آخر تحديث :الجمعة-19 أبريل 2024-01:05م

ملفات وتحقيقات


تقرير : سبعة أسباب لانهيار الريال اليمني , ما هي وكيف ظهرت ؟

الجمعة - 19 يناير 2018 - 02:17 م بتوقيت عدن

تقرير : سبعة أسباب لانهيار الريال اليمني , ما هي وكيف ظهرت ؟
البنك المركزي

عدن (عدن الغد)خاص:

 تقرير : فيصل جابر القطيبي

تفاعل الامير محمد بن سلمان مع الازمة المالية التي تعصف الان بالاقتصاد في الجمهورية اليمنية , وقام بالتدخل لمعالجة الموضوع من خلال دعم الريال بالوديعة السعودية التي وعد بها منذُ فترة قصيرة , ولكن هل الوديعة السعودية التي تتحدث عنها وسائل الإعلام وبعض المسؤولين هي الحل النهائي لإيقاف سقوط العملة اليمنية الحالية ؟ ومن يضمن عدم عودة الوضع المالي للجمهورية الى الانهيار مرة اخرى او سحبه الى الثقب الاسود المتمثل بمناطق الجــــماعة الانقلابية كما قـــــــال حســام السعــــيد !؟ لذلك يجب الإعلان عن اسباب المشكلة ومعالجتها ومن أهم اسباب سقوط قيمة الريال :

الفساد الحكومي , 2) التعويم من قبل البنك المركزي للصرف , 3) تزوير الريال بالمليارات من الانقلابين , 4) الطبعات الجديدة بدون غطاء للريال , 5) الفساد العسكري في الجبهات , 6) إطالة امد الحرب , 7) توقف العائدات النقدية من العملة الصعبة بسبب عدم الانتاج , 8) عدم الوضوح حول ايرادات الضرائب والجمارك وهناك اسباباً اخرى .

 وقـــــد كــــــشف وزيــــــر الخـــــزانة الامريكــــية الحـــــالي ( ستيفن منوتشين ) عن عمليات كبيرة قام بها الحرس الثوري الايراني بواسطة ذراعه الخارجي فيلق القدس الذي يعمل في محيط الدول العربية ولا يتعداها !؟ فيلق القدس قام بتزوير كميات كبيرة من العملة اليمنية الحالية الريال تصل الى مليارات الريالات تعادل مئات الملايين من الدولارات ...!؟ السؤال المهم هو هل وصلت تلك العملات المزورة الى الجماعة الانقلابية ؟ احاديث الحكومة الشرعية الى قبل ازمة ارتفاع سعر الدولار ( لا تؤكد ) ذلك ما عدى التصريح الاخير لناطق الحكومة صالح بادي الذي تحدث بشكل عام لكنه يفهم منه وصول مبالغ مزورة للجماعة الانقلابية !؟ .

بعض رجال المال قالوا في قراءات لهم بانهم لا يستبعدون وصول العملة المزورة من فئة الالف ريال الى مناطق الجماعة الانقلابية التي بدورها تحول منها الى مناطق الشرعية حيث تتم عمليات تبييض لها من خلال الدورة المالية وكذا شراء الدولار من الاسواق في مناطق جماعة الانقلاب وكذا مناطق الشرعية عبر تقديم اسعار مرتفعة للدولار (بالريال المزور) من خلال بعض محلات الصرافة مما ساهم اضافة الى إجراءات اتخذتها إدارة البنك المركزي مثل المضاربة بسعر العملة المحلية او ما يعرف (بالتعويم القذر) في ظروف توقف الانتاج الزراعي والنفطي الذي تقول بعض المصادر بأنه عاد للعمل والانتاج , ويصر البعض على ان فساد الحكومة من العوامل الرئيسية للازمة المالية التي يمكن أن تعود مرة اخرى بسبب عدم الشفافية في مسألة انتاج وايرادات النفط تلك الظروف مجتمعة ادت الى ارتفاع مبالغ فيه لسعر الدولار مقابل الريال اليمني !؟ , نعود للحرس الثوري الايراني , ونؤكد بأن ما يقوم به فيلق القدس هي حرب او دور قوي لدعم الجماعة الانقلابية في الجبهة الاقتصادية ضـد الشرعــــــــــــية .

