آخر تحديث :الجمعة-29 مارس 2024-06:09م

ملفات وتحقيقات


السياسي والقيادي الجنوبي عبده النقيب في قراءة سياسية: نقرر قبل أن يقرروا مصيرنا

السبت - 30 ديسمبر 2017 - 05:56 م بتوقيت عدن

السياسي والقيادي الجنوبي عبده النقيب في قراءة سياسية:  نقرر قبل أن يقرروا مصيرنا
غلاف صحيفة عدن الغد اليوم السبت

عدن (عدن الغد)خاص:

تساءل القيادي الجنوبي البارز عبده النقيب عن الحيز الذي سيحظى به المجلس الانتقالي الجنوبي وفق إمكاناته في أي حوارات سياسية مقبلة مقارنة مع ما سيحظى به الحوثيين.

 

وأكد القيادي في التجمع الديمقراطي الجنوبي أن الحوثيين سيحصلون على النصيب الأكبر فيما سيحصل على الانتقالي الجنوبي على الفتات.

 

 

 

 

 

 

 

أبجديات السياسة

 

 

 

وقال النقيب في قراءة سياسية تحليلية: "من بديهيات وأبجديات السياسية أن لا احد يعطيك شيئا مجانا دون أن تكون لك قيمة يستثمرها فيك.. الحوثيون لديهم صواريخ باليستية وسيطرة على الأرض  فبحجم هذه القوة سيحصلون على النصيب الأكبر في أي حوار قادم بل وانهم الطرف الأوحد الذين سيفرضون شروطهم وسيحددون هوية شركائهم المستقبلين وحجم شراكتهم من الأطراف الأخرى فيما تسمى "بالشرعية".

 

وبالمقابل هل للمجلس الانتقالي الذي لا يملك مالا ولا سلاح ولا استقلالية حظ في الحصول على نصيبه الحقيقي في الحوارات المتوقعة؟.

 

التحالفات ضرورية يا سعادة الفقيه هاني بن بريك كما قلت وأوافقك على ذلك,  ولكنها تبدو لديك كلمة حق تريد بها باطل. فالتحالفات التي لا تقوم على معايير أساسها توافق المصالح وتوازن القوة ستكون تبعية لا غير.

 

 

 

أسئلة مصيرية

 

 

 

ومضى القيادي الجنوبي النقيب متسائلا عن مصداقية التحالف العربي في مساندة تحقيق تطلعات شعب الجنوب في استعادة دولتهم وتقرير مصيرهم بأنفسهم.

 

وقال النقيب: "دون أن أجتهد أو اجهد معي القارئ البسيط في تفصيل معاني العبارة السابقة وإسقاطها على واقعنا, فان السؤال البديهي يطرح نفسه: هل من مصلحة لدول التحالف في قيام ثورة وطنية جماهيرية ودولة وطنية ديمقراطية في بابهم الخلفي؟ وهي أنظمة لم تتوان في ملاحقة ثورات الربيع العربي في تونس وليبيا وصنعاء نتيجة إصابتها بـ "فوبيا" التغيير والديمقراطية.

 

وهل قدمت لنا دول التحالف حتى مجرد وعود بان شعب الجنوب له حق تقرير مصيره؟  لا شيء بالتأكيد من هذا.

 

إذًا لا توجد مصلحة لدول التحالف في قيام دولة جنوبية مستقلة تمتلك قرارها!!  بالطبع لا توجد مصلحة فمصالحها مع الفاسدين ومع من يبحثون عن المكاسب الشخصية على  حساب الوطن. المعطيات تجيب على هذه الأسئلة الأساسية بكل وضوح,  فلم ينصر ثورة شعب الجنوب على مدى عشرين عاما خلت احد من أبناء العروبة بل وإنهم شركاء مع أساطين الفساد، وفي مقدمتهم الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح, فهو شريك قوي مع دولة الإمارات في كل شيء في تجارته "الوطنية  النظيفة والخالية من الغش" وميناء عدن خير شاهد على ذلك.

