نتطرق في استطلاعنا هذا الى غياب الدور الحقيقي لمنظمات المجتمع المدني من الاعتقالات التعسفية التي تطال الكثير من أبناء العاصمة عدن من مواطنين ونشطاء وصحفيين وسياسيين في المحافظات المحررة والغير محررة والتي لا زالت تحت سيطرة مليشيات الحوثي والمخلوع صالح .
كما سنستعرض ين سطور هذا الاستطلاع وجهات نظر مختلفة من مختلف الشرائح والفئات، وآراء عدد من العاملين في مؤسسات المجتمع المدني ، وذلك للحديث حول عمليات الاعتقال التعسفي ودور منظمات المجتمع المدني المغيب والغير مفعل.
تابعنا مؤخرا الكثير من المناشدات التي تطالب وقف الاعتقالات التعسفية خارج إطار القانون، وبناءً على ذلك أجرينا هذا الاستطلاع والذي نتمنى ان نكون قد وفقنا فيه.
أجراه: هشام الحاج
اليابلي: لسنا مع الاعتقالات التعسفية ولسنا مع الذين يعملون بأجندات خارجية ، نريد سلطة وطنية ومنظمات جماهيرية ووطنية ايضاً
الكاتب الصحفي نجيب محمد يابلي - رئيس قسم الدراسات والبحوث بالغرفة التجارية والصناعية عدن يقول : ينبغي ان نمارس ادوارنا الطبيعية في المجتمع، فهناك وسائل إعلام وهي وسائل اتصال جماهيرية ومعروفة بـ Mass Media وهناك كتاب يمارسون ادوارهم كصناع رأي opinion makers وهناك منظمات المجتمع المدني والمعروفة في كل المجتمعات بأسم جماعات الضغط pressare grups بأي مجتمع لا تجد فيها هذه الاشكال الثلاثة وهي تمارس تأثيرها على صانع القرار decision makers واذا لم تمارس تأثيرها او اذا كان دورها سلبيا يتحول صانع القرار الى مستبد ، فنحن لابد ان نمارس ادوارنا كوسائل اتصال جماهيرية وكصانعي سياسة والا فعلى الارض السلام.
ويضيف يابلي : لسنا مع الاعتقالات التعسفية ولسنا مع الذين يعملون بأجندات خارجية ، نريد سلطة وطنية ونريد منظمات سياسية وجماهيرية ووطنية ايضا.
وتابع الصحفي والكاتب العدني بقوله : للاسف الشديد وجدنا ولمسنا ان عدن تقهقرت كثيرا بعد الـ 30 من نوفمر 1967م ، فقد كانت عدن زهرة مدائن الجزيرة والخليج ونشأت فيها اول حركة نقابة واقدم صحافة ومجلات متخصصة كمثلا صوت العمال ومجلة انغام ومجلة فتاة شمسان كأول مجلة نسوية، وكل ما ذكرنا من صحف ومجلات كانت عدن هي الرائدة على مستوى الجزيرة والخليج ، جئنا بعد ذلك على نظام شمولي "لا صوت يعلو فوق صوت الحزب" ، وجئنا بعد ذلك على الوحدة ، حيث طوباوية الدستور والقانون التي تنافس دستور وقوانين دول اسكندافيا ولكنا على ارض الواقع " لا صوت يعلو فوق صوت القبيلة " ، فقد قالها الشيخ عبدالله بن حسين الاحمر "اذا كانت الديمقراطية ضد القبيلة فإننا ضد الديمقراطية" .
وأكد "يابلي" ان جمود منظمات المدني أسبابه واضحة، هناك ملعوب استخاري خارجي "دولي" ولكنه اخذ لباس الاقليمية المخطط الملعوب هذا هو سايكس بيكو 2 او الشرق الاوسط الكبير، والهدف منها إعادة تقسيم البلاد العربية وقد أوضحت عن ذلك كونزاليزا رايس وزيرة الخارجية الامريكية السابقة، نحن الان نتمنى ان نبعد عدن وإخراجها من سباق المدن التنافسي والذي عرفت به عدن قل الاستقلال والمخطط واضح والان نرى تدمير يوميا لعدن.
