آخر تحديث :الجمعة-26 أبريل 2024-12:11ص

ملفات وتحقيقات


12 فصيل مسلح و55ألف مقاتل يمني.. هل يمكن التنبؤ بموعد انفجار بركان عدن؟!

الأربعاء - 08 نوفمبر 2017 - 04:02 م بتوقيت عدن

12 فصيل مسلح و55ألف مقاتل يمني.. هل يمكن التنبؤ بموعد انفجار بركان عدن؟!

(عدن الغد) متابعات

نشرت" صحيفة نويه تسوريشر تسايتونغ" السويسرية تقريراً عن زيارة مبعوثة لها إلى محافظة عدن العاصمة المؤقتة لليمن، وحذرت من أنَّ الوضع في هذه المدينة قابل للانفجار في أي لحظة دون التمكن من التنبؤ بموعد حلول هذا الانفجار.

 

وأشارت في التقرير المنشور إلى أنَّ عدن تحوي 12 فصيل مسلح تضم 55 ألف مقاتل وهذه الفصائل ضمن ولاءات مختلفة، في حين أنَّ المدينة لا تحتاج سوى إلى 6000 عنصر من الأمن لتأمينها وهم موجودون بالفعل.

 

ويبدو أنَّ مبعوثة الصحيفة إلى عدن وصلت خلال شهر أكتوبر/تشرين الأول، حسب ماتشير وقائع من التقرير الذي ترجمه "يمن مونيتور" من النسخة الألمانية للصحيفة.

 

ويقول التقرير: "قبل أنَّ تهبط الطائرات في عدن، فإنها تحلق قليلاً فوق المدينة الساحلية، التي تنظر إليها من الأعلى كنقطة جبلية متألقة في البحر. وعلى حافة المدرج تشاهد الثكنات العسكرية ودبابات مصطفة. يُفتح باب الطائرة يستقبلنا حرّ المدينة الشديد، على الرغم من كونها في الطرف الجنوبي لشبه الجزيرة العربية. "مرحباً" تستقبلنا لافتة نصف متفحمة عند المخرج- كأنها جزء من المعارك التي وقعت في المدينة-. مسلحون بأزياء مختلفة وبعضهم مقنعين يقودون شاحنات صغيرة في الشوارع".

 

مونيكا بولليغر الصحافية التي افتتحت تقريرها بتلك المقدمة، تشير إلى تجولها في مدينة عدن، ومشاهدتها فنادق مدمرة ولوحات إعلانية بدون صور لم يتبق إلا هياكلها من الحديد معلقة. ومرت أيضاً بمراكز الأمن التي أحرقت جزئياً وهي محاطة بأكيس من الرمل والكتل الخرسانية ولكنها ما تزال تعمل. الحرب في عدن قد انتهت، ويقول الناس، وفي المحادثات مع هؤلاء السكان يبدو أحيانا كما لو كان القتال في بقية البلاد على كوكب آخر. ولكن في عدن، تعيش في هدوء متوتر، فالخط الأمامي للحرب يقع على بعد بضع ساعات.

 

ففي مستشفى اللجنة الدولية للصليب الأحمر، على سبيل المثال، يعالج الجرحى، الذين انخفض عددهم. وقال الطبيب علان سهيم انه وفي وسط الحرب عام 2015م كانوا يستقبلون600 جريح في الشهر. وفي غرفة مجاورة يتم التعامل مع صبي يبلغ من العمر ثماني سنوات، مهدد بفقدان ساقيه لأنه دخل حقل ألغام بينما كان يرعى الأغنام. وإلى جواره مراهق في 17 من عمره يعاني من جرح ناري في ذراعه أثناء القتال وقال إنَّ كانت إصابته بخير يريد العودة للجبهة من أجل  القتال. ويؤكد أنه ما يزال في ( 17 من العمر).

