آخر تحديث :الثلاثاء-16 أبريل 2024-09:50م

ملفات وتحقيقات


عثمان مريبش..فنان المونولوج .. في غياهب النسيان ؟!

الخميس - 19 أكتوبر 2017 - 02:20 م بتوقيت عدن

عثمان مريبش..فنان المونولوج .. في غياهب النسيان ؟!

*أبين - شقرة*  *خاص - نظيركندح*

في* إطار متابعاتها الصحفية والإعلامية تواصل عدن الغد  وبمناسبة ذكرى أعياد الثورة اليمنية *( 26 سبتمبر و 14 أكتوبر و 30 نوفمبر )* المجيدة الخالدة تناول الشخصيات والرموز والكوادر التاريخية من محافظة أبين والتي تركت بصماتها الواضحة في تاريخ تطور المحافظة ومراحل تحولاتها المختلفة ..

*وقفتنا* اليوم ستكون مع شخصية ثقافية وفنية وأدبية لها تاريخ عريق في هذا المجال ..

*هو* فنان له تاريخ عريق في ميدان الثقافة والفن الهادف وتربوي من التربويين الأُول الذين أسهموا في تأسيس قواعد العمل التربوي والتعليمي في خمسينات القرن الماضي *وهو* من أوائل من أسس نواة العمل الفني والمسرحي في جنوب اليمن عندما كان مدرساً في مدارس سلطنة يافع بني قاصد في العام 1958م وفي مدارس السلطنة الفضلية عام 1966م ..

*ذلك* هو الأستاذ والفنان والمونولوجست/ *عثمان عبدربه عبدالله مريبش* ..

▪من مواليد عام 1/4 /1941م بمدينة *( شقرة )* الساحلية محافظة أبين ..

▪تلقى تعليمه الإبتدائي بمدرسة *( شقرة )* الإبتدائية للبنين ..

▪متزوج وله ثلاثة أولاد *( أحمد - بشير - رأفت )* و ثلاث بنات *( بشرى - مرفت - ساره )..*

▪بدأ حياته الفنية منذ 1958م بتأليف المسرحيات الفكاهية وكتابة المونولوجات وعرضها في عيد الآباء والذي يقام سنوياً نهاية كل عام دراسي في مدارس سلطنة يافع بني قاصد ..

▪أسس فرقة *( شقرة )* الكوميدية عام 1959م ..

▪عمل مدرساً في مدارس سلطنة يافع بني قاصد منذ عام 1956م ..

▪إنتقل إلى منطقة باتيس وافتتح أول مدرسة فيها وعمل مديراً لها ..

▪بعدها إنتقل إلى جعار وافتتح مدرسة السلطان محمود وعمل مديراً لها ..

▪عمل مدرساً في مدارس السلطنة الفضلية عام 1966م ..

▪إنتقل إلى إدارة الثقافة بمحافظة أبين وعمل مشرفاً فيها منذ عام 1976م وحتى أجبر على التقاعد عام 1988م ..

▪في مسيرته الفنية والثقافية والأدبية إلتقى بعدد من الشعراء والأدباء والفنانين اليمنيين وغيرهم من العرب ..

▪كاتب وشاعر وملحن ومؤدي للمونولوجات ومخرج مسرحي منذ عام 1962م ..

▪تحصل على دورة قصيرة لمدة عام في ألمانيا عام 1975م في الإخراج المسرحي ..

▪تحصل على دورات تدريبية في مجال التربية والتعليم ..

▪كتب وأخرج أكثر من 10 مسرحيات كوميدية منها على سبيل المثال لا الحصر : *”فرّجها ياعم أحمد“ ، ”تفلتهم تباخر“ ، ”من جيز البل يابعير“ ، ”من جرى عليها سار“ ، ”من حرد يجيب رأسه طير“ ..*

▪شارك في ندوات وأعمال ثقافية وفنية ومسرحية في عدد من المحافظات اليمنية ..

▪صدر له ديوان شعري بعنوان : *( بالحراوه ياعيله )* ..

▪عضو إتحاد الكتاب والأدباء اليمنيين فرع/ أبين ..

▪عضو في الجبهة القومية بجنوب اليمن - آنذاك - ..

▪عضو جمعية *( شقرة )* السمكية بأبين ..

▪عمل خطيباً لأحد مساجد مدينة *( شقرة )* الساحلية ..

▪عمل مديراً لمياه مدينة شقرة ..

▪تناولت مونولوجاته الكثير من القضايا المتعددة والتي كانت حينها تمور في مجتمعنا اليمني إبتداءً بقضايا الزواج كغلاء المهور والطلاق وإنتهاء بمشاكل القات وإنتشار الأمية والتقليد الأعمى لصرعات الموضات الغربية .. وهي كثيرة ومنها ماتم تسجيله في إذاعة وتلفزيون عدن ومنها لم يسجل بالرغم من تقديمها للجنة نصوص الأغاني .. وبعضها مفقود ..

