لم يسلم المواطنين والمدنيين من اثار الحرب في اليمن التي شارفت على اكمال عامها الثالث فالمعاناة استمرت في محافظات الجنوب المحررة من مليشيا الانقلاب والتي تخضع لسيطرة الشرعية وقوات التحالف كما انها ايضا تصاعدت في المناطق التي يحتدم فيها الصراع والخاضعة تحت سيطرة الانقلابيين الى يومنا هذا ، لاسيما بعد الاشتباكات الاخيرة في صنعاء بين شريكي الانقلاب ( المخلوع والحوثي ) وصارت الحكومة الشرعية فتيه ليس باستطاعتها النهوض بمؤسسات حكومية فعليات الوقت الحاضر .
نتج عن هذا تدني الخدمات التي اصبحت شبه معدومة وارتفاع الاسعار مقابل عدم التزام الدولة بتسليم الرواتب وهذه المشاكل يتطلب دخول المنظمات الدولية والإقليمية لإغاثة الشعب الذي يحتاج لأمس المساعدة وأتت الحاجة لإنشاء اللجنة العليا للإغاثة تقوم بالعمل من اجل تنسيق وتوزيع المساعدات وإعادة بناء الوزارات الحكومية بشكل صحيح ومدروس وفق خطط ادارية مدروسة بشكل صحيح .
لتصبح هذه اللجنة كنافذة استقبال الإغاثات تعمل على أساسها بالتنسيق والإشراف لوصول المساعدات الى كافة المحتاجين .
ومن واجب الشعور بالمسئولية تجاه المجتمع التقينا في صحيفة عدن الغد مع المنسق العام للجنة العليا للإغاثة رجل الاعمال المعروف السيد جمال بالفقية في حوار سلطنا فيه الضوء على فكرة إنشاءها وإبراز عملها للرأي العام وللمنظمات المعنية بالأمر .
كما عنينا من خلال هذا اللقاء الى توضيح الأهداف والمهمات التي تبلور من عملها وبالأخص الصعوبات التي لازالت تواجه عمل اللجنة الى حد هذه اللحظة ، ونترككم الى سطور الحوار .
"اللجنة تأسست بقرار حكومي رقم ( ٥ ) للعام ٢٠١٥م" .
حاوره : صبري السعدي
س/ في البداية حدثنا عن تأسيس اللجنة العليا للإغاثة وماهي الأهداف التي تسعى اليها ؟
- اولا اشكر صحيفة عدن الغد على تسليط الضوء للعمل الذي نقوم فيه باللجنة العليا للإغاثة وكذا أشكر طاقم الصحيفة على ما يقدمونه من عمل صحفي متميز ، كما اقدم من خلال صحيفتكم الغراء بالتهاني والتبريكات الى فخامة رئيس الجمهورية المشير عبدربه منصور هادي باليوبيل الوطني لجلاء اخر مستعمر بريطاني من ارض الجنوب قبل خمسين عام .
اما بالنسبة لتأسيس اللجنة التي اقوم بإدارتها منذ تأسيسها وانطلاق عملها في عدن بعد التحرير مباشرة ، فقد تأسست بقرار حكومي رقم ( ٥ ) للعام ٢٠١٥م ؛ اصدرة دولة رئيس الوزراء المهندس خالد بحاح آنذاك وان يكون مقرها في العاصمة عدن .
و أود التوضيح ان هذا القرار كان بإعادة تشكيل اللجنة العليا للإغاثة وتحديد مهامها بناءاً على دستور الجمهورية اليمنية ونص القانون رقم ( ٣ ) بشأن مجلس الوزراء وعلى القرار الجمهوري رقم ( ١٤٠ ) لسنة ٢٠١٤م .
بتشكيل حكومة كفاءات وتشكيل أعمالها قبل ان تقوم قوات عفاش والحوثي بالانقلاب على الشرعية وغزو الجنوب في بداية العام ٢٠١٥م..
