفتوى بصوت الديلمي، وقد نشرت في مقال في صحيفة (صوت الإيمان) مع صورتين في الصفحة الأولى وتتمة المقال في الصفحة التالية (مرفق صورة من صحيفة الأيمان).

وقد حاول كثير من الإصلاحيين إنكار فتوى الديلمي التي كفر فيها الجنوبيين وحرض على قتالهم، وقد حاول الشيخ الديلمي أن يتملص من هذه الفتوى حينا وحينا آخر أنكرها لكنه في تسجيل صوتي على اليوتيوب اعترف بها مسجلة بصوته وموجودة في موقع اليوتيوب على هذا الرابط :

https://m.youtube.com/watch?feature=youtu.be&v=uvMsbxu6Ewc

 

ثالثاً : النسخ الصوتية للفتوى بصوت الشيخ عبدالوهاب الديلمي في موقع اليوتيوب على هذه الروابط لمشاهدتها وسماعها لنقرأها جيداً ونتأمل فيها,ونرى هل فعلا كفَّر الديلمي الجنوبيين واستحل دماءهم أم لا ؟!! :

(1) المقطع الأول :

https://youtu.be/XLEe_Lq3XCo

(2) المقطع الثاني :

https://m.youtube.com/watch?v=uDgf6IoBOAc

(3) المقطع الثالث :

http://www.soutalgnoub.com/alftoa1.wav

 

رابعاً : قراءة الفتوى :

نشر موقع منتديات يافع في تاريخ 29-60-2013م قراءة لفتوى الديلمي تلخصت بالآتي على الرابط :

http://www.yafea1.net/vb/showthread.php?t=56335

1ـ الفتوى من أول كلمة فيها يظهر الانحياز الحزبي والإقصائي، حيث اعتبر الحزب الاشتراكي بغاة ومتمردين, ومعلوم أن الحزب الاشتراكي كان شريكا في الوحدة وشريكا في الحكم, وتمَّ الغدر به وبقياداته, فهو الضحية, والبغاة هم الذين يُعتبرون آلة القتل والتصفيات الجسدية.

 

2ـ قوله (هؤلاء لو أحصينا عددهم لوجدنا أن أعدادهم بسيطة ومحدودة ولو لم يكن لهم من الأنصار والأعوان من يقف إلى جانبهم , ما استطاعوا أن يفعلوا ما فعلوه في تاريخهم الأسود طوال خمسة وعشرين عاماً)، وهذه الفقرة صريحة في أن الفتوى لا تختص بمقاتلة الحزب الاشتراكي الذي كفروه تلك الأيام وتحالفوا معه اليوم, وإنما تشمل كل من تعاون معه أو أيده أو وقف إلى جانبه كما هو صريح العبارة.. ومعلوم أن الغالبية العظمى من الجنوبيين كانت مؤيدة للحزب الاشتراكي بدليل الانتخابات النيابية التي أُجريت عام 1993م حيث اختارت الغالبية الساحقة من أبناء الجنوب الحزب الاشتراكي.. إذن فالذين كانوا يقفون بجانب الحزب الاشتراكي ويؤيدونه هم الغالبية العظمى من الشعب وتشملهم فتوى الديلمي كما نص عليه بصريح العبارة.

3ـ قوله: (وكل الناس يعرفون في داخل المحافظات الجنوبية وغيرها أنهم أعلنوا الردة والإلحاد والبغي والفساد والظلم بكل أنواعه وصنوفه)، وهذا من التجاوز وإلقاء الكلام على عواهنه, بل من الكذب على الجنوبيين وعلى الحزب الاشتراكي, وأوضح دليل على كذبه أن الجنوبيين الذين يدعي أنهم جميعاً يعرفون كفر الحزب وإلحاده وفساده انتخبوا الحزب وظلوا متمسكين به إلى حرب الاحتلال عام1994م.

- ثم دعوى أن الحزب أعلن الردة والإلحاد, من الكذب الفاضح, وأتحدى الديلمي وغير الديلمي أن يأتوا بإعلان واحد للإلحاد والردة.

والواقع خير دليل يكشف هذه الكذبة الدموية, فقد أعلن دستور الحزب الاشتراكي من أول صدوره بأن الإسلام هو الدين الرسمي للدولة, وكانت مآذن المساجد تصدح بالأذان والتكبير والدعوة إلى ذكر الله وإلى الصلاة, وكانت الجمع والجماعات قائمة في بيوت الله التي تنفق عليها الدولة وتكافئ أئمتها وخطبائها, وكان التلفزيون الرسمي يفتتح بثه بتلاوة آيات من القرآن الكريم, وكانت شعارات الحزب وطوابعه البريدية تحتوي على كثير من الآيات القرآنية.

 

كل هذا إعلان لإسلامية الدولة, فأين هو الإلحاد والردة الذين أعلنهما الحزب.؟!

وإذا كان البعض قد يشتبه عليه الأمر بسبب بعض النزعات الإلحادية التي كانت توجد في بعض المنتسبين للحزب الاشتراكي فإن هذا لا يعبر عن توجه الحزب, وإنما يعبر عن الشخص نفسه, أما الحزب فيعبر عنه دستوره الذي ينُص بصراحة على أن الإسلام هو الدين الرسمي للدولة وما ذكرته آنفاً.. وتلك النزعات الإلحادية موجودة إلى اليوم في صنعاء, فكم قرأنا وسمعنا لملحدين يعلنون الكفر والردة في صنعاء بكل وقاحة إلى يومنا هذا من دون أن يجرأ أحد على مسهم بشيء.

- وإذا كان البعض يظن أن الحزب الاشتراكي كافر لشيوعيته فإن المؤتمر (حليف الإصلاح)هو الآخر كافر لرأسماليته, ولا أظن أن أحمق يدعي أن الاشتراكية كفر والرأسمالية ليست بكفر.!! ثم إن الاشتراكية في فلسفتها ليست كفراً, ولا علاقة لها بالإلحاد, وإنما هي نظام اقتصادي يهدف إلى المساواة في توزيع الثروة, وقد قرر هذا ودافع عنه المفكر الإسلامي الكبير مصطفي السباعي في كتابه (اشتراكية الإسلام) الذي طبع مؤخراً بعنوان (التكافل الاجتماعي في الإسلام), والحزب الاشتراكي اختار الشيوعية كنظام اقتصادي, لا كنظام عقدي بدليل أن دستوره ينُص على أن الإسلام هو دين الدولة, كما أن المؤتمر اختار الرأسمالية كنظام اقتصادي.

- وأما ما سماه(والفساد والظلم بكل أنواعه وصنوفه) فهذا من الكذب القبيح أيضاً فإن الفساد والظلم والمحسوبية ومصادرة الأموال والنهب والسرقة والسطو على المال العام والرشوة وبيع وشراء الذمم لم يكن له في الجنوب أثر قبل عام 1990م, وكل مظاهر الفساد هذه دخيلة علينا وبضاعة وردت على بلادنا من وراء الحدود الجنوبية.

في عهد الحزب الذي تكفرونه كان هناك نظام ومساواة وقانون كحد السيف يطبق على الرئيس وابن الرئيس قبل أن يطبق على المواطن العادي, ونحن الجنوبيون نعلم هذا جيداً, ونعرف كثيراً من الوقائع في هذا.

4ـ ثم عاد الديلمي مرة أخرى إلى تكفير مؤيدي الحزب الاشتراكي وهم عامة الجنوبيين, فقال: (ولو كان هؤلاء الذين هم على رأس الفتنة لم يكن لهم من الأعوان والأنصار ما استطاعوا أن يفرضوا الإلحاد على أحد, ولا أن يؤمموا الأموال , ولا أن يعلنوا الفساد ولا أن يستبيحوا المحرمات).

5ـ ثم نص بصريح العبارة على تكفير الجيش الجنوبي- طبعاً وكل مؤيدي الحزب كما نص عليه سابقاً- فقال: (ولكن فعلوا ما فعلوه بأدوات , هذه الأدوات هم هؤلاء الذين نسميهم اليوم بالمسلمين , هؤلاء هم الجيش الذي أعطى ولاءه لهذه الفئة)، إذن فالجيش الجنوبي بنص الفتوى كافر حلال الدم, ولو أننا فرضنا أن الفتوى هذا لا يراد بها إلا الجيش فإن الجيش الجنوبي كان يضم مئات الآلاف من أبناء الجنوب, وكان وراء مئات الآلاف هذه مئات الآلاف مؤيدة ومناصرة لذلك الجيش العظيم, وهؤلاء- بالطبع – كفار لأنهم مؤيدون وموالون للجيش الذي كفره الديلمي.! إذن في هذه الفقرة تكفير للحزب الاشتراكي وتكفير للجيش الجنوبي.

وفي الفقرة الأولى تكفير لكل من أيد أو وقف بجانب الحزب الاشتراكي وهم بقية الشعب, إذن فالخلاصة أن الشعب الجنوبي كافر, ولهذا نقولها بالفم المليان: إن الديلمي كفَّر الشعب الجنوبي.

