آخر تحديث :الجمعة-29 مارس 2024-11:23ص

حوارات


رئيس موانئ عدن لـ(عدن الغد) : ميناء عدن يحتاج إلى شركات متخصصة .. ويتطلب تمويلات ضخمة للنهوض به

الخميس - 16 نوفمبر 2017 - 02:30 م بتوقيت عدن

رئيس موانئ عدن لـ(عدن الغد) : ميناء عدن يحتاج إلى شركات متخصصة .. ويتطلب تمويلات ضخمة للنهوض به
الدكتور / محمد علوي أمزربه رئيس موانئ عدن

عدن (عدن الغد) خاص:

شهدت موانئ عدن تطورات متسارعة خلال الاعوام الماضية في ضل ظروف صعبة ومعقدة مرت بها البلاد ,ما أدى بها للنهوض على كافة المستويات ,هذا ما أكده رئيس مؤسسة موانئ خليج عدن الدكتور محمد علوي أمزربه، وان التطورات جاءت بعد تعاظم حجم واردات البلاد ، والسياسة المرنة التي انتهجتها قيادة ميناء عدن .

 

وفي لقاء خاص" لعدن الغد " مع رئيس موانئ عدن أشار إلى أن دور موانئ خليج عدن جزء لا يتجزأ من دائرة الاهتمام للحركة الملاحية العالمية ، وللتعرف على التحديات الماثلة والخطة المستقبلية لموانئ خليج عدن ,كان لنا لقاء مع رئيس موانئ خليج عدن الدكتور محمد علوي أمزربه لتسليط الضوء على كافة القضايا الماثلة والتحديات والإنجازات التي حققتها موانئ عدن في ضل الظروف الراهنة التي مرت بها البلاد .

 

هل لك أن تضعنا أمام الأهمية التي يمثلها قطاع النقل البحري ؟ وميناء عدن تحديداً ؟

 يعد قطاع النقل البحري من أهم قطاعات النقل لأنه يمثل شريان التجارة العالمية, إن 80 % من البضاعة المتحركة من أماكن التصنيع إلى الأسواق المستهلكة تنقل عبر البحر ( النقل البحري) .

 

يحتل ميناء عدن موقعاً استراتيجيا على طريق النقل البحري حيث يقع على أهم أحد الممرات التجارية أو الملاحة الدولية, ف١٠% من النقل البحري يمر عبر المياه الإقليمية وباب المندب, كما أن كثير من المواد المستهلكة أو البضائع التي تُنقل ,تمر أمام مرأى السواحل اليمنية خاصة ميناء عدن .

 

أكثر من ستين ألف سفينة سنوياً تنقل كافة أنواع البضائع تمر قريبة من الميناء, هناك سبعة وخمسين باخرة يوميا, ميناء عدن أقرب الموانئ إلى خط الملاحة الدولية حيث يبعد بحوالي أربعة أميال تقريبا, لكن رغم قرب مسافة الميناء والموقع الهام من خط الملاحة الدولية , إلا أن الميناء يعاني من بعض الصعوبات التي عرقلت عملية تطويره وانتعاشه وخاصة الحرب الدائرة في اليمن التي ألقت بظلالها على نشاط الميناء والنقل البحري .

 

فلو تطرقنا إلى الموانئ في منطقة الشرق العربي نجد أنها تشهد طفرة نوعية في مجال صناعة النقل البحري, لقد ظهرت كثير من الموانئ في المنطقة وقد ضمت هذه الموانئ كثير من الاستثمارات رغم انخفاض أسعار النفط, موانئ الدول الشقيقة والمجاورة تعمل على تنمية مصادر الدخل لمواجهة الانخفاض ولديها فوائض مالية كبيرة, عملت الدول الشقيقة على  تنويع مصادر الدخل من خلال زيادة حصة القطاع الخاص غير النفطي للمساهمة في الاقتصاد المحلي وفتح استثمارات واسعة, لقد ظهرت كثير من الموانئ التي استحوذت على كثير من عمليات النقل البحري هناك تنافس بين هذه الموانئ لجلب الاستثمار والمستثمرين وزيادة الدخل .

 

س : لماذا لم يتم إعادة تطوير الميناء وتحديثه حتى الان , وأين وصل موضوع الشركة الصينية لتطوير الميناء ؟

ميناء عدن يحتاج إلى شركات متخصصة ويتطلب تمويلات ضخمة للنهوض به والدولة في الوقت الحاضر عاجزة عن ذلك بسبب ما تعانيه من حرب وعدم استقرار , فالحرب جمدت كثير من الاستثمارات جمدت الموانئ في اليمن وخاصة ميناء عدن, كما ان المستثمرين ذهبوا إلى موانئ الدول المجاورة للإستثمار ,لعدم وجود مخاطر وهو مايتطلبه النقل البحري من ضمان لعمليات النقل , اما اليمن فقد عزف كثير من المستثمرين عنها فأي مستثمر سيأتي إلي بلد تعاني من المخاطر والعمليات الارهابية .

 

س: ماذا عن خطوط الترانزيت لماذا لم تعد للعمل لموانئ عدن ؟

الترانزيت متوقفة لها أكثر من سبع سنوات تقريبا منذ ٢٠١٠م , فقبل الحرب وقعنا اتفاقيتين مع أكبر الخطوط الملاحية على مستوى العالم (كوسكو) و افرجرين وعملنا الترتيبات للاستقبال وقد كان هذا  قبل شهر من الحرب, ثم جاءت الحرب فتوقف كل شيء, وفي الوقت الحاضر هناك عزوف بسبب الحرب ,كما إن عملية الاستقرار السياسي مطلوبة في اليمن , وزيادة المخاطر تؤثر علي سير العمل في الميناء .

