آخر تحديث :الثلاثاء-19 مارس 2024-07:51ص

أخبار المحافظات


النازحون الجدد من الصبيحة و القبيطة يواجهون ازمة سكن خانقة وارتفاع جنوني للأسعار

الثلاثاء - 21 نوفمبر 2017 - 08:20 م بتوقيت عدن

النازحون الجدد من الصبيحة و القبيطة يواجهون ازمة سكن خانقة وارتفاع جنوني للأسعار

( عدن الغد ) حافظ الشجيفي

تسببت موجة النزوح الجماعي الاخيرة من مناطق الصبيحة التي اندلعت فيها الحرب في خلال الايام القليلة الماضية بعد تسلل مليشيات الحوثي والمخلوع صالح الى مشارفها ومرتفعاتها الجبلية في مضاعفة ازمة السكن التي تشهدها العاصمة عدن منذ تحريرها  وأدت إلى ارتفاع خيالي في أسعار الإيجارات بنسب تجاوزت نسبة 100% في بعض المديريات المصنفة في ظل استمرار عمليات النزوح بشكل متواصل اليها من مختلف مناطق القتال التي تدور في تعز وشبوة وكرش والقبيطة والمخا والحديدة وابين وكهبوب وحيفان فضلا عن الدمار الذي لحق بكثير من الوحدات السكنية بفعل الحرب التي شهدتها ابان غزوها من قبل هذه المليشيات في مطلع 2015م

ويمكن ملاحظة هذه الازمة الخانقة بسبب الاكتظاظ السكاني  فيها على خلفية  التدفق المستمر للنازحين اليها منذ تحريرها بكل يسر وسهولة بحيث اصبح النازحون الجدد يواجهون ازمة شديدة في العثور على اماكن للاقامة فيها خصوصا وإن معظم النازحين إلى هم من الطبقة المتوسطة والموظفين والمزارعين والعمال ..

وقال سكان محليون ،ان التحالف العربي لم يقم بتوفير مخيمات للنازحين الجدد في ظل ارتفاع جنوني كبير للايجارات وانعدام شبه كامل لمساكن شاغرة..

وبحسب تقديرات مؤسسة جذور المستقبل للتنمية الاجتماعية في عدن، فإن أكثر من 4500 أسرة نزحت من منازلها إلى العاصمة عدن والمناطق المجاورة لها منذ تحريرها وحتي الان بسبب الحرب الدائرة في عدة مناطق  وكذلك تعسف مليشيات الحوثي والمخلوع صالح في تهجير بعض الأسر من قراها ومنازلها عنوة

وأشارت المؤسسة في مناشدة لها في وقت سابق  إلى أنها قامت بزيارات ميدانية إلى أماكن تواجد النازحين في عدن  ، ووجدت أن أغلب النازحين يعيشون حالات مأساوية بسبب ارتفاع الإيجارات حيث تعيش من ثلاث إلى أربع أسر في شقة واحدة.

وقال عبدالوهاب  نازح من وادي شعب التي تسهد منذ اكثر من اسبوع معارك ضارية بين المقاومة الجنوبية مسنودة بوحدات من الجيش الوطني من جهة ومليشيات الحوثي وصالح من جهة.مقابلة.لها إن "معاناة النازحين تتفاقم ليس بسبب ارتفاع أسعار إيجارات المساكن فحسب، وإنما أيضا لأن المؤجرين يطلبون إيجار 6 أشهر مقدما وبعضهم يطلب إيجار عام كامل في ظل ارتفاع الطلب وندرة المعروض".

كما نزح مئات الأسر من سكان مدينة تعز، التي تشهد قتالا مستمراً بين القوات الشرعية والحوثيين، إلى مدينة "إب" المجاورة (على بعد 100 كيلومتر)، مما خلق أزمة سكن وارتفاعا في الإيجارات.

وقالت الناشطة سلوي الخطيب المدير التنفيذي لمؤسسة جذور المستقبل ان نازحو الصبيحة والقبيطة  في عدن يعانون من ارتفاع خيالي لإيجارات المساكن وأغلب النازحين لا يستطيعون تأمين نصف هذا المبلغ وقد لا يملكون هذا المبلغ إطلاقاً".

ويشكو االنازحون إلى عدن  من طمع وجشع بعض المؤجرين الذين يرفعون الإيجارات إلى مبالغ تكاد تكون خيالية.

ولفتت الانتباه  إلى أن "استمرار النزوح لفترات طويلة يؤثر سلبا على المجتمعات المحلية التي تستضيف النازحين من السكان، وهذا يشكل ضغطا لزيادة الطلب على الموارد الشحيحة أصلا،حيث يعتمد 62% من النازحين على كرم عائلاتهم وأصدقائهم القائمين على الاستضافة".

ووفقا للأحصائيات التقديرية للمؤسسة  فقد زاد متوسط طول فترة بقاء النازحين  عن منازلهم في مناطق نزوحهم مع استمرار النزاع المسلح فيها..

وكان معظم هؤلاء النازحين وخصوصا القادمين من المخاء وما جاورها ومن حيفان وابين  وبنسبة 89% منهم عاشوا حالة النزوح لأكثر من عشرة أشهر حتى الان دون ان تنتهي حتى  الان بسبب استمرار المعارك في مناطقهم وبعضهم بسبب تدمير واحراق منازلهم اثنا الحروب التي جرت فيها إبان غزوا الحوثيين لها..

وأشارت  إلى أن النازحين يواجهون تحديات رئيسية للبقاء على وجه الحياة، موضحة أن أهم احتياجات 74% منهم هي الغذاء ثم المأوى  كما أن "النزوح لفترات طويلة جعل النازحين من أشد الفئات الاجتماعية ضعفا وتعرضاً للحرمان من الحقوق الأساسية في الحياة، وأثر سلباً أيضا على المجتمعات المستضيفة، لتزيد الضغوط على مواردهم المحلية الشحيحة".

وناشدت السلطات المحلية والتحالف العربي والمنظات الدولية بسرعة المبادرة والعمل  علي حل هذه المشاكل بفتح واستحداث مخيمات لاستيعاب النازحين الجدد من مناطق الصبيحة والقبيطة وغيرها من المناطق التي تشهد حروبا ..