6ـ ثم شرع الديلمي يؤصل لقتل الجنوبيين فقال, فأشار إلى مسألة التمترس وهي مسألة مشهورة في الفقه الإسلامي.. وفي الفتوى ما يدل على أن الديلمي ليس على دراية تامة بهذه المسألة حيث زعم أن هذه المسألة محل إجماع فقال: (أجمع العلماء أنه عند القتال بل إذا تقاتل المسلمين وغير المسلمين فإنه إذا تمترس أعداء الإسلام بطائفة من المسلمين المستضعفين فإنه يجوز للمسلمين قتل هؤلاء المُتمترس بهم).. وهذا غلط, بل الفقهاء مختلفون ولهم وجهات نظر متعددة في هذه المسألة, وهذا (وهم) يدل على قصر الشيخ في معرفة كلام الفقهاء, ومن كان كذلك لا يجوز له أن يفتي بحل دماء المسلمين.

وبتنزيل هذه المسألة وهي قتل المتمترس بهم يعني أنه يجوز قتل كل الجنوبيين الذين في عدن وحضرموت وغيرها من المحافظات حيث تتواجد الوحدات والألوية العسكرية لأن قتل الجيش واجب لكفره ومعسكرات الجيش يوجد كثير منها في المدن والأماكن المأهولة, وهؤلاء يجوز قتلهم جميعاً لأن الجيش الجنوبي الكافر تمترس بهم.!

7ـ ثم إن الفتوى فيها تضارب وتناقض عجيب, حيث علل الديلمي جواز قتل المتمترس بهم بأنه لو لم يتم قتلهم لاستباح الجيش الجنوبي الكافر ديار المسلمين فقال: (إذا لم تقتلهم سيتمكن العدو من اقتحام ديارنا وقتل أكثر منهم من المسلمين ويستبيح دولة الإسلام وينتهك الأعراض).. وعندما تقرأ هذه الفقرة يظن القارئ أن الجيش الجنوبي هو الذي شن الحرب على الشمال وأراد أن يغزو دولة الإسلام – كما سماها لأن دولة الجنوب دولة كافرة.. وهذا بدوره ينسف الفتوى من أصلها لأن الجيش الجنوبي لم يزحف إليكم ولم يرد استباحة دولتكم وإنما كان يدافع عن أرضه وترابه, وأنتم الذين غدرتم به في عمران وذمار وزحفتم بجحافلكم العسكرية والقبلية والدينية لاحتلال الجنوب ..!.

8ـ ثم عاد الديلمي فقال: (فإذا كان إجماع المسلمين يجيز قتل هؤلاء المستضعفين الذين لا يقاتلون فكيف بمن يقف ويقاتل ويحمل السلاح هذا أولاً).. وقد علمت أن الفقهاء لم يجمعوا على مسألة التمترس, وهذا يؤكد أن التصور الفقهي لم يكن منضبطاً عند الديلمي.

9ـ ثم ختم الديلمي الفتوى بالقول: (الأمر الثاني الذين يقاتلون في صف هؤلاء المرتدين يريدون أن تعلوا شوكة الكفر وأن تنخفض شوكة الإسلام, وعلى هذا فإنه يقول العلماء من كان يفرح في نفسه في علو شوكة الكفر وانخفاض شوكة الإسلام فهو منافق , أما إذا أعلن ذلك وأظهره فهو مرتد أيضاً).. وهنا يصرح الديلمي بأن جميع أعضاء الحزب الاشتراكي مرتدون, طبعاً وكل من أيدهم أو وقف بجانبهم كما سبق, وأيضاً الجيش الجنوبي كما مضى. فكل هؤلاء مرتدون كما هو نص الفتوى.

ولنا هنا أن نسأل الديلمي من أين لك أن هؤلاء يريدون أن تعلو شوكة الكفر وتنخفض شوكة الإسلام؟!!, فهل اطلعت على نياتهم وما يدور في قلوبهم وعقلوهم؟!!.. وإذا كان هؤلاء في الأصل كفار ومرتدون لماذا قبلتم الوحدة معهم, وكيف سمحت لنفسك أن تكون وزيراً للعدل في دولة كان هؤلاء الكفار شركاء في حكمها؟!!.

والفتوى واضحة في أن قتال الجيش الجنوبي والحزب الاشتراكي الذي يمثل الجنوبيين إنما هو لردتهم.. والسؤال: متى ارتدوا؟!! .. هل ارتدوا عام 1994م حين دعوتم للجهاد المقدس, أم أن الحزب كان مرتداً من قبل عام1990م؟!!.. فإذا كانت ردة الحزب حصلت عام 1994م فبماذا ارتدوا وإلى ماذا استندتم في الحكم عليهم بالكفر والردة؟!.. وإذا كان الحزب الاشتراكي وجيش الجنوب وكل من أيده أو وقف بجانبه كفاراً من قبل عام 90م فيعود السؤال كيف قبلتم الوحدة مع الكفار, ولماذا لم تظهر فتوى التكفير والردة هذا إلا عندما قمتم بشن الحرب على الجنوب..؟!!.. والجواب معروف لدينا جداً .. إذن خلاصة الفتوى هذا أن الحزب الاشتراكي الذي كان يضم ما لا يحصى من الجنوبيين كافر .. وكل من كان مؤيداً للحزب الاشتراكي أو وقف بجانبه طيلة حكمه – قبل الوحدة –وهم كافة الجنوبيين كفار.. والجيش الجنوبي عن بكرة أبيه كافر.. وخلاصة الخلاصة: أن الجنوبيين كفار ..

هذه هي حقيقة الفتوى وإن تنصل منها الديلمي, والفتاوى لا تُقرأ بحسب مراد قائلها ونيته, لأن الخلق لا يعلمون ما في الصدور وإنما تُقرأ الفتوى بآثارها ودلالات ألفاظها.

 

خامساً : رد علماء الأمة الإسلامية في هذه الفتوى :

قال شيخ الأزهر، حينها، جاد الحق علي جاد الحق، معلقا على فتوى الديلمي: "إن مسألة العدوان بين المسلمين غير مقبولة شرعا ومصلحة، والاقتتال بين المسلمين حرام، وقد قال رسول الله صلى عليه وسلم إن قتل الأطفال والنساء والشيوخ حرام، لأن الحرب اليمنية أصلا غير مشروعة، ولأن قتل هؤلاء غير مشروع مع غير المسلمين، فما بالنا بالمسلمين".

أما الشيخ الراحل محمد الغزالي في رده على فتوى الديلمي، ضمن تحقيق صحيفة "الوثيقة" المصرية، فقد قال: "إن قتل الأطفال والنساء وكل من لا يشارك في الحروب جريمة في عرف الإسلام، والمسلمون منهيون في حالة الحرب مع العدو عن اقتلاع شجرة فهل نجيز لهم ذبح الأطفال والنساء في حرب غير مشروعة كهذه الحرب التي ابتلي بها إخواننا في اليمن".

أما الشيخ أحمد حسن مسلم، عضو لجنة الإفتاء في الأزهر الشريف، رد على فتوى الديلمي بالقول: "إن الحفاظ على النفس البشرية بصفة عامة أمر مطلوب شرعا، ولا يجوز تسويغ الذرائع لسفك دماء المدنيين سواء كانوا مسلمين أو غير مسلمين، بحجة أن عدم قتلهم يمنع الانتصار على العدو".

ومن جانبه، رد رئيس قسم الشريعة في كلية الحقوق بجامعة القاهرة على فتوى الديلمي بجواز قتل المتمترس بهم من المدنيين: "إن الشريعة الإسلامية واضحة تماما في تحريم دم المسلم وعدم جواز سفكه، بل إن الإسلام يعتبر قتل نفس واحدة قتلا للناس كلهم، وأن عقوبة إباحة دم المسلم هي القصاص في الدنيا والخلود في النار".

نائب رئيس جامعة الأزهر الأسبق والأمين العام الأسبق لرابطة الجامعات الإسلامية الشيخ الدكتور جعفر عبدالسلام، رد بالقول: "إن إباحة دم المسلم أكبر جريمة يمكن أن ترتكب على وجه الأرض، ولهذا حرمها الإسلام والمواثيق الدولية".

أما الدكتور محمد سليم العوا، الأمين العام للهيئة العالمية لعلماء المسلمين، فقد رد بأن مثل هذه الفتاوى تجعل من "الصعب علينا إقناع العالم بأن الإسلام سبق القانون الدولي ومعاهدات جنيف في تحريم الاعتداء على المدنيين أثناء الحروب، فما بالنا عندما تأتي مثل هذه الفتوى التي تبيح قتل الأطفال والنساء الذين يتواجدون في مناطق الحروب، بحجة أن العدو يتمترس بهم".

الشيخ السعودي عبدالله باجبرين  رد على فتوى الديلمي التي أنكرها والتي أجاز فيها قتل الأبرياء من النساء والأطفال والعجزة الجنوبيين .. الأصل أن السكان مسلمون لذا فلا يجوز الحكم عليهم بحكم الكفار فضلا عن استباحة قتلهم.

