آخر تحديث :الثلاثاء-19 مارس 2024-12:05م

ملفات وتحقيقات


تقرير يرصد التحركات الدولية لوضع حد للحرب في اليمن ابرز ملامحه (الخروج المشرف) لقيادة الشرعية والانقلاب

السبت - 21 أكتوبر 2017 - 12:56 م بتوقيت عدن

تقرير يرصد التحركات الدولية لوضع حد للحرب في اليمن ابرز ملامحه (الخروج المشرف) لقيادة الشرعية والانقلاب
غلاف صحيفة عدن الغد ليوم السبت 21 اكتوبر 2017 استعراض صورة http://adengad.net/photoshow/1251#ixzz4w8R8aLa2

تقرير/حسين حنشي

تمهيد: 

يبدو ان العالم سأم الحرب في اليمن بل باتت تبعاتها تلقي على كاهل كل الدول المشاركة في الازمة مسؤوليات لم يعد بامكان جميع اللاعبين تحمل استمرارها.

وتجلى ذلك في التحضير الدولي لانهاء الحرب في اليمن المستمرة منذ ثلاثة اعوام وبكيفية وشروط لم يعد هناك ترف عالمي لوضع اعتبار لشروط لطرفي القتال فيها.

فالولايات المتحدة باتت متاثرة بحرب اليمن اخلاقيا وقانونيا حد تاثير الحرب مباشرة على تعيينات ادارية في مناصب قيادية بالولايات المتحدة لشخصيات مقربة من ترامب.

والمملكة السعودية وحسب تقارير دولية لم تعد في تركيز ولياقة سياسية او اقتصادية او اجتماعية لاستمرار الحرب كما بدأتها واصبحت العوامل المشتتة الاقليمية الاخرى ناهيك عن العوامل الداخلية تضغط على الادارة السعودية لانهاء الحرب.

وفي الداخل اليمني اثبتت الشرعية فشلا ذريعا في المناطق المحررة انتشار للكرهية وتفجر خلافات ليس لها دخل بالمعركة الرئيسية حد استهداف رئيس الحكومة ونائبه بالرصاص في الجنوب وحد ثورة فيها قتلى وغليان مجتمعي في مارب بالشمال وصراع مليشيات في الوسط بتعز وانهيار للعملة ووصول الفقر والمجاعة والامراض حد مخيف يجعلها غير جديرة بفرض شروط او حتى تعنت في قبول حل مهما كانت التنازلات فيه.

والانقلابيين على الجهة الاخرى ليس افضل حال من الناحية الاقتصادية والاجتماعية اما من الناحية السياسية فوصل الامر حد دعوات السحل المتبادلة وحد الاشتباك مع وصول صالح الى قناعة بحتمه الخروج النهائي من البلد.

وفي هذا الخصوص تدخل روسيا بمباركة الجميع "المنهكين" لتمارس دورا مستغلة علاقتها بايران والانقلابيين ومعتمدة على اتفاق مع المملكة تمت فيه مبادلة المنافع والمساعدات في ملفي اليمن وروسيا.

(الخروج المشرف ) للقيادة الحالية هذا ما قاله السفير الامريكي لوزير خارجية الشرعية هذا هو الحل الذي سيفرضه سفراء الدول الكبرى في لقائهم بولد الشيخ بعد ان يلتقي هادي والجانب السعودي.

الخروج المشرف:

يبدو أن المجتمع الدولي والإقليمي، وهو يبحث عن حل جديد في اليمن، سيضع هذه المرة في حسبانه أسباب فشل المقترحات والمبادرات السابقة، بدءاً من جنيف، حتى آخر مبادرة، والتي تمحورت حول ملف ميناء الحديدة، إضافة إلى ذلك التطورات السياسية والعسكرية الأخيرة، وأبرزها تلك التي جرت وتجري في عدن، وبعض مناطق جنوب البلاد.

وفي الوقت الذي كشف فيه السفير الأمريكي لدى اليمن، ماثيو تولر، الإثنين الماضي، عن اجتماع مرتقب لسفراء الدول الكبرى مع المبعوث الأممي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، لبحث إحياء مشاورات السلام المتعثرة منذ أكثر من عام. كشفت مصادر سياسية في الرياض لـ موقع «العربي»  الذي يبث من لبنان عن مضمون هذا التحرك الجديد، والتي قالت إن أساسه «خروج مشرف للقادة الحاليين، وذلك عبر العودة إلى المبادرة التي تم طرحها في الكويت، والتي تقترح نقل صلاحيات الرئيس عبد ربه منصور هادي، لنائب توافقي، ومن ثم يتم تشكيل حكومة وحدة وطنية، يلي ذلك الدعوة إلى انتخابات رئاسية مبكرة، في غضون ثلاثة أشهر».

