آخر تحديث :السبت-20 أبريل 2024-12:26ص

ملفات وتحقيقات


جحاف منطقة منكوبة يضربها الجفاف

الثلاثاء - 21 نوفمبر 2017 - 08:14 م بتوقيت عدن

جحاف منطقة منكوبة يضربها الجفاف

( عدن الغد ) رائد الجحافي

جحاف منطقة منكوبة يضربها الجفاف (٣-٤)

تحقيق/ رائد الجحافي

 باعتبار مديرية جحاف اكثر المناطق جفافاً في المياه وذلك بسبب طبيعتها الجغرافية الجبلية ذات الصخور الصلبة، وهي برمتها عبارة عن جبل منعزل لا يتصل بأي سلسلة جبلية مثل بقية المديريات الأخرى، لذلك لم يستطع الأهالي حفر آبار جوفية اذ لم تجري اي دراسات جيولوجية من قبل المهندسين الجوليجيين للبحث عن احتمال وجود مخزون جوفي من المياه في ذلك الجبل ذات الصخور الصلبة المنعزلة شديدة الانحدار، اذ ان مياه الأمطار الموسمية لا تستقر في الجبل وبمجرد وصولها الى عمق محدد تتدحرج نحو المنحدرات الجنوبية لجبل جحاف وتتسرب الى مناطق اخرى بعيدة مثل وادي بناء ، لهذا حاولت بعض المنضمات الانسانية وكذلك السلطات المحلية في سنوات سابقة تقديم بعض المعالجات الإسعافية من خلال حفر السدود وإقامة خزانات صغيرة تقوم بمهمة حصد مياه الأمطار والاحتفاظ بها لوقت الحاجة، لكن كمية المياه التي يجري خزنها في تلك الخزانات الصغيرة لا تكفي لسد حاجة الأسرة لشهر واحد، هذا ناهيك ان تلك الخزانات لم تصلها المياه في فصلي الصيف والخريف هذا العام بسبب عدم هطول الأمطار الموسمية المعتادة.

وفِي العام ١٩٨٨م جرى طرح دراسة لمعالجة مشكلة مياه الشرب في جبل جحاف، وتم اعتماد المشروع بمساهمة مجتمعية من ابناء المنطقة الذين جمعوا مبلغ كبير جرى إيداعه في البنك استعداداً لإعلان مناقصة المشروع الذي كان البنك الاسلامي قد أبدا استعداده لتمويل المشروع.

وأعيد تقديم دراسة المشروع في العام ٢٠٠٥م اي قبل ١٢ عام من يومنا هذا، اذ كان من المقرر تنفيذ مشروع مياه (حجر - جحاف) عبر سلسلة جبلية بمسافة تزيد عن ١٣ كيلومتر.

ويعتبر المشروع مركزي من قبل المؤسسة العامة للمياه صنعاء

اذ تم حفر بئرين في حقل "حجر" على ان ينفذ المشروع على مرحلتين، المرحلة الاولى نقل المياه من المصدر "حجر" الى مديرية جحاف من خلال خمس محطات اعادة ضخ وخط ضخ بطول ١٣٠٠٠ متر، فيما المرحلة الثانية تكون بإنشاء شبكة التوزيع في المناطق المستهدفة في مديرية جحاف..

لكن لم يتم تنفيذ سوى جزء من المرحلة الأولى اذ تم التعاقد مع مقاول مؤسسة الصباح على تنفيذ خط الضخ وتشييد غرف الضخ والخزانات وذلك قبل العام ٢٠٠٧م بقيمة اجمالية للعقد مائتين وسبعة وخمسين مليون و اربعمائة واثنين و اربعين الف وستمائة ريال يمني (٢٥٧٤٤٢٦٠٠)، الا انا لمقاول أوقف العمل بعد مد انابيب الضخ وإقامة الخزانات، وبدأ بالتهرب وفق ما ورد في تقرير الهيئة العامة لمشاريع مياه الريف والمرفوعة في١١ يونيو عام ٢٠١٦م الى الهيئة المركزية بصنعاء، والتي أوضحت انها اي فرع الضالع اعترضت اجراء اي مخالصة للمقاول قبل استكمال المشروع.

هذا ولم تكن الان لدى المسئولين في محافظة الضالع او مديرية جحاف اي معلومات عن مصير المعدات المخصصة للمشروع من مضخات وغيره باسبب الأوضاع الراهنة.

هذا وأصبحت الكثير من خط الانابيب الرئيسي عرضة للسقوط بسبب السيول خصوصاً خارج جبل جحاف باتجاه نقيل شران اذ تعرضت التربة والصخور للجرف وأصبحت الأنابيب معلقة في الهواء وهو الأمر الذي يهدد بتساقطها اذا لم يجرِ اعادة صيانة الخط الرئيسي ووضع قواعد قوية للحفاظ عليه.

ويشير بعض المهندسين الى ان المشروع بحالته الراهنة كمرحلة أولية بعيداً عن المرحلة الثانية المتمثّلة بالشبكة الداخلية يعتبر قد أنجز منه ما يقاربالـ 80% وانه اذا وجدت نيه لدى الحكومة سيستطيع الأهالي تشغيله كمرحلة أولية إسعافية.

ويتطلب المشروع لاستكمال المرحلة الاولى خمس مضخات كبيرة وصيانة لبعض الأنابيب فقط، وتبلغ التكاليف التقديرية لعملية استكمال المرحلة الاولى حوالي (١٥٠٠٠٠٠٠٠) مائة وخمسين مليون ريال يمني فقط..

هذا وقال الاستاذ غازي سيف صالح، مدير عام هيئة مشاريع مياه الريف بمحافظة الضالع، ان الهيئة في حالة استنفار قصوى لمواجهة كارثة الجفاف وقد شرعت بدراسة المشكلة لمحاولة طرح خطط إسعافية تتمكن من خلالها مع السلطة المحلية ولجنة الاغاثة بمديرية جحاف على إيجاد حلول مستعجلة لإسعاف الأهالي بمياه الشرب وفِي نفس الوقت بحث إمكانية توفير اي معالجات مستدامة وذلك من خلال تقديم الدراسات للمنظمات المانحة التي أكد انهم وعبر محافظ محافظة الضالع قد قاموا بمخاطبتها مؤخراً ووضع مشكلة ومعاناة أهالي جحاف أمامها وطالب من الجميع التكاتف لبحث الحلول والمعالجات وانقاذ مواطني مديرية جحاف من هذه الكارثة.