آخر تحديث :الخميس-28 مارس 2024-11:54م

أخبار وتقارير


تقرير خاص: الرمح الذهبي.. حصاد عام من المعارك على الساحل الغربي لليمن

الأحد - 07 يناير 2018 - 08:44 م بتوقيت عدن

تقرير خاص: الرمح الذهبي.. حصاد عام من المعارك على الساحل الغربي لليمن

تقرير: جعفر عاتق

عام مضى منذ انطلاق ما سمي بعملية "الرمح الذهبي" في الساحل الغربي لليمن.

مر عام بأكمله منذ انطلاق العملية التي كانت القوات الجنوبية رأس الحربة فيها وبإسناد من قوات التحالف العربي.

فمنذ انطلاق العملية من منطقة "باب المندب" قبل عام من الآن حققت القوات الجنوبية وقوات التحالف العربي تقدما كبيرا على جبهة الساحل الغربي، وباتت اليوم على بعد عشرات الكيلومترات من مدينة الحديدة اهم مدن الساحل الغربي ومينائها الاستراتيجي.

استعادة القوات الموالية للرئيس المعترف به دوليا عبدربه منصور هادي وبإسناد من قوات التحالف العربي خلال عام من انطلاق عملية الرمح الذهبي مدنا مهمة ومعسكرات وقواعد عسكرية استراتيجية وميناء هام على البحر الأحمر كما أنها استعادة السيطرة على مئات الكيلومترات من الأراضي التي كانت محتلة من مليشيات الحوثي المدعومة من إيران.

وبعد عام من انطلاق عملية "الرمح الذهبي" حررت القوات الجنوبية وبإسناد من التحالف العربي أكثر من 150 كيلو مترا من الأراضي التي كانت تسيطر عليها مليشيات الحوثي في الساحل الغربي لليمن.

تمكنت القوات الجنوبية في بداية المعركة من السيطرة على مدينة ذوباب الاستراتيجية قبل أن تواصل تقدمها وتقتحم أسوار وتحصينات الحوثيين في مدينة المخا ذات الموقع الهام وتحرر مينائها الاستراتيجي من فلول عناصر الحوثيين.

أمنت قوات المقاومة الجيش الوطني كامل الطريق الساحلي المؤدي الى محافظة الحديدة وأحكمت حصارها على معسكر العمري غربي مدينة تعز وتقدمت أجزاء من هذه القوات في السلسلة الجبلية للعمري وكذا سلسلة جبال كهبوب وقدمت هذه القوات العشرات من الشهداء والمئات من الجرحى في معارك عنيفة وملاحم اسطورية مع المليشيات الحوثية.

وبعد ايام من المعارك العنيفة مع المليشيات الحوثية سيطرت القوات الجنوبية وبدعم من طيران التحالف العربي على كامل مدينة المخا وتمركزت في مينائها الاستراتيجي موجهة صفعة قوية للمليشيات التي كانت تستخدم الميناء لتهريب السلاح.

وقدمت القوات الجنوبية خلال عام من المعارك في جبهة الساحل الغربي عددا من قيادات الصف الأول وكذا عشرات الشهداء من الجنود.

ففي اليوم الأول للمعركة سقط عدد من الشهداء الجنوبيين وأبرزهم العميد ركن عمر سعيد الصبيحي قائد اللواء ثالث حزم وكذا القيادي البارز في المقاومة الجنوبية سامح الحسني.

كما استشهد اللواء أحمد سيف اليافعي نائب رئيس هيئة الأركان العامة بعد استهداف الحوثيون موقعه بصاروخ موجه كما أصيب في المعارك قائد جبهة باب المندب وقائد اللواء الثاني عمالقة عبدالرحمن اللحجي بعد اصابة مدرعتيهما بصاروخين حراريين اطلقتهما المليشيات في حادثين منفصلين.

وبعد مرور اسابيع من انطلاق عملية "الرمح الذهبي" خفت حدة المعارك مع الحوثيين وتوقف تقدم القوات الموالية للحكومة المعترف بها دوليا وذلك بعد تحرير معسكر خالد بن الوليد الاستراتيجي غربي مدينة موزع بمحافظة تعز.

وفي الأشهر الأخيرة من العام 2017 اطلقت القوات الجنوبية الموالية للرئيس هادي وباسناد من التحالف العربي حملة جديدة لتحرير محافظة الحديدة.