وأكدت المصادر السياسية، التي التقت السفير الأمريكي، بعد يوم واحد من لقائه بوزير الخارجية عبد الملك المخلافي، في الرياض، أن «السفير الأمريكي أكد لهم أن المقترح الأممي الأخير الذي يقترح تسليم ميناء الحديدة لطرف ثالث وما إلى ذلك من مقترحات أخرى، ليست ممكنة وطرحها مرة أخرى أمر غير مجد».

وأضافت المصادر أن «السفير أوضح أن الخيار الأفضل، والأقرب ربما، والذي سيتم تدارسه والترتيب له الآن، سيتضمن العودة إلى المبادرة التي طرحت في الكويت، وأساسها الخروج المشرف للقيادة الحالية، ومن المتوقع أن تتم إضافة بعض التعديلات والمقترحات على ضوء التطورات الأخيرة التي دخلت بها اليمن، حتى نستطيع أن نقرب بين وجهات النظر اليمنية ونجمع الأطراف على طاولة واحدة».

وطبقاً للمصادر، فإن «ضغوطات سياسية كبيرة تمارس على الشرعية الآن من أجل تقديم تنازلات على نحو يدفع بهذه الجهود السياسية والدبلوماسية إلى إيجاد أرضية سياسية سوية، وذلك لإنجاز تسوية سياسية ناجحة».

وكان السفير تولر، في خلال لقائه بوزير الخارجية في حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي، عبد الملك المخلافي، قال إن الاجتماع المرتقب سيبحث «بلورة آلية جديدة لإحياء المشاورات السياسية في اليمن»، من دون الكشف عن موعده أو الدولة التي ستحتضنه.

وجدد السفير الأمريكي التزام بلاده «تقديم الدعم السياسي والاقتصادي والإنساني، وبذل الجهود للتوصل لحل سلمي للوضع في اليمن».

ومن خلال ما دار من حديث ونقاش مع السفير الأمريكي، تؤكد المصادر السياسية في الرياض لـ«العربي» أن «الانطباع الذي خرجت به هو عدم التعويل على شرعية الرئيس هادي، وأنها تقيم موقفها ودورها من زاوية الضعف، وأن المجتمع الدولي يبدو صار مقتنعاً تماماً بمسألة تقديم تنازلات من قبلها، وكل المؤشرات تسير إلى أن هذا الطرح الآن هو ما سيتم وضعه أمام القادة في الشرعية، سواء أمام الرئيس هادي أو وزير خارجية حكومته عبد الملك المخلافي».

من جهته، جدد المخلافي موقفه من أن استمرار الوضع على ما هو عليه «يصب في صالح القوى الانقلابية التي لا تقيم وزناً للشرعية الدولية، ولا لقرارات الأمم المتحدة».

وكان المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، أعلن، الثلاثاء الماضي، أنه «بصدد مناقشة اقتراح يتضمن مبادرة إنسانية لإعادة بناء الثقة والخطوات اللازمة لإعادة طرفي النزاع اليمني إلى طاولة المفاوضات».

وذكر ولد الشيخ، في إحاطة بشأن اليمن للدورة المفتوحة لمجلس الأمن الدولي، أنه سيناقش تفاصيل الاقتراح مع حكومة هادي وتحالف صنعاء، لافتاً إلى أن التحالف الأخير التزم بالمشاركة في مناقشة أخرى بشأن تفاصيل الاقتراح.

وفي تصريحات له، أكد الوزير المخلافي، اليوم الخميس، أن المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ، سيصل إلى الرياض السبت المقبل، وذلك للقاء بالرئيس هادي، واللقاء بالجانب السعودي.

وبحسب المخلافي، فإن ولد الشيخ، سيجتمع بسفراء الدول الكبرى على هامش هذه الزيارة، ومن المتوقع أن يلتقي بهم بحضور الجانب السعودي، وذلك من أجل مناقشة استئناف المفاوضات، مشيراً إلى أنهم في «الحكومة الشرعية» ليس لديهم حتى الآن أي بلاغ بشأن المقترحات، أو بتفاصيل الخطة الجديدة.

وكان أعضاء مجلس الأمن الدولي دعوا أطراف النزاع اليمني إلى الوقف الفوري للأعمال العدائية، وأكدوا ضرورة التزامها بمقتضيات القانون الإنساني الدولي، والانخراط مع مبعوث الأمم المتحدة بشكل إيجابي للتوصل إلى سلام شامل في اليمن.