 في المقــــــــــابل يرفض الجـــــــــــانب اليمني ( الشمالي ) في الشرعية وهم عملياً من يسيطرون على القرار السياسي ومع ذلك تجدهم يتباكون دائماً في إعلامهم ضد سياساتهم !؟ على انها صادرة من الرئيس هادي !؟ جماعة حزب الاصلاح يرفضون توجيه أي ضربات موجعة للانقلابين في الجوانب المالية تجفف او تنهي او تشل او تحد من الدعم المالي للجماعة بحجة ان ذلك يصب في مصلحة القوى الجنوبية الداعية للانفصال عن دولة الوحدة , كما يتحججوا بالجوانب الانسانية التي ستؤثر على المواطن في مناطق سيطرة الحوثي مع ان الخسائر البشرية التي تعلن عنها جماعات حقوق الانسان العالمية والتي تضع المملكة المتهم الاساسي والوحيد اضافة الى التكاليف الفعلية المالية لثمن الطلعات والذخائر على المملكة هي اكثر كلفة من خوض الحرب الاقتصادية مع جماعة الحوثي خاصة وان الدعم الانساني لمركز الملك سلمان والذي يقال بأنه تجاوز الثمانية مليار دولار امريكي منذُ بدء الحرب والذي لم يستفيد (فعلياً) منه سوى اللصوص في المناطق التي تحت سيطرة الجماعة الانقلابية وحتى التي تحت سيطرة الشرعية !؟ اكرر ( لم يستفد منه فعلياً على الواقع ) ولو بنصف تلك المبالغ كان يمكن استغلالها في دعم سعر المواد الغذائية الاساسية في الاسواق مباشرة بدلاً من نهب المساعدات وبيعها في الاسواق !؟ صحيح ان الكثير من حالات النزوح تحتاج الى دعم غذائي مباشر وعاجل الا انه في الواقع تحدث المماطلة في الوقت وفي كميات المواد الاغاثية المقدمة ... !؟.

 ان علاقات الرئيس الهالك صالح وجهازه الاستخباراتي الذي كان يعمل معه وبقوة الى جانب جماعة الحوثي في الداخل والحرس الثوري الايراني في الخارج وتسخير امكانيتهما واتصالاتهما لنجاح خطط الجماعة الحوثية في ظل عدم الجدية من الطرف الضد ( الشرعية ومعها التحالف ) في العمل بطرق مبتكرة لإضعاف او الحد من تحرك الجماعة الانقلابية حيث لا يزال الكثير من قادة الشرعية يعملون بنفس الإستراتيجية للهالك صالح بازدواجية مكشوفة وتكتيكات غير واضحة وهم كما قال محلل سياسي سعودي في قناة RT الروسية معروفين للتحالف بالاسم حاولوا التدخل في سير الجبهات الان بعد تحركها بعد استبدالهم بقيادات اخرى , حتى ان البعض لمح الى حادثة انفجار اللغم الارضي الذي كاد يودي بحياة رئيس هيئة اركان الجيش الذي حرك الجبهات وحقق بعض النتائج ذلك اللغم الذي يقال بأنه زرعته مليشيات الحوثي !؟ولكن ما دخل رئيس هيئة الاركان والجبهات القتالية بالأمور المالية !؟ نقول بأن اطالة امد الحسم من العوامل الاساسية المؤثرة على جميع مناحي الحياة المترابطة عملياً كما ان بعض القادة في الجبهات تحولوا الى امراء حرب بكل ما تعنيه هذه الكلمة من خلال السيطرة على السلاح والمال واصبح بعضهم من أكبر الاغنياء في فترات بسيطة !؟.

 من ناحية اخرى كانت قد اثيرت من قبل معارضة شديدة من قبل بعض القيادات الاصلاحية في صفوف الشرعية عند نقل البنك المركزي من صنعاء الى عدن , مع ان اهم قسم او دائرة في البنك المركزي اليمني لا تزال تعمل تحت إدارة الجماعة الحوثية في صنعاء الى الان وهي وحدة المعلومات والتقييم في البنك المركزي وهي الوحدة التي تتعامل معها البنوك والدوائر المالية في الداخل والخارج حتى الان حول المعلومات المالية وقرارات تجميد الاموال كما عملت جماعة الحوثي منذُ شهر مضى تقريباً عبر تلك الوحدة !؟.

 بعض التحليلات لا تستبعد بأن الجماعة الانقلابية احتفظت بمبالغ لابأس بها من الاحتياطي اليمني للعملة الصعبة في الخارج التي تقدر بخمسة مليار دولار مناصفة بينها وجماعة صالح بعد تحويلها الى حسابات بأسماء اخرى لبعض الاشخاص يمكن استخدامها الان عبر فروع بعض البنوك التي تعمل في صنعاء خاصة كاك بنك الذي كان يسيطر عليه رجال علي عبدالله صالح كما قاموا بنهب اكثر من اثنين ترليون ريال يمني كانت في خزينة البنك في صنعاء اضافة الى توريد مبالغ الضرائب والجمارك التي كانت تحول الى البنك المركزي في صنعاء , حيث اعلن المسؤول الاول لميناء الحديدة في حفل لطاقمه بأن دخل الميناء في عام واحد بلغ اربعة مليار ريال يمني !؟ اضافة الى مليارات الريالات اليمنية (المتقنة التزوير) والتي مدتها قيادة فيلق القدس للجماعة الحوثية كما جاء في تقرير صحفي تم بثه في قناة العربية والحدث يتم تبييضها من خلال شراء الدولار , واكد ذلك الناطق الرسمي للحكومة اليمنية راجح بادي مؤخراً ..