فضيلة الشيخ مقبل الوادعي في حرب 1994م في شريط أسئلة طلبة العلم أبناء عدن الوجه الثاني حول حرب 1994م، قال بأن الديلمي والزنداني أفتوا بقتل أخواننا الجنوبيين : السائل فضيلة الشيخ ما حكم الحرب الدائرة في هذه الأيام بين الشمال والجنوب؟.

ـ الشيخ مقبل :(( ياإخوننا النبي صلى الله علية وسلم يقول: إذا التقى المسلمان بسيفيهما فكلاهما في النار فهذه الحرب محرمه بين المسلمين والواجب يااخوننا أن تقوم الدول العربية والإسلامية بوقف هذه الحرب الجائرة وأن تصلح بين إخوتنا ويقاتلوا الطائفة التي ترفض الامتثال إلى أمر الله لقوله تعالى: (وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله فإن فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا إن الله يحب المقسطين) لكن يا اخواننا الأخوان المفسدان الديلمي والزنداني أفتيا بقتل اخواننا الجنوبيين ولبّسوا ودلسواعلى الناس، وقد حدثنا أخواننا الثقاة أن حزب الإصلاح ينزلون إلى المعسكرات لتحريض الناس على الاقتتال وقد شاهدوا الزنداني وابنه يحرضان على قتل إخواننا الجنوبيين في المعسكرات والله المستعان )) انتهى شريط أسئلة طلبة العلم أبناء عدن ..

 

سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز مفتي عام المملكة ورئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء فقد وجه نصيحة إلى زعماء وعقلاء اليمن والمتقاتلين من الشطرين في حرب 1994م، وليتأمل الجميع كيف بكون كلام علماء الحق في نصح الأمة ومقارنته مع فتوى الشيخ عبدالوهاب الديلمي الظالمة وإليكم النصيحة :

 من عبد العزيز بن عبد الله بن باز إلى زعماء بلاد اليمن وقادتها وإلى جميع عقلائهم والمقاتلين من شطري اليمن:

سلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: فأذكركم الله سبحانه وتعالى في شعب اليمن كافة، وأذكركم الله في الضعفاء الذين لا يستطيعون أن يدافعوا عن أنفسهم أو يدافعوا عنها من النساء والصبيان والشيوخ والمرضى والجرحى، أذكركم الله في الحرث والنسل أن تكونوا سبب هلاكه ودماره، وسبب سفك مزيد من الدماء بلا هوادة، وتدمير البيوت وإلقاء قذائف الدمار التي لا تبقي ولا تذر، فأين حلمكم؟ وأين حكمتكم؟ وأين الرحمة بالأطفال الرضع والشيوخ الركع والنساء والعجزة؟ لا تشمتوا بأنفسكم أعداء الإسلام، ولا تدمروا بلادكم ومقدراتها بأيديكم، ولا تملأوا البيوت والقلوب بالأحقاد، احقنوا الدماء وأبقوا على بقية الأواصر والأرحام وأخوة الإسلام، ولا تطيعوا أمر المسرفين، عودوا إلى كتاب الله وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم..

 

سادساً : موقف الجنوب من فتوى الديلمي :

-أصدر مجلس الرئاسة في جمهورية اليمن الديمقراطية المعلن عنه في 22مايو 1994م بيان بتاريخ  3 / 7 / 1994م نشرته صحيفة حضرموت العدد 23صفحة 3عدد الاثنين 25محرم 1415هـ الموافق 1994/7/4م جاء ما يلي :

 ((القوى الضلالية التي تقدم فتاوى لا صلة لها بروح الإسلام الحنيف)) ثم يحمل البيان مسؤولية هذه الحرب وكامل السلوكيات اللاإنسانية الناجمة عنها مجموعة بذاتها مضت في الغي والضلال واستخدمت كل أدوات الدمار المادية والمعنوية..

لقد أستاء كثيرمن أبناء الجنوب من فتوى الشيخ الإصلاحي عبدالوهاب الديلمي واعتبروها بمثابة صك أو ترخيص لهدر دمائهم واستباحة أموالهم وأرضهم من قبل النظام اليمني أثناء غزوهم للجنوب، وصدرت بيانات تندد بها وقد نشرت كثير من الكتابات التحليلية عن محتوى فتوى الديلمي نتطرق لأحد منها نشرت في يوم الأربعاء الموافق نُشرت في 25/7/2012م من قبل ياسين النقيب على الرابط التالي:

http://jhaf.yemenforums.net/t10941-topic

نقلت مواقع تابعة لحزب الإصلاح اليمني بيان عبد الوهاب الديلمي ينفي الفتوى الذي أفتى بها بقتل المستعضفين في أرض الجنوب عام 1994 م, وقال لا وجود لهذه الفتوى التي يزعمون بها أي الجنوبيين وإنما اختلاق وتلبيس على العامة لهدف في نفوسهم, وذكر الهدف عودة وطنهم الجنوب وأسماه بالإنفصال !.. وبما أني جنوبي ولم أرد على العلماء طيلة عقدين من الزمن, ووجدت أن الحق معي للرد على من يقتل المسلمين بفتوى؛ ليس بعالم ولا حتى مسلم! والدليل في الآية التالية الموضوعة في هذه الفقرة, كما أيقنت بأنه كاذب, وأنه – الديلمي- عالم في الجهل اليمني ويروج أكاذيبه وجهله على الجاهلين في اليمن حتى يومنا هذا من عام 2012 م بعد عقدين من طرح فتواه على تكفير وقتل الجنوبيين.. هل الديلمي يقول لنا إن الشعب اليمني لا زال جاهل وسوف يصدق أكاذيبه مرة أخرى بعد عشرون عاماً ؟.. والله إنه لمن المؤسف على طلبة العلم الشباب أن يتعلموا على يد مثل هذا الأفاك وهم يعرفوا إنه عالم كاذب والدليل بين أيديهم بالصوت والصورة وهو يقرأ فتواه, أليس بعد هذا الكذب فجاجة وصلف وقبح! ويعرفوا إن الله سبحانه وتعالى قال {إنما يفتري الكذب الذين لا يؤمنون بآيات الله وأولئك هم الكاذبون} [النحل : 105]. وفي السنة الطاهرة: ( آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب, وإذا وعد أخلف, وإذا أؤتمن خان ) ثم إنني أسند لكم الأتي من الفتوى التي أطلقها عبد الوهاب الديلمي بقتل الجنوبيين (العامة) من الرجال والنساء والشيوخ والأطفال وليس بقتل العسكريين فقط ثم أسند لكم ردود علماء المسلمين عليها فيما يلي:

قال الديلمي في فتواه لقتل الجنوبيين : ... أجمع العلماء أنه عند القتال بل إذا تقاتل المسلمين وغير المسلمين فإنه إذا تمترس أعداء الإسلام بطائفة من المسلمين المستضعفين فإنه يجوز للمسلمين قتل هؤلاء المُتمترس بهم مع أنهم مغلوب على أمرهم وهم مستضعفون من النساء والضعفاء والشيوخ والأطفال، ولكن إذا لم نقتلهم فسيتمكن العدو من اقتحام ديارنا وقتل أكثر منهم من المسلمين ويستبيح دولة الإسلام وينتهك الأعراض.

إن عبد الوهاب الديلمي في طرح فتواه هذه لا يخاف الله كما يخاف أن ينسلخ الجنوب بوطن كامل الأهلية الدولية, إن هذا الأفّاك أسند قتل المسلمين الجنوبيين على جمع العلماء, والرسول عليه الصلاة والسلام في حديثه قال (قاضي في الجنة وقاضيان في النار), فأختار هذا الأفاك سند قاضيان في النار ووضع فتواه عليهما ولم يجتهد بالبحث في الكتاب والسنة لدعم فتواه، ولن يستطيع أن يأتي بسند لفتواه من كلام الله ورسوله.. ثم نسأل الديلمي كيف توحدتم مع الاشتراكيين الكفار وقبلتم بكفرهم وتوحدتم مع مُلحدين وأيدتم بكفر هذه الوحدة! ولماذا قاتلتم شركائكم, أم استتابوا إلى الله عن كفرهم, سوف يكون ردك على هذا السؤال في كلا الحالتين يعطينا بأنك لا تخاف الله بل تخاف الجنوب أن يعود لأهله.