وضع اللاعب الرئيسي:

أكد العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، خلال زيارته لروسيا على أهمية حل الأزمة اليمنية، المستمرة منذ ثلاثة أعوام، والتي جاءت بسبب الانقلاب الحوثي وحليفه صالح على الشرعية اليمنية "حلا سلميا سياسيا".

السعودية تريد من روسيا في الملف اليمني الضغط على ايران والحوثيين للقبول بحل شامل في اليمن على أساس المرجعيات الثلاث لاسيما بعد أن تأكد للمملكة سيطرة الحوثيين على القرار بصنعاء واستعدادهم لحرب انتحارية طويلة وسط ضغوط على المملكة من منظمات حقوق الإنسان الدولية وارتفاع كلفة الحرب واحتمالية تحولها إلى خطر استراتيجي على نسيج المملكة الداخلي حتى مقابل مساعدة المملكة لروسيا في توحيد منصات المعارضة السورية منصة موسكو ومنصة الرياض ومنصة القاهرة قبيل مفاوضات جنيف السورية التي ستعقد قريبا وكذلك المساعدة في إنجاح مناطق خفض التوتر وصولا لحل شامل في سوريا...وللإجابة عن سؤال لماذا الآن المملكة قابلة باي حل بل تحبث عنه ؟ يمكن استعراض بينات أوصلت الإدارة السعودية لقناعة أن خسائر الاستمرار في إدارة الملفات الملحة اكبر بكثير من مكاسب "متوقعة" فقط إلى الآن يمكن أن تجنيها في حال استمرار إدارة تلك الملفات بهذه الكيفية.

ولعل ابرز الملفات المؤثرة فعليا "اقتصاديا وأخلاقيا وحتى على صعيد الأمن القومي " على المملكة هو "الملف اليمني" الذي يعد بؤرة الاستنزاف الأولى للمملكة على جميع تلك الأصعدة.

ويمكن إيجاز دوافع الرياض للاتجاه إلى "موسكو" بالذات لذلك بالتالي:

1) إنهاء استنزاف الملف اليمني (لسمعة واقتصاد وامن المملكة).

2) التخلي عن الملف السوري "بمقابل" على الأقل ينعكس إيجابي على ملفات أخرى.

3) سد البؤر المختلقة إيرانيا لاستنزاف المملكة.

4) إيقاف مسببات الضغوط الدولية في ملفات حقوق الإنسان.

وما يؤكد ذلك ما نشرته وكالة «بلومبيرغ» تحت عنوان: «مسار التحول الكبير في المملكة العربية السعودية لا يحتمل الفشل هذه المرة»،  حيث قالت  أن «الألم الحقيقي» الناجم عن شروع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، في تنفيذ «خططه الطموحة» قد بدأ للتو، وأمام جملة التساؤلات التي يجدها صانع القرار السعودي نصب عينيه، قالت الوكالة إن «الفشل في تقديم إجابات» عليها ينذر بـ«مخاطر» على الرياض، وما قد ينجم عنه دخول السعودية «ذات نظام الملكية المطلقة والمتناقصة الموارد، في نفق مظلم»، على ضوء ما تعانيه من صعوبات لتمويل نموذج «غير مستدام من رأسمالية الدولة»، في وقت لا يحصل فيه المواطنون السعوديون إلا على المزيد من «القلق»، فيما ينحدر الاقتصاد السعودي من سيء «إلى أسوأ». ووفق ما أدلى به تركي الرشيد، وهو رجل أعمال سعودي لـ«بلومبيرغ»، فإن الأزمات الإقليمية من قطر، اليمن، إلى سوريا فالعراق أدت إلى حالة من «التشتت» لدى الرياض.

ومن العوامل التي تجعل المملكة تسعى لانهاء ملف اليمن والتفرغ لمواجهة حلف جديد ما أعرب عنه وزير الخارجية الأمريكي، ريكس تيلرسون، الخميس، عن تشاؤمه بإمكانية التوصل إلى حل للخلاف بين السعودية وحلفائها من جهة، وقطر من جهة ثانية، آخذاً على الرباعية العربية «عدم الرغبة في التحاور مع قطر».

ويبدو من تحركات المملكة انها تمهد لحماية نفسها من اي استهداف دون الخروج الى حرب او استمرار في الخروج الى الحروب وكذلك استثمار الدور الروسي لانهاء الحروب.

