آخر تحديث :الخميس-28 مارس 2024-04:37م

حوارات


عبدالملك الحوثي على خطى «حزب الله» يسير..!

الأحد - 10 ديسمبر 2017 - 10:20 ص بتوقيت عدن

عبدالملك الحوثي على خطى «حزب الله» يسير..!

( عدن الغد ) الرياض :

قال د. حسن أبو طالب، خبير العلاقات الدولية ومستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية بالقاهرة، إن التوافق السعودي الروسي الأخير يمكن أن يكون نوعا من أنواع التنبيه للإيرانيين بأن سياسة التوسع والسياسة الهجومية التي تتبعها يمكن أن تكون عنصرا سلبيا على مصالحها على المستوى المتوسط.

 

وأكد أبو طالب في حوار لـ"الرياض" أن قطر أصبحت تعاني اقتصاديا بشدة، والمواطن القطري الآن يسأل نفسه إلى أي مدى يستطيع أن يتحمل هذه المقاطعة مع الأشقاء في الخليج، وهذه الأمور ستكون عناصر ضغط تؤدي إلى التغيير المطلوب وسوف يكون تغييرا إيجابيا لصالح القطريين ولصالح الأمن والاستقرار في المنطقة.

تجربة "حزب الله"

  • بداية.. كيف ترى التواجد الإيراني في الداخل اليمني؟

  • التواجد الإيراني مرتبط بالحوثيين ودعم هذه المجموعة للانقلاب على الشرعية، والإيرانيون ينظرون إلى الحوثيين باعتبارهم نموذجا مؤهلا لإعادة تجربة "حزب الله" مرة أخرى، بحيث أن يكونوا عنصرا حاسما في بنية السلطة اليمنية، ورغم أن هذا الأمر غير مضمون حتى هذه اللحظة لكن في نفس الوقت الإيرانيين مازالوا يقدمون الأسلحة والدعم المالي والدعائي للحوثيين مما يعطيهم المبرر للاستمرار في هذه الحرب العبثية المجنونة والتي أضاعت اليمن ودمرت كثيرا من بنيته الأساسية، وبالتالي فنحن نريد من روسيا في هذا الموضوع ضغطا على طهران بحيث تكون عنصرا إيجابيا في الحل وليس عنصرا من عناصر عدم الاستقرار في اليمن.

مصالح إستراتيجية

  • الارتباط "الإيراني - الحوثي" الذي تحدثت عنه هل هو "مذهبي" أم "عسكري"؟

  • بدأ مذهبيا والآن هو مذهبي وفي نفس الوقت إستراتيجي يتعلق بمصالح إستراتيجية ويحقق للإيرانيين الرؤية التي يدعون إليها ويعتمدونها، بأن يكون لديهم في كل بلد عربي مجموعة ذات صلة كبيرة بهم وفي نفس الوقت تحقق لهم مصالحهم في ضبط حركة السلطة في هذا البلد بحيث لا يعادي إيران.

التحالف قدم الكثير

  • وكيف ترى دور التحالف العربي الذي تقوده السعودية لاستعادة الشرعية في اليمن؟

  • هذا التحالف قدم الكثير ومازال يصر على دعم الشرعية إلى أن تحقق هدفها، وهو إنهاء الانقلاب الحوثي، وأتصور أن هذا الأمر سيتحقق إن آجلا أم عاجلا.

  • وهل التوافق السعودي الروسي يمكن أن يحد من السياسة التوسعية لإيران؟

  • بشكل مباشر يمكن أن يكون نوعا من أنواع التنبيه للإيرانيين بأن سياسة التوسع والسياسة الهجومية التي تتبعها يمكن أن تكون عنصرا سلبيا على مصالحها على المستوى المتوسط، وعلى المستوى المباشر يمكن للروس أن يتدخلوا بشكل أو بآخر من خلال حوار مع القيادة الإيرانية لتعميق فكرة الاستناد إلى مبادئ الأمم المتحدة وحسن الجوار في علاقتها بالعالم العربي، وبالتالي روسيا ممكن أن تلعب دورا في احتواء النزعة الهجومية الإيرانية.

