آخر تحديث :الخميس-18 أبريل 2024-03:37م

ملفات وتحقيقات


الشرعية والمجلس الانتقالي.. هل تقطع شعرة معاوية؟

الإثنين - 16 أكتوبر 2017 - 02:41 م بتوقيت عدن

الشرعية والمجلس الانتقالي.. هل تقطع شعرة معاوية؟
غلاف صحيفة عدن الغد ليوم الاثنين 16 اكتوبر 2017

عدن (عدن الغد)خاص:

بن دغر والانتقالي .. هل دقت ساعة المواجهة !

تقرير/ ماجد الشعيبي:

لم  تنتهي فعالية اكتوبر هذه المرة بمجرد انتهاء برنامجها الاحتفالي ..لكنها على غير العادة شكلت بداية جديدة من خلال ما أعلن عنه المجلس الانتقالي من خطوات تصعيدية  ستشهدها مدن الجنوب خلال الايام القادمة.

اكتوبر  في نسخته الـ54 حمل في جعبته الكثير للجنوبيون الذين ظلوا لأكثر من نصف عقد يتظاهرون في ساحات الجنوب دون أي فعل سياسي يترجم احتشادهم المليوني المتكرر ، صبر الجماهير الجنوبية تكلل هذه المرة بخطوات عملية أعلنها المجلس الانتقالي في الكلمة التي القاها رئيس المجلس الانتقالي  عيدروس الزبيدي.

وبعيداً عن التصعيد الميداني الذي دعا الزبيدي جماهيره للتفاعل معها كان الزبيدي قد فاجئ الجميع بإعلان الجمعية الوطنية المكونه من 303  وهي اعلى سلطة تشريعية في الجنوب المحرر  ويتوزع أعضائها على مختلف مناطق الجنوب ، ما يعني أن حلم الجنوبيين في استعادة دولتهم وبناء مؤسساتهم ليست بعيده هذه المرة ، والشعارات الثورية التي كان يرددها ثوار الحراك ستترجم اليوم على نحوً عملي.

امام التصعيد الشعبي الذي سيعلن عنه خلال الايام القادمة فهو تعبير صريح لمواجهة قادمة مع حكومة بن دغر التي اتهمها المجلس بالفشل  الذريع مضاف إليه العقاب الجماعي الذي قال الزبيدي أن الحكومة الشرعية تنتهجه في المحافظات المحررة بدلاً من تطبيع الحياة العامة وبناء ما دمرته الحرب الانقلابية.

على الصعيد السياسي فأن لهجة الزبيدي ستتحول إلى فعل شعبي يضغط عمليا على حكومة بن دغر  وسيجعلها في مواجهة حتمية مع الشارع الجنوبي الذي عبر عن استياءه الكبير على خلفية تحركات وتصريحات رئيس الحكومة المستفزة والتي اعتبرها البعض  تهديداً صريح قد ينسف كل انتصارات المقاومة الجنوبية خصوصاً مع أعلان بن دغر نيته دمج القوات الشمالية بأخرى جنوبية  وهو الامر الذي جوبه برفض شعبي وترجم اليوم برفض سياسي ممثل بالمجلس الذي وصف قرارات بن دغر  بالخطيرة على الصعيد الامني والعسكري.

عملياً قد تأخذ هذه المواجهة أشكالاً عده، لكن نتائجها لا يجب ان تتوخى اشعال صراع مفتوح مع الشرعية سبق وان حذرنا منه في مقالات انفه، بل ان هدفها يجب ان يصب لجهة ترشيد البوصلة الحكومية كي تضطلع بمهامها الخدمية والاعمارية دون الانحدار الى المستوى الكيدي الذي يهدف لتصفية ما راكمه الحراك من مقدرات سياسية وعسكرية وذلك دون الجلوس والاتفاق على تسوية شاملة تصون القضية الجنوبية.

في الجهة الاخرى كان تجنب حكومة بن دغر اصدار أي ردود افعال صاخبة تصرف يستدعي الانتباه ، فلم يسبق لرئيس الحكومة ان ادلى بأي تصريحات صحفية مباشرة ضد المجلس الانتقالي وهذا ما يؤكد مقدار الاحتراف السياسي الذي يتحلى به الرجل ، لكنه دأب دوما على توجيه رسائل مبطنه كان اخرها ما ورد في كلمته التي القاها في قاعة ابن خلدون في كلية الآداب -معلقاً على تباين اكثر من مكون في الحراك في دعوات احياء ذكرى الــ54 لثورة اكتوبر والتي دعت فيها قيادات للاحتشاد لساحة العروض رداً على المجلس الذي قرر الاحتفال في الشارع الرئيسي بالمعلا – قال انه لا يحق لأي طرف ان يقتصر هذه الذكرى به ويمنع الاخرين من الاحتفال بأكتوبر وبالطريقة المناسبة التي يراها كل مكون.