يقول تقرير، أعده أندرو كوريبكو، المتخصص في قضايا الاستراتيجية الأمريكية ضمن أوراسيا وأفريقيا،  أن ما يشاع بأن الصفقات العسكرية المعقودة بين الرياض وموسكو ستقود إلى تصاعد حدة العنف في حرب اليمن «لا أساس له»، على اعتبار أن استخدامات منظومة «إس 400» إنما هي دفاعية محضة، فضلاً عن أن عملية البدء بتصنيع بنادق «كلاشينكوف» في الداخل السعودي ستستغرق بضع سنوات. ومع ذلك، فإن عقد «صفقات إضافية» لشراء صواريخ «كورنيت» المضادة للدروع، وراجمات صاروخية من نوع «توس 1»، إلى جانب قاذفات القنابل «أي جي إس 30»، قد يكون «أكثر إلحاحاً (بالنسبة للسعودية) لتغيير ديناميات ميدان الصراع» في اليمن، وفق كوريبكو. أما بالنسبة لروسيا، فقد أشار الكاتب إلى أن بيعها السلاح إلى الرياض لا يعني تراجعاً عن موقفها الداعم لعبد ربه منصورهادي، باعتباره «الرئيس الشرعي للبلاد، من جهة، والداعي إلى تفادي إلحاق الأذى بالمدنيين جراء غارات الحملة الجوية التي تقودها السعودية في اليمن لإعادته إلى الحكم»، من جهة أخرى.

ومن منظور كوريبكو، إذا كان هناك من يقلق بأن يؤدي وصول الأسلحة الروسية الجديدة للرياض إلى تمادي السعوديين في حربهم داخل اليمن، فإن هناك من يرى أن صفقات الأسلحة بين روسيا والسعودية من شأنها أن تفتح الباب أمام احتمال انسياق المملكة العربية السعودية خلف القيادة الروسية نحو «رسم حل توافقي» في اليمن، على غرار ما تعمل عليه موسكو لحل الأزمة السورية عبر مسار محادثات آستانة. ويشمل هذا المسار، وفق كوريبكو، سعي موسكو إلى توفير الظروف الملائمة لمخرج من الأزمة اليمنية، بشكل يحفظ ماء وجه المملكة، ويفضي إلى تمييز «الإرهابيين» المنتمين إلى تنظيمي «داعش» و«القاعدة»، عن «المتمردين الحوثيين»، إلى جانب عقد محادثات بين أطراف النزاع برعاية الدول الكبرى، إثر الاتفاق على أسس وقف إطلاق النار، وتحديد نطاق مناطق «خفض التصعيد»، ليصار بعدها إلى صياغة دستور جديد، وإجراء انتخابات تحت إشراف دولي، مرجحاً أن يستغرق هذا المسار ما بين عام وعامين على أقل تقدير. وبخصوص طبيعة الحكم في اليمن وفق الصيغة المتصورة للحل، شدد الكاتب على إمكانية إضفاء الطابع المؤسسي على واقع التقسيم في البلاد عبر تبني نظام «الفيدرالية». ومهما يكن من أمر، يمكن القول إن التقارب الروسي - السعودي يمضي بوتيرة متسارعة، وأن الأبعاد العسكرية والسياسية لهذا التقارب لا بد وأن يكون لها تداعيات مهمة على الحرب في اليمن، وفق الكاتب.

روسيا على الخط

تفيد معلومات، وإلى جانبها عديد من المعطيات، بأن روسيا هذه المرة ستلعب الدور الأكبر في إنعاش المفاوضات اليمنية، التي كان مصيرها التعثر أكثر من مرة، إذ إن موسكو تعتبر الآن الدولة الأكثر قبولاً، خصوصا لدى أطراف صنعاء.

ومنذ تصاعد الحرب في اليمن، أغلقت أغلب البعثات الدبلوماسية أبوابها في صنعاء، وبقيت السفارة الروسية كإحدى السفارات المعتبرة عاملة حتى اليوم، بما جعل الروس الأكثر حضوراً دبلوماسياً في صنعاء. وتتواصل السفارة مع مختلف الأطراف، وسبق أن زار علي عبد الله صالح السفارة، مرة على الأقل، أثناء الحرب.

وعطفاً على تقارير إعلامية روسية وغربية تحدثت عن سعي موسكو إلى لعب دور وساطة لحل الأزمة في اليمن، توقف موقع «غلوبال ريسيرش» عند ما نجم عن زيارة الملك السعودي إلى روسيا لجهة ترسيخ «الديبلوماسية العسكرية» التي يعتمدها الكرملين على صعيد العلاقات مع دول الشرق الأوسط، لا سيما المملكة العربية السعودية.