ثم إنّي أسأل الديلمي هل الاشتراكي داخل صنعاء مسلم كامل الأهلية الإسلامية وسلمتوه صك شرعي أنه من المسلمين لا تحاربونهم! وهل الاشتراكيين داخل الجنوب وفي الخارج لا زالوا كفار مُلحدين لا بد من محاربتهم من أجل أن لا يطالبوا بوطنهم وتبقى قبضتكم على أرض الجنوب؟؟؟!!.. هذا الديلمي للأسف لا يريد أن يكُتب عند الله صادقاً بل أصر على كذبه وأراد أن يكتب عند الله كذابا!!.. يا هذا يا من تربعت واستلمت وزارة العدل وأصدرت فتواك على قتل الجنوبيين المستضعفين في أرضهم أرض الجنوب, ها هم علماء المسلمين في الدول العربية قد ردوا عليك في إحدى الصحف المصرية عام 1995 م وما زلت في عام 2012 م تكابر في كذبك وتؤكد فتواك على الجنوبيين, وأذكرك بكلام الله في آية المباهلة, قال الله جل في علاه : {من حآجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين} فنحن على استعداد لمباهلتك أمام الله سبحانه ثم أمام الملأ من المسلمين في قناة محايدة معتبرة ونحن لا نباهل من أجل المكابرة والكذب؛ بل نباهلك بالسند, والدليل سماعك لصوتك وأنت تتلو قبح أعمالك بتكفير وقتل الجنوبيين.

كتب في جريدة مصرية عام 1995م موضوع الفتوى بعنوان: (الفتوى مخالفة لتعاليم الإسلام وأدت إلى قتل الأبرياء), وقد رد على الديلمي علماء معتبرون أجلاء من العالم الإسلامي يشار إليهم وإلى علمهم بالبنان ,وأجمعوا أن هذه الفتوى ليس من الإسلام في شيء.. وقال العلامة الدكتور محمد سعيد طنطاوي مفتي الديار المصرية: (لم يُشرع الإسلام القتل وتشريد الأبرياء). وقال العلامة المشهود له بالعلم من علماء المسلمين فضيلة الشيخ الغزالي: (أن هذه الفتوى بعيدة تماماً عن الشريعة الإسلامية ولا تستند لأي سند ديني). وقال الدكتور والمفكر الإسلامي سليم العوا: (إن الفتوى أفقدت الثقة برجال الدين والمصداقية بأهل الحُكم).

 

وقد نشرت شبكة المخاء الأخبارية مقال للكاتب اليمني الإصلاحي مرعي حميد  مقال عن فتوى الديلمي – القصة الكاملة (الجزء الثاني) يدافع فيه عن الدكتور عبدالوهاب الديلمي وقد قام برصد ردود بعض الصحفيين والشخصيات الجنوبية والعربية عليها من منظور إصلاحي وذلك بنفي صدور الفتوى وسنتطرق في هذا الملف إلى ما نشره  لثلاثة مقالات دون ذكر لتعليقاته عليها والمنشورة على الرابط : https://m.facebook.com/permalink.php?sory_fbid=203450543099049&id=110906699020101

(1) مقال للدكتور عمر عبدالعزيز بعنوان (أحاديث عن حرب المتاهة (4)) بصحيفة حضرموت الصفحة الأخيرة من العدد 23صفحة 3عدد الاثنين 25محرم 1415هـ الموافق  1994/7/4م

 ورد ما يلي: (( تقدموا بفتاوى التكفير الجماعي لسكان اليمن الديمقراطية و أباحوا دماء أطفالهم ونسائهم كما أباحوا كل ممتلكاتهم)) ..

(2) مقال لعبدالقادر سعيد بصعر بذات العدد من صحيفة حضرموت [كان يرأس تحريرها المرحوم فؤاد محمد بامطرف ونائبه الأستاذ العزيز سعيد صالح بامكريد ومدير التحرير الأستاذ علي عبدالله الكثيري ]الصفحة الثانية تحت عنوان(أين أنتم من تعاليم الإسلام السّمحة)ورد: ((وأغرب ما حدث أن أطلق أحد علماء السلطة والجاه الفتوى الغريبة الفتوى التي ما أنزل الله بها من سلطان وهو شيء الصيت عبدالوهاب الديلمي الذي أفتى ظلماً وبهتاناً بجواز اباحة دم الأطفال والنساء والشيوخ من أبناء جمهورية اليمن الديمقراطية )).

(3) مقال للكاتب علي هيثم الغريب بصحيفة الأيام العدد 3805 4مارس2003م  بعنوان :

((إلى الأخ اليدومي: هذه فتوى الديلمي،فما هو ردك؟)) صفحة رقم 5 والتتمة للمقال صفحة 6،

وقد طالب الغريب إلى(( الاعتذار لأبناء محافظات الجنوب عن فتوى الأخ الديلمي))

 

ـ رأي المدونة الحقوقية الجنوبية:

خلاصة  القول في هذا الملف نرى في المدونة الحقوقية الجنوبية للرصد والتوثيق لانتهاكات حقوق الإنسان في الجنوب بأنه بسبب هده الفتوى الظالمة على شعب الجنوب عامة، وليس على قيادة الحزب الاشتراكي اليمني خاصة وهم الأقلية الحاكمة في الجنوب كون الشعب في الجنوب حينها ليس منخرطاً كاملاً في هذا الحزب، قد استندت قيادة النظام اليمني في الشمال في حربها على الجنوب في إباحة قتل أبنائه واحتلاله ونهب ثرواته بهذه الفتوى الدينية الباطلة شرعـاً، والتي عززتها فتوى أخرى في تكفير أبناء الجنوب وقتلهم أثناء الحرب من قبل الداعية الإصلاحي الشيخ عبدالمجيد عزيز الزنداني سنتطرق لها في ملف خاص لاحقاً..

وبدلاً من نكران الشيخ الدكتور عبدالوهاب الديلمي صدور الفتوى من قبله ونكران صوته كان يتوجب عليه إن كان صادقاً لينهي الجدل حينها حولها من أجل إبراء ساحته وذمته عرض الأشرطة المسجلة بصوته إلى جهة محايدة لفحصها ومطابقة صوته عليها إذا كانت صحيحة أو مدبلجة، عرضها على المجمع الفقهي لجامع الأزهر الشريف في مصر الذي يحظى بالتقدير في الجنوب والشمال أو غيره من جهات محايدة أو طلب عرض الخبرة الجنائية، خاصة بعد صدور فتاوي ببطلانها من قبل سماحة شيخ جامع الأزهـر الشريف والشيـخ عبد العزيز بن باز والشيخ بن جبرين والشيخ الغزالي وغيرهم الذي قـد أفتوا ببطلانها وعدم أهلية من أطلق هذه الفتوى ..

 

ملاحظة / تم النشر في مجموعة بانوراما الجنوب والمدونة الحقوقية الجنوبية للرصد والتوثيق لإنتهاكات حقوق الإنسان في الجنوب ونهب ثرواته ..

#متابعات " القاضي أنيس جمعان "

https://www.facebook.com/groups/Legal.southern/permalink/1189184404560541

 

الناشط الحقوقي الجنوبي أنيس جمعان يفتح ملف فتوى الديلمي بشأن استباحة دماء الجنوبيين

   عدن / عدن الغد / خاص

      في إطار سلسلة فتح الملفات الحقوقية الجنوبية الناشط الحقوقي الجنوبي القاضي أنيس صالح جمعان يفتح ملف فتوى وزير العدل الأسبق عبدالوهاب الديلمي الصادرة أثناء الحرب الظالمة على الجنوب عام 1994م التي كفّر فيها الجنوبيين وحرض على قتالهم ومحاولاته فيما بعد التملص منها بل وإنكارها وكذلك تداعياتها وردود فعل العديد من علماء الدين وآراء جهات أخرى متعددة تجاه هذه الفتوى:

   صحة فتوى استباحة دماء وأموال الجنوبيين في حرب 27أبريل 1994م من قبل وزير العدل اليمني الأسبق الشيخ الإصلاحي الدكتور عبدالوهاب الديلمي :
أولاً : نص فتوى الشيخ الإصلاحي عبدالوهاب الديلمي على استباحة دم وأموال الجنوبيين في حرب عام 1994م وردود علماء ومفكرين إسلاميين عليها نشرت في بداية شهر يوليو 1994م..
   ( نص فتوى عبد الوهاب الديلمي ):