▪مونولوجاته أذيعت في إذاعة وتلفزيون عدن وصنعاء وجيبوتي ..

*هذا* الفنان بالإضافة إلى نشاطه الثقافي والفني والتربوي هو أحد المناضلين الذين إنخرطوا في العمل الوطني ضد الإستعمار البريطاني وكانت له إسهاماته في هذا الصدد ..

*الفنان أ/ عثمان مريبش* تحدث إلى *الصحيفة* في حديث خاص وطويل أجرته معه *الصحيفة* حول عدد من القضايا قائلاً : إن حركة العمل الثقافي والفني كانت مزدهرة منذ خمسينات القرن الماضي وكانت تلك الفترة حتى السبعينات هي العصر الذهبي الذي شهد حركة عمل إبداعية في مختلف مجالات الإبداع وبدأت هذه الحركه الإبداعية في التراجع والإنكسار نتيجة التدخل الفج في الشأن الثقافي من حيث الرقابة على الأعمال الفنية التي تذاع أو تعرض على المسرح ..

*ويذكر* هنا الفنان / *مريبش* قصة تسجيله لعمله الفني المونولوج *( با الحراوة ياعيله )* فسر بدايةً عند لجنة النصوص على أنه *( با الحلاوة ياعيلة )* فلم توافق لجنة النصوص على تسجيله فمضمون المونولوج هو عن غلاء المهور كما هو معروف وفسرته اللجنة الحلاوة ، بعد ذلك ألتقيت بالأستاذ المعروف/ *عبدالله فاضل* الذي إستمع إلى المونولوج فأعجبه وتواصل مع المسؤولين في الإذاعة والتلفزيون ووافقوا على تسجيله ، أما مونولوج *( الإسكان )* فرفضت لجنة النصوص في التلفزيون تسجيله والتي كان يرأسها - آنذاك - أ/ *فريد بركات* ..

*وأضاف* : لم أكن أتوقع أن يرفض أستاذ ومثقف مثل *فريد بركات* عمل فني ناقد للظواهر التي كانت سائدة في عمل الإسكان ..

*موضحاً* : أدركت أهمية أن يكون لفن المونولوج دوراً توعوياً بين أوساط المجتمع لأنني في بداية مشواري كنت أتناول هذا النوع من الفن بهدف الإضحاك والتسلية للناس عن همومهم فكانت موضوعات المونولوج مثل : *( الفول ناجح ياعم صالح .. أعطيني قليل وكعدة مايقلبها قلاب )* وبعدها عرفت أهمية المونولوج وبدأت أهتم بكتابة أعمال تتناول الظواهر الشبابية التي كانت سائدة بين أوساط الشباب مثل *التقليعات وموضات سراويل الشالستون وتطويل الشعر ولبس السلوس* وغيرها فنالت إستحسان الناس ..

*وعن* فن المونولوج وغيابه عن الساحة الفنية قال : إن هذا الفن لم يحضى بالإهتمام من قبل وزارتي الثقافة والإعلام فغاب تماماً عن الساحة الفنية أو الإذاعة والتلفزيون رغم أن الإذاعة كانت تتناول هذا الفن من خلال فنانين مصريين وعرب وغابت أعمالي وأعمال الفنانين المعروفين أمثال : *فؤاد الشريف وكعدل وحمزي من عدن وعوض بن جبير في حضرموت* وغيرهم وظلت أعمالنا حبيسة أدراج مكتبتي الإذاعة والتلفزيون منذ نهاية الثمانينيات وحتى اليوم ..

*وعن* أوضاع المسرح بإعتباره أحد أبرز المؤسسين لهذا المجال قال : المسرح شأنه شأن الفنون الجميلة الأخرى توقف النشاط به تماماً في أبين وعلى مستوى المحافظات الأخرى ولم تعطي له وزارة الثقافة منذ التسعينات أي إهتمام إلا من مناسبة وحيدة كانت موسمية وهو يوم المسرح العالمي كانت هناك بعض الفرق تشارك في هذه المناسبة الموسمية ولكن هذه المناسبة قلت فيها مشاركة فرق المحافظات لعدم وجود الإمكانيات المادية لهذه الفرق فتوقف النشاط إلا مما ندر من جهود ذاتية *فواقع* الثقافة بحاجة إلى وقفة مسؤولة تعالج الأسباب وتقدم الحلول ..