فالأخيرة توصلت إلى اتفاقات مع موسكو لشراء المنظومة الصاروخية «إس 400»، إلى جانب التعاقد على رخصة لتصنيع بنادق «كلاشينكوف» داخل المملكة، وهو ما يمكن عده «أساساً صلباً لبناء علاقات استراتيجية بعيدة الأمد» بين روسيا والسعودية في «سياق تقاربهما الشامل والسريع» على جملة قضايا.

وتابع تقرير «غلوبال ريسيرش»، تحت عنوان: «هكذا يمكن للتقارب السعودي - الروسي أن يؤثر في اليمن»، بأنه يصح القول إن التقارب الروسي- السعودي في الآونة الأخيرة أحيط بالكثير من الجدل، مع إعلان واشنطن عن عزمها بيع منظومات «ثاد» الصاروخية للرياض بقيمة 15 مليار دولار، كـ«رد فعل أولي» على زيارة الملك سلمان إلى موسكو، إلا أن هذه الخطوة الأمريكية كانت ترمي إلى «إثارة الشكوك» بشأن تقارب الجانبين. الصفقات العسكرية المعقودة بين الرياض وموسكو لا تقود إلى تصاعد العنف في اليمن

وتظهر بوادر الدور الروسي فيما كشف الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، في اول تصريح له عقب خضوعه لعملية جراحية على أيدي فريق طبي روسي، عن أنه قد يغادر اليمن إلى موسكو لحضور مؤتمر للدراسات يناقش الأزمة اليمنية، وسط تكهنات بصفقة تقتضي بمغادرته البلاد، وظهر المخلوع صالح، على شاشة القناة التابعة له "اليمن اليوم"، وهو يكرم الفريق الطبي الروسي الذي وصل خصيصا من اجل معالجته، وتحدث عن العملية التي أجراها وإمكانية مغادرته للبلاد.

وقال صالح "في حوار له على فضائية تابعة له، إنه تلقى دعوة من معهد روسي للدراسات لحضور مؤتمر "الطاولة المستديرة" بشأن كيفية محاربة الإرهاب، وإخراج اليمن من الأزمة والحرب، مشيرا إلى أنه يدرس الدعوة، ورأى محللون سياسيون، في إعلان المخلوع، تمهيدا لمغادرته اليمن، ودخول روسيا على خط الوساطة في الملف اليمني، وأن موضوع اليمن طرح بقوة على طاولة زيارة العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز لموسكو.

ويبدو من ما قاله المخلوع ان اصرار روسيا سيكون طوق النجاة وبشكل اشمل اصرار دولي لخروج مشرف هو من سينقذ الرجل حيث قال المخلوع صالح، إنه انتظر الفريق الطبي الروسي منذ أكثر من عام ورفضت الرياض، وأشار إلى منع نجله المتواجد في العاصمة الأردنية عمان، من ركوب الطائرة مع الوفد الطبي الروسي، ولم يتضح من المقصود من أبناء صالح، وأضاف: إنَّ التحالف (الذي تقوده السعودية ويفرض حظرا جويا على مطار صنعاء منذ اكثر من عام)، لم تكن لديه معرفة بأن الوفد في الطائرة هو وفد طبي لعلاجه، نافياً ما تردد في وسائل إعلام سعودية عن إنقاذ حياته للمرة الثانية. وقال الرئيس المخلوع: إنَّ إصرار روسيا والأمم المتحدة هو ما سمح بوصول الطائرة إلى مطار صنعاء.

امريكا

وبالنسبة للولايات المتحدة الامريكية يمكن القول ان الضغوط عليها بلغت حد ليس باوهن من الضغوط على المملكة السعودية وان ذلك يجبرها على قبول دور روسي في مفاضلة بين السماح لروسيا او السماح باستمر حرب تجلب عليها الكثير من المتعاب ويمكن الاستدلال على ذلك بما ذكرته صحيفة «هافينغتون بوست» أن السيناتور الجمهوري تود يونغ، ينوي الاعتراض على تعيين مرشح إدارة ترامب في منصب كبير المستشارين القانونيين في وزارة الخارجية الأمريكية، قبل أن يحصل على إجابة من الوزارة في شأن ما إذا كانت المملكة العربية السعودية تنتهك القانون الأمريكي عبر إعاقتها جهود الإغاثة في اليمن، ومنع وصول المساعدات الأمريكية من الوصول إلى ذلك البلد.