    إننا نعلم جميعاً أن الحزب والبغاة في الحزب الاشتراكي اليمني المتمردين المرتدين هؤلاء لو أحصينا عددهم لوجدنا أن أعدادهم بسيطة ومحدودة ، ولو لم يكن لهم من الأنصار والأعوان من يقف إلى جانبهم ما استطاعوا أن يفعلوا ما فعلوه في تاريخهم الأسود طوال 25 عاما ، وكل الناس يعرفون في داخل المحافظات الجنوبية وغيرها أنهم أعلنوا الردة والإلحاد والبغي والفساد والظلم بكل أنواعه وصنوفه، ولو كان هؤلاء الذين هم رأس الفتنة لم يكن لهم من الأعوان والأنصار ما استطاعوا أن يفرضوا الإلحاد على أحد ولا أن ينتهكوا الأعراض ولا أن يؤمموا الأموال ويعلنوا الفساد، ولا أن يستبيحوا المحرمات ، لكن فعلوا ما فعلوه بأدوات ، هذه الأدوات هم هؤلاء الذين نسميهم اليوم المسلمين، هؤلاء هم الذي أعطى الجيش ولاءه لهذه الفئة، فأخذ ينفذ كل ما يريد أو ما تريده هذه الفئة ويشرد وينتهك الأعراض ، ويعلن الفساد ويفعل كل هذه الأفاعيل ، وهنا لا بد من البيان والإيضاح في حكم الشرع في هذا الأمر.
     أجمع العلماء أنه عند القتال بل إذا تقاتل المسلمون وغير المسلمين ، فإنه إذا تمترس أعداء الإسلام بطائفة من المسلمين المستضعفين ، فإنه يجوز للمسلمين قتل هؤلاء المتمترس بهم مع أنهم مغلوب على أمرهم وهم مستضعفون من النساء والضعفاء والشيوخ والأطفال ، ولكن إذا لم نقتلهم فسيتمكن العدو من اقتحام ديارنا وقتل أكثر منهم من المسلمين ويستبيح دولة الإسلام وينتهك الأعراض.
     إذن ، ففي قتلهم مفسدة أصغر من المفسدة التي تترتب على تغلّب العدو علينا ، فإذا كان إجماع المسلمين يجيز قتل هؤلاء المستضعفين الذين لا يقاتلون، فكيف بمن يقف ويقاتل ويحمل السلاح .
   هذه أولاً ، الأمر الثاني : الذين يقاتلون في صف هؤلاء المرتدين يريدون أن تعلو شوكة الكفر وأن تنخفض شوكة الإسلام، وعلى هذا فإنه يقول العلماء من كان يفرح في نفسه علو شوكة الكفر وانخفاض شوكة الإسلام فهو منافق ، أما إذا أعلن ذلك وأظهره فهو مرتد أيضاً..

(انتهت الفتوى)
================
  ثانياً :موقف الديلمي وحزب الإصلاح اليمني من الفتوى :
      في صحيفة 26 سبتمبر الحكومية بتاريخ 15 ديسمبر نفى الشيخ عبدالوهاب الديلمي إصدار الفتوى، واعتبرها ترويج للإشاعات بدون دليل بإنساب فتوى استحلال دماء وأموال الجنوبيين إليه.. واعتبرها مجرد ترويج لأغراض أخرى.
وكان الديلمي قد نفى في خطبة ألقاها في إحدى جمع الستين إصداره لفتوى عام 94 تبيح دماء وأموال وممتلكات اليمنيين الجنوبيين في حرب صيف 94، وتحدى متهميه بإثبات فتواه أو وجود إي دليل يثبت صحة إدعاءهم.
      يرى مناصرون للديلمي من حزب التجمع اليمني للإصلاح أن هذه الفتوى اختلقها أشخاص يكنون العداء والكراهية للديلمي، رغم أنه يوجد مقطع صوتي للفتوى بصوت الديلمي، وقد نشرت في مقال في صحيفة (صوت الإيمان) مع صورتين في الصفحة الأولى وتتمة المقال في الصفحة التالية (مرفق صورة من صحيفة الأيمان).
      وقد حاول كثير من الإصلاحيين إنكار فتوى الديلمي التي كفر فيها الجنوبيين وحرض على قتالهم، وقد حاول الشيخ الديلمي أن يتملص من هذه الفتوى حينا وحينا آخر أنكرها لكنه في تسجيل صوتي على اليوتيوب اعترف بها مسجلة بصوته وموجودة في موقع اليوتيوب على هذا الرابط :
https://m.youtube.com/watch?feature=youtu.be&v=uvMsbxu6Ewc
===================

#ثالثاً : النسخ الصوتية للفتوى بصوت الشيخ عبدالوهاب الديلمي في موقع اليوتيوب على هذه الروابط لمشاهدتها وسماعها لنقرأها جيداً ونتأمل فيها,ونرى هل فعلا كفَّر الديلمي الجنوبيين واستحل دماءهم أم لا ؟!! :
(1) المقطع الأول :
https://youtu.be/XLEe_Lq3XCo
(2) المقطع الثاني :
https://m.youtube.com/watch?v=uDgf6IoBOAc
(3) المقطع الثالث :
http://www.soutalgnoub.com/alftoa1.wav
=================