 

 

 

نصف الحكومة في المنفى

 

ويسرد التقرير تالياً الحالة السّياسية والأمنية في المدينة: "في الحرب الأهلية اليمنية يتقاتل الحوثيون القادمون من الجبال في الشمال ضد تحالف فضفاض من الحكومة التي تدعمها قوات التحالف بقيادة السعودية. وكان الحوثي قد طرد الحكومة خلال انقلاب من العاصمة صنعاء في عام 2015 ثم توجه إلى مدينة عدن الساحلية الجنوبية. بعد أربعة أشهر من القتال الخاسر والمساعدات العسكرية من المملكة العربية السعودية والإمارات، تم استعادة عدن في صيف عام 2015. واتخذت الحكومة اليمنية المدينة مقرا مؤقتا لها. وزائر هذه المدينة الساحلية سيلاحظ بسهولة أن الحكومة اليمنية لا تحكم السيطرة على المدينة.

 

وتشير الصحيفة: على سبيل المثال لايزال العديد من أعضاء الحكومة في الرياض، لأغراض أمنية. ومن بين هؤلاء المسؤولين الحكوميين، الرئيس، عبد ربه منصور هادي ونائبه علي محسن الأحمر. كما أنَّ محافظ المحافظة الذي تم تعيينه في منصبه في ابريل/نيسان في القاهرة، فلم يتمكن من الوصول إلى منصبه حتى اليوم. وقال نائب وزير الإعلام اليمني، حسين باسليم،: "نحن مجموعة صغيرة من الأشخاص نسعى لفرض وجود الحكومة هنا".

 

وقالت الكاتبة: "دخولنا إلى مكتب باسليم، عبر فناء خلفي رث يحرسه رجال مسلحون بزي مدني". وتقع وزارة الإعلام اليمنية بصفة مؤقتة في مقر صحيفة حكومية نظرا لشح العقارات في المدينة. ويحاول موظف في الوزارة يدعى عرفات مدابش، تقديم صورة أجمل وقال إن "الحكومة تعمل بشكل فعال، لكننا نحتاج إلى المزيد من الدعم الدولي خاصة وأن منظمة الأمم المتحدة تتعامل مع الانقلابيين في صنعاء". من الملاحظ أن هذا الموظف ينتقد وجود بعثة الأمم المتحدة في صنعاء وفيما الحكومة الشرعية تتمركز في عدن.

 

وأشارت إلى أنَّ "هناك علم يمني وحيد على المكتب وهو الوحيد الذي لاحظناه خلال الإقامة في عدن. بينما الشوارع والساحات ونقاط التفتيش، يلاحظ أنَّ علم جنوب اليمن هو الموجود والذي يدعو للانفصال عن الشمال. وكان الجنوب حتى عام 1990 يملك الجمهورية الاشتراكية الخاصة به، المتحالفة مع موسكو، وكان مهملا بشكل منهجي بعد التوحيد مع الشمال. والآن وبعد أن اجتاحت الميليشيات الشيعية الشمال، أصبحت فكرة استقلال الجنوب أكثر شعبية من أي وقت مضى. لا يريد الجميع الانفصال، ولكن السكان بسرعة يحنون إلى تلك الدولة خلال الأحاديث، إذ يتذكرون فترة الاستقلال التي كان كل شيء أفضل في عدن".

 

صعود الانفصاليين

 

وتقول الكاتبة: "عزز الحراك الجنوبي المطالب بالانفصال من قوته خلال الحرب الأهلية اليمنية المستمرة، إذ أنَّ ما طرد الحوثيين كانت ميليشيات انفصالية. عيدروس الزُبيدي وهو محافظ عدن السابق وقائد شعبي، رفضه هادي في ابريل الفائت وعزله من منصبه لأن هادي لا يريد الانفصال عن الشمال. وفي منتصف شهر أكتوبر الماضي، دعا الزبيدي أمام جمع من الأنصار إلى إجراء استفتاء حول انفصال جنوب اليمن".

 

وتستدرك الكاتبة بالقول إنَّ "نزاع الحكومة مع الانفصاليين ليس هو فقط ما يقسم عدن. فقد كانت الحرب ضد المتمردين الحوثيين خليط من الإخوان المسلمين والسلفيين والانفصاليين وأنصار الحكومة واتحدت هذه التنظيمات في معركة واحدة. ولكن منذ طرد الحوثيين من عدن وفقدان العدو المشترك.