وأضافت «هافينغتون بوست» أن موقف يونغ، الذي جاء خلال جلسة استماع للجنة العلاقات الخارجية، يعد آخر خطوات السيناتور الجمهوري من أجل «مساءلة التحالف»، الذي تقوده السعودية في اليمن، حيال «الآثار المدمرة» للحملة الجوية هناك، واحتمال تورطه في «انتهاكات واسعة للقانون الدولي الإنساني»، مشيرة إلى امتعاض يونغ من رد وزارة الخارجية على استفسارات طاقمه في شأن السياسة السعودية في اليمن، وما إذا كان حجب الرياض وصول الرافعات الأربع يشكل انتهاكاً للقوانين الدولية، بعد انتظار رد الخارجية مدة ثلاثة أشهر. ففي الجلسة المخصصة لمناقشة تعيين المسؤولة السابقة في وزارة العدل الأمريكية نيوستيد، في منصب كبيرة المستشارين القانونيين في الولايات المتحدة، سأل يونغ الأخيرة عمّا «إذا كانت ترى، وإدارتها أن السياسات الحالية للسعوديين في ذلك البلد، لا سيما الحصار البحري، تشكل عائقاً أمام وصول المرة الأولى التي يصبح فيها تعيين أحد المرشحين لتولي منصب في الإدارة الأمريكية مهدداًالمساعدات الإنسانية الأمريكية إلى اليمن»، مطالباً بـ«إجابات واضحة» قبل الموافقة على التعيين، فما كان من نيوستيد إلا أن أجابت بالقول إنها «ستحتاج إلى مزيد من الوقت، والمعلومات حتى يتسنى لها إعطاء مطالعتها القانونية» إزاء الموضوع، مع اتفاق كل من يونغ، ونيوستيد على أن وزارة الخارجية الأمريكية معنية بتقديم المزيد من المعلومات في هذا الشأن.

وأوضحت «هافينغتون بوست» أن يونغ لم يعمد حتى الآن إلى استخدام حقه في تقديم اعتراض رسمي على تعيين نيوستيد، إلا أنه ألمح إلى ذلك بشدة، مضيفة أنها المرة الأولى التي يصبح فيها تعيين أحد المرشحين لتولي منصب في الإدارة الأمريكية مهدداً، جراء مناقشة الكونغرس لمسألة دعم الولايات المتحدة للحملة الجوية التي تتولاها المملكة العربية السعودية، داخل اليمن.

وزادت «هافينغتون بوست» أن مواقف يونغ تكشف «تناقضات» السياسة الأمريكية المتبعة إزاء اليمن، كون واشنطن تعد «مصدراً أساسياً» للمواد الإغاثية المقدمة إلى اليمنيين، من جهة، كما أنها تزود قوات «التحالف» هناك بالأسلحة، والمعلومات الاستخبارية، إضافة إلى تقديم العون اللوجستي لها على صعيد التزود بالوقود جواً. وأكملت الصحيفة أن تلك المواقف تعكس مدى إحباط الكونغرس من سياسات إدارتي أوباما وترامب في اليمن، حيث ما زال مستوى الإحباط «قوياً» في أوساط أعضاء الكونغرس، و«عابراً للاصطفافات الحزبية»، في وقت يتوقع فيه أن يصار إلى تصويت المؤسسة التشريعية الأمريكية على مشروع قرار ينهي دعم الولايات المتحدة لـ«التحالف» مطلع نوفمبر المقبل.

وفي الإطار عينه، قال كايت غولد، من «لجنة الأصدقاء للتشريع القومي»، للصحيفة، إنه «حان الوقت لتعليق تعيين (نيوستيد) إلى أن تجيب وزارة الخارجية على بعض الأسئلة الأساسية المتعلقة بالأساس القانوني المشوه، الذي تستند إليه لدعم وتشجيع الحرب التي تقودها السعودية في اليمن، والتي دفعت بالملايين إلى حافة المجاعة»، مضيفاً أن «المادة 620 من قانون المساعدات الخارجية الأمريكي يحظر على الولايات المتحدة تقديم المساعدة لأي دولة تعرقل وصول المساعدات الإنسانية الممولة من جانب الولايات المتحدة، إلا في الحالات التي يقدم فيها الرئيس الأمريكي إخطاراً للكونغرس بأن مثل هذا التدبير ضروري لمصالح الأمن القومي الأمريكي». وأوضح غولد أن أياً من أعضاء الكونغرس، ممن تحدث إليهم، لم يحصل على إخطار من هذا القبيل، مشيراً إلى أنه «حان الوقت كي تتبع الولايات المتحدة قوانينها الخاصة»، وأن تعمل على مساءلة «السعودية ».