وأدردف" اليابلي ":ومن هنا نناشد المجتمع من كانت عنده ذرة من الوطنية لينبري دفاعا عن هذه المدينة التي احسنت يوميا الى ابناء لمحميات عدن الشرقية وابناء محميات عدن الغربية وابناء المملكة المتوكلية اليمنية وورثتها الجمهورية العربية اليمنية، الا انها عدن الطيبة بليت بعناصر جاحدة لم تعمل بالقيم الاسلامية القائلة "ماجزاء الاحسان الا احسان" .
واختتم "الكاتب الصحفي" :في جانب الحريات نقول هناك حقوق وواجبات نحن نطالب الجهات المعنية في الدولة الى مراعاة حقوق الآخرين، ونطال منظمات المجتمع المدني من أحزاب ومنظمات ووسائل إعلام الى مراعاة حقها ومراعاة واجباتها، بحيث لاتختل الموازين في الحقوق والواجبات.
عارف ناجي: غياب دور منظمات المجتمع المدني جعل بعض المنظمات لعدم وجود الرقابة تقوم بدور مشبوه وانشغالها بأعمال لا تعنيها
عارف ناجي علي - رئيس مؤسسة الوضاح للحوار والتنمية رئيس المجلس التنسيقي للمنظمات الغير حكومية يتحدث ل"عدن الغد" حيث قال ان غياب دور منظمات المجتمع المدني جعل بعض المنظمات لعدم وجود الرقابة تقوم بدور مشبوه وانشغال منظمات المجتمع المدني في امور لا تعنيها ، وهذه المسئولية تقع على وزارتي الثقافة والسياحة لتبعيتها عن هذا الدور وعدم تفعيل المراكز الثقافية والمسرح والسينما ودور السياحة المغي وعدن تمتلك شريط ساحلي.
وأشار "عارف ناجي ":على المنظمات الدولية ان تقوم بدورها وتتواجد في العاصمة عدن وان تعكس مشاريعها حسب متطلبات المجتمع وليست مشاريع ذات توجهات سياسية اخرى وتمكين الشباب اقتصاديا وخلق وعي بين اوساط الشباب وتشجيع المرآة على التعليم والهدف من ذلك هو رفع مستوى وعي الناس.
وأضاف" ناجي ":منظمات المجتمع المدني الحقيقية التي لها دور فاعل هي قليلة جدا والمنظمات الاخرى كانت تعمل لأجندات خارجية .
وتابع رئيس المنظمات غير الحكومية : رغم ان ظروف الحرب الا ان اغلبية المنظمات تعمل لصالح أحزاب وأجندات سياسية، يراها الناس مغيبة لأنها لاتتفاعل مع المواطن، ولكن هناك منظمات عد العام 94م لها دور ريادي سواء في الاغاثة او التوعية السياسية والمجتمعية والحماية الآمنة للاطفال وهناك سبب آخر وهو نتيجة للحر وعدم تواجد المنظمات الدولية واستمرار بقائها في صنعاء مما عكست توجهاتها بحس توجهات المليشيات.
بن لزرق: يجب ان يكون هناك شراكة حقيقية بين السلطة والمجتمع ومشاركة مابين منظمات المجتمع المدني
الصحفي الاستاذ "فتحي بلزرق "- رئيس تحرير صحيفة "عدن الغد" قال ان منظمات المجتمع المدني غير مفعله نتيجة ظروف الحرب وتهديدات الجماعات المتطرفة والوضع الاقتصادي وعدم وجود مخصصات مالية لعمل تلك المنظمات.