 

 لم تخف دول التحالف شراكتها مع أساطين الفساد والخونة المتاجرين بالوطن ومستقبلة، فلمن لا يعرف كم مليار دفعت لروسيا التي لم تعد تؤمن بالصداقة على النموذج السوفيتي حتى تتوسط في إخراج علي عبدالله صالح من صنعاء بسيناريو الفريق الطبي - رجلها في تجارة السلاح الروسي في اليمن والصومال والسودان والقرن الأفريقي وعدد آخر من دول أفريقيا - ولكن الحوثيون الذين يدركون انه لا يوجد في السياسية شيء اسمه النخوة فقد رفضوا ذلك بشدة ولتذهب سفارة روسيا إلى الجحيم فهم يدركون أنها مجرد فزعة من اجل  "تحليل" المليارات التي قبضوها، أما العلاقة المستقبلية مع روسيا وغيرها فلن تحكمها سوى المصالح الاستراتيجية  وليس للفزعة مكانا فيها.

 

 

 

 

 

 

 

 حقيقة استراتيجية التحالف.. من العدو الحقيقي؟

 

 

 

وواصل السياسي عبده النقيب طرح أسئلته التحليلية متناولا هذه المرة ماهية استراتيجية التحالف العربي في اليمن، حيث قال: "إذًا ماهي استراتيجية التحالف في اليمن؟ هل فعلا  اكتشفت الآن أن سكان الهضبة الشمالية زيدية شيعة؟ الم يكونوا حلفائها واقرب المقربين لها منذ 1962م وحتى سنوات خلت عند بداية أزمة العلاقات الإيرانية السعودية؟.

 

 اليمن ليست الوحيدة التي تعج بالعنصر الشيعي فالمنطقة الشرقية في السعودية والبحرين والعراق والكويت وعمان أيضا!! ولكن ما الضير في ذلك فهؤلاء عرب أقحاح ولا أظنهم سيناصرون الإمبراطورية الفارسية ضد عروبتهم. لابد أن هناك شيئاً آخراً يقف وراء هذا الضجيج خاصة وان الدولة التي ترتبط بعلاقات اقتصادية ضخمة تفوق الثلاثين مليار دولا مع إيران هي الإمارات العربية المتحدة ويتواجد بها عدد هائل من المتجنسين من أصول إيرانية يكاد يفوق عدد السكان الأصليين ويحكمون قبضتهم على عدد من المؤسسات الهامة وخاصة الهجرة والجوازات وتحتل إيران جزيرتين إماراتيتين ولا احد يتهم الإمارات بالعمالة والولاء للمشروع الصفوي.

 

إذًا الربيع العربي هو العدو الحقيقي والمصيبة الكبرى أن الحراك الجنوبي هو رأس الحربة لهذه الثورة العربية حتى وان لم يتحدث عنه المؤرخون.

 

لنرى كيف تدخلت الدول الخليجية في إجهاض الربيع اليمني. دون العودة إلى الوراء كثيرا والتفصيل فقط نود أن نذكر أن الحراكي الجنوبي كان يسجن ويرحل من دول مجلس التعاون لدول الخليج العربي لمجرد انه يحمل صورة أو يكتب جملة على صفحات التواصل الاجتماعي. وعندما قام ربيع تعز وصنعاء في فبراير 2011م  في اليمن الشمالي وكاد أن يطيح بالنظام الأسري الفاسد تدخلت دول مجلس التعاون بكل ثقلها وأجهضت الثورة الشعبية ثم جاءت لنا بالمبادرة الخليجية التي أقصت كل قوى الثورة وأعادت  تشكيل النظام الفاسد وهو ما قاد إلى الحرب اليمنية المستعرة اليوم.

