آخر تحديث :الثلاثاء-19 مارس 2024-06:10ص

ملفات وتحقيقات


العليمي... «رئيس الظل» وحارس مصالح «الإصلاح»

السبت - 17 فبراير 2018 - 01:55 م بتوقيت عدن

العليمي... «رئيس الظل» وحارس مصالح «الإصلاح»

العربي

من خطيب جمعة في «ساحة الحرية » في عدن التي احتشدت فيها قواعد حزب «الإصلاح» للمطالبة بإسقاط نظام صالح في 2011- 2012 م، إلى مكتب رئاسة الجمهورية في ديسمبر 2012م، كرئيس لدائرة السلطة المحلية ومنظمات المجتمع المدني، ليُعيَّن في مايو 2015 نائباً لمدير مكتب الرئاسة، وفي نوفمبر من العام 2016 مديراً لمكتب رئاسة الجمهوية.
صعود هادئ إلى جوار الرئيس هادي، يرتب الأوراق جيداً ويتلقى المكالمات ويصيغ التوجيهات من رئيس الجمهورية وحزب «الإصلاح» إلى مذكرات بقيد وبدون قيد. لاشيء يبعث الخوف بداخله، فعلى مقعد الرئاسة ترتمي كتلة من العجز يحركها «رئيس الظل» وحارس مصالح «الإصلاح».
باسم الرئيس
بحسب مصادر موثوقة فإن مدير مدير مكتب الرئاسة عبدالله العليمي، يقف خلف معظم التعيينات لنشطاء وكوادر حزب «الإصلاح» في سفارات اليمن في الخارج والوظائف الإدارية في العديد من الوزارات والمحافظات التابعة لحكومة الرئيس هادي.
وفي نوفمبر الماضي، وبحسب المصادر، وجه الرئيس هادي مذكرة إلى رئيس حكومته أحمد عبيد بن دغر، تضمنت عدم اعتماد أي توجيهات خطية باسم «فخامته» وكذا باسم مكتب رئاسة الجمهورية ما لم تكن مرفقة بمذكرة رسمية ورقم قيد، وأن هذا التوجيه يأتي بعد اكتشاف صور قرارات وتعيينات بتوجهيات من مكتب الرئاسة تم العمل بها وتعيّن أصحابها في مناصب دبلوماسية ومدراء في الشركة اليمنية للاستثمارات النفطية والمعدنية (وايكم)، وهم لا يملكون أي مؤهلات أو خبرات، بل إن هؤلاء الأشخاص عملوا على استخراج هذه التوجيهات من مكتب رئاسة الجمهورية من دون علم الرئيس.
مندوب «الإصلاح»
ليس بمقدور الرئيس هادي إزاحة العليمي من مكتب الرئاسة، فهو ممثل ومندوب حزب «الإصلاح» الحليف المتبقي له، والمستغل لـ«شرعيته» وهذا ما يفسر الأداء المرتبك لهادي في معظم قراراته التي أفضت الى خسارته للجنوب والشمال والإمارات ولم يعد بجواره سوى أحمد الميسري وأحمد العيسي.
لا تختلف وظيفة العليمي عن الوظيفة التي أداها مدير مكتب الرئاسة الأسبق نصر طه مصطفى، في خدمة مصالح حزب «الإصلاح» خلال فترة عمله. كما لا يختلف عن الوظيفة التي قام بها سالم بن طالب مدير مكتب رئيس حكومة «الوفاق» محمد سالم باسندوة الذي مثل مصالح «الإصلاح» وحميد الأحمر ودفع به الأخير من موظف في شركة «سبأفون» التابعة له إلى مدير مكتب باسندوه والمتحكم في قراراته.
خطيب الجمعة
يحمل العليمي سيرة ذاتية ملتبسة، فاسمه عبدالله عبدالله العليمي باوزير، من مواليد بيحان شبوة عام 1979م. يحمل شهادة بكالوريوس طب من جامعة عدن، وبكالوريوس شريعة وقانون من جامعة العلوم والتكنولوجيا، وماجستير في الإدارة والاقتصاد الصحي من ماليزيا، وعضو الهيئة التعليمية المساعدة في جامعة عدن. هذه المؤهلات والوظيفة، تُضاف إلى أنه كان إلى العام 2011م كان نائباً لرئيس إتحاد الطلاب بجامعة عدن، وفي العام 2012م عُيّن رئيسا لدائرة السلطة المحلية ومنظمات المجتمع المدني بمكتب رئاسة الجمهورية.
ومع الاحتجاجات التي بدأت في فبراير 2011م مطالبة بإسقاط نظام صالح، ظهر العليمي كخطيب جمعة في ساحة الحرية بكريتر، معبّراً عن توجه حزب «الإصلاح»، كما يتجلى في خطبته الموثقة بتاريخ الجمعة الأول من يونيو 2012م، حيث خطب في المصلّين في الساحة قائلاً إن «من يعتدي على الساحة وشباب الثورة عصابة مأجورة تستغل حالة الفلتان الأمني وتدعي أنها تنتصر للجنوب وقضيته العادلة، فعن أي جنوب يتحدثون وعن أي قضية يناضلون وعن أي مظلمة يدافعون... أهذه عدن التي يريدونها أن تكون لقطع الطرقات ونشر السلاح والفوضى والمخدرات... عن أي حرية يدافع البيض وأي عدالة ينشدها وأي مستقبل يريده مع حسن باعوم، وهم يؤدون حربًا بالوكالة وصاروا ينفذون أجندة بقايا النظام الذي خرجنا على ظلمه؟... أطالب الرئيس والحكومة استدعاء السفير اللبناني لإبلاغه عن احتضان دعاة التمزيق ومحرضي الفتنة».
ناهض العليمي القضية الجنوبية، وفي العام 2012م، شكل حزب «الإصلاح» ما عُرف باسم «مجلس تنسيق القوى الثورية الجنوبية» وانتخب العليمي أميناً عاماً له.