آخر تحديث :الخميس-25 أبريل 2024-10:35ص

أدب وثقافة


عصا أبي (قصة قصيرة)

الثلاثاء - 17 أكتوبر 2017 - 10:31 ص بتوقيت عدن

عصا أبي (قصة قصيرة)

كتب/احمد الجعشاني

وقف بجانبه وهو جالس على كرسي خشبي اسود يكسوه بطانة من الجلد الناعم ذو ريش ابيض  كان اعتاد الجلوس عليه كلما خرج من غرفة نومه الصغيره وهي مستلقية بين ذراعيه  يردد بصوت خافت اجش أذكار اعتاد تلاوته كل حين  امسك بقبضة يده اليمنى ولف أصابع يده. على رأسها المعقوف المنحني في نصف دائري مصنوعة من رخام صيني ابيض بخطوط رمادية   ثم وضع عمامته الصوفيه على راسه   وانتشل من جانبه شال كشميري ذو اللون  البني مطرز بخيوط سوداء كنت قد اهديته اياه منذ زمن طويل  حاول أن يقف متكئ عليها فلم تساعده قواه  اقتربت منه قليل وامسكت بيده محاول مساعدته نظر الي بوجه عابس  متحسرا وقاضم شفتيه باسنانه منزعجا من حاله وضعف قواه وعصاه التي لم تعد تسانده... كانت هي الشيء الوحيد.

الذي محتفظ به من أشياء كثيرة تركها والده بعد وفاته  ...

  بائعة الشاي 

في كل صباح وحين تنسدل اشعة الشمس بخيوطها الذهبية معلنة بداية اشراقة يوم جديد نجدها في مكانها مثل كل يوم جالسة في ذلك المكان وكأنها  حورية بحريه قذف بها البحر  تستسقي من مائها العذب بعد ان اغتسلت به قبل أن يجف الماء  جاءت من البحر  لاجلنا امام هذا  البناء الشامخ تجلس في ذلك الركن من تلك الزاوية  تحت الظلال  من مبنى الجامعة   تتوقف الحافلات أمامها او قريب منها يهرع الطلبة  إليها لأجل كوب من الشاي الحليب العدني ذو الطعم الشهي تصنعه في بيتها مع فطاير من الخبز العدني الملوح طعمه شهي ولذيذ مع كوب الشاي من ايديها الناعمتين تناولك يديها بابتسامه عذبة صافيه بصوت رقيق ناعم ثم نجلس على مقربة منها نظل نحدق باعيننا عليها وهي جالسة دون خجل منا لا يوجد في وجها غير الجمال الصافي وهي تتبسم الينا وتحس بنا لكنها لم  تغضب ونحن ننظر إليها بإعجاب ليست من  البادية ولا من هذه المدينة أنها حورية  من البحر خلف هذا الجبل الممتد إلى صيرة..