 

 

 

 

 

 

 

الجنوب أساس المعركة

 

 

 

وأضاف النقيب: "لم تتردد دول مجلس التعاون في دعوة الحوثيين للحوار والاعتراف بهم  والقبول بدستورهم الثوري الجديد المتمثل بوثيقة السلم والشراكة بعد الإطاحة بسلطات الفساد والخراب في صنعاء التي أنتجتها المبادرة الخليجية, رغم أن هذا التغيير يجري في الفناء الخلفي للسعودية، ولكن الحركة الحوثية لا تشكل خطرا يرتقي إلى درجة التدخل العسكري إلا عندما تمددوا باتجاه الجنوب وكادوا يحكمون قبضتهم عليه.

 

إذًا الجنوب هو أساس المعركة..  فمهما كانت السلطة في صنعاء مستقلة فإنها لا تشكل خطرا على المدى المنظور فهي بدون دعم وتعاون دول الجوار ومحيطها الإقليمي بالكاد أن تحيا وتستقر فكيف لها أن تشكل تهديدا استراتيجيا على دول الجوار!

 

لابد أن الخطر يكمن في عدن وباب المندب وبحر العرب فهي منطقة الصراع وهي التي تتدخل فيها دول التحالف بشكل فعلي وتقيم فيها القواعد العسكرية دون أي إذن لا من "الشرعية" ولا من الجنوبيين "الحلفاء".

 

 هنا نرى بان الخطورة التي يواجهها التحالف العربي تبدو في الجنوب وكل الترتيبات تسير بهذا الاتجاه لاحتوائه.. سيتم إعادة تشكيل قوى السلطة في اليمن وتغيير مبادئ ووجوه التحالف مع القوى المختلفة في الجمهورية العربية اليمنية ولكن لا مجال للحديث عن مشاركة فعلية لأي قوى جنوبية فذلك خط احمر".

 

 

 

إعادة إنتاج النظام اليمني الفاسد!!

 

 

 

واختتم السياسي والقيادي الجنوبي عبده النقيب بالتأكيد على أن: "ما يجري اليوم هو إعادة إنتاج النظام اليمني الفاسد ولكم أن تتصفحوا أسماء من يتم تعيينهم في "الشرعية" فهل خلت اليمن من الشرفاء والوطنيين حتى نقوم بتدوير نفس الأسماء المستهلكة. بالطبع تلك ليست مجرد خطيئة  أو قصور في الرؤية ولكن هذه استراتيجية  التحالف العربي القائمة على استمرار المعركة في الشمال حتى يتم ترويض المارد الجنوبي وهو الأخطر وإعادة توطيد دعائم دولة الفساد السابقة وان اختلفت الشخوص..

 

بدأت عملية مواجهة الثورة الجنوبية بالاحتواء وتقديم المناصب الوهمية والشكلية للمحافظين ومحاصرتهم ومنعهم من أي عمل وتهميش المقاومة الجنوبية والكوادر الجنوبية واللجوء لسياسة التدمير والتركيع جوعا وقتلا لسحق  طموح الجنوبيين - تحت صمت وتواطؤ من قبلوا بالمناصب الذين علقنا أملنا عليهم في استغلال السلطة لتثبيت دعائم المقاومة ولكن حصل العكس- حتى يقبلوا بأي تسوية ولم  يتردد التحالف في تجريدهم من كل استحقاقاتهم فقد انتهت المهمة. ولتخفيف ردة فعلهم وإلهاء الجنوب بعظمة جديدة أنشأوا لهم المجلس الانتقالي ذو السقف الأعلى ولكن بدون أي صلاحيات أو سلطة فتلك حرام أو فتنة كما قال سيادة الفقيه بن بريك.

 

 خلاصة القول انه اذا لم يستطع المجلس الانتقالي أن يفرض وجوده الآن فلا مجال للحديث عن المشاركة في المستقبل ومن السخف والمغالطة أن نرفع صوتنا ونصعد العداء ضد الشرعية ونتغنى بنخوتنا وشراكتنا مع التحالف إلا اذا كنا نريد أن نخدر الجماهير الجنوبية,  فالشرعية هي بضاعة التحالف الوحيدة أيها القوم".

القسم السياسي بـ "عدن الغد":