في مثل هذا اليوم من العام الماضي انطفأت إحدى شموع النور ومنارات العلم و النضال في العاصمة عدن عندما غيب الموت شخصية بوزن التربوي القدير والمناضل الكبير الاستاذ/ حمود قاسم علي وناحت جدران المدارس التي أخرج من بينها وتحت يديه أجيال ذهبية ساهمت في بناء الوطن في كل المجالات فمنهم المعلم والطبيب والمهندس والجندي والسياسي والرياضي وصرخت ميادين النضال والشرف بفقدان أحد مناضليها ممن كان لهم شرف المشاركة في اشعال فتيل الثورة الاكتوبرية المجيدة ضد التواجد البريطاني في الوطن.
نشأ في أسرة بسيطة في أحد شوارع الشيخ عثمان (حافة العراسي) وهو أكبر اخوته بدأ رحلة الكفاح في الحياة منذ نعومة اظافرة وبدأ مجال العمل في وقت مبكر فكانت اول وظيفة له في التمرض ثم انتقل إلى شركة مصافي عدن والتي منها انتقل الى السلك التعليمي مدرس في المدرسة الغربية (عبدالله حاتم)ثم نائب للمدير في مدرسة الحسوة ومنها إلى نائب المدير لمدرسة الجمهورية..بعدها تم اختياره هو والأستاذ قاسم سعيد والاستاذ سيف الشيباني كأول ثلاثة موجهين تربويين في العملية التعليمة في عدن وما حولها من مناطق فقم وعمران وجزيرة سقطرى.
وهو من أسس مكتب التجهيزات في وزارة التربية والتعليم واستمر في التوجيه التربوي إلى أن تقاعد.
رشح لمنصب الملحق الثقافي لسفارة اليمن الديمقراطي في موسكو ولم يتم منحه المنصب بحجة أنه ليس حزبي.
محطات من حياته.
-التحق بالنضال ضد الاحتلال البريطاني وقد تأثر بالزعيم العربي جمال عبدالناصر فكان قوميا ولكنة ضد الماركسية..فقد كان أحد مؤسسي اتحاد القوميين العرب في عدن برفقة صديقيه الهامة الوطنية عبدالقادر امين والمناضل الكبير أحمد طاهر.
كان ممن ينشرون الوعي والحس الوطني بين أوساط الشعب مستغلا وظيفته وعلاقاته الاجتماعية الواسعة فقد عمل على ترتيب اللقاءات بين الثوار وطبع وتوزيع المنشورات وقيادة العصيان المدني.
بعد جلاء الاستعمار وما تبعة من اختلاف بين الجبهة القومية وجبهة التحرير اعتزل العمل السياسي وقال (عندما رأيت الأخوة تقتتل فيما بينها ادركت بأن الوطن هو الخاسر الاكبر ولا أريد أن أشارك في قتل الوطن)
-كرمة الرئيس علي ناصر محمد في عيد العلم (المعلم المثالي.)
-كرمة المحافظ طه غانم ( المعلم المثالي).
أخوته الاديب والقاص والشاعر الأستاذ أديب قاسم والدبلوماسي المخضرم السفير د.رضوان قاسم و علاء الدين قاسم.
له 4 أولاد رائد والأستاذ لبيب ومحمد وأيمن وسبعة بنات.
رحم الله الأستاذ حمود قاسم علي تلك الصفحة المنيرة في تاريخ عدن ناصعة البياض ذلك الإنسان العظيم بأخلاقه البسيط بتعامله الرائع بتواضعه الذي لم تفارق البسمة محيياه والذي افنى حياته في طاعة الله وخدمة الوطن وإنشاء الاجيال..نسأل الله بأن يرحمه ويسكنه فسيح جناته ويجزيه عنا خير الجزاء اللهم آمين..
