آخر تحديث :الخميس-25 أبريل 2024-07:27م

حوارات


فهد طالب الشرفي: عدو اليمن الأساسي هو الكهنوت الحوثي الإيراني

الثلاثاء - 20 فبراير 2018 - 12:39 م بتوقيت عدن

فهد طالب الشرفي: عدو اليمن الأساسي هو الكهنوت الحوثي الإيراني

(عدن الغد) العرب- صالح البيضاني

يكشف، فهد طالب الشرفي، وهو من القيادات السياسية والاجتماعية في صعدة ومستشار وزير الإعلام ورئيس رابطة الإعلاميين اليمنيين إضافة إلى كونه قياديا في حزب المؤتمر المؤيد للشرعية، في حديث لـ“العرب”، النقاب عن جوانب من خلفيات الأحداث التي شهدها اليمن خلال العقد الأخير، وخفايا التمدد الحوثي الذي يقول إنه عايش كل تفاصيله لحظة بلحظة، وأي مستقبل ينتظر حزب المؤتمر واليمن بعد مقتل علي عبد الله صالح.

 

يفتح طالب الشرفي صندوق تاريخ الحوثيين ويتحدث عن الطريق التي أوصلتهم من صعدة إلى صنعاء، من زاوية المطلع على الأحداث عن قرب، باعتبار أنه من أبناء خولان بن عامر، من محافظة صعدة، المنطقة التي شهدت ولادة الحركة الحوثية الأولى، حيث كان شاهدا على مراحل نمو وتغول الحوثيين في جبال صعدة مرورا بالحروب الست التي خاضها الجيش اليمني في مواجهتهم وصولا إلى اجتياحهم العاصمة صنعاء في سبتمبر 2014 مستغلين حالة الصراع التي كانت تعصف بالمشهد اليمني.

 

يعتبر الشرفي أن الحوثيين كغيرهم من التيارات اليمنية الأخرى استفادوا من التحولات اليمنية في مرحلة ما بعد قيام الوحدة اليمنية في مايو 1990 وإطلاق النهج الديمقراطي التعددي في البلاد، حيث وجدوا في ذلك فرصة كبيرة للخروج إلى العلن كبقية الحركات والتيارات التي كانت محظورة قبل الوحدة وأصبحت “تعمل فوق الطاولة بعد أن ظلت تعمل تحتها لعقود”، وهي العبارة التي دأب الرئيس الراحل علي عبدالله صالح على تكرارها مرارا.

 

الجزيرة كانت تغطي حروب الحوثيين وتشكل لهم ظهيرا إعلاميا منذ اندلاع الحرب الأولى في جبال مران في عام 2004

وعن بدايات هذا الظهور يقول إن أهم الحركات التي انطلقت للعمل في عام 1990 هي الحركة الإمامية (الزيدية) والحركة الإسلامية (جماعة الإخوان المسلمين). وجرب التيار الإمامي، الذي يحن إلى إعادة أمجاده في حكم السلالة المنسوبة للعائلة الهاشمية والمنحدرة من مؤسس الدولة الهادوية الأول يحيى بن الحسين الرسي الملقب بالهادي، العمل السياسي، وشكل حزبين هما حزب الحق وحزب اتحاد القوى الشعبية، إلا أنه فشل في حصد أي مكاسب. ولم ينتزع حزب الحق الذي كان رئيسه المرجع الزيدي مجدالدين المؤيدي ونائبه بدرالدين الحوثي وأمينه العام أحمد الشامي سوى مقعدين في برلمان 1993 عن صعدة تبوأ أحدهما حسين بدرالدين الحوثي والثاني كان من نصيب عبدالله عيظة الرزامي. واتضح للحركة الإمامية حينها أن الوعي الجمهوري قد قضى على حلمهم الدفين.

 

 

عسكرة التشيع

 

بالرغم من الحضور السياسي الخافت لطلائع الحوثيين إلا أنهم، كما يقول فهد الشرفي، خسروا في الانتخابات التالية المكاسب الضئيلة التي حققوها في سابقتها، الأمر الذي دفعهم إلى التشبث بمشروعهم الخاص الذي أعلنوا عنه لاحقا. ويقول الشرفي عن ذلك: في انتخابات البرلمان عام 1997 خسر حزب الحق المقعدين لصالح مرشحين آخرين من شيوخ القبائل بصعدة فتفرغ بدرالدين الحوثي وصلاح أحمد فليتة ومجموعة من القيادات الشابة -أبرزها حسين بدرالدين وأخوه محمد بدرالدين وعبدالكريم جدبان ومحمد يحيى عزان وآخرون- للعمل الفكري والتنظيمي وسط مجتمع صعدة وحصلوا على دعم إيراني لبناء معاهد ومدارس سُميت ابتداء منتديات الشباب المؤمن.