*وعن* علاقته بالمسؤولين في الدولة - آنذاك - أشار أنه كانت علاقته بالرئيس الشهيد/ *سالم ربيع علي ( سالمين )* حميميه ونضالية قبل الثورة وبعدها وكان الرئيس *سالمين* يهتم بأنشطة محافظة أبين الفنية والثقافية وكان يحضر كثيراً من الإحتفالات التي تقيمها الثقافة بالمحافظة أو تشارك بها في الإحتفالات الرسمية بعدن ، وكذلك الرئيس السابق/ *علي ناصر محمد* حتى أنني عندما ذهبت للعلاج مؤخراً للقاهرة ( مصر العربية ) وعرف بتواجدي إتصل بي وذهبت إليه ورحب بي أيما ترحيب وساعدني كثيراً ، أما الرئيس السابق/ *علي سالم البيض* عندما كنا نقوم بتقديم أعمالنا المسرحية والفنية في محافظة عدن كنت أتصل به ويأتي إلى المسرح وكان مهتم بنشاطنا وأعمالنا ..

*وعن* أعماله المدونه وهل تم طبعها أو إعادة طبعها يقول : كنت قد جمعت أعمالي الشعرية وغيرها لطبعها في ديوان فأشير إلي لمتابعة ذلك مع وزارة الثقافة أو إتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين فذهبت إلى الوزارة وكان حينها الوزير أ/ *خالد الرويشان* الذي وجه بطبع الديوان ولكن هذه التوجيهات لم ترى النور والتنفيذ فاضطررت للطباعة على حسابي الخاص ..

*وعن* التكريم وإهتمام الدولة بالمبدعين قال : والله منذ أن أُحلت للتقاعد قبل إتمام خدمتي المقررة قانوناً بثلاث سنوات وبراتب لا يتجاوز *( 33 ألف ريال يمني )* لم يتم تكريمي بل حتى الإلتفات والسؤال عن أحوالي بل أني تفاجئت عندما أوردت بعض وسائل الاعلام المختلفة نبأ مغادرتي هذه الدنيا ، *وإذا قلت أنكم أول وسيلة إعلامية من زارني إلى منزلي منذ خروجي للتقاعد عام 1988م ..*

*وأضاف* : حاولنا أن نضع ظروفنا التي نعانيها وتظلمنا حول الراتب والتسوية أسوة بمن سويت أوضاع رواتبهم ولكن كما يقول المثل *( كركر جمل كلم جدار )*.فماذا يصنع لك راتب لايتجاوز *( 33 ألف ريال يمني )* الذي لايكفي قيمة العلاج الذي أتعاطاه شهرياً *نتمنى* من الدولة والمسؤولين ممثلة بوزير الثقافة أ/ *مروان دماج* و محافظ أبين اللواء الركن/ *أبوبكر حسين سالم* أن يلتفتوا للذين عملوا لصالح المحافظة خاصةً والوطن عامةً تقديراً لما قاموا به من أعمال فنية وثقافية وتربوية ويجعلهم يشعروا أن هناك من يقدر ماقاموا به من عمل نبيل ..

*وطالب* في نهاية حديثه الخاص *للصحيفة* وزارتي الثقافة والإعلام بإطلاق سراح هذا الفن الذي شهد عصره الذهبي في الستينات والسبعينات من القرن الماضي لكونه أكثر فاعليه في التعبير عن قضايا المجتمع ونقدها ولفت أنظار الناس إلى سلبياتها وكذا خطورتها وإنعكاساتها على حياتهم ومستقبلهم ..


*إذا ماهو ( المونولوج ) ؟!*


*المونولوج* : هو فن كوميدي ساخر ، أو بالأحرى كاريكاتوري غنائي عالج ويعالج الكثير من المشاكل والظواهر المرضية الإجتماعية وبأسلوب تربوي تثقيفي وفكاهي بغية التشويق وأدى ولا زال يؤدي رسالة إجتماعية مباشرة إتخذت طريقها إلى عقول وآذان مستمعي هذا الفن ..

*وارتكز* المونولوج في بلادنا على قصيدة موزونه موزعة على كوبليهات لحنية بقافية واحدة معظم الأحيان ، أما الحان المونولوج فلا تجري على وتيرة واحدة بل تتنوع وفقاً للمعاني والأبيات ويمكن للمونولوج أن يكون له أكثر من مقام موسيقي ..

*ويمتاز* المونولوج اليمني أثناء أدائه على المسرح بالإيماءات والإشارات والحركات المعبرة بغية توصيل المعنى وتوضيح الكلمات لتحقيق الهدف ..

*وقد* شلّ نشاط هذا الفن بل تلاشى وأصبح لايحتل أي هامش ولو بسيط في مجرى الحركة الفنية في بلادنا والسبب هو التعتيم الإعلامي وعدم الإهتمام أيضاً بهذا الفن التربوي الهادف لأن القائمين على مكتبات الإذاعة ومسؤولي البرامج يحملون فهماً قاصراً عن فن المونولوج ولا يعون أهميته وأهمية رسالته التربوية والتثقيفية في المجتمع ..