آخر تحديث :الجمعة-19 أبريل 2024-11:46ص

أدب وثقافة


العشق الممنوع(قصة قصيرة)

الجمعة - 01 ديسمبر 2017 - 06:08 م بتوقيت عدن

العشق الممنوع(قصة قصيرة)

كتب/عصام عبدالله مسعد مريسي

بدأ يلمح لأبيه عن رغبته في الزواج بعد أن حصل على وظيفة وأصبح له دخل شهري من وظيفته التي حصل عليها وبدت استجابة الأب واضحة على ملامح وجهه الذي امتلأ بالتجاعيد وهو يتأمل ويحنو إلى ملاعبة أحفاده قبل يغادر الدنيا وهو يصرح لولده مباركته لما يفكر فيه قائلاً:

هذا اليوم الذي اتمناه أنا وأمك .. نتمنى أن نرى ابنائك يملؤون منزلنا حياة وبهجة قبل أن نغادر الدنيا

ترتسم علامات الفرحة على وجه الشاب زينة دنيا والديه وينهض من فوره يقبل رأس أبيه امتناناً وتعبيراً عن فرحته ينادي أمه التي كانت تسترق السمع لما يدور بين ولدها وابيه حتى يخبرها بمباركة والده فتبادره من فورها بالمباركة والتهنئة وهي تقبل جبين ولدها قائلةً:

 مبارك يا ولدي   مبارك لك

والفرحة تملأ أركان المنزل الصغير الممتلئ دفئ ومحبة بين أم رؤوم وأب حنون أبن طائع لوالديه ،تقف الأم معلنة الفرحة بالزغاريد  حتى تسمع من تحب بقرب زواج ولدها، يقطع الأب نشوة الأم وولدها بسؤال:

مَن العروس التي أخترت يا ولدي

سريعاً ومن غير تفكير يعلن الفتى العاشق الذي ذاب عشقاً دون أن يضع أيَ اعتبار للفوارق الطبقية ولم ينظر إلا لمن اختارها قلبه كأجمل فتاة قائلاً:

إنها بنت الاسكافي التي يسكن في أخر الحي في بيت القش

يصمت الأب المندهش من هول المفاجأة ثم يرفع رأسه متجهاً ببصره نحو ولده وفي عينيه عتاب وحيرة ، ثم ينهض من متكئه متجهاً نحو نافذة المنزل التي تطل على حافة الحي وهو يقلب نظره نحو الكوخ الخشبي ويأخذ نفسى عميق واطلق زفير طويل حار يكاد أن يحرق صدره ويحدث ولده قائلاً:

إنهم من نسب وضيع , لا يرتفعون إلى مستوانا .. نحن قبائل ،، وهم لا نسب لهم

يحاول الابن أن يدافع عن الفتاة التي الهبت عشقه قائلاً :

أبي في الحب والعشق لا فوارق

يلتهب الأب غضباً ويرتفع صوته الجهوري حتى يهز أركان المنزل ثائراً على ما يريد أن يقدم عليه ولده قائلاً:

أنت لا تفكر إلا في نزوتك , هذه نزوة وليس عشق ، هذا العشق عار سيلحق بذريتك عار ووبال

ما زال الابن العاشق يحاور والده يحاول اقناعه :

أبي العشق لا يعترف بالفوارق

والاب الثائر مازال منفعلاً مهدداً ولده قائلاً:

عليك أن تختار عشقك أو نحن

يدخل الابن الذي وقع في عشق محرم محكوم عليه بالموت قبل أن يبدأ  في دوامة من التفكير وهو يعاني من الم الاختيار بين من يحب، يتجه نحو والده ليقف بجواره ينظر من نافذة المنزل صوب بيت القش ثم يذهب به التفكير بعيداً في مفارقة بين معيشته بين والديه في بيت مشيد من الاحجار وبين فتاته التي اغرقته في عشق ممنوع التي تقطن بيت القش ‘ أخذ يمعن النظر ليدرك أنّ هذا العشق مستحيل.