  رابعاً : قراءة الفتوى :
  نشر موقع منتديات يافع في تاريخ 29-60-2013م قراءة لفتوى الديلمي تلخصت بالآتي على الرابط :
http://www.yafea1.net/vb/showthread.php?t=56335
1ـ الفتوى من أول كلمة فيها يظهر الانحياز الحزبي والإقصائي، حيث اعتبر الحزب الاشتراكي بغاة ومتمردين, ومعلوم أن الحزب الاشتراكي كان شريكا في الوحدة وشريكا في الحكم, وتمَّ الغدر به وبقياداته, فهو الضحية, والبغاة هم الذين يُعتبرون آلة القتل والتصفيات الجسدية.
2ـ قوله (هؤلاء لو أحصينا عددهم لوجدنا أن أعدادهم بسيطة ومحدودة ولو لم يكن لهم من الأنصار والأعوان من يقف إلى جانبهم , ما استطاعوا أن يفعلوا ما فعلوه في تاريخهم الأسود طوال خمسة وعشرين عاماً)، وهذه الفقرة صريحة في أن الفتوى لا تختص بمقاتلة الحزب الاشتراكي الذي كفروه تلك الأيام وتحالفوا معه اليوم, وإنما تشمل كل من تعاون معه أو أيده أو وقف إلى جانبه كما هو صريح العبارة.. ومعلوم أن الغالبية العظمى من الجنوبيين كانت مؤيدة للحزب الاشتراكي بدليل الانتخابات النيابية التي أُجريت عام 1993م حيث اختارت الغالبية الساحقة من أبناء الجنوب الحزب الاشتراكي.. إذن فالذين كانوا يقفون بجانب الحزب الاشتراكي ويؤيدونه هم الغالبية العظمى من الشعب وتشملهم فتوى الديلمي كما نص عليه بصريح العبارة.
3ـ قوله: (وكل الناس يعرفون في داخل المحافظات الجنوبية وغيرها أنهم أعلنوا الردة والإلحاد والبغي والفساد والظلم بكل أنواعه وصنوفه)، وهذا من التجاوز وإلقاء الكلام على عواهنه, بل من الكذب على الجنوبيين وعلى الحزب الاشتراكي, وأوضح دليل على كذبه أن الجنوبيين الذين يدعي أنهم جميعاً يعرفون كفر الحزب وإلحاده وفساده انتخبوا الحزب وظلوا متمسكين به إلى حرب الاحتلال عام1994م.
- ثم دعوى أن الحزب أعلن الردة والإلحاد, من الكذب الفاضح, وأتحدى الديلمي وغير الديلمي أن يأتوا بإعلان واحد للإلحاد والردة.
     والواقع خير دليل يكشف هذه الكذبة الدموية, فقد أعلن دستور الحزب الاشتراكي من أول صدوره بأن الإسلام هو الدين الرسمي للدولة, وكانت مآذن المساجد تصدح بالأذان والتكبير والدعوة إلى ذكر الله وإلى الصلاة, وكانت الجمع والجماعات قائمة في بيوت الله التي تنفق عليها الدولة وتكافئ أئمتها وخطبائها, وكان التلفزيون الرسمي يفتتح بثه بتلاوة آيات من القرآن الكريم, وكانت شعارات الحزب وطوابعه البريدية تحتوي على كثير من الآيات القرآنية.
    كل هذا إعلان لإسلامية الدولة, فأين هو الإلحاد والردة الذين أعلنهما الحزب.؟!
وإذا كان البعض قد يشتبه عليه الأمر بسبب بعض النزعات الإلحادية التي كانت توجد في بعض المنتسبين للحزب الاشتراكي فإن هذا لا يعبر عن توجه الحزب, وإنما يعبر عن الشخص نفسه, أما الحزب فيعبر عنه دستوره الذي ينُص بصراحة على أن الإسلام هو الدين الرسمي للدولة وما ذكرته آنفاً.. وتلك النزعات الإلحادية موجودة إلى اليوم في صنعاء, فكم قرأنا وسمعنا لملحدين يعلنون الكفر والردة في صنعاء بكل وقاحة إلى يومنا هذا من دون أن يجرأ أحد على مسهم بشيء.
- وإذا كان البعض يظن أن الحزب الاشتراكي كافر لشيوعيته فإن المؤتمر (حليف الإصلاح)هو الآخر كافر لرأسماليته, ولا أظن أن أحمق يدعي أن الاشتراكية كفر والرأسمالية ليست بكفر.!! ثم إن الاشتراكية في فلسفتها ليست كفراً, ولا علاقة لها بالإلحاد, وإنما هي نظام اقتصادي يهدف إلى المساواة في توزيع الثروة, وقد قرر هذا ودافع عنه المفكر الإسلامي الكبير مصطفي السباعي في كتابه (اشتراكية الإسلام) الذي طبع مؤخراً بعنوان (التكافل الاجتماعي في الإسلام), والحزب الاشتراكي اختار الشيوعية كنظام اقتصادي, لا كنظام عقدي بدليل أن دستوره ينُص على أن الإسلام هو دين الدولة, كما أن المؤتمر اختار الرأسمالية كنظام اقتصادي.
- وأما ما سماه(والفساد والظلم بكل أنواعه وصنوفه) فهذا من الكذب القبيح أيضاً فإن الفساد والظلم والمحسوبية ومصادرة الأموال والنهب والسرقة والسطو على المال العام والرشوة وبيع وشراء الذمم لم يكن له في الجنوب أثر قبل عام 1990م, وكل مظاهر الفساد هذه دخيلة علينا وبضاعة وردت على بلادنا من وراء الحدود الجنوبية.
     في عهد الحزب الذي تكفرونه كان هناك نظام ومساواة وقانون كحد السيف يطبق على الرئيس وابن الرئيس قبل أن يطبق على المواطن العادي, ونحن الجنوبيون نعلم هذا جيداً, ونعرف كثيراً من الوقائع في هذا.
4ـ ثم عاد الديلمي مرة أخرى إلى تكفير مؤيدي الحزب الاشتراكي وهم عامة الجنوبيين, فقال: (ولو كان هؤلاء الذين هم على رأس الفتنة لم يكن لهم من الأعوان والأنصار ما استطاعوا أن يفرضوا الإلحاد على أحد, ولا أن يؤمموا الأموال , ولا أن يعلنوا الفساد ولا أن يستبيحوا المحرمات).
5ـ ثم نص بصريح العبارة على تكفير الجيش الجنوبي- طبعاً وكل مؤيدي الحزب كما نص عليه سابقاً- فقال: (ولكن فعلوا ما فعلوه بأدوات , هذه الأدوات هم هؤلاء الذين نسميهم اليوم بالمسلمين , هؤلاء هم الجيش الذي أعطى ولاءه لهذه الفئة)، إذن فالجيش الجنوبي بنص الفتوى كافر حلال الدم, ولو أننا فرضنا أن الفتوى هذا لا يراد بها إلا الجيش فإن الجيش الجنوبي كان يضم مئات الآلاف من أبناء الجنوب, وكان وراء مئات الآلاف هذه مئات الآلاف مؤيدة ومناصرة لذلك الجيش العظيم, وهؤلاء- بالطبع – كفار لأنهم مؤيدون وموالون للجيش الذي كفره الديلمي.! إذن في هذه الفقرة تكفير للحزب الاشتراكي وتكفير للجيش الجنوبي.
    وفي الفقرة الأولى تكفير لكل من أيد أو وقف بجانب الحزب الاشتراكي وهم بقية الشعب, إذن فالخلاصة أن الشعب الجنوبي كافر, ولهذا نقولها بالفم المليان: إن الديلمي كفَّر الشعب الجنوبي.
6ـ ثم شرع الديلمي يؤصل لقتل الجنوبيين فقال, فأشار إلى مسألة التمترس وهي مسألة مشهورة في الفقه الإسلامي.. وفي الفتوى ما يدل على أن الديلمي ليس على دراية تامة بهذه المسألة حيث زعم أن هذه المسألة محل إجماع فقال: (أجمع العلماء أنه عند القتال بل إذا تقاتل المسلمين وغير المسلمين فإنه إذا تمترس أعداء الإسلام بطائفة من المسلمين المستضعفين فإنه يجوز للمسلمين قتل هؤلاء المُتمترس بهم).. وهذا غلط, بل الفقهاء مختلفون ولهم وجهات نظر متعددة في هذه المسألة, وهذا (وهم) يدل على قصر الشيخ في معرفة كلام الفقهاء, ومن كان كذلك لا يجوز له أن يفتي بحل دماء المسلمين.
    وبتنزيل هذه المسألة وهي قتل المتمترس بهم يعني أنه يجوز قتل كل الجنوبيين الذين في عدن وحضرموت وغيرها من المحافظات حيث تتواجد الوحدات والألوية العسكرية لأن قتل الجيش واجب لكفره ومعسكرات الجيش يوجد كثير منها في المدن والأماكن المأهولة, وهؤلاء يجوز قتلهم جميعاً لأن الجيش الجنوبي الكافر تمترس بهم.!
7ـ ثم إن الفتوى فيها تضارب وتناقض عجيب, حيث علل الديلمي جواز قتل المتمترس بهم بأنه لو لم يتم قتلهم لاستباح الجيش الجنوبي الكافر ديار المسلمين فقال: (إذا لم تقتلهم سيتمكن العدو من اقتحام ديارنا وقتل أكثر منهم من المسلمين ويستبيح دولة الإسلام وينتهك الأعراض).. وعندما تقرأ هذه الفقرة يظن القارئ أن الجيش الجنوبي هو الذي شن الحرب على الشمال وأراد أن يغزو دولة الإسلام – كما سماها لأن دولة الجنوب دولة كافرة.. وهذا بدوره ينسف الفتوى من أصلها لأن الجيش الجنوبي لم يزحف إليكم ولم يرد استباحة دولتكم وإنما كان يدافع عن أرضه وترابه, وأنتم الذين غدرتم به في عمران وذمار وزحفتم بجحافلكم العسكرية والقبلية والدينية لاحتلال الجنوب ..!.
8ـ ثم عاد الديلمي فقال: (فإذا كان إجماع المسلمين يجيز قتل هؤلاء المستضعفين الذين لا يقاتلون فكيف بمن يقف ويقاتل ويحمل السلاح هذا أولاً).. وقد علمت أن الفقهاء لم يجمعوا على مسألة التمترس, وهذا يؤكد أن التصور الفقهي لم يكن منضبطاً عند الديلمي.
9ـ ثم ختم الديلمي الفتوى بالقول: (الأمر الثاني الذين يقاتلون في صف هؤلاء المرتدين يريدون أن تعلوا شوكة الكفر وأن تنخفض شوكة الإسلام, وعلى هذا فإنه يقول العلماء من كان يفرح في نفسه في علو شوكة الكفر وانخفاض شوكة الإسلام فهو منافق , أما إذا أعلن ذلك وأظهره فهو مرتد أيضاً).. وهنا يصرح الديلمي بأن جميع أعضاء الحزب الاشتراكي مرتدون, طبعاً وكل من أيدهم أو وقف بجانبهم كما سبق, وأيضاً الجيش الجنوبي كما مضى. فكل هؤلاء مرتدون كما هو نص الفتوى.
