آخر تحديث :الخميس-28 مارس 2024-02:40م

أدب وثقافة


يومٌ حضرميٌّ زاخر..بأخبار القرن الهجري العاشر

الجمعة - 22 ديسمبر 2017 - 12:03 ص بتوقيت عدن

يومٌ حضرميٌّ زاخر..بأخبار القرن الهجري العاشر

أ.د.علي صالح الخلاقي:

فيك مرحب وسهلا

في ربوع المكلا
لا تجد غير أهلا
وجهها صار أحلى
لا تجد له مثيلا
حسنها قد تجلّى
لا يُقارن بليلى
حُبّها ليس يبلى
بل في القلب حلاَّ
كيف أنسى المُكلا
ألف حاشا وكلاَّ
***
دأب مركز حضرموت للدراسات التاريخية والتوثيق والنشر منذ تأسيسه قبل عامين على عقد مؤتمر علمي سنوي، وكان لنا شرف مشاركتهم أعمال مؤتمرهم الأول في العام الماضي (التاريخ والمؤرخون الحضارمة من القرن السادس إلى التاسع الهجريين)، وقبل يوم أمس كنا معهم أيضا في مؤتمرهم العلمي الثاني الذي جرت أعماله على مدى يوم زاحر، كُرِّس لتأريخ القرن الهجري العاشر، وتوج بنجاح باهر.
فد يستغرب المرء من تخصيص أعمال المؤتمر الثاني بكامل أبحاثه للقرن العاشر الهجري فقط، على عكس سابقه الذي خُصّص لأربعة قرون من السادس إلى التاسع الهجريين، لكن المتابع لتاريخ حضرموت يدرك أهمية ذلك القرن وخصوصيته التي تميز بها في سفر التاريخ والمؤرخين الحضارمة، فهو حسب توصيف الزميل رئيس مركز حضرموت للدراسات التاريخية والتوثيق والنشر أ.د. عبدالله سعيد الجعيدي في كلمته التي افتتح بها أعمال المؤتمر:"قرن التاريخ الحضرمي وقرن مؤرخية.. إنه قرن المؤرخين: عبدالله شنبل وعبدالله باسنجلة والطيب بامخرمة ومحمد علي خرد وعبدالقادر العيدروس ومحمد عمر بافقيه".
وهكذا فلم يجُد أيُّ قرنٍ سابقٍ له بمثل هذه الكوكبة المنيرة من المؤرخين الذي وضعوا بداية التاريخ الحضرمي الحديث من خلال ما سطروه في مؤلفاتهم التاريخية، بجهود شخصية منفردة التقت جميعها في بوتقة القرن العاشر وأعطته هذا الزخم والأهمية، فضلا عن تميز هذا القرن بأحداث هامة غيرت مجرى التاريخ الحضرمي، خاصة في عهد السلطان بدر بوطويرق ودوره في تحديث دعائم الدولة الكثيرية ، وبروز العديد من الشخصيات الحضرمية والعلماء ممن تركوا بصماتهم الواضحة في الشأن الحضرمي خلال ذلك القرن، وارتباط ذلك القرن بالهجمة البرتغالية على ميناء الشحر بعد فشلها في احتلال عدن، وقد قوبلت الغزوة البرتغالية بمقاومة بطولية خلدها التاريخ بأحرف من نور، برموز قادتها (الشهداء السبعة) .
كل تلك الأحداث الزاخرة وأولئك المؤرخين ومؤلفاتهم كانت محور أبحاث المشاركين في أعمال المؤتمر العلمي الثاني، حيث قدمت ملخصات لـ(15) ورقة بحثية في ثلاث جلسات متتالية، وخصصت مساحة زمنية للمناقشات، التي أثرت مضامين هذه الأبحاث.ومثّل المؤتمر تظاهرة ثقافية رائعة وملتقى سنوياً للمشتغلين والمهتمين بالتأريخ والشأن الثقافي الحضرمي ، وكان تتويجاً رائعا لمجمل نشاطات مركز حضرموت للدراسات التاريخية والتوثيق والنشر التي تمثلت بعدد من الإصدارات والندوات والمحاضرات والنزول الميداني لتوثيق وتدوين التاريخ وشواهده وانتظام صدور مجلة (حضرموت الثقافية) فصليا..الخ.
وتميز المؤتمر أيضاً بحضور لافت للمشاركين من مختلف مدن حضرموت الرئيسية ومناطقها المختلفة وكذلك المشاركين من جامعة عدن ومن مركز عدن للدراسات والبحوث التاريخية والنشر، ونسجل هنا إعجابنا وتقديرنا للزملاء في مركز حضرموت على جهودهم الكبيرة لإنجاح الترتيبات للمؤتمر والمستوى الرفيع والدقيق من التنظيم واحترام الوقت الذي تقيد به المشاركون والضيوف بصورة إيجابية منذ الثامنة صباحاً، وهو ما يبدو مستحيلاً في أية فعاليات مماثلة في عدن التي لا يُحترم فيها الوقت ولا يتم التقيد به للأسف الشديد، فهل نتعلم من الغر الحضارمة؟!!
كما تألق في تقديم المؤتمر الأستاذ صالح الفردي بلغته الرصينة وصوته البليغ والأستاذ نادر العمري بقصيدته الحضرمية العصماء، والأستاذ د.عبيدون بأبياته الفصيحة التي تزامنت مع اليوم العالمي للغة الضاد، وكان فيها منافحاً أميناً عنها، وسبق ذلك ترصده لعدد من الأخطاء اللغوية والنحوية لبعض المشاركين، ولقيت ملاحظاته استحساناً وقبولا.
ختاماً تحية تقدير لمركز حضرموت للدراسات التاريخية والتوثيق والنشر، وللرجل الذي يقف خلفه داعماً ومشرفا عاماً لكل هذا النشاط المثمر، إنه الشيخ الفاضل محمد سالم بن علي جابر، وهو في ذات الوقت الداعم والمشرف العام لنشاط مركزنا "مركز عدن للدراسات والبحوث التاريخية والنشر".