" مباشرة العمل وتحديد المهام "
س/ ماذا حصل بعد التأسيس ؟
- بعد ذلك باشرنا العمل و أعددنا اللائحة النظامية الداخلية للجنة وتحديد المهام الرئيسية والأهداف التي تسعى لها .
" الأهداف التي تسعى اليها اللجنة "
س/ هل بالإمكان توضيح اهم أهداف اللجنة العليا للإغاثة ؟
- اهم الأهداف التي نسعى لتحقيقها كانت محددة منذ التأسيس وهي كالآتي ؛ اولا : ضمان إيصال المساعدات الانسانية الى جميع المتضررين والذين بحاجه ماسه اليها وفقا لأسس الاستقلالية والحياد .. ثانيا : الإشراف والرقابة بشكل عام على جميع اعمال الاغاثة الخاصة باليمن .. ثالثا : تمثيل الحكومة اليمنية في القضايا المتعلقة بالجوانب الإغاثية المرتبطة باليمن ، وهنا اريد التوضيح أننا يمكننا ان نقطع الطريق على الانقلابيين من الحصول على الاغاثة بأسم المدنين وتوضيفها للمجهود الحربي .
" الاعمال والمهام المحددة "
س/ ماهي تلك الاعمال أو المهام المحددة التي تقومون فيها ؟
- ان المهام الأساسية التي نقوم بها يتبلور على جانبين ، الاول التنسيق مع المنظمات الدولية الانسانية التي تقدم لليمن مساعدات إغاثية وإنسانية وتنظيم طريقة توزيع هذه المساعدات بطريقة صحيحة على المحتاجين من المدنيين والمتضررين من تبعات الحرب ..
والثاني التنسيق مع المنظمات الدولية على توفير ماتحتاجه الوزارات الحكومية من معدات تجهيز في العاصمة عدن بعد ان دمرت الحرب البنية التحتية لها وكل شيء بمعنى ان دور اللجنة العليا للإغاثة مساعدة الحكومة الشرعية على النهوض بمؤسساتها .
" فتح قنوات اتصال مع كافة المنظمات الانسانية "
س/ هل بالإمكان توضيح كيف تتم عملية التنسيق مع المنظمات الإغاثية والتنموية وتوزيعها على المحتاجين ؟
- بكل بساطة التنسيق يتطلب فتح قنوات اتصال مع كافة المنظمات الانسانية الدولية والإقليمية لإيصالهم الى أماكن الاحتياج داخل حدود الجمهورية اليمنية بطريقة سليمة وسلسلة بالاعتماد على مؤسسات الدولة او منظمات المجتمع المدني .
" دور اللجنة يعتمد على اتجاهين "
س/ ماهو دوركم في إيصال المساعدات للمحتاجين ؟
- بداء دورنا في اللجنة بالاعتماد على اتجاهين ، الاتجاه الاول اعادة التعافي للمناطق المحررة والاتجاه الثاني فتح قنوات موثوقة لإيصال المساعدات للمحتاجين في مناطق الصراع التي يسيطر عليها الانقلابيين وهذا من دافع إنساني كما هو من ضمن الأهداف التي نسعى لها .
" الدور الحقيقي للجنة "
س/ دوركم أساسي أم تكميلي لعمل الحكومة ؟
- دورنا هو تكميلي لعمل السلطة ومثل ما أسلفت انه يركز على التنسيق والتنظيم والرقابة.
"مشكلة عدم وجود موازنة "
س/ ماهي ابرز المعوقات التي تواجهكم اثناء تأدية المهام ؟
- من ابرز العوائقالتي تعرقل عملنا هي مشكلة عدم وجود موازنة مستمرة او حتى معتمدة بشكل أساسي لكي يكون لنا دور فاعل بشكل اكبر من ذلك الدور الذي نؤديه في الوقت الحالي ، واهم ما نتج عن ذلك اننا أصبحنا كجسم غريب في جسد الدولة ولا اخفي ان هذا حال اغلب وزارات الحكومة الشرعية بشكل عام .
