آخر تحديث :الجمعة-29 مارس 2024-06:09م

مجتمع مدني


الندوة النقدية للعرض العراقي “رائحة حرب” في عصر إنساني يعلوه صنع الموت!

الأحد - 14 يناير 2018 - 06:29 م بتوقيت عدن

الندوة النقدية للعرض العراقي “رائحة حرب” في عصر إنساني يعلوه صنع الموت!

تونس(عدن الغد) خاص:

 قُدمت الندوة النقدية لرائحة حرب إثر عرضها ليلة السبت 13 جانفي وهي من آخر أعمال المخرج العراقي “عماد محمّد”على ركح المسرح البلدي بالعاصمة. المسرحيّة من تأليف الكاتب العراقي مثال غازي بمشاركة الكاتب التونسي يوسف البحري، مأخوذة عن رواية “إلتبس الأمر على اللّقلق” للفلسطيني أكرم مسلم وتعتمد على ثلاث شخصيّات محوريّة رجلان و امرأة و تجمع المسرحيّين عزيز خيّون وعواطف نعيم ويحي ابراهيم. قدم الورقة النقدية المسرحي المنجي بن ابراهيم التي استهلها بمجموعة من التساؤلات من قبيل هل مازلنا نفكر أو نحلم هل مازلنا نشتاق لغد أفضل والحياة السعيدة والكرامة؟ هل مازال هناك بصيص أمل حقا؟ وقال حرفيا “المسرحية تحلق فوق كل الشعارات والضياع والتيه” ثم قرأ بن ابراهيم جزء من نص المسرحيّة ومقطع يفسر إلتهاب الوقائع في كامل الكرة الأرضية تجسد ذلك في علاقة الجدّ بالجدّة ومن بعدهما الحفيد الذي اختفت ملامح الهوية عنده بتسميته “لقلق”. شخوص المسرحية تعيش في بيت كئيب خارجه رائحة الحرب ومزيد من الدماء والخوف ويحتد بينهم التصادم العنيف لتنتهي كل المشاهد بآيات الفاتحة. واعتبر بن ابراهيم أن “رائحة حرب” رؤية إخراجية واعية ونص جريء ورؤى فنية متماسكة كذلك هي رسائل إبداعية فيها مفاهيم عميقة في عصر إنساني يعلوه صنع الموت وعرض أقلق وأزعج لكنه أسعد في الوقت ذاته بواقعيته لأن المسرح هو الفن الوحيد القادر على إدانة الواقع. بقية الآراء تنوعت وتداخلت حيث كانت الملحوظة الأولى حول استعمال الدين والآيات القرآنية لتوصيف الواقع في العراق وتم اقتراح التطرق لظاهرة داعش بأسلوب مغاير يتعدى أسوار الدين. ثم هناك من اعتبر أن السينوغرافيا كانت طاغية على أداء الممثل حيث لم نر فرجة حقيقية وهناك من اعتبر أن للمسرحية ثلاث نهايات مختلفة كل حسب تأويله وذهب آخر إلى اعتبار المسرحية أنها وضعت إصبعها على الجرح من خلال شخصية “اللقلق” الذي يعاني من ثلاث عُقد وهي الحرب، غياب الأب وقمع الجدّ مما يدل على أن الحرب لا تخلف سوى التباس بين الأجيال. في تعقيب حول مجمل الملاحظات من الحضور قال يوسف البحري “أبدو دائما غريبا عن العرض المسرحي، صحيح أني شاركت فيه كتابةً وقد بقيت شخصية “لقلق” عالقة في الذهن إلا أني أعتبر نفسي دائما غريبا ويمكنني أن أقول أني تعلمت الكثير من هذه التجربة”. ليضيف الممثل القدير عزيز خيّون أن “المتلقي في مسرحية “رائحة حرب” ليس بريئا أما القرآن فجاء على لسان المنافق مما يوجّه رسالة إدانة واضحة.

من <هايل المذابي