آخر تحديث :السبت-27 أبريل 2024-12:05ص

أدب وثقافة


نزوح(قصة قصيرة)

الثلاثاء - 21 نوفمبر 2017 - 04:54 م بتوقيت عدن

نزوح(قصة قصيرة)
"تعبيرية"

كتب/عصام عبدالله مسعد مريسي

اشتد الخطب وتصاعدت وثيرة القتال بين الجيش الشعبي من أبناء المدينة ومعسكرات البغاة الذين أخدوا يضاعفون الضغط على المدينة وسكانها الذين كانوا اّمنين قبل قدومهم وحتى تسبب الرعب ويسلم المقاومون المدينة  عمدت إلى قصف منازل الامنين وارتفع الخوف ودب الهلع المنزل المبني من الطوب الهش على سفح الجبل المطل من جانبه على البحر راعي الاسرة انضم إلى صفوف المجاهدين لا يعود إلى بعد الحين والحين يتفقد زوجته وطفليه ووالديه ، يرتفع بكاء الصغيرين وترتعد الزوجة كلما سقطت قذيفة بالقرب من المنزل ، تحاول الزوجة الاتصال برب الاسرة كي يدبر لهم مكان أمن :

الوه ، عليك العودة إلى المنزل ، الاطفال ونحن في حالة دعر ورعب

بدفيء الابوة ووقار القائد يجيب مطمئن زوجته ووالديه قائلاً :

سأعود وقد دبرت بأذن الله  وسيلة تخرجكم من المدينة المطوقة إلى مدينة اّمنة لم يستطع البغاة اقتحامها0

تنفست الزوجة وشعرت بشيء من الاريحية وجمعت طفليها إلى حجرها كي تنقل الاطمئنان الذي وصل إلى نفسها بعد المحادثة الهاتفية وهي تمرر أطراف أصابعها على رأسي طفليها حتى تشعرهم بالدفيء ، ولم تستفيق من حالة الهدوء التي عاشتها للحظات إلا على ارتجاج الارض من تحتها وهزات جدران المنزل وهدير الطائرات وهي تلاحق خلايا البغاة المتمترسين بين الاحياء السكنية ، تعود إلى حالة القلق ترتجف أطرافها فيشعر الصغيرين بخوف الأم فيجهشان بالبكاء ، يسمع صوت سيارة تقف يتبعه طرق الباب وهتاف الزوج قائلاً :

أسرعوا ، علينا الرحيل ، المدينة على وشك السقوط واجتياحهم للمدينة ، وسيعبثون بكل شيء

ترجلت الزوجة وصغيريها وأخد الابن القائد يسند والدية حتى يصعدا السيارة وارسلت الزوجة سؤال :

إلى أين سنغادر

يرد الزوج محاولاً أن يدخل السرور إلى نفس زوجته ووالديه وصغيريه قائلاً:

لقد تم تجهيز شقة سوف تستقرون بها حتى يتم تحرير المدينة 0

تنطلق السيارة المقلة لعائلة البطل وهو متنكر في هيئة سائق أجرة حتى لا يتم اعتقاله من قبل البغاة في النقاط التي يسيطرون عليها ، تتجاوز السيارة كل النقاط حتى تصل المدينة الامنة التي لم يستطع البغاة اقتحامها، تقف السيارة أمام بوابة العمارة تنزل الاسرة متجهه إلى الشقة التي أعدت لهم ويبقى البطل واقفاً مودعاً والديه وولديه مقبلاً لهم على رؤوسهم تتسأل الام قائلة:

ألن تدخل معنا يا ولدي

إجابة القائد الواثق بالنصر الذي يحمل هم الوطن فوق الخصوصيات يرد قائلاً:

سألتحق بالجبهة التي تحمي هذه المدينة حتى نستطيع العودة لتحرير مدينتنا

ينطلق البطل نحو موقع الجبهة وأسرته تدعو له بالسلامة والنصر والعودة سالما وأمه ترفع صوتها بالدعاء بنبرة حزينة يشوبها القلق والخوف التي تحاول أن تخفيه:

الله يحميك يا ولدي ويجعل النصر حليفك

يغادر البطل حتى لا يرى ومازالت الام وزوجته وولديه يلوحون بأيديهم لتوديع البطل القائد متمنين له العودة وهو يحمل النصر وبشرى العود إلى المنزل الذي أجبروا على تركه