قطر وجماعة الإخوان

  • بالنسبة لقطر.. في رأيك لماذا تصر الدوحة على إيواء عناصر جماعة الإخوان والتمسك بـ"الجزيرة"؟

  • قطر تدرك جيدا أن كل دورها في المنطقة مرتبط بأمرين أساسيين، أن تكون جزءا من حركة للتغيير تقودها جماعة الإخوان المسلمين رغم أن هذه الحركة الآن أصبحت حركة عكسية وأصبحت متعثرة للغاية وفشلت فشلا ذريعا، لكن القطريين استثمروا في هذا الأمر استثمارا كبيرا، وبالتالي فالتنازل في هذا الموضوع سيأخذ بعض الوقت، نفس الشيء فيما يتعلق بقناة "الجزيرة" الجميع يدرك أنها هي التي أعطت وزنا في السياسة الدولية والإقليمية لقطر. قطر كدولة بمكونات القوى الشاملة هي لا تملك سوى المال وسلعة الغاز، وجاءت الجزيرة لتعطيها الزخم الإعلامي والدعائي والسياسي، و"الجزيرة" تستخدم كما هو معروف وفقا لأدوات السلطة القطرية ولا تقدم خدمة إعلامية مهنية وفقا للأسس المهنية، وإنما هي مرتبطة بالموقف السياسي للدوحة، وبالتالي التمسك هنا هو تمسك من قبيل الأوراق التي إذا ضاعت ستفقد الكثير من قوة إيران أو تصورها عن الفاعلية القطرية، وبالتالي حينما يكون هناك مقابل عكسي أو ثمن كبير يدفع لاستمرارية هذا الوضع في لحظة ما ستتخلى قطر عن هذين البعدين، البعد الإخواني والبعد المتعلق بقناة "الجزيرة". على الأقل يمكن أن يُعاد هيكلة "الجزيرة" وهيكلة أدائها وأعتقد أن هذا سيحدث بشكل أو بآخر وسيكون أحد العناصر التي تتخلى فيها قطر عن سلوكها الدعائي المحفز لعدم الاستقرار في المنطقة، وفيما يتعلق بالإخوان كما هو معروف الحركة ضُربت في الصميم في مصر وفي عدد آخر من البلدان العربية وأيضا في تركيا، الآن الأتراك يكادون يتخلون عن الحركة وعن أن تكون عنصرا من عناصر السياسة التركية. الآن نحن ندرك أن قطر أصبحت تعاني اقتصاديا بشدة، والمواطن القطري الآن يسأل نفسه إلى أي مدى نستطيع أن نتحمل هذه المقاطعة مع الأشقاء في الخليج، وهذه الأمور ستكون عناصر ضغط تؤدي إلى التغيير المطلوب وسيكون تغييرا إيجابيا لصالح القطريين ولصالح الأمن والاستقرار في المنطقة.

*صحيح التغيير سيحدث في قطر حتما.. ولكن ما السيناريو الأقرب للواقع؟

  • التغيير له مساران، الأول التغيير من الداخل؛ حيث تتغير السلطة من السلطة نفسها وهناك مؤشرات على هذا، والتغيير الآخر هو أن السلطة نفسها تدرك أن سلوكها السابق لم يعد يجدي وبالتالي تبدأ في إعادة الحسابات والتنازلات وإعادة هيكلة دورها وهذا الأمر سيكون صعبا على سلطة اعتادت على الادعاء والتفاخر بدعم الإرهاب وتمويل الإرهابيين، إضافة إلى أن الدور الدولي للأسف الشديد لم يكن داعما لتغيير قطر سلوكها الذي يدعم الإرهاب، ووقفت القوى الدولية خلف الستار نظير الابتزاز المالي؛ لأن قطر أعطت أموالا كبيرة تحت زعم شراء الأسلحة بمليارات الدولارات وهذه البلدان استفادت من هذا الوضع، ولكن بعد الحصول على الأموال أعتقد أنها ستضغط على السلطة القطرية إما تتغير أو يرفع عنها الغطاء لكي يحدث التغيير الداخلي الذي أشرنا إليه.