وضع الانقلابيين:

وفي وضع الانقلابيين الضاغط هو ايضا باتجاه حل عادت التوترات لتخيم على العلاقة بين المتمردين الحوثيين المسيطرين على العاصمة اليمنية وحليفهم الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، في ظل تبادل الجانبين للاتهامات بعرقلة الاتفاق السياسي بينهما، ووجه حزب "المؤتمر الشعبي العام" بقيادة صالح أمس رسالة الى المكتب السياسي للحوثيين يشكو فيها من "حملات الاستهداف التي تطول قياداته وكوادره".

وقال في الرسالة التي اطلعت عليها وكالة فرانس برس إن بعض ممثليه في الحكومة، وبينهم "وزراء" الصحة والتعليم العالي والاوقاف والارشاد، تعرضوا "للاهانة" على أيدي قياديين حوثيين، وأرفق الرسالة بأسماء 44 شخصا رأى الحزب أنهم "يسيئون" إلى صالح.

واعتبر الحزب أن هذه الاساءات "مؤشرات واضحة ودليل قاطع على عدم وجود رغبة حقيقية لدى الحوثيين لاستمرار الشراكة مع المؤتمر، إلا في إطار السيطرة الكاملة، والاستحواذ"، مؤكدا انه "لن يقبل بشراكة صورية".

وتابع في رسالة "أي شراكة صورية تتحدثون عنها وأنتم المعطلون لدور المجلس السياسي الأعلى والحكومة ونحن كذلك لا يشرفنا البقاء في مسؤولية صورية تعجز عن إصلاح أبسط الاصلاحات".

من جهته، رد رئيس المكتب السياسي للحوثيين صالح الصماد على الرسالة متهماً شخصيات مقربة من صالح "بتلقي أموال" من فريق الرئيس المعترف به عبد ربه منصور هادي والمدعوم من المملكة السعودية "لأجل شق الصف" بين الحليفين.

وأفاد الصماد ببيان نشره موقع "متابعات" المحسوب على الحوثيين بأن مجلس النواب "لم يعمل بما تم الاتفاق عليه لمواجهة العدوان حسب وصفه، بل تحول إلى مهاجمة أنصارالله على الهواء مباشرة" وأكد الصماد أن حزب صالح

ووصل الشحن حد مرعب للطرفين فقد وجهت عبر إذاعة (سام إف إم)التابعة لجماعة الحوثي، إهانات شديدة القسوة للرئيس المخلوع علي عبدالله صالح،وأتبعتها عبر برنامج مباشر لمديرها حمود شرف الدين ،بث ليلة الخميس ،بدعوات مطالبة بمحاكمة (صالح) وأخرى مطالبة بشنقه وفي البرنامج الذي فتح فيه المذيع والمدير فيها حمود شرف الدين ،مجال الإتصالات المباشرة مع مستمعيها من عناصر مليشيات الإنقلاب،لمناقشة ما أسمته "خيانة وغدر ومكر صالح" طالب في إتصال بالمذيع  عبدالقدوس طه الحوثي ،وهو أحد أقرباء زعيم الإنقلابيين(عبدالملك الحوثي ) وعلى الهواء مباشرة جماعة الحوثي بالزحف إلى منزل "المخلوع" -كما وصفه في إتصاله-لسحله إلى أمام باب اليمن بالعاصمة صنعاء،لشيشنق على الباب الكبير لصنعاء القديمة ،فأيده مدير القناة مذيع البرامج حمود شرف الدين، وطالب من جانبه بسرعة تلبية هذه المطالب الملحة - كما قال في تعليقه على الحوثي المتصل- ولم يكتف بذلك التعليق بل حرض أكثر على إستهداف حياة شريكهم في الانقلاب  (صالح ) متصلون حوثيون آخرون شدوا على ضرورة محاكمة من أسموه "الثعلب المكار" والداعشي المخادع". طالبة قيادة جماعتهم

الشرعية ضعف وفساد وانهيار اقتصادي:

في 14 اكتوبر الجاري اشتبك جنود وضباط جنوبيين مع حراسة رئيس وزراء الشرعية احمد عبيد بن دغر اثناء خروجه من الكلية الحربية بصلاح الدين  على خلفية قصة "رفع العلم اليمني" و"استدعاء الجيش اليمني للجنوب" وكان ابناء منطقة الصبيحة قد طردوا بن دغر ايضاً اول قبلها بايام من ارضيهم لنفس الاسباب التي طرد منها من الكلية الحربية بسبب محاولته حسب قولهم ( استدعاء الجيش الشمالي الى الجنوب).

