لم يكن يدر بخلد حمار لحجي طيب وهو يمضي كل يوم في طريقه ذهابا وايابا على طوال شوارع المدينة العتيقة ان يأتي يوم ما ويدفع حياته ثمناً لصراع نزوات قادة السلطة المحلية بالمحافظة.
عصر أمس الأحد دفع حمار لحجي حياته وهو الذي يتسم بالصبر مثله مثل كل مافي حوطة القمندان الطيبة حياته ثمنا لصراعات بدأت كلامية وتحولت مع مرور الأيام إلى صراعات سياسية ليس لهذا الحمار ولا لأهل الحوطة عامة لاناقة ولا جمل فيها.
منذ سنوات توقف كل شيء في لحج وانشغل مسئولوها بالصراع فيما بينهم وبدل ان يسعى هؤلاء لأجل خدمة الناس سعى ابرز المسئولين في السلطة إلى البحث عن فضائح المسئولين الآخرين واشتد العزم فيما بينهم على أشده ووصل الأمر إلى نشر صور فاضحة على طريق المكايدة السياسية .
وحدها لحج دون غيرها دفعت ثمن نزوات المسئولين فيها وسعيهم لفضح بعضهم البعض بكل الطرق الممكنة وخلال السنوات الماضية تحولت السلطة المحلية في المحافظة إلى أعمال شللية واضحة فالفريق الفلاني يتبع القيادي البارز في السلطة المحلية والفريق الآخر يتبع القيادية الفلانية البارزة في السلطة المحلية.
وعلى هذا المنوال استمر الوضع في لحج كل قيادي يدعم فريقه ضد القيادي الآخر وتحول عمل السلطة المحلية بالمحافظة من عمل سلطة تنفع الناس إلى عمل مخبرين شديد الخساسة.
بحسب مصادر عاملة في السلطة المحلية بلحج لـ"عدن الغد" فقد كان العام الماضي 2010 هو العام الأكثر منافسة بين قيادات السلطة المحلية في لحج بخصوص من سيتمكن من إرسال اكبر عدد ممكن من التقارير إلى قيادة الحكومة اليمنية في صنعاء بهدف الايقاع بالطرف الآخر.
وتنوع محتوى التقارير مابين تقارير فساد مالية وتقارير اتهام بدعم الحراك الجنوبي وثالثة مقاطع فيديو وبلتوث خليعة وصور فاضحة وكل ذلك لأجل محاولة كل طرف الإيقاع بالآخر واكتفت قيادة صنعاء على مايبدو ان تشاهد مقاطع الفيديو الخليعة التي تقول احد التقارير أنها تضمنت مشاهد ليلة ساخنة قضاها قيادي بارز في المحافظة بين أحضان عاهرة .
تسبب الصراع الدائر بين أقطاب السلطة المحلية إلى تدمير كامل لمحافظة لحج عامة وحوطتها العتيقة بشكل خاص وتسبب كل هذا الصراع بحرمان المحافظة العام الماضي من عشرات التي كانت مدرجة على جدول خليجي عشرين .
ورغم كل التدهور الحاصل في لحج إلا ان قياداتها الاشاوس كما يصفهم الأهالي استمروا في أعمال نهب وتدمير المحافظة .
مؤخراً وصل الأمر في صراع القيادات هذه إلى لجوء كل طرف لتشكيل جماعات شبابية مسلحة داخل مدينة الحوطة لأجل تصفية الحسابات مع الأطراف الأخرى .
في لحج القمندان أناس طيبة وشباب عاطل عن العمل وطرقات محطمة وأشياء كثيرة منهكة وفيها أيضا مسئولين عديمي الضمير والاحساس ليس فيهم من هو آهل للمسئولية الحقة.
عصر أمس نشب اشتباك مسلح بين جماعات شبابية مسلحة تتبع احد أطراف السلطة المحلية في المحافظة أطلقت النار على جماعة شبابية أخرى تتبع طرف أخر وأسفر إطلاق النار عن أصابة أربعة مواطنين لاحول لهم ولاقوة فيما يحدث.
يرى كثيرون ان مايحدث اليوم في حوطة لحج لهو امر خطير حيث ان المسئولين المتصارعين يشعلون نارا ستحرق الأخضر واليابس في المدينة المتعبة .
في حادثة الامس تسبب إطلاق النيران العشوائي بوفاة حمار في المدينة دفع حياته ثمناً لنزوات هؤلاء المسئولين الذين بات رصاص مراهقتهم السخيفة لايفرق بين مواطن أو حمار أو جماد.
وبمقتل الحمار فقدت أسرة مواطن من لحج عائلها الوحيد بسبب أعمال قيادات السلطة المحلية في المحافظة ، لسان حال أسرة المواطن متعب عقيل يردد وبكل قوة "الحمير في لحج أبقى من حكامها " فاسرة هذا المواطن لم تستفد شيء قط من السلطة المحلية بقدر ما استفادت من حمارها الفقيد.
لسان حال الأهالي في حوطة لحج اليوم يردد ويقول "لوجه الله ايها المارقون المراهقون اوقفوا عبثكم عن مديتنا وارحلوا مع نظامكم الفاسد واتركوا الحوطة وشأنها فلها رب يحميها .
من محمود اللحجي