التغيير الداخلي

*هل تقصد بالتغيير الداخلي.. تغييرا من داخل السلطة أم تغييرا شعبيا؟

-هناك أمور من الصعب التحدث عنها كأننا نملك اليقين، لكن هناك مؤشرات تقول إن هناك عملية تَعُد المسرح للتغير في الداخل، وهذه المؤشرات قد يتم مطاردتها، ولكن المسألة تتطلب دعما خارجيا وإصرارا داخليا، وأتوقع أن الأزمة ستتجاوز هذا العام حتى مطلع العام القادم.

صناعة مخابراتية

  • هناك جماعات إرهابية تولد كل يوم.. هل ترى أنها صناعة مخابراتية؟

  • هناك نوعان للجماعات المسلحة، الأول جماعات تبدأ مولود ووراءه دولة أو استخبارات، وهناك جماعات أخرى تبدأ كزهرة ثم تتلقفها دولة أو استخبارات، ففي كل الأحوال استمرار هذا أو مولد هذا معناه أن هناك من يحميهم ومن يمولهم ومن يساعدهم على النمو، وفي بعض الأحيان يحدث ما يلي، حينما يكون هناك هدف لهذه الدولة ورأينا ذلك في أفغانستان، ووقف الأميركان وراء جماعات المجاهدين الأفغان، والمجاهدون الأفغان كانوا يتحركون لتحرير بلدهم وهذا أمر طبيعي ولكن كان وراءهم الولايات المتحدة، وحينما تم خروج الاتحاد السوفيتي السابق في عام 1989م من أفغانستان، الولايات المتحدة كأنها لم تعرف هذه الجماعات وتركت الوضع يتطور إلى حرب أهلية وظهور طالبان وظهور القاعدة، وكأنها لم تكن وراء هذه الجماعات، لأن الولايات المتحدة كدولة استخدمت هؤلاء كعنصر لإفساد الوجود الروسي وتحميل الوجود الروسي ثمنا كبيرا للخروج من هذا البلد، ثم خرج الروس فرأت أميركا أن مهمة هذه الجماعات انتهت. ونفس الشيء تفعله أميركا الآن، حيث اتخذ ترمب قرارا بوقف البرنامج السري بدعم المعارضة السورية باعتبار أن كان هناك دعم كبير ولكن هذه الجماعات لم تستطع تحقيق المطلوب منها والدول الكبرى هنا تدعم مثل هذه الجماعات وحينما تفشل هذه الجماعات تتخلى عنها، وحينما تحقق هذه الجماعات الهدف الذي تبتغيه الاستخبارات الكبرى أيضا تتخلى عنها، ولكن الكثير من الجماعات التي تحصل على التمويل في لحظات معينة تتصور أنها ستستمر وأن لديها قدرة على البقاء الذاتي، وهذا غير صحيح، لأنهم في الأول والأخير ينظر إليهم باعتبارهم عملاء لقوى أجنبية. وعلى سبيل المثال داعش في لحظة من اللحظات كان ينمو اقتصاديا بتصدير البترول لتركيا تحت عيون الولايات المتحدة الأميركية والعالم كله، وتصورت داعش أن لديها القدرة على بناء دولة، وهذا عبث، هؤلاء للأسف أحد أسباب تعثر التنمية الشاملة في المنطقة العربية لأنهم أضاعوا بلدانا كثيرة وشوهوا الإسلام والمسلمين وفرضوا علينا معارك جانبية لم نكن نرغب فيها على الإطلاق، لكنها عطلت مسيرة الأمة العربية والإسلامية، ونأمل أن لا تتصور هذه الجماعات عندما تحصل على دعم مالي أنها ستحقق المستحيل، لأن هذا مستحيل، ولن يسمح لها بتحقيق هذا المستحيل، هي مجرد أداة ولها دور وحينما ينتهي هذا الدور سيتخلى عنها الجميع.