آخر تحديث :السبت-20 أبريل 2024-08:26ص

ملفات وتحقيقات


أوكسفام..مشاريع لبناء الانسان ..ودعم نبيل ..ونجاح عانق السماء

الخميس - 22 فبراير 2018 - 04:00 م بتوقيت عدن

أوكسفام..مشاريع لبناء الانسان ..ودعم نبيل ..ونجاح عانق السماء

عدن (عدن الغد)خاص:

تقرير: علي عمر الهيج

 

توطئة

جاءوا من الشرق والغرب.. حملوا حقائب السفر واجتازوا المحيطات والبحار وتحملوا عناء السفر..تركوا الاهل والاحباب ثم شدو الرحال بين اصقاع الارض خدمة للإنسان والبشرية وتخفيف الالام والمتاعب الذي يعانيها الناس جراء الازمات والصراعات.

 

اوكسفام منظمة تختص بشؤون الفقر وتقديم المياه النظيفة ورعاية النازحين العالقين في وسط الازمات.

تقوم المنظمة بدعم المياه والإصحاح البيئي وتقدم قطع الغيار والآليات وتهتم بقضايا المرأة وأمور كثيرة لا حصر لها.

لهؤلاء نرفع لهم القبعات ونقدم لهم الشكر لكل مايقدمونه للإنسان.

وماجزاء الاحسان الا الاحسان..والوفاء بالوفاء, ونحن هنا نستعرض فقط الحيز القليل من اعمال كثيرة لن يتسع الحجم لسرد كافة الانشطة ..

 

أوكسفام منظمة عريقة

تعمل في اليمن منذ مايقارب الثلاثين عاما، من اجل تلبية الاحتياجات الانسانية الملحة في مختلف مناطق البلاد، وتركز نشاطها في جانب المياه والاصحاح البيئي ولأمن الغذائي وتحسين المعيشة،مراعية في هذا معايير الحماية والنوع الاجتماعي عند تنفيذ برامجها، ممايساهم في الحفاظ على جودة التدخلات الانسانية التي تقوم بها.

 

تعمل أوكسفام عبر عدد من المكاتب في اليمن، وفي المحافظات الجنوبية تعمل في محافظات عدن ولحج وأبين والضالع عبر مكتبيها الكائنين في محافظتي عدن و الضالع، ويؤدي المكتبان دور كبير في مساعدة المتضررين من الازمات في كل من المحافظات الاربع :

( عدن ولحج وأبين والضالع ) خاصة النازحين والفئات الاشد فقرى، والتي تعيقهم امكانياتهم البسيطة من الحصول على ابسط مقومات المعيشة.

 

وقد بلغ اجمالي الاشخاص المستفيدين في من نشاط المكتبين في عدن والضالع منذ ابريل 2017 وحتى فبراير 2018 مايقارب 327,000 فردا، وذلك من خلال أنشطة الامن الغذائي وسبل العيش كالتحويلات النقدية غير المشروطة والنقد مقابل العمل وجانب المياه والإصحاح البيئي.  

نشاط اوكسفام مع مؤسسة المياه والصرف الصحي عدن خلال فترة الازمة في عدن.

تميزت منظمة أوكسفام بجودة مشاريعها في المياه والاصحاح البيئي كما كانت تهدف في كافة انشطتها التحسين الأداء ورفع مستوى الاداء لدى المؤسسة، التي يستفيد من خدماتها مايزيد عن 900,000 نسمة،.حيث ظلت اوكسفام بمثابة الضامن الوحيد لاستمرار المياه خاصة بعد انشغال كافة اجهزة الدولة السياسية بالصدامات.

وهنا فقط تكمن القيمة الانسانية الكبيرة لأهداف اوكسفام في العمل الى جانب المنكوبين والنازحين.

 

   الازمة في اليمن

 

في شهر مارس من العام 2015 وهو الشهر الذي تفجر فيه الصراع في عدن، أصبحت مؤسسة المياه في وضع لا تحسد عليه وفي وصف ذلك يقول نجيب الشعبي – مستشار وزير المياه حاليا - مدير المياه آنذاك:

(في تاريخ 28 مارس 2015 لم تكن المؤسسة تملك اي شيء لا مصاريف تشغيلية ولاشيء، أغلقت البنوك وتوقف العمل، واضحى العديد من زملاءنا بمدخراتهم من اجل بقاء العمل مستمر ). حينها بدأ التنسيق من جانب كتلة المياه الاصحاح البيئي للمنظمات في عدن، من أجل بقاء خدمات المياه قيد التشغيل في تلك الفترة العصيبة في محافظة عدن.

