آخر تحديث :الخميس-25 أبريل 2024-02:35م

ملفات وتحقيقات


بعد أن أصبحت منظرا مشوهة للشوارع..السيارات المتهالكة تحدي السلطة المحلية الجديد في هذا العام

الإثنين - 08 يناير 2018 - 08:25 م بتوقيت عدن

بعد أن أصبحت منظرا مشوهة للشوارع..السيارات المتهالكة تحدي السلطة المحلية الجديد في هذا العام
باتت العديد من أحياء مديريات محافظة عدن تعج بهذه السيارات والتي أصبحت مشكلة يعاني منها الجميع

عدن (عدن الغد)خاص:

 

 

مع بداية العام تقف تحديات كبيرة على عاتق المسؤولين في مختلف السلطات يحاولون أن يتخطوها حتى يتم تنظيم وترتيب العمل الخاص بكل مديرية على حدة إضافة لمحاولة حل المشاكل المتراكمة الخاصة بالخدمات من نظافة وصرف صحي وتزيين للشوارع ورصف للطرقات وكل الأمور المرتبطة بالمدن القائمين عليها.

هناك تحدي من نوع آخر متعلق بشيء له فترة طويلة شوه منظر الشوارع وأدى إلى تضييق الطرق العامة والرئيسية بل وأزعج المواطنين وتحديدا سكان الأحياء الشعبية وهو وجود سيارات عاطلة أو متوقفة لها سنوات عدة دون أن يتم تحريكها أو بيعها كقطع غيار بدل من أخذها حيز كبير ومسافة أدت إلى صعوبة مرور السيارات الأخرى أو إيجاد مكان لبعض السكان لركن سياراتهم بدل من الذهاب بها بعيدا عن منازلهم وقد تتعرض للسرقة أو التخريب.

من الملاحظ أن العديد من أحياء مديريات محافظة عدن تعج بهذه السيارات والتي أصبحت مشكلة يعاني منها الجميع كمواطنين وسائقين للباصات وسيارات الأجرة وحتى المسؤولون بالسلطة المحلية على حدا سواء, تتطلب الأمر منهم اتخاذ قرار صارم وإجراء اتفاقات وتشاور مع ملاك هذه السيارات لأخذها من أماكنها الى أماكن ومساحات بعيدة في خطوة لتنظيم شكل الشوارع والحد من أي منظر لتشويهها.

مديرية صيرة كانت إحدى المديريات السباقة لمثل هذه الخطوة التي تعد من التحديات الكبيرة في بداية العام الجديد , ما قام به المجلس المحلي بمديرية صيرة من جهود لرفع هذه السيارات عن الطريق وتنفيذ ما كان مجرد قرار على ورق نوع من الأمور المهمة جدا على صعيد المديرية في انتظار مواصلة المشوار وانهاء كافة السيارات العاطلة والمركونة دون أن يحرك مالكيها أي ساكن.

تم جمع المعلومات الكافية حول هذا الموضوع  والتواصل مع مدير عام مديرية صيرة خالد سيدو ومعرفة تفاصيل أكثر حول حملة أخذ السيارات المتهالكة ومن هم الأطراف المسؤولون فيها وما هي الصعوبات التي تعرضوا لها من قبل والتحديات التي واجهتهم وما هو القادم لهم وإعداد التقرير التالي:

 

تقرير : دنيا حسين فرحان

 

تشويه منظر الشارع وتضييق الطريق

 

من الملاحظ عند السير في شوارع مختلف مديريات عدن أن هناك عدد كبير من السيارات المتوقفة(العاطلة) والمتهالكة تغطيها الأتربة والغبار بالقرب من المنازل ومركونة في الطريق العام أو بالأحياء السكنية ونجد أن معظمها يتحول الى أماكن للعب الأطفال بها أو حتى بقاء بعض الحيوانات عليها كالكلاب التي تتخذها مأوى لها تنام وتعيش فيه.

تواجد مثل هذا السيارات ظاهرة سيئة للمدينة وتشوهه منظرها خاصة وإن كان عددها كبير.

إضافة إلى أنها تسببت في تضييق الطريق العام ولا تتمكن معظم سيارات النقل والباصات من التحرك بسهولة فقد يتحول الخطين في الطريق الى خط واحد وطويل ويتسبب في ازدحام السيارات وعدم قدرة المواطنون من العبور أو التنقل بسرعة مما أدى الى انزعاج الجميع منها والتساؤل عن مالكيها ولماذا لا يتم أخذها أو التصرف بها وبيعها كقطع غيار في حال عطلها بالكامل.

وهذا ما تطلب تدخل سريع وحازم من أجل الوصول إلى مالكيها والتوصل معهم لاتفاق بأخذها الى أماكن بعيدة عن الشوارع والمواطنين التي تسببت لهم بأذى في الفترات الماضية.

