آخر تحديث :الجمعة-26 أبريل 2024-02:57ص

دولية وعالمية


ما علاقة هجمات سيناء الدامية بالمصالحة بين فتح وحماس؟

الثلاثاء - 17 أكتوبر 2017 - 07:23 ص بتوقيت عدن

ما علاقة هجمات سيناء الدامية بالمصالحة بين فتح وحماس؟
توقيع المصالحة الفلسطينية بين فتح وحماس تسبب في حصار خانق لتنظيم داعش

القاهرة ( عدن الغد ) العربية :

كان توقيت شن تنظيم داعش سيناء هجوماً دامياً على ارتكازات أمنية للجيش المصري في كرم القواديس أمس الأحد مثيرا للتساؤل.

 

فالهجمات التي شنها التنظيم أمس واليوم بسيناء وراح ضحيتها 6 من الجيش و3 من الشرطة ومدنيين، إضافة إلى عشرات القتلى بصفوف التنظيم، جاءت بعد أيام قليلة من توقيع المصالحة الفلسطينية بين حركتي فتح وحماس، وقرب تسلم الجرس الرئاسي الفلسطيني لمعبر #رفح، وانتقال مهام إدارة وشؤون قطاع #غزة لحكومة الوفاق الفلسطيني.

 

هل للأمر علاقة؟ نعم توجد علاقة هذا ما يؤكده خبراء أمنيون لـ"العربية.نت" أو إذا كان الأمر كذلك فماهي العلاقة؟ هذا ما سنجيب عنه في هذا التقرير.

 

يقول الخبير العسكري اللواء نصر سالم إن توقيع المصالحة الفلسطينية بين حركتي فتح وحماس، تسبب في حصار خانق ومأزق لتنظيم داعش، فبعد سيطرة حكومة الوفاق على قطاع #غزة، سيتم على الفور تطهير القطاع من أي معسكرات أو معاقل يتواجد بها التنظيم في القطاع، إضافة إلى ذلك فحركة حماس ووفقا لتفاهمات وترتيبات مع السلطات المصرية قامت بمهاجمة عناصر التنظيم وهو ما دفع ببعض عناصره للتسلل إلى سيناء، وشن هجمات انتقامية لسبيين:

 

الأول: هو إثبات التواجد والإيحاء أن التنظيم موجود وفعّال ولديه القدرة على شن هجمات ضد الجيش المصري الذي سيطر تماما على سيناء، وقضى على غالبية عناصر التنظيم، والثاني هو تأليب مصر على حماس وتوصيل رسالة للقاهرة أن #حماس تقاعست عن مهاجمة التنظيم، وتركت القطاع مفتوحا لعناصره يتسللون منه لمصر، وهي رسالة خاطئة وقاصرة لن تنطلي على مصر ومسؤوليها.

 

انهيار داعش

ويضيف الخبير العسكري أن داعش بهذه العملية يعلن انهياره وفشله، فهو لم يقم بها سوى لإزعاج #مصر، والجيش المصري من ناحية، ومن الناحية الأخرى يراها التنظيم ضربة النهاية فلو حققت هدفها يكون قد حقق انتصارا معنويا، ولو فشلت يكون قد تخلص من عناصر يمكن من خلال المداهمات المستمرة للجيش المصري أن تقع في قبضته وتدلي باعترافات مهمة عن التنظيم ومعاقله ومموليه.

 

من جانبه قال منير أديب الباحث في شؤون الحركات الإسلامية إن التنظيم الإرهابي اعتقد أن الهجمات الأخيرة قد تكون ضربة لمصر وحماس بعد توقيع المصالحة الفلسطينية، فغزة كانت تمثل عمقا استراتيجيا للتنظيم، فبها كانت تتواجد بعض رؤوسه، ومنها كانت تنطلق عناصره لشن هجمات ضد الجيش المصري في سيناء، والتسلل إلى ليبيا لمساعدة فرع التنظيم هناك، ولكن بعد توقيع المصالحة ماذا سيكون عليه وضع تنظيم داعش.

 

الانتقام من حماس

وأضاف الوضع الحالي لداعش أصبح تحت قبضة حديدية قوية في غزة ومصر، ولن يتحمل الضربات المتتالية ضده سواء في غزة أو في مصر، فحاول بهذه العملية تخفيف الحصار عنه، وتوجيه المعركة لاتجاه آخر وهو حماس، كما حاول الانتقام من حماس، عقابا لها على توقيع المصالحة وتسليم القطاع لحكومة الوفاق.

 

ويضيف أن حماس قامت في الآونة الأخيرة بمهاجمة معسكرات تنظيم داعش في القطاع، وهو ما اعتبره التنظيم ضربة قاصمة له، لذا حاول الإيقاع بين مصر والحركة من أجل الانتقام من حماس، وهو ما يفطن له المسؤولون في مصر ويدركونه جيدا فهم يعلمون أن الحركة بريئة من هجمات كرم القواديس.

 

الخلاصة كما يقول الباحث المصري أن داعش يمارس معركته الأخيرة للبقاء، وما حدث له من خسائر فادحة أمس وفي مواجهات أخيرة مع الجيش المصري يؤكد أنه يلفظ أنفاسه الأخيرة، ويتبقى فقط إعلان وفاته رسميا في مصر وتطهير سيناء من عناصره.