" تشكلت لجان فرعية في كل محافظة من المحافظات المحررة "
س/ ماهي الحلول التي تسعون اليها لتدارك هذه المعوقات ..؟
- نسعى الى ان تكون اللجنة ذات طابع سيادي او رسمي يمثل الجمهورية اليمنية للتنسيق مع الدول المانحة والمنظمات العالمية والإقليمية .
و نأمل ان يكون دور اللجنة كنافذة تمر عبرها كل المساعدات الانسانية الى المحتاجين في الجمهورية اليمنية وكذا تجهيز وزارات الحكومة الشرعية وتسهيل عملها بالصورة المطلوبة .
وواصل حديثة : لقد شُكلت لجان فرعية لكل محافظة من المحافظات المحررة برئاسة المحافظين ومهمتها جمع بيانات المستفيدين ورفع الاحتياجات وتنظيم وتنسيق وكذلك الإشراف على عمل المنظمات ، وبمعنى ادق القيام بعمل تنسيقي متكامل مع المنظمات الداعمة وشركائهم المحليين لكي لا يحدث ازدواجية في العمل توزيع العمل الإغاثي لانه قد حصل من قبل وتم توزيع الإغاثات اكثر من مرة في بعض الأماكن وأماكن اخرى لم تصلها الاغاثة .
" تظم عدد من الوزراء "
س/ هل سيكون عمل اللجنة مجرد تنسيق توزيع الإغاثات او سيتحول الى عمل تنمية مستدامة .؟
- اللجنة العليا تظم عدد من الوزراء ومنهم وزير الصحة العامة والإدارة المحلية والنقل ووالشؤون الاجتماعية والعمل والتربية والتعليم و يعملون بالتنسيق من مقر إقامتهم في العاصمة السعودية الرياض ، وكل وزير منهم نعتمد عليه في مجال اختصاصه ونطاق وزارته ويقدمون الاحتياجات الغير موجوده في كل وزارة على حدة ونحن في اللجنة العليا نقوم بالتعاون مع وزاراتهم على دراسة الاحتياجات والتنسيق مع الدول والمنظمات المانحة لتلبية هذه الاحتياجات في الوزارات .. وعلى سبيل المثال حينما كان مركز الملك سلمان يقوم بتقديم الأدوية الى وزارة الصحة كنا نقوم بالتنسيق مع مركز سلمان في اليمن وكان وزير الصحة يجتمع مع ادارة المركز في الرياض ويقدم الاحتياجات اليها ومن خلالنا تأتي الاحتياجات الى اليمن ونحن نقوم بالتنسيق مع مكاتب الصحة في المحافظات عبر مسئول التنسيق الصحي باللجنة العليا للإغاثة .
" السعي لإنشاء وحدة بيانات متكاملة "
س/ ماذا خططكم بالمستقبل القريب ؟
اهم ما نطمح اليه بشكل عاجل هي رسم خطة ان يصبح للجنة الاغاثة وحدة بيانات متكاملة تأخذ منها جميع المنظمات ما تحتاجه من معلومات سواء المنظمات الأجنبية او المحلية ، وذلك لتسهيل عملها وتنفيذ الاعمال الإغاثية او التطويرية للوزارات وتوفير احتاجاتها لجميع المجالات في كل المحافظات .
" توجيه نداء للمنظمات المانحة "
س/ كلمة اخيرة تريد توجيها ؟
اوجه نداء هام للمنظمات المانحة ان اي مساعدة تصل الى اليمن تكون عبر اللجنة العليا للإغاثة وذلك لكي لا تتكرر الأخطاء السابقة ويكون العمل الإنساني والخدمي في مكانه الصحيح ، كما نحث كافة منظمات المجتمع المدني ونطالب جميع المحافظين ان يستقبلوا الدعم عن طريق اللجنة لكي يكون العمل اكثر فاعلية وتنظيم .