ولنا هنا أن نسأل الديلمي من أين لك أن هؤلاء يريدون أن تعلو شوكة الكفر وتنخفض شوكة الإسلام؟!!, فهل اطلعت على نياتهم وما يدور في قلوبهم وعقلوهم؟!!.. وإذا كان هؤلاء في الأصل كفار ومرتدون لماذا قبلتم الوحدة معهم, وكيف سمحت لنفسك أن تكون وزيراً للعدل في دولة كان هؤلاء الكفار شركاء في حكمها؟!!.
    والفتوى واضحة في أن قتال الجيش الجنوبي والحزب الاشتراكي الذي يمثل الجنوبيين إنما هو لردتهم.. والسؤال: متى ارتدوا؟!! .. هل ارتدوا عام 1994م حين دعوتم للجهاد المقدس, أم أن الحزب كان مرتداً من قبل عام1990م؟!!.. فإذا كانت ردة الحزب حصلت عام 1994م فبماذا ارتدوا وإلى ماذا استندتم في الحكم عليهم بالكفر والردة؟!.. وإذا كان الحزب الاشتراكي وجيش الجنوب وكل من أيده أو وقف بجانبه كفاراً من قبل عام 90م فيعود السؤال كيف قبلتم الوحدة مع الكفار, ولماذا لم تظهر فتوى التكفير والردة هذا إلا عندما قمتم بشن الحرب على الجنوب..؟!!.. والجواب معروف لدينا جداً .. إذن خلاصة الفتوى هذا أن الحزب الاشتراكي الذي كان يضم ما لا يحصى من الجنوبيين كافر .. وكل من كان مؤيداً للحزب الاشتراكي أو وقف بجانبه طيلة حكمه – قبل الوحدة –وهم كافة الجنوبيين كفار.. والجيش الجنوبي عن بكرة أبيه كافر.. وخلاصة الخلاصة: أن الجنوبيين كفار ..
     هذه هي حقيقة الفتوى وإن تنصل منها الديلمي, والفتاوى لا تُقرأ بحسب مراد قائلها ونيته, لأن الخلق لا يعلمون ما في الصدور وإنما تُقرأ الفتوى بآثارها ودلالات ألفاظها.
====================
  خامساً : رد علماء الأمة الإسلامية في هذه الفتوى :
      قال شيخ الأزهر، حينها، جاد الحق علي جاد الحق، معلقا على فتوى الديلمي: "إن مسألة العدوان بين المسلمين غير مقبولة شرعا ومصلحة، والاقتتال بين المسلمين حرام، وقد قال رسول الله صلى عليه وسلم إن قتل الأطفال والنساء والشيوخ حرام، لأن الحرب اليمنية أصلا غير مشروعة، ولأن قتل هؤلاء غير مشروع مع غير المسلمين، فما بالنا بالمسلمين".
      أما الشيخ الراحل محمد الغزالي في رده على فتوى الديلمي، ضمن تحقيق صحيفة "الوثيقة" المصرية، فقد قال: "إن قتل الأطفال والنساء وكل من لا يشارك في الحروب جريمة في عرف الإسلام، والمسلمون منهيون في حالة الحرب مع العدو عن اقتلاع شجرة فهل نجيز لهم ذبح الأطفال والنساء في حرب غير مشروعة كهذه الحرب التي ابتلي بها إخواننا في اليمن".
      أما الشيخ أحمد حسن مسلم، عضو لجنة الإفتاء في الأزهر الشريف، رد على فتوى الديلمي بالقول: "إن الحفاظ على النفس البشرية بصفة عامة أمر مطلوب شرعا، ولا يجوز تسويغ الذرائع لسفك دماء المدنيين سواء كانوا مسلمين أو غير مسلمين، بحجة أن عدم قتلهم يمنع الانتصار على العدو".
     ومن جانبه، رد رئيس قسم الشريعة في كلية الحقوق بجامعة القاهرة على فتوى الديلمي بجواز قتل المتمترس بهم من المدنيين: "إن الشريعة الإسلامية واضحة تماما في تحريم دم المسلم وعدم جواز سفكه، بل إن الإسلام يعتبر قتل نفس واحدة قتلا للناس كلهم، وأن عقوبة إباحة دم المسلم هي القصاص في الدنيا والخلود في النار".
     نائب رئيس جامعة الأزهر الأسبق والأمين العام الأسبق لرابطة الجامعات الإسلامية الشيخ الدكتور جعفر عبدالسلام، رد بالقول: "إن إباحة دم المسلم أكبر جريمة يمكن أن ترتكب على وجه الأرض، ولهذا حرمها الإسلام والمواثيق الدولية".
       أما الدكتور محمد سليم العوا، الأمين العام للهيئة العالمية لعلماء المسلمين، فقد رد بأن مثل هذه الفتاوى تجعل من "الصعب علينا إقناع العالم بأن الإسلام سبق القانون الدولي ومعاهدات جنيف في تحريم الاعتداء على المدنيين أثناء الحروب، فما بالنا عندما تأتي مثل هذه الفتوى التي تبيح قتل الأطفال والنساء الذين يتواجدون في مناطق الحروب، بحجة أن العدو يتمترس بهم".
       الشيخ السعودي عبدالله باجبرين  رد على فتوى الديلمي التي أنكرها والتي أجاز فيها قتل الأبرياء من النساء والأطفال والعجزة الجنوبيين .. الأصل أن السكان مسلمون لذا فلا يجوز الحكم عليهم بحكم الكفار فضلا عن استباحة قتلهم.
      فضيلة الشيخ مقبل الوادعي في حرب 1994م في شريط أسئلة طلبة العلم أبناء عدن الوجه الثاني حول حرب 1994م، قال بأن الديلمي والزنداني أفتوا بقتل أخواننا الجنوبيين : السائل فضيلة الشيخ ما حكم الحرب الدائرة في هذه الأيام بين الشمال والجنوب؟. 
 ـ الشيخ مقبل :(( ياإخوننا النبي صلى الله علية وسلم يقول: إذا التقى المسلمان بسيفيهما فكلاهما في النار فهذه الحرب محرمه بين المسلمين والواجب يااخوننا أن تقوم الدول العربية والإسلامية بوقف هذه الحرب الجائرة وأن تصلح بين إخوتنا ويقاتلوا الطائفة التي ترفض الامتثال إلى أمر الله لقوله تعالى: (وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله فإن فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا إن الله يحب المقسطين) لكن يا اخواننا الأخوان المفسدان الديلمي والزنداني أفتيا بقتل اخواننا الجنوبيين ولبّسوا ودلسواعلى الناس، وقد حدثنا أخواننا الثقاة أن حزب الإصلاح ينزلون إلى المعسكرات لتحريض الناس على الاقتتال وقد شاهدوا الزنداني وابنه يحرضان على قتل إخواننا الجنوبيين في المعسكرات والله المستعان )) انتهى شريط أسئلة طلبة العلم أبناء عدن ..
  -----------------------------------------
       سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز مفتي عام المملكة ورئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء فقد وجه نصيحة إلى زعماء وعقلاء اليمن والمتقاتلين من الشطرين في حرب 1994م، وليتأمل الجميع كيف بكون كلام علماء الحق في نصح الأمة ومقارنته مع فتوى الشيخ عبدالوهاب الديلمي الظالمة وإليكم النصيحة :
 من عبد العزيز بن عبد الله بن باز إلى زعماء بلاد اليمن وقادتها وإلى جميع عقلائهم والمقاتلين من شطري اليمن:
   سلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: فأذكركم الله سبحانه وتعالى في شعب اليمن كافة، وأذكركم الله في الضعفاء الذين لا يستطيعون أن يدافعوا عن أنفسهم أو يدافعوا عنها من النساء والصبيان والشيوخ والمرضى والجرحى، أذكركم الله في الحرث والنسل أن تكونوا سبب هلاكه ودماره، وسبب سفك مزيد من الدماء بلا هوادة، وتدمير البيوت وإلقاء قذائف الدمار التي لا تبقي ولا تذر، فأين حلمكم؟ وأين حكمتكم؟ وأين الرحمة بالأطفال الرضع والشيوخ الركع والنساء والعجزة؟ لا تشمتوا بأنفسكم أعداء الإسلام، ولا تدمروا بلادكم ومقدراتها بأيديكم، ولا تملأوا البيوت والقلوب بالأحقاد، احقنوا الدماء وأبقوا على بقية الأواصر والأرحام وأخوة الإسلام، ولا تطيعوا أمر المسرفين، عودوا إلى كتاب الله وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم..
=====================
   سادساً : موقف الجنوب من فتوى الديلمي :
     -أصدر مجلس الرئاسة في جمهورية اليمن الديمقراطية المعلن عنه في 22مايو 1994م بيان بتاريخ  3 / 7 / 1994م نشرته صحيفة حضرموت العدد 23صفحة 3عدد الاثنين 25محرم 1415هـ الموافق 1994/7/4م جاء ما يلي :
 ((القوى الضلالية التي تقدم فتاوى لا صلة لها بروح الإسلام الحنيف)) ثم يحمل البيان مسؤولية هذه الحرب وكامل السلوكيات اللاإنسانية الناجمة عنها مجموعة بذاتها مضت في الغي والضلال واستخدمت كل أدوات الدمار المادية والمعنوية..
    لقد أستاء كثيرمن أبناء الجنوب من فتوى الشيخ الإصلاحي عبدالوهاب الديلمي واعتبروها بمثابة صك أو ترخيص لهدر دمائهم واستباحة أموالهم وأرضهم من قبل النظام اليمني أثناء غزوهم للجنوب، وصدرت بيانات تندد بها وقد نشرت كثير من الكتابات التحليلية عن محتوى فتوى الديلمي نتطرق لأحد منها نشرت في يوم الأربعاء الموافق نُشرت في 25/7/2012م من قبل ياسين النقيب على الرابط التالي:
http://jhaf.yemenforums.net/t10941-topic