 

كانت هذه المنتديات تنشط في فترة العطلة الصيفية وتدرّس أبناء وشباب المناطق المحسوبة على الزيدية منهجا إماميا يعيد غرس مفاهيم ما يسمى “الولاء لآل البيت” وإعادة صياغة الفكر السياسي للمجتمع الذي لا يزال متقبلا لفكرة التشيع وإعداده وتنظيمه وترتيبه وفق آليات وبرامج هادفة ترتكز على الإرث الماضوي للإمامة وترسبات قرون مضت وتعتمد على آليات جديدة مستوردة من طهران فيها استلهام كامل للتجربة الخمينية القائمة على فكرة “عسكرة التشيع” وتحويل الفرد الشيعي إلى عضو حركي في جماعة منظمة وبناء هياكل تنظيمية لقيادة الأطر المشكلة وتوجيهها وتعبئتها وتجهيزها لخوض غمار صراع قادم.

 

واستمرت الجماعة تعمل بنشاط مكثف لسنوات وتصعّد من التعبئة المجتمعية مستغلة ظروف تلك المناطق النائية وغياب الحضور الحقيقي لخدمات وسلطات الدولة والوضع الاقتصادي والمعيشي والسياسي والثقافي، حتى حدثت الحادثة التي هزت العالم كله وغيرت موازين القوى على الصعيد الدولي في الحادي عشر من سبتمبر عام 2001.

 

ويشير فهد الشرفي إلى أنه بعد أحداث سبتمبر وخروج تصريحات أميركية بأن اليمن هو البلد الثاني الذي تتواجد فيه الجماعات الإرهابية بعد أفغانستان حصل التحول اللافت في النشاط الحوثي. وبدأ حسين بدرالدين الحوثي -الذي كان قد لمع نجمه واستطاع تصدر واجهة الشباب المؤمن كأبرز قائد ومنظر في تلك الفترة- في التحرك في مناطق خولان بن عامر وهمدان بن زيد في محافظة صعدة محذرا من خطر احتلال أميركا لليمن وعمل مع المنظومة الحركية للشباب المؤمن على تضخيم هذه المسألة وأطلق شعاره المعروف “الموت لأميركا، الموت لإسرائيل”، وهو الشعار المأخوذ أيضا من أدبيات الخميني.

 

وعما تلا ذلك من تحركات حوثية، يضيف الشرفي: من هنا بدأ حسين الحوثي يلقي محاضراته التي كانت في أشرطة كاسيت ثم طبعت وحولت إلى ملازم مقروءة وبدأ يدفع بالشباب المؤمن إلى الذهاب إلى المساجد وترديد هذا الشعار عقب خطبة الجمعة.

 

وتطور الأمر بإرسال مجاميع كل يوم جمعة إلى صنعاء لترديد الشعار في الجامع الكبير بصنعاء ما نتج عنه إلقاء القبض على عناصره التي يرسلها وإيداعها سجن ‘الأمن السياسي’ وقد اتضح أن هذا ما كان يرجوه فلا قيمة للشعار ما لم يُحدث ضجة وتمنعه السلطات.

 

 

أسواق صنعاء فقدت حياتها ورونقها منذ غزاها الحوثيون بمشروعهم غير القابل للحياة

توالت التداعيات سريعا وفق ما كان يرسم له مؤسس الجماعة الحوثية، حيث تصاعد التوتر وحصلت مصادمات مع المواطنين في صعدة وبالطبع مع السلطات المحلية والأمنية. وتطور الخطاب لدى الحركة وارتفعت حدّته واتجهت قيادة هذا الحراك الطائفي السياسي إلى اتهام الدولة وكل من يواليها بالعمالة لليهود والنصارى على حد زعمهم. وأمر قادة الشباب المؤمن، وأبرزهم حسين بدرالدين الحوثي، كل الأتباع بضرورة الاستعداد بالسلاح والذخائر مستفيدين من كون اليمن سوق سلاح مفتوحا، وفي صعدة يوجد سوق الطلح الشهير، الذي يعتبر من أكبر أسواق السلاح في الشرق الأوسط.

