لم يتمكن المجاهدون من اختراق الهضبة التي إذا تم اجتيازها سيتم تحطيم تحصينات البغاة واختراق معسكرهم والنيل منهم فقد كانت ملغمة بالقناصين ، ولكن اصرار المقاومين على التقدم كبير ، تصدر اوامر من القيادة بعدم التقدم حتى يتم التخلص من عقبة القنص التي تحول دون التقدم، ولكنه مقدام يرغب في في اقتحام معسكر الأعداء ودخول المدينة المحاصرة وفك حصارها يتسلل زحفاً على بطنه وراحة يديه ، مازال يزحف ويواصل الزحف وبطنه وساعديه تقطر دماً لكنه مصر على ردم بؤرة القنص وازالتها حتى تتقدم القوات وتفتح حصار المدينة، بعد لحظات أُفتقد البطل المقدام فقد كان قمة في النشاط والحيوية والدعابة رغم صغر سنه يسأل القائد عنه:
أين البطل ؟ أين المقدام؟
تنطلق كل العيون تبحث عنه في كل جهات الجبهة في المقدمة في الوسط في المؤخرة الميمنة والميسرة ، فقد كان يتنقل بين كل جهات الجبهة يساعد هنا ويشترك هناك لا يخاف الموت إنه عاشق البطولة محب للفداء لا يبالي ولا يهاب المخاطر كأنك ترى بطل قدم من الاساطير ، فتصدر الاجابات بلسان واحد:
إنه غير موجود .. علّه نفذ ما أراد ، تقدم نحو معسكر الاعداء
يصيب الفزع الجميع على بطلهم المغوار الذي خاض النار وربما لا يعود أو حتى لن يتحصلوا على جثمانه
تصدر أومر القائد بالبحث عنه واسترجاعه ولكن المقدام قد تلاشى أثره فقد أصبح في مقربة من تلة القنص وماهي إلا لحظات حتى ينطلق ويطير في الفضاء تم ينكب على القناص ويسلبه سلاحه فإذا به مقعد ليس لديه إلا سلاح القنص وأكياس من الطعام المتعفن برائحته العفنة يحاول أن يطلب العفو قائلاً:
أنا مجبر .. أبحث عن قوت العيال . أجبروني على البقاء في هذا الموقع
لم تكن هذه الاعذار لتنطلي على المقدام يرفع سلاحه ويوجهه صوب صدر القناص وقبل أن تنطلق رصاصته يقول له:
لقد اغتلت خيرة الشباب بقناصك .. لا عذر لك
تنطلق رصاصات القصاص صوب القناص المقعد الذي كان كل هدفه قتل الابطال فإذا به يسقط صريعاً ولم يكن في المكان سواه بعد أن فرت جماعته من البغاة يتفقد البطل المقدام المكان تم يطلق رصاصات نحو الفضاء ويرفع الراية معلناً لزملائه بالقدوم فقد تم تطهير التلة فاذا بجموع القوات تتقدم باتجاه التلة المحررة وهم في دهشة من البطولة التي ضربها البطل الصغير المقدام