وقد تحدثنا من قبل عن مقترح لاستبدال الريال اليمني بالدينار الجنوبي واعترض البعض على ذلك لأنه يعطي دفعة قوية للفصائل الجنوبية نحو الانفصال مع ان النظام الذي سوف يستبدل او يطبع العملة الجديدة ويعوض الجهات المالية عن مخزونها المالي ويعمل بالعملة الجديدة هو نظام دولة الوحدة الحالي وليست الفصائل الجنوبية ومع ذلك وحتى لا يعطي تغيير الريال دفعة للفصائل الجنوبية اذا تم تغييره الى الدينار الجنوبي نقترح ان يتم تغيير العملة بمسمى آخر غير الدينار الجنوبي على سبيل المثال (الروبية او الجنية او الليرة او الجلدر او اليورو او اليوان او حتى الشيكل ) !؟ وهنا سينبري من يقول وما هو الهدف من ذلك اذن وكيف سيتم تغطية العملة الجديدة ؟ بالنسبة للتغطية في الحالة التي نحن فيها الان وهي الحرب مع (ايران) بواسطة وكيلهم الحوثي فأن دول الخليج يمكنها التدخل في هذه الاشكالية , اما بالنسبة للهدف الاساسي فيتمثل في تجنب الثقب الاسود الذي يقوم بالتهام العملة الصعبة وتبييض العملة المحلية المزورة !؟ وهذه العملية او الحل الغاء الريال الحالي سيقوم بخنق الجماعة الانقلابية تماماً في الجانب المالي وكافة مناحي الحياة الاقتصادية والعسكرية !؟ حيث سيؤدي ذلك الى تجفيف الدعم المالي للجماعة مما يوصل الى افلاسها وعدم قدرتها على دعم الجبهات وصرف رواتب الجنود وايقاف تزوير العملة القديمة والجديدة ايضاً او التعامل بها او طباعتها حيث قال وزير الخزانة الامريكية ان ايران تقوم بالتلاعب بالنظام المصرفي الدولي من خلال تزوير مليارات الريالات اليمنية كما ان ذلك يضر باقتصاد دولة الشرعية مباشرة وتقوية (العصابة) الحوثية للبقاء فترة اكثر عبر سقوط قيمة الريال الحالي من خلال شراء الدولار بسعر مرتفع لصالح ( عصابة الحوثي !؟ ) .

اخيراً لم يتبقى امام الجهات السياسية اليمنية وقيادة قوات التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن سوى حل الغاء الريال اليمني الحالي لتحقيق النصر الكامل , وسوف تكون تلك العملية اقوى صفعة تتلاقاها الجماعة الانقلابية بعد مقتل علي عبدالله صالح كما انه حتى المبـــــالغ من العملة الصـــــعبة الدولار التي قــــــــامت الجماعة الى تحويلها الى حســـــــــابات اخرى في الخـــــارج لا يمكنها ادخالها الى المناطق التي تحت سيطرتها الان وحتى ان استطاعت ادخالها لن تستطيع التعامل بها في السوق المحلية او صرف رواتب الجنود في الجبهات مع حماقة الصرخة !؟ عندها سوف تظهر الشفوزرينيا علناً أي الانفصام النفسي للقادة والافراد والافكار والافعال !؟ في حين ان الطبعة الجديدة من العملة لن تصل الى مناطق الجماعة الانقلابية وحتى ان وصلت لن تصل بكميات ضخمة ولن تتنازل الجماعة للعمل بها في السوق عندها لدواعي نفسية !؟ والدولار ايضاً لن يكون بديلاً للتعامل به في السوق المحلي لدى الجماعة !؟ عندها سوف يصبح المشهد كما جاء في سورة الكهف حيث سوف تعود قيادات الجماعة الحوثية الى كهوفهم في مران وستغلق عليهم و(اوراقهم) وافكارهم مع فارق ان أل الكهف كانوا فتية مؤمنون اما اصحاب كهف مران فهم قتلة مجرمون ... !؟ .