 

ويقول الشرفي متحدثا عن تلك الفترة: تصاعدت وتيرة الأزمة في ظل إصرار وتحدّ من الحوثي الأب والابن وبقية أقطاب الجماعة الذين حزموا أمرهم للمواجهة مع الدولة باعتبار أن اشتعال فتيل حرب ومواجهة بين دولة ومواطنيها هو غاية هامة بذلوا لبلوغها كل الوسائل المتاحة فأقاموا نقاط سيطرة وتفتيش وخرجت مناطق عن سلطة الدولة وجبوا زكوات وضرائب وغير ذلك مما كانت تختص به الدولة فقط.

 

وكانت الفترة التي سبقت حرب صعدة الأولى من 2001 - 2004 -كما يؤكد الشرفي- فترة الإعداد النفسي واللوجستي التي أعدت خلالها الحركة نفسها لمواجهة مسلحة مع الحكومة اليمنية؛ وهذا ما حدث بالفعل في 17 يونيو 2004، تاريخ اندلاع شرارة الحرب الأولى في جبال مران بين الدولة والحوثيين.

 

 

تورط قطري مبكر

 

يكشف الشرفي في حديثه لـ”العرب” عن دور قطري مبكر في دعم الحوثيين، مشيرا إلى أنه من المؤسف القول إن الحكومة القطرية كانت في صف التمرد الحوثي منذ ما قبل اندلاع المواجهات مع الحكومة، ذلك لأن الأيام أخبرتنا أنه حيثما تَكُنْ إيران تتواجدْ قطر بالتزامن أو التوازي. وقد لوحظ أن فضائية الجزيرة كانت تغطي حروب الحوثيين وتشكل لهم ظهيرا إعلاميا منذ اندلاع الحرب الأولى في جبال مران في عام 2004.

 

وعملت الجزيرة على خداع المتلقي اليمني والعربي وتزييف الحقيقة حتى لدى الرأي العام الدولي بتقديمها “العصابة الحوثية العنصرية” على أساس أنها جماعة مضطهدة.

 

ومنذ عام 2007، وأثناء جولة الحرب الرابعة التي كادت يومها تكون حاسمة وتقضي على آخر متمرد حوثي في منطقة مطرة بشمال شرق مدينة صعدة، ظهر الدور القطري عبر التوسط لدى الرئيس السابق علي عبدالله صالح لإيقاف الحرب وفق بنود اتفاق أهمها أن الحوثي التزم بالعودة للمواطنة وتسليم السلاح الثقيل والمتوسط والنزول من الجبال والامتناع عن التدخل في شؤون السلطات المحلية أو الاعتداء على المواطنين… إلخ.

 

لكن الذي حدث على أرض الواقع غير ذلك. استضافت الحكومة القطرية عددا من القيادات الحوثية في الدوحة وعادوا محملين بالأموال والهدايا، ثم أتت لجنة الوساطة القطرية إلى صعدة برئاسة الدبلوماسي القطري حمد بن سيف بوعينين وضبّاط آخرين، وهي تحمل الأموال للجماعة الحوثية وضخّت فيها الحياة من جديد واشترت ولاءات كثير من المشائخ والقبائل المناهضة للحوثية، إلى درجة أنه لو كانت اللجنة إيرانية لما قدمت كل ذلك الدعم للحوثيين وبشكل سافر يتذكره بألم كل أحرار محافظة صعدة، على حد تعبير الشرفي.

 

وتحدث الشرفي عن موقف الأحزاب السياسية اليمنية مما يحدث في صعدة والذي أشعر أبناء صعدة بأن محافظتهم باتت على وشك السقوط فيه نتيجة الصراع السياسي المحتدم في صنعاء، مشيرا إلى أن التاريخ شهد على الموقف المخزي وغير المسؤول للأحزاب اليمنية مما حدث من تمرد مسلح على الدولة وسلطاتها وسيادتها في صعدة واستحلال الحوثيين لدماء ضباط وأفراد القوات المسلحة والأمن وكذلك دماء وأعراض وأموال المواطنين.

