شدد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير على تطابق الرؤى بين الرياض وباريس، مؤكداً أن رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري يسكن في السعودية، وقرار عودته إلى بلاده منوط بعهدته، مطالباً بإيجاد وسائل للتعامل مع حزب الله اللبناني، مشيراً إلى وجود «خطوات فعلية» في هذا الصدد، فيما أعرب وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان عن قلق بلاده من «نزعة الهيمنة» الإيرانية في منطقة الشرق الأوسط، مشيراً بشكل خاص إلى برنامج الصواريخ البالستية لدى طهران.
وأكد الجبير، في مؤتمر صحفي مع لودريان في الرياض أمس، أنه تم التطرق خلال المحادثات المشتركة بينهما إلى عدة مسائل، منها، التدخلات الإيرانية، ومكافحات الإرهاب، والأزمة اللبنانية. كما أعرب عن تقديره لموقف فرنسا بشأن استهداف ميليشيات الحوثي لمدينة الرياض بصاروخ باليستي بدعم من «حزب الله»، مثمّناً موقف فرنسا فيما يتعلق بدعم لبنان، ودعم الاستقرار في سوريا، وفيما يتعلق بالسعي لإيجاد حل في اليمن مبني على قرار مجلس الأمن رقم 2216، والمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني.
بخصوص لبنان، قال الجبير إن «حزب الله منظمة إرهابية من الطراز الأول وعليها نزع السلاح... لا يجوز لميليشيا أن تمتلك سلاحاً... قالوا إن السلاح للمقاومة، ولكن ما دخل المقاومة في سوريا؟. وأضاف: «حزب الله يعرقل العملية السياسية في لبنان، وهو أداة في يد الحرس الثوري الإيراني وتستخدمه إيران لبسط نفوذها في المنطقة وهز استقرارها... وإذا استطاع لبنان تحجيم دور حزب الله سيكون بخير».
ورداً على سؤال بشأن إمكانية التصعيد مع لبنان، قال: «يجب إيجاد وسائل للتعامل مع حزب الله وهناك خطوات فعلية بهذا الصدد».
وحول قول الرئيس اللبناني ميشال عون إن الحريري «محتجز»، قال الجبير: «الحريري مواطن سعودي ويعيش هو وأبناؤه في السعودية بإرادته... وادعاءات عون باطلة ومرفوضة ولا أساس لها». وقال إن الحريري يعيش في السعودية برغبته وإن قرار عودته إلى لبنان بيده.
وقال وزير الخارجية السعودي إن الإجراءات التي تتخذها المملكة في الشرق الأوسط تأتي رداً على سلوك إيران العدائي. وقال، في مقابلة مع «رويترز» «كيفما نظرت للأمر وجدت أنهم (الإيرانيين) هم الذين يتصرّفون بطريقة عدائية. نحن نرد على ذلك العداء ونقول، طفح الكيل. لن نسمح لكم بفعل هذا بعد الآن». وأضاف أن المملكة تتشاور مع حلفائها بشأن وسائل الضغط الممكنة ضد جماعة «حزب الله» من أجل إنهاء هيمنتها في البلد الصغير وتدخلها في دول أخرى. وقال «سوف نتخذ القرار في الوقت المناسب».
من جهته أعرب وزير الخارجية الفرنسي حرص بلاده على استقرار لبنان وسيادته، وأن يكون بمعزل عن التدخلات الخارجية في شؤونه الداخلية واحترام كل الطوائف المكوّنة للشعب اللبناني، مشيراً إلى رغبة فرنسا في التنسيق مع المملكة لعودة لبنان إلى وضعه الطبيعي.
وأوضح أنه جرى استعراض الوضع الإنساني في اليمن والإجراءات التي يجب اتخاذها للعمل على إيصال المساعدات الإنسانية للشعب اليمني، مشيراً إلى أن قيادة تحالف دعم الشرعية في اليمن قد تتبنى تدابير بهذا الاتجاه، ويجب أن نعزز ونوسع نطاق هذه التدابير، كما جرى استعراض الأزمات الإقليمية والعمل على الإسهام في حلّها، خاصة الوضع في سوريا والعراق، معرباً عن ارتياحه الكبير بهزيمة «داعش»، مشيراً إلى أن ذلك سيؤدي إلى تحديات جديدة، منها السعي لإيجاد حل مستدام وحماية السكان على تنوعهم. وأبان أنه جرى التطرق أيضاً إلى دور إيران وتصرفاتها التي تبعث على القلق، خاصة تدخلاتها في الأزمات الإقليمية، إلى جانب البرنامج الباليستي الإيراني.
والتقى وزير الخارجية الفرنسي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وفي وقت لاحق التقى برئيس الوزراء اللبناني المستقيل سعد الحريري الذي أكد أنه سيغادر الرياض إلى فرنسا «قريباً جداً». وقال الحريري رداً على أسئلة صحفيين لدى استقباله لودريان في منزله في الرياض عن موعد ذهابه إلى فرنسا، «أفضّل ألا أجيب الآن... سأعلن لكم ذلك» في حينه. ثم قال «قريباً جداً».
وفي بيروت، كتب الرئيس اللبناني ميشال عون في تغريدة على موقع «تويتر»، «أنتظر عودة الرئيس الحريري من باريس لنقرر الخطوة التالية بموضوع الحكومة». وقال خلال لقاء مع مجلسي نقابتي الصحافة والمحررين، بحسب بيان صادر عن مكتبه الإعلامي، نأمل أن تكون الأزمة انتهت وفُتح باب الحل بقبول الرئيس الحريري الدعوة لزيارة فرنسا.