وابتدأت القوات الجنوبية ومعها كتائب من المقاومة التهامية العملية البرية، لتتمكن من السيطرة على عدد من التباب والمواقع العسكرية الهامة قبل أن تقتحم مدينة الخوخة الساحلية وتطرد مليشيات الحوثي منها.

وواصلت القوات المشتركة تقدمها وتمكنت من تطهير معسكر أبو موسى الأشعري الاستراتيجي والذي يعتبر معقل للمليشيات في الساحل الغربي. 

ويعد تحرير معسكر أبو موسى الأشعري نصرا عظيما يضاف للانتصارات السابقة للقوات الجنوبية وتحريرها لمدينة المخا ومينائها الاستراتيجي وكذا تحرير معسكر خالد بن الوليد والذي يعقد قاعدة عسكرية للانقلابيين الحوثيين في الساحل الغربي.

كما أن معسكر أبو موسى الأشعري يُعد من أهم المواقع العسكرية في الساحل الغربي لليمن، وسبق أن أطلق منه الحوثيون صواريخ على السفن والبوارج الحربية في البحر الأحمر، خلال الأشهر الماضية.

وكانت عملية تحرير الخوخة خاطفة ومفاجئة لدى الكثير من المراقبين للشأن اليمني، لاسيما وأن القوات الموالية للرئيس هادي باتت لا تفصلها عن مدينة الحديدة سوى عشرات الكيلومترات فقط عقب تمكنها من السيطرة على مناطق وقرى محيطة كحيس والتحيتا وميناء الحيمة العسكري.

وبالسيطرة على مدينة الخوخة تعتبر قوات التحالف العربي والقوات الموالية للرئيس اليمني المعترف بها دوليا عبدربه منصور هادي حققت تقدما ساحقا؛ لأهمية المدينة وكونها منفذا للتهريب بالنسبة للميليشيات الحوثية، وموردا مهما من مواردهم.

وتسير العملية العسكرية من محورين الأول بمحاذاة الخط الساحلي وباتت القوات اليوم قريبة جدا من مدينة الحديدة مركز المحافظة بينما يسير المحور الثاني على الطريق الرابط بين تعز والحديدة، الذي يمر عبر منطقتي النجيبة وحيس، وفي هذا الخط تم التقدم والسيطرة على جبال ومواقع استراتيجية شمال جسر الهاملي وجسر ريسان، وتمت السيطرة على مركز عزلة الهاملي في موزع".

ويشرف على المحورين ضباط من قوات التحالف العربي وكذا ضباط جنوبيون، وذلك بإسناد جوي كبير من قبل التحالف العربي الذي نفذ عددا من الغارات التي استهدفت عددا من التعزيزات وآليات عسكرية ومعدات تابعة للحوثيين كما دمرت مراكز عمليات ميدانية.

وخلال المعارك تمكنت القوات المشاركة في "الرمح الذهبي" من اسر وقتل المئات من عناصر المليشيات واغتنمت أنواع مختلفة من الأسلحة التي تركتها المليشيات خلفها وهربت مخلفة وراءه جثث زملائها.

وتتميز الحديدة بموقع استراتيجي هام وتملك واحد من أهم الموانئ في اليمن والذي حولته المليشيات الى منفذ لتهريب الأسلحة القادمة من إيران.

وبتحرير محافظة الحديدة ومينائها الاستراتيجي سيتمكن التحالف العربي والقوات الموالية له من احكام الحصار على الانقلابيين واغلاق اخر المنافذ الهامة التي يتحكمون بها.

وسبق أن طالب التحالف العربي بالإشراف الأممي على ميناء الحديدة لإيقاف تدفق الاسلحة الى المليشيات الحوثية إلا أن ذلك لم يتم للآن بسبب الرفض من قبل المليشيات والمماطلة الأممية.

وقبل أشهر أفادت مصادر إعلامية أن ضغوطات كبرى من قبل عدة دول اخرت انطلاق عملية تحرير محافظة الحديدة والتي أعد لها التحالف العربي.

ويبدو أن التحالف العربي قد عزم على تحرير محافظة الحديدة بعد فشل الهبة الشعبية التي قادها حزب المؤتمر الشعبي العام في صنعاء وانتهت بمقتل رئيسه علي عبدالله صالح وعدد من قيادات الصف الأول للحزب.