آخر تحديث :الخميس-25 أبريل 2024-10:01ص

أدب وثقافة


ضفائر تحت المطر (قصة قصيرة)

الأربعاء - 14 فبراير 2018 - 06:51 م بتوقيت عدن

ضفائر تحت المطر (قصة قصيرة)

كتب/عصام عبدالله مسعد مريسي

زخات المطر تبعث في نفسها البهجة والرغبة الجامحة للعب مع أقرانها من بنات الحي ، ما أن سمعت رنين زخات المطر تدق زجاج نافذة منزلها منذُ الساعات الأولى للصباح حتى نبض قلبها وامتلكتها الرغبة في القفز تحت قطرات المطر وضفيرتيها تترنح على صدرها ذهاباً وإياباً ودون شعور تنظر إلى صدرها فقد امتلأ بنهدين صغيرين فلا يمكنها القفز واللعب مع أقرانها فقد أصبحت مثار أنظار ذكور الحي ، لكن بداخلها مازالت الطفلة التي ترغب في الجري والقفز واللعب لكنّ أنى لها ذلك فقد تلقت الانذار من أخيها الأكبر :

إياكِ ثم إياكِ أن تغادري المنزل

المطر مستمر في الهطول ونفسها تجيش للخروج والقفز واللعب وهي تردد الاهازيج مع رفيقاتها:

يا سماء صبي لبن

وأخريات يرددن أهازيج :

يا رب زيدوه نحن عبيدك

وهي تسرح وتمرح مع قريناتها وأقرانها بنات وأولاد والمطر يبلل ملابسها وضفيرتيها تمرح ذهاباً واياباً وزخات المطر تغمر أجسادهم الطفولية وتزيدهم مرحاً وهي تسمع لنداء أمها من شرفة المنزل:

عودي صغيرتي ستمرضين

ترد على أمها والنشوة تغمرها :

أمي دعيني العب .. مازال المطر يهطل

ما أن تسمع همهمة أخيها الأكبر حتى تستفيق من حلم اليقظة و  تسرع في غلق النافذة وتعود إلى فراشها والحزن يشوبها لا نها لم تعد قادرة على احتضان حبات المطر  ملئ حضنها فصدرها اليوم أصبح محل نظر بعدما  طرأ عليه من بروز ما زال صوت المطر يحدث موسيقى طربية تداعب كل جسدها تدعوها إلى الرقص مع حباته المنهمرة ، تسترق النظر لم يعد صوت أخيها يسمع فقد غادر المنزل ، تلتفت نحو الشرفة فترى جلبابها يمتطي الشماعة وخمارها إلى جواره فتدرك أنها بعد اليوم لن تلاعب قطرات المطر المنهمرة ولن تحتضنها بين ذراعيها وتغلق عليها صدرها وضفيرتيها لن تتراقص على صوت قطرات المطر وهي تبللهما وهما ترتخيان على صدرها وترتفعان وفضلات المطر تتساقط منهما، عادت لتقف خلف نافذة غرفتها ترى من خلف الزجاج حبات المطر المتساقطة ورذاذاها الذي طرز زجاج الغرفة كحبات اللؤلؤ ووقع صوتها يهزها بعنف ويذكرها بطفولتها التي غادرت سريعاً دون استأذن  منها وبنات وأولاد الحي يسرحون ويمرحون تحت المطر