آخر تحديث :الخميس-25 أبريل 2024-02:10ص

أدب وثقافة


قصة قصيرة .. لا تبالِ

الأحد - 15 أكتوبر 2017 - 07:04 م بتوقيت عدن

قصة قصيرة .. لا تبالِ

كتب / محمد الخضر المحوري

في المناطق الإستوائية الحارة يستقبل الشتاء كضيف قادم من أعماق الجنان، على سحنات إخواني السمراء التي لوحتها الشمس تلوح سعادة غامرة بحلول الوافد الجديد، وعلى العكس تماما أتقبل بروزه على مسرح  الحياة.

لكني لا أجرؤ على إظهار ما بداخلي، سيعد ذلك محاولة مني على سبيل الإختلاف كالعادة.

وهذا دأبي مع مشاعر  عديدة ، أكبتها فيأتي دور النسيان ليهتم بشأنها، غاية مايمكنني فعله تجاهها هو البوح بها عبر قصة أو خاطرة، عدا ذلك ، لا أذكر إنني قد سمحت لنفسي بتجاوز ذلك. .

الشتااااااااااااء.

فرصة سانحة لتجنب دوامات الحر الهائجة ومايترتب على ذلك من مضاعفات خطيرة ، هذا في نظر الكثيرين، لكن بالنسبة لي ،  الأمر يختلف تماما.

الشتاء كائن سمج ثقيل ، يؤطر الموجودات بثقل،

يهبط بثقله على أنفاسي، فأشعر برتابة مملة تخنق تواجدي، أحس كما لو أن بوابته الصدئة  تدلق دفعة واحدة ما يجب على المرء إحتسائه من يأس وإحباط طوال سنة كاملة.

على تقاسيم وجهي المغضن أحاول زرع ابتسامة باهتة، محاولا منع مابداخلي من الرسو . فتتشضي تحت دفقات اليأس المنسربة من أعماق روحي. أحيانا أعاند فابتسم لأني أدرك ان تقبل وجودي بتلك الروح اليائسة أمر غير مرحب به.

حين ضبطني جدي متلبسا بتلك الحالة ربت على ظهري، وحدق مليا في عيني ثم قال:

لاتبالِ .

انفرجت شفتاي بابتسامة باهتة، وسألته متحفزا:

عن ماذا تتحدث.

لم يثر سؤالي انتباهه، أو بالأحرى لم يشأ الدخول في جدال حول بديهية لا يمكن إخفاءها.

توالت شتاءات عمري وأنا أحاول السير وفق وصية جدي، قد لا أستطيع القول إني قد تمكنت من دفع الملل بحذافيره من حياتي، لكن على ما يبدو أن تلك طريقة ناجعة في الاحتفال ببعض أوقاتي ، ومن يدري لعل الحظ قد يحالفني في الشتاءات المقبلة لتوسيع دائرة الوقت المحتفل به.