تصريحات بن دغر تراهن بطبيعة الحال على تعميق حالة الانقسام الجنوبي الجنوبي التي تجلت في بعض صورها اثناء فعالية اكتوبر.. والاكيد ان بن دغر لم يكن باي صورة حريصا على المصالح الجنوبية وهو الذي لم يبدي طوال سنوات مشاركته في حكومة صالح  وبعدها من موقعه كرئيس لحكومة هادي أي موقف تصالحي مع قضية الجنوب ، لكنه هذه المرة  كما اكدت الكثير من المصادر يسعى إلى استقطاب الكثير من القيادات الجنوبية خصوصاً تلك القيادات التي تتبنى موقف مضاد للمجلس الانتقالي وقياداته.

بن دغر نفسه حذر خلال كلمة القاها صباح اكتوبر خلال استعراض عسكري شهدته الكلية العسكرية في صلاح الدين من مغبة الاستيلاء على السلطة بالقوة على غرار ما اقدمت عليه مليشيات الحوثي وصالح ، موجهاً تحذيريه المشفر هذه المرة للمجلس الانتقالي الذي رد  عملياً على تصريحه عصر أكتوبر أيضا خلال حشده المليوني في ساحة المعلا. ، وبمعنى ادقى فأن رسالة الأخير التي القاها مطلاً م الاستعراض العسكري رد عليها الانتقالي من على منصة مدرم امام حشوده الجنوبية التي توافدت من عموم محافظات الجنوب إلى العاصمة عدن والتي يركن عليها الانتقالي  لفرملت أي تهديدات عسكرية مبطنه.

وعلى وقع هذه التحولات السياسية والمكاشفة الصريحة التي اعلنها المجلس الانتقالي تجاه حكومة بن دغر  ، ستشهد الساحة الجنوبية متغيرات كثيره ، أهمها  افشال كل مساعي الحكومة وتقييد تحركاتها   وهو الأمر الذي قد تتعاطى معه الرئاسة اليمنية بخطوات تصعيديه مقابله ، لكن عامل الجماهير والحاضنه الشعبية من شأنها ان تفشل كل تحركات هادي وحكومة بن دغر وترجح كفة المجلس الانتقالي  الذي  يحظى بشعبية واسعة وهذا ما اثبتته الحشود الكبيرة التي حظرت إلى ساحة المعلا ، فيما اكتفى العشرات بزيارة ساحة العروض ومغادرتها على وقع الحضور المخيب لأمال .

رسائل المعلا والعروض عكست  بعد انتهاء الفعالية حجم موازين القوى التي يمتلكها كل طرف ، اما الانتقالي وانصاره فقد عادوا إلى ديارهم ونشوة النصر تصاحب طريقهم ، يفاخرون بما أعلن في ساحتهم ، وينتظرون اعلان الخطوات التصعيدية الشعبية .. وفي الجهة الاخرى عاد انصار بن دغر والمحسوبون على العروض بكثير من خيبات الأمل ، لتقودهم التساؤلات عن مفاجئات عيدروس التي أعلن عنها في شارع مدرم بالمعلا .

الشرعية والمجلس الانتقالي ..هل تقطع شعرة معاوية

وامام التعصيد السياسي الذي تنتويه قيادة المجلس لانتقالي فإن الشرعية أمام خيارين  لا ثالث لهما

الخيار الأول  هو  امتصاص الصدمة  و الدخول في  عملية التهدئة مع المجلس  وإنهاء حالة التراشق الإعلامي.

 

أما الخيار الثاني والأخطر هو أن الشرعية ستأخذ الصراع الى سقف أخر  عبر  إصدار حزمة قرارات اقصائية  جديدة يكون غريمها  هذه المرة بقية  مسؤوليها المنضوين في المجلس الانتقالي مثل محافظ لحج ناصر الخبجي ومحافظ الضالع فضل والجعدي  ووزير النقل مراد الحالي , أو اقالة اللواء شلال علي شايع  الذي ترددت مؤخرا أخبار إقالته خصوصا بعد عمليات المداهمة التي  استهدفت مقرات لحزب الإخوان المسلمين "الاصلاح"  والتي أسفرت عن إلقاء القبض على مجموعة من القيادات الاصلاحية .

مدير الامن كان قد اكد في تصريح نشر مؤخرا له  أن أيادي حزب الإصلاح منغمسة  في الإرهاب  وهي التصريحات التي رد عليها الحزب وناشطيه  بهجوم اعلامي كبير تضمن نشر اخبار لناشطين في حزب الاصلاح يعملون في مكتب هادي  كشفت عن توجه جاد للإطاحة باللواء شلال  علي شايع , وسيناريو كهذا ستكون له ارتداداته الكارثية سياسيا وأمنيا سواء لجهة قطع شعرة معاوية التي مازالت تربط المجلس بالحكومة أو لجهة التداعيات الأمنية المزلزلة .

