آخر تحديث :الخميس-25 أبريل 2024-02:10ص

أدب وثقافة


مأّرب الزحف(قصة قصيرة)

السبت - 06 يناير 2018 - 06:17 م بتوقيت عدن

مأّرب الزحف(قصة قصيرة)

كتب/عصام عبدالله مسعد مريسي

تجمهر الشباب من كل مكان يزحفون نحو الساحات وكل واحدٍ منهم يحمل في جعبته أحلام وطموح يريد تحقيقها والتقت الجموع في ساحة واحدة لا يجمعهم سوى الرغبة في التغير واخراج البلاد من حالة الجمود وسيطرة أفراد وعائلات على خيرات البلاد وانطلقت الهتافات:

فليسقط النظام .. يسقط النظام

لم تكن الأهداف واضحة ولم تتبلور المطالب الثورية بشكل تام إنما الهدف كان هو التغير ربما البعض لا يتخيّل كيف سيكون التغير ؟ وما معنى التغيير "؟ وهل التغير لشكل النظام ؟ أو التغيير للأفراد الجاثمة على العرش لعقود ؟ أو التغيير العودة إلى ما قبل توحيد الشطرين ، اختلفت الاهداف وتعددت المشارب وتنوعت المقاصد لكن كل من حضر الزحف يطمح للتغير وإن تعددت أشكال التغيير ومعانيه ، واندفعت الجموع شباب ينافس الزهر في عمره ارتفعت أصواتهم بالهتاف بعضهم يقول:

نريد الانفصال .. نريد استعادة الجنوب الحر

ومن أقصى الساحة ارتفع هتاف ينادي :

نريد أن نتوظف . سنوات من عمرنا مرت ولم نتوظف

ومازالت الهتافات ترتفع من كل جهات الساحة وترتفع الرايات واليافطات مكتوب عليها :

نريد يمن جديد .. نريد يمن الخير للجميع

ويتضاعف الجمع ، ولم تمضي إلا ساعات حتى انضم إلى الشباب الآباء وبعض الامهات ومطالبهم تحقيق الرفاهية للأبناء بعد أن حرموا هم منها وترتفع أصواتهم التي بحت مساندة لأصوات الابناء  وهدفهم واحد هو التغيير قائلين:

فليسقط نظام الظلم .. فليسقط نظام الفوضى .. فليسقط نظام العائلة والقبيلة

تتوسط الجمع زهرة في ربيعها الثاني ترفع صوتها بالنداء مخاطبة الجمع في دعوة لإعلان المطالب وبكل شجاعة وجرأة تتقدم المسيرة متجهة نحو مكتب إدارة المدينة والجموع في انقياد خلف قائدة الزحف موحدين الصفوف شباب وشابات ورجالاً ونساء ومراهقين وأطفال في موكب جماهيري مهيب وفي تناغم وكأنَّ الزهرة تقود فريق موسيقي رفيع المستوى ليعزف لحن الحرية والتغيير والبناء، وما هي إلا لحظات حتى يداهم الموكب من قبل قوات النظام والقائد الربيعي مازال يقود الموكب بحنكة محاولاً ضبط الاعصاب حتى تحقق المسيرة مقصدها السلمي وتدعو الجموع:

اضبطوا انفسكم .. لا تجعلوهم يفسدوا السلمية 

ازداد غضب أفراد قوات النظام أمام صبر وحلم الجموع فإذا بأعيرة نارية تطيش من فوهات بنادقهم لتقطف الزهرة الربيعية من وسط الحشد فتتهاوى وهي مازالت ملتزمة بالحنكة والسلمية :

لا تتخلوا عن السلمية .. أنتم أصحاب حق

تصفر الزهرة ويفوح عطرها وهي تغوص في دمائها الزكية معطرة المكان وقبل أن ترحل تهدي الجموع ابتسامة تلهب حماستهم فيرفع جسدها على الاعناق وتسير الجموع في شموخ وكبرياء واصرار على مواصلة المشوار الذي تعمد بالدم