 

ويضيف أنه خلال ست جولات من حرب شرعية وقفت أغلب أحزاب المعارضة موقف “خيانة” لكل المبادئ والثوابت (إلا من رحم الله من أفراد متنورين محسوبين على هذه الأحزاب) وكانوا سياسيا وإعلاميا يسندون الحوثي وختموا ذلك وتوّجوه بخيانة أعظم حين وضعوا أيديهم بيد هذه الحركة واستدعوها ورحبوا بها في ساحاتهم أثناء الحركات الاحتجاجية في 2011 واحتفلوا بسقوط آخر معقل للدولة في صعدة بدخول ميليشيا الحوثي إلى مركز محافظة صعدة الذي دافع عنه بضراوة الشيخ عثمان مجلي، عضو مجلس النواب (وزير الزراعة حاليا) وأصحابه بعدما أسقطت مديريات صعدة وهُجّر أبناؤها الأحرار في موجات سابقة لذلك.

 

الحرب في اليمن تتجه نحو حسم ناجز لمصلحة الشرعية الوطنية والشعب اليمني والتحالف بالرغم من كل الظروف التي تحيط بها

 

شفافية الإخوان المفقودة

 

يعرف فهد الشرفي في الأوساط اليمنية بالمحاولات الدائبة لفضح مواقف جماعة الإخوان في اليمن وإظهار ما يعتقد أنه وجه آخر من وجوه الحوثية التي يمارسها إخوان اليمن. وفي تعليقه على إعلان حزب الإصلاح مؤخرا عن التبرؤ من مواقف الناشطة توكل كرمان وعما إذا كان يعتبره بداية لتحول في مواقفهم أم أن ذلك مجرد تبادل أدوار، يقول إن الإخوان لم يتبرأوا من توكل كرمان والذي حصل أن حزب الإصلاح أعلن تجميد عضويتها. وبالنسبة للقرار فهو أولا يعني أن كل مواقف توكل طيلة السنوات الماضية كانت تعبر عن الإصلاح وهذا يجعلهم مسؤولين عما روجته هذه الناشطة وكل المرتبطين بها.

 

ويضيف مؤكدا “لن أحكم على النوايا ودعنا نتعامل مع قرار التجميد الذي جاء متأخرا جدا بحسن نية ونتحدث في الأهم وهو هل قرار تجميد توكل كرمان كاف أم أن الإصلاح بحاجة إلى قدر من الشفافية لحسم جدليات كثيرة تدور حوله وفي طليعتها مدى توفر القناعة لدى قيادته لمراجعة سياسات ومواقف ورؤى الحزب والاتجاه نحو قطيعة حقيقية مع الجماعة الدولية للإخوان المسلمين الذين أعلنوا أنهم لا يتبعونها؟”.

 

ويوضح أن ذلك “ينطبق على علاقة الحزب بالحكومة القطرية وتيار الفوضى الخلاقة الذي يتبنى الربيع العربي أو ما يسمونه ‘ثورات التغيير’، إذ الملاحَظ أن صوت توكل كرمان وخطابها هما صوت وخطاب أغلبية قواعد الإصلاح، وبناء علاقة إستراتيجية مع السعودية والإمارات مثلا لا يمكن أن يتم بناء على تخديرات فيسبوكية من قيادة الإصلاح، فالأمر يحتاج إلى ما هو أبعد من ذلك، ودون إعادة صياغة الفكر السياسي لقيادات وقواعد الإصلاح على أسس تنسجم مع رؤية السعودية والإمارات ومصر وكل الدول التي تتحالف اليوم لمواجهة مشاريع الفوضى الخلاقة التي يرعاها الغرب وتنفذها إيران وقطر وعملاؤهما في المنطقة فإن ألف قرار تجميد أو حتى قرار فصل لا يعني شيئا”.

 

حديث الشرفي عن الإخوان قادنا إلى أن نسأله عن الحملة المستمرة التي يتعرض لها من قبل ناشطي الحزب على مواقع التواصل الاجتماعي، فأجاب “لم يكن الإخوان راضين عني سابقا ولا أتوقع أن يكونوا كذلك مستقبلا، وهم أصل المشكلة، فهم اعتادوا على ألا ينسجموا إلا مع من يغرد في سربهم ويتماهى مع مشروعهم. وأنا لم أناهض الحوثية وكهنوتها وجبروتها منذ أكثر من عقد من الزمن، لكي ألتحق بركب جماعة أخرى أسلم لها رقبتي وأتحرك وفق أيديولوجيتها وألتزم بمعاييرها”.

