آخر تحديث :الجمعة-29 مارس 2024-11:23ص

أدب وثقافة


رجال منتصف الليل

الجمعة - 13 أكتوبر 2017 - 06:21 م بتوقيت عدن

رجال منتصف الليل

(عدن الغد) خاص :

انتصف الليل واشتد الظلام بانقطاع تيار الكهرباء وارتفاع  درجة الحرارة في يونيو فتح الشيخ نوافذ المنزل علّ نسمة تدخل المنزل بدون استأذن ، تقف سيارة أمام المنزل يترجل منها بعض الملثمون يدقون على الباب بعنف حتى تتأرجح نوافذ المنزل من شدة الضجيج وهم يطرقون باب المنزل دب الخوف أرجاء المنزل  يسأل الشيخ عن الطارق قائلاً:

مَن الطارق؟

لم يتلقى إجابة ويستمر الطرق على الباب، يتوجه الشيخ نحو الباب  ومازال الطرق على الباب مستمر وهدير المدافع قد أفزع سكان الحي والانباء عن قتلى وجرحى في أحياء مجاورة من جراء سقوط قذائف على الاحياء وعند فتح الباب يجد مجموعة من الرجال مسلحون لا تظهر سوى اعينهم وبصوت واحد يطلبون من الشيخ كبير السن والفقه الخروج من المنزل وصعود السيارة عندها تندفع الزوجة تجر كرسيها المتحرك نحو زوار الظلام قائلة بصوت مرتعش خائف :

ماذا تريدون من الشيخ ؟ ما جريمته؟

ما زال الصمت مخيم ولم تتلقى الزوجة اجابة وفي تلك اللحظة تسقط قذيفة على منزل في طرف الشارع ويهرع  أهالي الحي للإسعاف والانقاذ يجتمع أبناء الشيخ وهم في قلة حيلة ووالدهم الشيخ يصعد السيارة الزائرة لا يدرون إلى أين وما هي التهمة الموجهة اليه ، أكبر أبناء الشيخ يسأل:

إلى أين تتجهون بابي ؟ لماذا لا تجيبون؟ 

ينظرون اليه بنظرات فاحصة ويغادرون المنزل ومعهم الشيخ قد وضع رباط على عينيه وزوجته وابناءه يشعرون بالإحباط واليأس وقلة الحيلة والخوف فما زال هدير المدافع وذوي الكاتيوشا يهز ارجاء الحي  والناس منشغلة بإسعاف ضحايا القصف العشوائي على أحياء المدينة الغارقة في دهاليز  الخوف والفجيعة وأصوات الشباب تدوي بعبارات تتكرر:

انطلقوا إلى منزل 000000 فقد وقع تحت القصف

والزوجة المقهورة والابناء المنكسرون يشاهدون السيارة التي حملت والدهم تنطلق لا يدرون إلى أين وما الجرم الذي ارتكبه والدهم والاب يحاول سماع أنفاس أبنائه بعد حجبت عيناه عن الرؤية بعصابة  عيناه تندفع السيارة مغادرة الحي وأسرته مازالت واقفه على أعتاب الباب ينظرون بصمت وقلق حتى توارت السيارة عن أنظارهم 0

قصة قصيرة    عصام عبدالله مسعد مريسي