وبين التهديد والتصعيد تدخل الساحة الجنوبية منعطف آخر  سيطول  أمد الأزمة السياسية بين مختلف الفرقاء ، وبالنسبة لعيدروس الزبيدي ورفاقه وحاضنتهم الشعبية ، فأن تصريحات بن دغر ماهي إلا بداية النهاية ، التي قد تعجل برئيس الحكومة  لمغادرة المشهد بشكلً مؤقت على أقل تقدير  ، في ظل الحديث المتكرر عن تسوية سياسية قد تعيد بن دغر إلى الرياض بلا عودة.

---------------------------------

خيارات الحكومة الشرعية

تقرير/ سامي عبدالخالق

هدد المجلس الانتقالي الجنوبي بتصعيد حركة احتجاجات ضد الحكومة الشرعية اليمنية خلال الفترة المقبلة.

ولم يعلن المجلس حتى اللحظة ماهي الية عمل التصعيد هذا.

ورغم ان المجلس الانتقالي سجل حضورا جيدا لحظة اعلانه قبل اشهر من اليوم الا انه في المقابل هناك طرف تمكن من تسجيل حضور جيد خلال عامين منذ انتهاء الحرب.

 ومع انتهاء الحرب لم تكن الشرعية تملك قدرة تسجيل أي حضور الا انها وبعد عامين باتت تملك عدد من المعسكرات التابعة للجيش وتقود العملية الحكومية في عدن والمناطق الاخرى.

وبدأت الحكومة اليمنية التي يقودها رئيس الوزراء احمد عبيد بن دغر ترتيب صفوفها مؤخرا عقب الاطاحة بالمحافظ السابق لعدن عيدروس الزبيدي واقالة عدد من المحافظين.

تتمتع الحكومة الشرعية بدعم المجتمع الدولي وتحديدا المملكة العربية السعودية التي تقود التحالف العربي في اليمن لكن لايبدو انها على وافق تام مع الادارة الاماراتية التي تبدو قريبة الى حد كبير من تيار المجلس الانتقالي الجنوبي.

عدد من المعسكرات في عدن بينها معسكرات في دار سعد وخور مكسر وكريتر وصلاح الدين تدين بالولاء للحكومة الشرعية في حين يملك المجلس الانتقالي قوات عسكرية اخرى تابعة له ويمثل الى حد كبير تقاسم النفوذ في عدن مدخلا لأحداث حالة من التوازن بين الاطراف المتصارعة .

والى حد كبير تعول الحكومة الشرعية على سلطاتها التنفيذية وادارتها لعدد من المؤسسات الحكومية والوزارات الامر الذي يمنحها تفوقا ظاهرا بهذا الخصوص على المجلس الانتقالي الجنوبي.

دأب بن دغر خلال الاشهر الماضية على تسجيل حضور سياسي ايجابي في ظل غياب الرئيس هادي والذي بات غير قادرا على العودة الى عدن.

وفي خطابه السياسي بذكرى اكتوبر حذر "بن دغر" من خطورة محاولة الاستيلاء على السلطة وهي رسالة على مايبدو يوجهها الى الاطراف التي تناوئه.

حاول الرجل خلال 3 اشهر مضت بتعزيز حضور حكومته بعدد من المناطق بينها عدن وابين ولحج وحضرموت والمهرة وتمكن من تسجيل نقاط ايجابية.

الى حد كبير ارتفعت اسهم الرجال السياسية في ظل تراجع اسهم سياسيين اخرين وتصدر الرجل واجهة الحكومة الشرعية التي يمثلها "هادي".

يعزو كثيرون قدرة بن دغر على اداء سياسي مرن تمكن من خلالها من استقطاب اطراف سياسية متعددة وفي ظل حالة الصراع يبدو ان الرجل خيارات سياسية كثيرة يمكنه اللجوء اليها لعل ابرزها المظلة السعودية التي تغطي وتدعم نشاط الحكومة الشرعية في اليمن.

ويمثل سلاح اقالة المسئولين من منصبهم احد اهم الاسلحة التي يمكن بها ان تواجه الحكومة الشرعية اليمنية الضغوط التي تواجهها خصوصا مع نجاح عمليات اقالة سابقة اصدرتها بحق قيادات في المجلس الانتقالي كانت جزء من الحكومة الشرعية سابقا.

عامة يمثل التصعيد الاخير بين الانتقالي والحكومة الشرعية اليمنية دخول الازمة السياسية جنوبا منعطفا خطيرا قد يدفع بالامور صوب المواجهة.