فحملت اوكسفام تلك المهمة الكبيرة على عاتقها بدئا بدعم رواتب فريق الطوارئ المشكل في ذلك الوقت، حتى يتمكن الناس من الحصول على مياه الشرب واستمرار خدمة المياه ولكن ذلك لم يكن بالأمر الهين فقد واجه العاملين في أوكسفام في عدن صعوبة كبيرة من أجل إحضار السيولة النقدية من خارج المحافظة بسبب اغلاق البنوك، وصعوبة التنقل من وإلى محافظة عدن، ولكن الضرورة الملحة قضت بأخذ المجازفة من قبل أحد موظفي منظمة اوكسفام في عدن برفقة عدد من موظفي مؤسسة المياه بالذهاب لمحافظة تعز بإعتبارها المكان الاقرب، واحضار السيولة الى عدن، وكان هذا بحد ذاته مواقف انسانية رائعة تحدت تلك المخاطر خاصة والمنطقة تشتعل بالمصادمات والاقتتال.

 

ورغم تلك المخاطر توجهوا عبر محافظة لحج صوب تعز، ويقول موظف أوكسفام بهذا الخصوص: ( لم يكن لدينا أي خيار آخر إما ان نقف مكتوفي الايدي وسوف تتوقف خدمات المياه وقد تحدث كوارث انسانية واما ان نأخذ المجازفة ونذهب الى تعز لإحضار السيولة النقدية لإسعاف اهالي عدن.

بحق كانت مخاطرة كبيرة ولكن نحمد الله نجحت، وتم دعم المؤسسة بمايقارب 50,000 دولار كرواتب لفريق الطوارئ ضمنت بقاء وصول المياه للمناطق التي كان يتمركز فيها السكان بعد نزوح الكثيرين من كريتر والمعلا والتواهي وخورمكسر صوب الشيخ عثمان والمنصورة، وقد أشاد بذلك الاخ المهندس نجيب الشعبي قائلا: (أوكسفام ساعدتنا بمبلغ 50,000 دولار في ذلك الوقت الصعب وبقياس الزمن والظروف المحيطة نعتبره كأنه مليون دولار لأنه جاء في وقت كنا نحتاج فيه الى مصاريف فريق العمل).

 

وبعد انتهاء فترة الصراع في عدن وتحديدا في شهر نوفمبر تم اعادة فتح البنوك، مماسهل الحصول على السيولة.. حينها قامت أوكسفام بدعم المؤسسة بقطع غيار للمكائن والآليات، واستمر هذا الدعم في العام 2016 من خلال دعم المؤسسة:

- بمعدات ورش الصيانة في بئر أحمد وبئر ناصر.. أما في العام 2017 فقد دشنت منظمة أوكسفام:

 

_ مشروع ( اعادة تفعيل و تحسين الحوكمة لمؤسسة المياه و الصرف الصحي في محافظتي عدن و الضالع ) بتكلفة ثلاثة ملايين دولا.

تقوم أوكسفام بالتدخل في جانب الصرف الصحي في محافظة عدن في كل من مديريات المنصورة والشيخ عثمان والتواهي، من خلال اعادة تأهيل محطات ضخ الصرف الصحي مثل محطة التقنية في المنصورة، أو تغيير المضخات في المحطات الأخرى  وعدد آخر من الانشطة المتمثلة في التوعية الصحية.

 

_تزويد المؤسسة ببعض المعدات والادوات، وسيقوم هذا المشروع بسد تقريبا ما نسبته 30% من الاحتياج الحالي للمؤسسة في عدن،..

 

  انشطة المشاريع في المحافظات الجنوبية الاخرى

تلخصت في محافظة الضالع والتي تتركز في جانب المياه فتتمثل في:إعادة تأهيل آبار المياه ومحطات الضخ وبعض الشبكات الفرعية.

