خـيرُ البــريةِ في مَقـامِ عُـلاهُ
الكــونُ أشــرقَ مِنْ بَهاءِ سَناهُ
.
ما خـابَ مَـنْ صلى عليه فإنه
للسالكيـنَ مـنــارةٌ ذِكْــــــراهُ
.
أنـوارُ مـولِدِه وشمسُ جـمالِه
سطعـتْ فجـلَّ الله مَنْ سَــوَّاهُ
.
نـورُ الهدى بدرٌ منيرٌ أشرقتْ
بقــدومِه الــدنيـا وعـمَّ ضيـاهُ
.
الكـونُ هلَّلَ يومَ ميلادِ الهدى
وافتـرَّ ثغـرُ الدهـرِ حيـنَ رَآهُ
.
والأرضُ مِنْ نورِ الحبيب تزينتْ
وغـدتْ تقبلُ رجلَـه وخطـاهُ
.
واستبشـرتْ بقدومِه أمُ القرى
وتطيبتْ روضُ الحمى بشذاهُ
.
هو أحمد وسطَ السماواتِ العلا
ومحمــدٌ جـلَّ الـــذي أسـمـاهُ
.
تحلو الحياةُ به وتبتهجُ الــدنا
وبـذكــره تَتَطَـيـَّبُ الأفـــواهُ
.
بحـرُ السماحةِ والمودةِ والوفا
والحبُ والأخــلاقُ مِنْ معناهُ
.
هــو سيـدُ الثقلين نـورُ حياتِنَا
مـا مِـنْ شفيـعٍ للأنــامِ ســــواهُ
.
خيـرُ البـريةِ منقــذٌ ومـبشرٌ
طـوبـى لقلبٍ مخلصٍ يهـواهُ
.
ماذا يقولُ المادحونَ بوصفِه
فـالشعرُ يعجــزُ أن يتِمَّ ثنـاهُ
.
خُلُقٌ عظيمٌ طيبٌ وفضائلٌ
كـل المحاسنِ ربنا أعـطـاهُ
.
وسما به عَنْ منكرٍ وخطيئةٍ
فــوقَ المعالي ربنـا أعــلاهُ
.
أســـرى بـه في ليلةٍ نبـويـةٍ
كل الروابي باركتْ مسراهُ
.
ركبَ البراقَ بِقُدْرةٍ ومَشِيْئَةٍ
يا سـعــده لمـا لقى مـولاهُ !
.
قد ظللتـه مِنْ السماءِ غمامةٌ
والجذعُ مِنْ فرطِ الحنينِ بكاهُ
.
وثـراهُ أشــرفُ بقعة قدسيـة
وبكـلِ قلــبٍ مـؤمـنٍ مـثـواهُ
.
يــومَ القيامةِ للبــريـة شــافـعٌ
كـلُ الخلائقِ تحتَ ظلِ لـواهُ
.
مِنْ حوضِه يسقي العبادَ بكفه
طوبى لمنْ مِنْ حوضه أسقاهُ
.
تتـرى عليه صلاتُنا وسلامُنا
وصـلاةُ ربـي دائمًـا تـغـشـاهُ