نقاشك يبعث' فينا الضجر
يعارض معنى القضا والقدر
دع الصمت يحكي شجون الكلام
فبعض' الكلام شديد الضرر
وثق انه في عيون الكرام
جلي المعاني بليغ اﻷثر
وأن سكوتك يحمي الوئام
اذا كان يحمل' بعض الشرر
وان قلت فاختر جميل المقام
ولاتشتكي الظلم عند البشر
وكن للأحبة مثل الغمام
وأنسا يرفف' وقت الكدر
وإن هم تناسوك بعض الوداد
فزدهم توددك المنتظر
تظنهم' ً النور إن أقبلوا
وهم قد يقولوا قصير النظر
وإن قلت هاكم نجوم السماء
فأنت لديهم عديم البصر
وما عشت الا تراهم أباة
ينالون كل المنى والظفر
وان كنت ممن يحب السلام
ففوضاهم كلها للضرر
وكم عذبوك بتلك السهام
وتبكيك حزنا دموع القمر
وجاروا عليك بربط اللجام
وقالوا نخاف عليك الخطر
وكم انكروا لك بيض اﻷياد
وذقت اﻷمرين فيما صدر
فصرت لديهم غريب المكان
حزيناً تلاقي العناء والضجر
لقد أرهقتك شجون الحياة
وقلبك ذاق الآسى وانفطر
فهل يستطيع' جريح الفؤاد
شعورا بأحلى وأبهى الصور
إذا ما الفؤاد' هوى نازفا
فماذا يداوي الطبيب' اﻷغر
وهل نرغب العيش فوق الحياة
وارواحنا في عميق الحفر
فلا تترك الضعف يقضي مداه'
وتجري من العين تلك العبر
فلن تنبت الأرض (حب النوى)
إذا أنكرت للسماء المطر
وقد تهجر' الطير' أعشاشها
إذا الدفئ' ولى بعيدا وفر .