وأضاف "بن لزرق "وتفعيل مؤسسات المجتمع المدني يتم عبر إعطائها موازانات تشغيلية ودور الرقابة التي يمكنها من اتمام عملها على احسن وجه ، على سبيل المثال نجد ان هناك منظمات مجتمع مدني فاعلة وناشطة ولكنها تفتقر الى ابسط الإمكانيات ولا تستطيع ان توفر موازنات تشغيلية لتنفيذ برامجها وخططها العملية، لهذا نشدد على تقديم الدعم الكافي لتلك المنظمات وتوفير اهتمام ورعاية لها.
وبين الصحفي الجنوبي :للأسف الشديد ان بعض المنظمات اتت مؤخرا تركز نشاطها حول الاغاثة بينما هي منظمات متخصصة في الدفاع عن الحقوق والحريات، وبالتالي هذا يضعف من دورها ويجعلها مؤسسة مجتمعية استرزاقية وتنفذ برامج ليست مدرجة ضمن خططها العملية السنوية.
واختتم رئيس تحرير صحيفة "عدن الغد" بقوله:يجب ان يكون هناك شراكة حقيقية بين السلطة والمجتمع ومشاركة مابين منظمات المجتمع المدني، وهذا الذي نسعى وعليه تم تأسيس تحالف مدني ديمقراطي لتعزيز دور المجتمع المدني ليقوم بواجبه.
البـان : الاعتقالات التعسفية خارج إطار القانون تسئ لتاريخ مدينة عدن والأجهزة الأمنية
الكاتب والصحفي بسام البان - رئيس تحرير موقع صوت الشعب الاخباري - رئيس المركز الإعلامي لمنظمات المجتمع المدني :
من جهته تطرق الزميل "بسام البان" الى الحديث عن الدور الرئيسي لغياب منظمات المجتمع المدني من الاعتقالات التعسفية التي تنفذ بشكل غير قانوني، حيث قال : ان غياب دور منظمات المجتمع من قضايا الاعتقالات التعسفية التي تنفذها الاجهزة الامنية خارج إطار القانون، أمر ندركه جميعنا ولا وذلك لا يخفي على احد كون معظم المنظمات اصبحت لاتعمل بمهنية وامانة، بالإضافة الى ان عدم وجود رقابة على أعمال تلك المنظمات يجعلها لا تلعب اي دور فعال على ارض الواقع.
وأضاف "البان" جميعنا نرفض ونستنكر أية اعتقالات تعسفية تتم خارج إطار القانون مما قد تسئ للأجهزة الامنية ولتاريخ عدن العريق، فأي اعتقالات تقوم بها اجهزة الامن يجب ان يتم تصنيفها سياسيا من قبل نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، اعتقد ورأي وللظروف الامنية العصيبة التي تمر بها العاصمة عدن يحتم علينا قبل ان نهاجم جهة معينة او نصنفها لاجندات خارجية يجب ان نتحرى الدقة والمصداقية حول قيام اجهزة الامن بأي اعتقال تعسفي سواء كان لمواطن او سياسي او مسئول.
وتابع" الزميل البان " اعتقد ورغم الاخطاء التي تحدث هنا وهناك من قبل رجال الامن الا انه يجب ان نكون جميعنا شركاء فاعلين في استقرار الامن فالامن مسئولية الجميع، وإن وجدت هناك اعتقالات تعسفية حدثت فهنا نطالب اجهزة الامن بعدن ممثلة باللواء شلال علي شايع مدير امن عدن ان توضح عبر بيان رسمي لها اسباب ودوافع تلك الاعتقالات وان تكشف للمواطن بالأدلة مشروعية تلك الاعتقالات، وأن يتم احالة قضايا الاعتقالات التعسفية الى القضاء للبث فيها وإصدار الاحكام.
وأختتم "البان "لا ننسى هنا ان نشيد بدور الاجهزة الامنية في حل قضايا عديدة ومكافحة ظواهر دخيلة على العاصمة عدن وخصوصا جهودها في ملف مكافحة الارهاب، وايضا دور بعض منظمات المجتمع الحقيقية والفاعلة والتي كان لها دور ريادي في خدمة المجتمع اثناء الحرب ومابعدها.