 

س :ماهي الإنجازات التي حققتموها حتى الان ؟

رغم كل تلك الظروف التي أشرنا اليها ,الا اننا حققنا بعض الإنجازات وفي هذه الظروف الصعبة, فالميناء مازال واقفاً على قدميه , نحن نعمل بقدر استطاعتنا على تحسينه وتطويره بحسب الامكانات المتاحة, فلو استخدمنا لغة الأرقام للمقارنة بين عامي ٢٠١٦م و٢٠١٧م لوجدنا ان هناك تحسن كبير في نشاط الميناء .

 

فمثلاً ميناء المعلا في عام ٢٠١٦م في التسعة الاشهر الاخيرة منه وصلت تقريبا ٧٠٠-٨٠٠ ألف طن متري, وفي عام ٢٠١٧م في هذه التسعة الأشهر الأخيرة وصلت أثنين مليون ومائتين ألف طن متري, فهناك فارق انجاز بنسبة ٦٧ % وفي محطة الحاويات في عام ٢٠١٦م وصلت إلى مائتين ألف حاوية بينما في التسعة الأشهر الأخيرة من هذا العام ٢٠١٧م أرتفع الوقول إلى مائتين وخمس وأربعين ألف حاوية, بفارق ٣٠ % تقريباً, ونتوقع خلال هذه الأشهر القادمة أن يصل عدد الحاويات إلى ثلاثمائة وعشرين الف حاوية وهذا الرقم لم يتحقق منذ عام ٢٠١١م هذا يدل على إننا تجاوزنا المعدلات التي كانت قبل هذا العام .

 

ونؤكد بان الميناء يعمل بوتائر وجهود عالية وكبيرة , وان أعمال التطوير وفق إمكانياتنا تمضي بصورة  عاجلة ,وتأتي في إطار سعي ميناء عدن لرفد المحطة بمعدات مناولة الحاويات لتسريع من وتيرة المناولة وتحسين أداء محطة عدن للحاويات .

 

س: ماهي الصعوبات التي تواجهكم حاليا ؟

يواجه ميناء عدن عدة صعوبات في الوقت الراهن تعيق عملية تحديثه وتطويره وأهمها الحرب وانعكاساتها السلبية على الميناء, ارتفاع التامين في الميناء مقارنة بموانئ الدول المجاورة و ارتفاع التعرفة الجمركية المعمول بها مقارنه بمينائي المكلا و الحديدة بهذا الصدد , ونأمل من وزارة المالية تنفيذ توجيهات فخامة الأخ الرئيس ودولة رئيس الوزراء بتخفيض الرسوم الجمركية أسوة بباقي الموانئ الاخرى , كما ان ارتفاع أجور الشحن على البواخر أدى إلى انتقال التجار إلى موانئ الدول المجاورة كما ان العمل على استئجار سفن صغيرة (فيدر) من قبل المستوردين لنقل البضائع وهذا بدوره يؤدي إلى زيادة التكلفة في النقل, لأن استئجار السفن الكبيرة يقلل من التكلفة فكلما زاد حجم السفينة وحجم البضائع المحملة كلما قلت التكلفة في النقل, لذا فالتكلفة عندنا مرتفعة, كنا نعاني من عدم توفر الرحلات المباشرة من أماكن التصنيع إلى ميناء عدن , وهذا منذ ما قبل الحرب, إضافة إلى عملية الانكماش الاقتصادي, فالقدرة الشرائية عند المواطن ,قلت وبذلك قل الاستيراد, فعندما يقل الاستهلاك للبضائع والمواد في اي دولة بالتالي يقل استيرادها , أيضا نعاني من قدم المعدات في الميناء كالقاطرات والقطع البحرية, وكان يتم عملية التشليح اي استبدال بعض القطع من معدات إلى معدات أخرى والسبب لأن شراء القطع والمعدات متوقف منذ سنوات لكثير من المعدات .

 

س : ماذا عن الخطة المستقبلية ,وطموحاتكم للتطوير ؟

نحن في الميناء لدينا طموح لتحديث الميناء وتطويره ونسعى إلى ذلك حسب إمكاناتنا وقدراتنا التي نملكها, فقد استلمنا قطع غيار لبعض القطع البحرية بعد ان كان متوقف وكان يستعمل التشليح, استوردنا ثنتين معدات مناوله الحاويات الممتلئة الريش استيكر و هي الاحدث على مستوى الموانئ اليمنية .

 

كما استوردنا ١٢قاطرات جديده , وهي الأفضل, كما نعمل الآن على صيانة القاطرات البحرية مثل قاطرة (ذو حراب حسان ), وميون وعبد الكوري وزوارق القطر في سقطرى, لدينا دراسات خاصة واستشارية ببناء رافعات جسرية كبيرة,  وسيتم التوقيع على الاتفاقية إن شاء الله خلال هذا الأسبوع عملنا على شراء مولد جديد بقدرة ثلاثة ونص ميجا وات سيعمل على تحسين وتعزيز الطاقة الكهربائية في الميناء .

 

إن ميناء عدن يعمل في الوقت الحالي في ظروف صعبة وفي ظل الحرب لكننا نبذل كثير من الجهود لتجاوز بعض الصعوبات, ونريد ان نخطو بالنقل البحري وبميناء عدن خطوة إلى الأمام فما ذكرناه سابقا من استيراد لقطع الغيار والترميم في الدائرة الفنية وبناء الرافعات سيشهد معه الميناء تطوراً وتحديثا ملموساً بإذن الله تعالى .