(اقفر من اهله ملحوب.
فالقطبيات فالذنوب..)
هكذا كان العرب ينعون اهلهم واحبائهم ونحن والله قد اكلتنا الحرب بل اخذت الغالين الذين كانوا قمة البذل والعطاء..وها نحن في زمن البدع..نكاد ننساهم لاننا قد اكلنا يوم اكل الثور الابيض..ولات ساعة ندم..او مندم!
الشاب محمد علي الشيباني وريث ابيه في الثقافة والادب بل هو من اسرة مثقفة مناضلة لها بذل وعطاء في دعم الثورة اليمنية(جنوبا وشمالا)..وقد.تبوأت الاسرة اعمالا فدائية في ايواء الفدائيين والصرف عليهم كواجب وطني وتوزيع المنشورات كما لعبت ادوارت ثقافية تمثلت في بيع الكتب والصحف والمجلات ولا تزال بقايا السرة في جيلهاالثالث في المعلا والشيخ وكريتر كابناء عمومة توارثوا هذا العمل الوطني النبيل..اقول هذا بسرعة ودون تركيز..ومنهم ايضا رشاد وايوب وزكريامحمدصالح اولاد عمه مازالوا في نفس المجال بعد استشاده رحمة الله عليه وهو يؤدي مهاما جسورة في محطة كهرباء شيهناز بخور مكسر وقد ترك اسرة واطفالا صغارا..ومن ثم اغلقت ابواب المكتبة وافل نجم من نجوم العطاء بالمعلا..
نتذكر الشهيد الحبيب الذي كان نموذجا في السلوك والعمل الجاد وترك استشاده صدمة لابناء المعلا وعدن كافة..ولربما قد مرالعامين على فراقه لنا وفقداننا له ولابتسامته المحببة..نتذكره اليوم وقد اوشك العام الثاني ان ينتهي ولم نعد نرى محمدا في مسجد هائل كعادته..او في مكتبته المتواضعة التي منها اغترفنا ونهلنا ثقافات عدة..افتقدناك ايها الشيباني الجميل الخلوق ..وعسى ان تكون ادارة كهرباء عدن ونت الموظف لديها ان قامت بما ينبغي تجاه اسرتك المكلومة..
الشيباني الشاب محمد.. في ملكوت الله بين الشهداء ،ولو راى احدنا جثمانه المسجى المبتسم بعد الاستشاد لبكى دما..لانه نال الشهادة
رحمة الله عليه..
ايها الحبيب لقد انسانا الواقع تضحياتك وبطولتك..حيث لم تخف القصف والقذائف وجازفت للدوام في محطة الكهرباء لتنير لنا الحياة..وكان بامكانك ككثيرين تواروا واختفوا..وطلعوااليوم في هيئة ابطال محررين..!!
العزاء لاسرتك وللمعلا وعدن ولابناء عمومتك ولنا جميعا..
انا لله وانا اليه راجعون..