     نقلت مواقع تابعة لحزب الإصلاح اليمني بيان عبد الوهاب الديلمي ينفي الفتوى الذي أفتى بها بقتل المستعضفين في أرض الجنوب عام 1994 م, وقال لا وجود لهذه الفتوى التي يزعمون بها أي الجنوبيين وإنما اختلاق وتلبيس على العامة لهدف في نفوسهم, وذكر الهدف عودة وطنهم الجنوب وأسماه بالإنفصال !.. وبما أني جنوبي ولم أرد على العلماء طيلة عقدين من الزمن, ووجدت أن الحق معي للرد على من يقتل المسلمين بفتوى؛ ليس بعالم ولا حتى مسلم! والدليل في الآية التالية الموضوعة في هذه الفقرة, كما أيقنت بأنه كاذب, وأنه – الديلمي- عالم في الجهل اليمني ويروج أكاذيبه وجهله على الجاهلين في اليمن حتى يومنا هذا من عام 2012 م بعد عقدين من طرح فتواه على تكفير وقتل الجنوبيين.. هل الديلمي يقول لنا إن الشعب اليمني لا زال جاهل وسوف يصدق أكاذيبه مرة أخرى بعد عشرون عاماً ؟.. والله إنه لمن المؤسف على طلبة العلم الشباب أن يتعلموا على يد مثل هذا الأفاك وهم يعرفوا إنه عالم كاذب والدليل بين أيديهم بالصوت والصورة وهو يقرأ فتواه, أليس بعد هذا الكذب فجاجة وصلف وقبح! ويعرفوا إن الله سبحانه وتعالى قال {إنما يفتري الكذب الذين لا يؤمنون بآيات الله وأولئك هم الكاذبون} [النحل : 105]. وفي السنة الطاهرة: ( آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب, وإذا وعد أخلف, وإذا أؤتمن خان ) ثم إنني أسند لكم الأتي من الفتوى التي أطلقها عبد الوهاب الديلمي بقتل الجنوبيين (العامة) من الرجال والنساء والشيوخ والأطفال وليس بقتل العسكريين فقط ثم أسند لكم ردود علماء المسلمين عليها فيما يلي:
     قال الديلمي في فتواه لقتل الجنوبيين : ... أجمع العلماء أنه عند القتال بل إذا تقاتل المسلمين وغير المسلمين فإنه إذا تمترس أعداء الإسلام بطائفة من المسلمين المستضعفين فإنه يجوز للمسلمين قتل هؤلاء المُتمترس بهم مع أنهم مغلوب على أمرهم وهم مستضعفون من النساء والضعفاء والشيوخ والأطفال، ولكن إذا لم نقتلهم فسيتمكن العدو من اقتحام ديارنا وقتل أكثر منهم من المسلمين ويستبيح دولة الإسلام وينتهك الأعراض.
     إن عبد الوهاب الديلمي في طرح فتواه هذه لا يخاف الله كما يخاف أن ينسلخ الجنوب بوطن كامل الأهلية الدولية, إن هذا الأفّاك أسند قتل المسلمين الجنوبيين على جمع العلماء, والرسول عليه الصلاة والسلام في حديثه قال (قاضي في الجنة وقاضيان في النار), فأختار هذا الأفاك سند قاضيان في النار ووضع فتواه عليهما ولم يجتهد بالبحث في الكتاب والسنة لدعم فتواه، ولن يستطيع أن يأتي بسند لفتواه من كلام الله ورسوله.. ثم نسأل الديلمي كيف توحدتم مع الاشتراكيين الكفار وقبلتم بكفرهم وتوحدتم مع مُلحدين وأيدتم بكفر هذه الوحدة! ولماذا قاتلتم شركائكم, أم استتابوا إلى الله عن كفرهم, سوف يكون ردك على هذا السؤال في كلا الحالتين يعطينا بأنك لا تخاف الله بل تخاف الجنوب أن يعود لأهله.
     ثم إنّي أسأل الديلمي هل الاشتراكي داخل صنعاء مسلم كامل الأهلية الإسلامية وسلمتوه صك شرعي أنه من المسلمين لا تحاربونهم! وهل الاشتراكيين داخل الجنوب وفي الخارج لا زالوا كفار مُلحدين لا بد من محاربتهم من أجل أن لا يطالبوا بوطنهم وتبقى قبضتكم على أرض الجنوب؟؟؟!!.. هذا الديلمي للأسف لا يريد أن يكُتب عند الله صادقاً بل أصر على كذبه وأراد أن يكتب عند الله كذابا!!.. يا هذا يا من تربعت واستلمت وزارة العدل وأصدرت فتواك على قتل الجنوبيين المستضعفين في أرضهم أرض الجنوب, ها هم علماء المسلمين في الدول العربية قد ردوا عليك في إحدى الصحف المصرية عام 1995 م وما زلت في عام 2012 م تكابر في كذبك وتؤكد فتواك على الجنوبيين, وأذكرك بكلام الله في آية المباهلة, قال الله جل في علاه : {من حآجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين} فنحن على استعداد لمباهلتك أمام الله سبحانه ثم أمام الملأ من المسلمين في قناة محايدة معتبرة ونحن لا نباهل من أجل المكابرة والكذب؛ بل نباهلك بالسند, والدليل سماعك لصوتك وأنت تتلو قبح أعمالك بتكفير وقتل الجنوبيين.
     كتب في جريدة مصرية عام 1995م موضوع الفتوى بعنوان: (الفتوى مخالفة لتعاليم الإسلام وأدت إلى قتل الأبرياء), وقد رد على الديلمي علماء معتبرون أجلاء من العالم الإسلامي يشار إليهم وإلى علمهم بالبنان ,وأجمعوا أن هذه الفتوى ليس من الإسلام في شيء.. وقال العلامة الدكتور محمد سعيد طنطاوي مفتي الديار المصرية: (لم يُشرع الإسلام القتل وتشريد الأبرياء). وقال العلامة المشهود له بالعلم من علماء المسلمين فضيلة الشيخ الغزالي: (أن هذه الفتوى بعيدة تماماً عن الشريعة الإسلامية ولا تستند لأي سند ديني). وقال الدكتور والمفكر الإسلامي سليم العوا: (إن الفتوى أفقدت الثقة برجال الدين والمصداقية بأهل الحُكم).
 ==================
   وقد نشرت شبكة المخاء الأخبارية مقال للكاتب اليمني الإصلاحي مرعي حميد  مقال عن فتوى الديلمي – القصة الكاملة (الجزء الثاني) يدافع فيه عن الدكتور عبدالوهاب الديلمي وقد قام برصد ردود بعض الصحفيين والشخصيات الجنوبية والعربية عليها من منظور إصلاحي وذلك بنفي صدور الفتوى وسنتطرق في هذا الملف إلى ما نشره  لثلاثة مقالات دون ذكر لتعليقاته عليها والمنشورة على الرابط : https://m.facebook.com/permalink.php?sory_fbid=203450543099049&id=110906699020101
(1) مقال للدكتور عمر عبدالعزيز بعنوان (أحاديث عن حرب المتاهة (4)) بصحيفة حضرموت الصفحة الأخيرة من العدد 23صفحة 3عدد الاثنين 25محرم 1415هـ الموافق  1994/7/4م
 ورد ما يلي: (( تقدموا بفتاوى التكفير الجماعي لسكان اليمن الديمقراطية و أباحوا دماء أطفالهم ونسائهم كما أباحوا كل ممتلكاتهم)) ..
(2) مقال لعبدالقادر سعيد بصعر بذات العدد من صحيفة حضرموت [كان يرأس تحريرها المرحوم فؤاد محمد بامطرف ونائبه الأستاذ العزيز سعيد صالح بامكريد ومدير التحرير الأستاذ علي عبدالله الكثيري ]الصفحة الثانية تحت عنوان(أين أنتم من تعاليم الإسلام السّمحة)ورد: ((وأغرب ما حدث أن أطلق أحد علماء السلطة والجاه الفتوى الغريبة الفتوى التي ما أنزل الله بها من سلطان وهو شيء الصيت عبدالوهاب الديلمي الذي أفتى ظلماً وبهتاناً بجواز اباحة دم الأطفال والنساء والشيوخ من أبناء جمهورية اليمن الديمقراطية )).
(3) مقال للكاتب علي هيثم الغريب بصحيفة الأيام العدد 3805 4مارس2003م  بعنوان :
((إلى الأخ اليدومي: هذه فتوى الديلمي،فما هو ردك؟)) صفحة رقم 5 والتتمة للمقال صفحة 6،
وقد طالب الغريب إلى(( الاعتذار لأبناء محافظات الجنوب عن فتوى الأخ الديلمي)) 
=======================
 ـ رأي المدونة الحقوقية الجنوبية:
     خلاصة  القول في هذا الملف نرى في المدونة الحقوقية الجنوبية للرصد والتوثيق لانتهاكات حقوق الإنسان في الجنوب بأنه بسبب هده الفتوى الظالمة على شعب الجنوب عامة، وليس على قيادة الحزب الاشتراكي اليمني خاصة وهم الأقلية الحاكمة في الجنوب كون الشعب في الجنوب حينها ليس منخرطاً كاملاً في هذا الحزب، قد استندت قيادة النظام اليمني في الشمال في حربها على الجنوب في إباحة قتل أبنائه واحتلاله ونهب ثرواته بهذه الفتوى الدينية الباطلة شرعـاً، والتي عززتها فتوى أخرى في تكفير أبناء الجنوب وقتلهم أثناء الحرب من قبل الداعية الإصلاحي الشيخ عبدالمجيد عزيز الزنداني سنتطرق لها في ملف خاص لاحقاً..
     وبدلاً من نكران الشيخ الدكتور عبدالوهاب الديلمي صدور الفتوى من قبله ونكران صوته كان يتوجب عليه إن كان صادقاً لينهي الجدل حينها حولها من أجل إبراء ساحته وذمته عرض الأشرطة المسجلة بصوته إلى جهة محايدة لفحصها ومطابقة صوته عليها إذا كانت صحيحة أو مدبلجة، عرضها على المجمع الفقهي لجامع الأزهر الشريف في مصر الذي يحظى بالتقدير في الجنوب والشمال أو غيره من جهات محايدة أو طلب عرض الخبرة الجنائية، خاصة بعد صدور فتاوي ببطلانها من قبل سماحة شيخ جامع الأزهـر الشريف والشيـخ عبد العزيز بن باز والشيخ بن جبرين والشيخ الغزالي وغيرهم الذي قـد أفتوا ببطلانها وعدم أهلية من أطلق هذه الفتوى ..

 ملاحظة / تم النشر في مجموعة بانوراما الجنوب والمدونة الحقوقية الجنوبية للرصد والتوثيق لإنتهاكات حقوق الإنسان في الجنوب ونهب ثرواته ..
#متابعات " القاضي أنيس جمعان "
https://www.facebook.com/groups/Legal.southern/permalink/1189184404560541