 

رفض بعض مالكيها أخذها أو المطالبة بتعويض من السلطات المسؤولة

 

بعد الحرب الأخيرة على عدن تزايد عدد السيارات المتوقفة المركونة في الشوارع دون أن يعرف من هم مالكوها أو حتى يتم إصلاحها أو بيعها والتخلص منها قد يعود السبب إلا أن سوق بيع قطع الغيار الخاصة بالسيارات لم يعد متوفر أو يتم بيعها بأسعار رخيصة جدا بسبب سوء الأوضاع والظروف المعيشية نتيجة الحرب ونتائجها وهذا ما جعل مالكيها ينتظرون الى أن تتحسن الأوضاع وعودة مثل هذه التجارة مجددا للاستفادة من بيع قطع غيار سيارتهم بأسعار مناسبة ومربحة لهم.

أيضا هناك مجموعة من المواطنين اللذين تعرضت سيارتهم للحرق أو طلقات رصاص أثناء الحرب أو التخريب والسرقات ويطالبون السلطات ومن هو مسؤول عنهم في المديرية أو المحافظة بمنحهم مبلغ مالي كنوع من التعويض لهم لما حل بسيارتهم حتى يتمكنوا من إصلاحها واستخدامها من جديد أو التصرف بها.

وما زاد الأمر تعقيدا انتشار ظاهرة جديدة بعد الحرب وهي حمل السلاح والاستقواء به مما جعل مهمة السلطات للقيام بحملات أخذ هذه السيارات والتفاهم مع مالكيها وإقناعهم بضرورة رميها بعيدا فالكثير منهم رفض ذلك أو منعهم من أخذها بقوة السلاح والتهديد بسبب ضعف دور الجهات الأمنية في التعامل معهم بالشكل القانوني وإلزامهم بالاستجابة لقرار أخذ سياراتهم.

كل هذه الأشياء عرقلت مهمة السلطات المحلية المسئولة في كل مديريات عدن للإسراع بالتعامل مع هذه السيارات المتهالكة والقيام بحملات لأخذها بعيدا والحد من تشويه منظر الشوارع أو عدم قدرة المواطنين بركن سيارتهم قريبا من منازلهم وركنها بعيدا وقد يتعرض البعض منها للسرقة والنهب.

 

تحدي السلطة المحلية بحملة أخذ السيارات المتهالكة والتواصل مع مالكيها يوضح ذلك  مدير عام مديرية صيرة خالد سيدو:

قمنا في تاريخ 27\12\2017م بالتنسيق مع صندوق النظافة ومكتب الأشغال العامة بحملة متكاملة في المديرية على مستوى الأحياء وذلك لإزالة كافة السيارات القديمة المتهالكة التي لها سنين عديدة مرمية في الشوارع والتي تسببت بأزمة تضيق الشوارع العامة وتحولت أيضا مكانا ترمى فيه القمامة إضافة لتراكم الحشرات عليها, وهذا بدوره أثر سلبا على المواطنين.

ونظرا لتلقينا العديد من الشكاوي من قبل المواطنين الذين تعرضوا لمضايقات من هذه السيارات قمنا بتوزيع إشعارات لمالكي هذه السيارات ومن لم نجد لها مالك قمنا بتعليق إشعارات فوق هذه السيارات لمدة 24 ساعة قبل اخذ هذه السيارات لذلك يتم إشعار مالكيها بأخذها وإبعادها عن المواقع التي تؤخذ منها وعلى وفي حال عدم التجاوب يتم تحديد الموقع وإشعار مالكيها لاحقا.

واجهتنا بعض الصعوبات في بعض الأماكن منها منطقة شعب العيدروس وتحديدا بالخط الرئيسي من المعروف ان اكثر السيارات تعرضت هناك للحرق والخراب في الحرب أو بعدها والمواطن شبه معذور كونه يطالب بتعويض لكن هذا ليس مانعا لأخذها لذلك اتخذنا بعض الحلول ونتمنى ان نلتمس قبولا من مالكيها.

قمنا بتصوير هذه السيارات وفتحنا ملفات وتم ترقيمها في حال وجود تعويض لهم سيتم التواصل معهم وتعويضهم لكن بقائها في أماكنها تعد ظاهرة سلبية وغير حضارية ومشوهه للمنظر العام لشوارع المدينة أيضا ما تسببه من مشاكل للسكان القريبون من هذه السيارات.

نأمل أن يتعاون معنا الجميع من خلال أخذ سياراتهم إن كانوا بحاجاتها ومن لا يحتاجها يترك المجال للسلطة المحلية للقيام بواجبها عبر المسؤولين في قسم العوائق بمكتب الأشغال والتنسيق مع الإخوان في صندوق النظافة شكرا لكل من وقف معنا وكل من ساندنا لنجاح هذه الحملة ومن قام بتغطيتها إعلاميا.