 

ويشدد “أنا قيادي مؤتمري لم أنحز يوما إلى حزبي على حساب مبادئي وضميري وعارضت بكل حدة أي تقارب مؤتمري حوثي عقب التوقيع على المبادرة الخليجية فكيف يريدون ممن يخرج على أهل منطقته (صعدة مركز انطلاقة الحوثي) وعلى حزبه (المؤتمر) انتصارا لمبادئه أن يتخلى عن هذه المبادئ لمصلحة حزب أو جماعة أخرى؟ ومثلي المئات من أحرار صعدة والآلاف في طول اليمن وعرضه، ولكن نظرا لنشاطي السياسي والإعلامي فإن الأخوان يدشنون حملات شرسة لتشويهي، وعلى سبيل المثال حاولوا الضغط علي لتبني موقفهم المشين من دولة الإمارات العربية المتحدة وهو ما رفضته بل وأعلنت اعتزازي بالدور الذي تقدمه السعودية والإمارات وكل دول تحالف دعم الشرعية نصرة لليمن وشعبه التواق إلى الخلاص من كابوس مشروع إيران”.

 

 

حسم وشيك

 

يرى فهد الشرفي أن الحرب في اليمن تتجه نحو حسم ناجز لمصلحة الشرعية الوطنية والشعب اليمني والتحالف بالرغم من كل الظروف التي تحيط بالمشهد اليمني، وعن سبب اعتقاده ذلك وأسباب تأخر الحسم حتى الآن، يشير إلى أن “عزم وإصرار قيادة التحالف -وما يقابلهما من عزم وإيمان يمنيَّيْن يتضاعفان كل ثانية- لن يُنتِجا إلا إحراز النصر المنشود وسحق المشروع الحوثي الذي أثبت بنفسه للعالم كله أنه مشروع غير قابل للحياة على الإطلاق، أما ما يتعلق بتأخير الحسم فهو نتيجة طبيعية لشبكة معقدة من العوامل التي أطالت أمد الحرب ويحتاج الغوص فيها إلى حلقات خاصة، ولكني أرى أن أكثر العقد قد تحلحلت وأن النصر والفرج أضحيا الآن أقرب من أي وقت مضى”.

 

وكونه قياديا في حزب المؤتمر الموالي للشرعية، سألنا الشرفي عن توقعاته بشأن مستقبل حزب المؤتمر بعد مقتل مؤسسه وأمينه العام علي عبدالله صالح على أيدي الحوثيين فقال إن “قتل وتصفية القادة رغم ما يحدثانه من إرباك مؤقت إلا أنهما في أغلب الحالات يكونان سببا لتجذر مشاريعهم التي ضحوا من أجلها هم وأحزابهم وتياراتهم. والمؤتمر الشعبي العام حزب كبير؛ هو أكبر من حزب وأقل من دولة، وبسبب تربعه على عرش حكم البلد لعقود فقد كان وما زال هدفا لسهام كل فرقاء العمل السياسي اليمني. ونحن الآن نحلم بإعادة تنشيط المؤتمر وفق رؤى مؤسسيه ولدينا كادر جيد من رجالات السياسة والإدارة والقيادة لا يمتلكه أي تيار يمني آخر”.

 

ويضيف أن “أغلب اليمنيين يشعرون بأن المؤتمر هو الأقرب إلى طبيعة وتفكير وعفوية الإنسان اليمني لا سيما بعدما جربوا الأطراف الأخرى خلال هذه السنوات السبع الماضية، وما يحتاجه المؤتمر اليوم هو وقفة الإخوة والأشقاء معه ليقوم بدوره في عملية تحرير كل شبر من أرض اليمن جنبا إلى جنب مع كل القوى الوطنية، وقد توفر إجماع غير مسبوق على أن عدو اليمن الأساسي هو الكهنوت الحوثي الإيراني. وهذا الإجماع هو أرضية صلبة للاصطفاف إذا تناست كل الأطراف جراحات وأمراض الماضي وانطلقت لإنقاذ وطن يموت كل يوم”.