لم تتركز جهود أوكسفام نحو مؤسسة المياه في عدن فقط بل اتجهت لمؤسستي المياه في كل من لحج وابين، من خلال دعمهمها في بعض الجوانب وتلبية بعض الاحتياجات الهامة لهما.

التدخلات الانسانية لأوكسفام في المحافظات الجنوبية

وبالحديث بتوسع حول أنشطة المنظمة في جانب المياه والاصحاح البيئي في المحافظات الجنوبية، تقوم أوكسفام باعادة تأهيل منظومات المياه في القرى التي يعاني سكانها من صعوبة وصول المياه ويقومون بشرائه أو جمعه من أماكن بعيدة، حيث تقوم المنظمة ببناء خزانات وشبكات المياه وتزويدها بالمضخات، وبعد ذللك تحرص المنظمة على استدامة هذه المشاريع من خلال تدريب وبناء قدرات لجان المياه المجتمعية التي تشرف على هذه المشاريع وتعمل على استمرارها بعد تسليمها الى المجتمعات من قبل أوكسفام، ومن ذلك قامت أوكسفام:

_ بإعادة تأهيل عدد من مشاريع المياه في مديرية لودر في أبين مثل مشروع مياه غنة وامصعيد.

_ دعم مشروع المياه في مديرية المسيمير في لحج بمضخة للمياه.

_ اعادة تأهيل مشروع مياه قريتي جول مدرم والدكم في محافظة لحج.

 _ بناء ثلاث مشاريع للمياه في قرى منطقة ملبية التابعة لمديرية المضاربة في لحج.

 

_ بناء عدد 174 حمام للنازحين في قرية النابية بلحج.

 

اما في محافظة الضالع قامت منظمة أوكسفام بتنفيذ مشروعين للمياه في كل من قريتي الجليلة وقراره، كما يتماشى تنفيذ هذه المشاريع مع أنشطة تعزيز الصحة العامة، والتي تختص في التوعية الصحية وتوزيع سلل النظافة في المجتمعات المستهدفة والمدارس.

 

مشروع المياه في قرية الجليلة - الضالع

كما قامت أوكسفام خلال الفترة السابقة أيضا بدعم صندوق النظافة وتحسين المدينة في كل من عدن و لحج والضالع بعدد كبير من معدات النظافة كالعربات الصغيرة والادوات التي يستخدمها عمال النظافة في هذه المحافظات. كما لايزال عملها في هذا العام مستمرا في جانب المياه مستهدفة بذلك عدد من القرى في المحافظات الاربع.

وضمن خطة توسع نشاط أوسكفام في المحافظات الجنوبية تم في بداية العام السابق 2017 إدخال برنامج الامن الغذائي وتحسين المعيشة الى جانب برنامجها في المياه والاصحاح البيئي ونفذت بذلك عدد من أنشطة التحويلات النقدية غير المشروطة للنازحين والفئات الاشد فقرا في عدد من قرى مديرية المضاربة وعدد من قرى مديرية المسيمير، وكذلك مرضى السرطان والفشل الكلوي في الضالع، حيث تقوم بدعم كل أسرة بمبلغ 29,000 ريال شهريا ولمدة شهرين الى ثلاثة أشهر، وماتزال أنشطتها في هذا الجانب مستمرة الى الان..

كلمة لا بد منها

تظل اوكسفام منظمة كبرى عملت ومازالت تعمل في جميع الانشطة المائية والبيئية وقضايا الفقر وحقوق المرأة ودعم التنمية ومساعدة المواطن على التغلب على بعض الازمات التي تواجهه.

 

لسنا هنا بصدد عمل اطراء او مديح لإوكسفام لان المنظمة ليست بحاجة لمثل هذه الامور فهي منظمة كبيرة طالت سمعتها وشهرتها كل اصقاع المعمورة ولديها خبراء وعارفون متميزون وبصماتهم موجودة على الارض.

نحن فقط نذكر لعل الذكرى تنفع المؤمنين..العبرة ان تضع أثر ومنافع للناس.

نقول لهذه المنظمة شكرا لتلك الاعمال النبيلة التي تصب في خدمة الانسان.

وماينفع الناس يمكث في الارض واما الزبد فيذهب جفاء.