وبعد اربعة ايام من استهداف بن دغر اطلق مجهولين النار على نائبه  "عبدالعزيز جباري" عقب خروجه من تعز ودخوله محافظة لحج وقال مسئولون في رئاسة الوزراء اليمنية ان مسئولا بارزا نجا ظهر يوم الاربعاء من محاولة اغتيال حيث اطلق مسلحون مجهولون النار على موكب نائب رئيس الوزراء اليمني "عبدالعزيز جباري" اثر عودته من تعز وكان موكب جباري يمر بمنطقة سوق الربوع بالقرب من مديرية القبيطة بمحافظة لحج حينما تعرض لإطلاق نار ولم يبلغ عن سقوط ضحايا جراء واقعة اطلاق النار هذه .

ولم تكن متاعب الشرعية الامنية في الجنوب فحسب ففي 16 اكتوبر قتل شخصان برصاص القوات المحسوبة على حزب الإصلاح (جماعة الإخوان) في محافظة مأرب، خلال تجمع للعشرات من أبناء المحافظة، احتجاجا على تعيين مدير أمن ينتمي للجماعة، وتربطه علاقة عائلية بقيادات في ميليشيات الحوثي وقتل شخصان من قبيلة مراد، خلال الاحتجاجات التي جرت أمام مقر الإدارة المحلية في مأرب، بعد تعيين عبد الملك المداني ووفقا لمصادر محلية، فإن أحد المحتجين أقدم على قتل عنصر من تلك القوات، كردة فعل على تفريقهم ويتهم أبناء مأرب حزب الإصلاح باحتكار المناصب الحكومية والتجنيد للإخوانيين فقط."

وسبق انفجار الوضع بمارب مطالبات ونصائح رسمية وشعبية للسلطة المحلية التي يسيطر عليها الاصلاح بعدم الاقدام على تنفيذ القرار الذي اتخذه الاصلاح في الشرعية حتى لا تحدث (ثورة).

فقد طالبت الحركة التي دعت الى الوقفة الاحتجاجية التي قمعت في بيان لها "بمنع الحزبية في اجهزت الدولة بأي شكل من الاشكال سواء المدنية او السكرية ووضعت “حركة احرار مأرب” التي دعت إلى الوقفة الاحتجاجية عدد من المطالب الاخرى .

ولم تكن المتاعب امنية فقط فانهيار العملة بات مشكلة للحكومة تضاف الى غياب الرواتب وتفشي الامراض والفساد المالي والاداري حيث جاءت الزيادة الكبيرة في صرف الريال رغم إقرار البنك تسعيرة رسمية جديدة حددت سعر الصرف بـ380 ريالاً للدولار الواحد وهو الامر الذي لم تحد منه توجه اخبار البنك المركزي اليمني، في عدن، لعقد  لقاءً مع ممثلي كافه البنوك وجمعية الصرّافين في المدينة، الأحد المقبل، لمناقشة سبل الحد من التدهور المتسارع لسعر صرف الريال، الذي سجل أدنى مستوى له على الإطلاق، أمس الخميس أمام العملات الأجنيبة.

وذكرت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) التابعة للرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، بأن حكومة أحمد عبيد بن دغر، ستبحث سبل اتخاذ «معالجات عاجلة» للحد من تدهور الريال، ومنع التلاعب بأسعار الصرف، بعد أكثر من شهرين على صدور قرار البنك المركزي في عدن تعويم العملة الوطنية.

وجاءت الزيادة الكبيرة رغم إقرار البنك المركزي، خلال اليومين الماضيين، تسعيرة رسمية جديدة حددت سعر الصرف بـ380 ريالاً للدولار الواحد، لم يلتزم بها الصرّافون كما كان متوقعاً.

من جهتهم، أكد مصرفيون في العاصمة صنعاء وعدن، أن الريال اليمني، هبط إلى أدنى مستوى له في تاريخه، وذلك بتسجيل 400 ريالا أمام الدولار الواحد في جميع محلات الصرافة.

 

الخاتمة والخروج المشرف:

 

ويبدو من كل ما ذكر اعلاه ان العالم والاقليم واللاعبين الرئسيين في القضية اليمنية باتوا متفقين كليا على اهمية انهاء الحرب التي باتت تشكل مشكلة لكلا منهم كما ان طرفي الصراع يمران بفترة ضعف لاتخولهما رفض الحلول او املاء الشروط وهو مايعني توفر مناخ داخلي وخارجي لفرض حل سيشهد نهاية حقبة يمنية ونهاية رجال ايضا لعل ابرزهم الرئيس هادي وسلفه صالح.