آخر تحديث :الجمعة-29 مارس 2024-04:00ص

أخبار وتقارير


خرج عريساً وأعاده الحوثيون جثة إلى أهله

الجمعة - 13 أكتوبر 2017 - 08:37 ص بتوقيت عدن

خرج عريساً وأعاده الحوثيون جثة إلى أهله

( عدن الغد ) متابعات :

كان سكان إحدى قرى محافظة تعز يعتقدون أن تمكن الشاب فايز محمد غالب العدوفي ذي الـ 23 عاماً من مغادرة القرية إلى ريف الحديدة سيمثل نهاية لمعاناته مع شيخ المنطقة الذي نكل به وبأسرته لكنهم فوجئوا منذ أيّام بأنه أعيد إليهم جثة هامدة بعد فترة إخفاء قسري في سجون مخابرات الانقلابيين الحوثيين تعرض خلالها للتعذيب.

 

الشاب الذي أكمل المرحلة الثانوية العامة ولم يتمكن من مواصلة الدراسة الجامعية بسبب فقر أسرته اضطر للعمل كسائق لدراجة نارية يؤجرها ليجمع منها ما يوفر للأسرة احتياجاتها من الغذاء غير أن أحد الشيوخ لم يرق له الشاب فنكل به وبأسرته ما اضطر سكان القرية إلى تبني حملة لجمع تبرعات لمساعدته على الانتقال إلى مكان آخر للعيش والزواج وبدء حياة جديدة وليتمكن أيضاً من دخول المستشفى للعلاج من داء تليف في الكبد.

 

رب أسرة

ذهب الشاب يحمل آمالاً عريضة واختار شريكة لحياته وهَيَّأ نفسه ليكون رب أسرة جديدة إلى جانب أسرته الأولى واتخذ منطقة الجراحي بمحافظة الحديدة مكاناً اعتقد أنه آمن ومطمئن من البطش والتنكيل، وبعد أن استكمل كل الإجراءات أقام عرساً متواضعاً حضره القليل ممن يعرفهم وبعض سكان قريته الذين أرادوا مشاركته تلك الفرحة وفِي المساء زفت إليه عروسه.

 

ورغم ألم فراق قريته وأصدقائه كان فايز مبتهجاً بزواجه والمستقبل يعبر في خياله مليئاً بالحياة الجميلة والجديدة التي سيبدأها بعيداً عن الإذلال والمعاناة التي عاشها خلال الفترة السابقة، ولم يخطر في تفكيره أن هناك من يخطط ليجعل من أجواء الفرحة مأتماً.

 

وبينما فايز في أول ليالي عرسه كانت مجاميع مسلحة من الميليشيات الحوثية بقيادة شخص يدعى أبو عامر تقتحم الفندق وتطرق أبواب غرفته بعنف مطالبة منه فتح الباب حتى لا يكسر، وباستغراب البريء فتح الباب لكن المجاميع الهمجية كتفته وعصبت على عينيه وأخذته وسط صراخ زوجته وتوسلاتها لمعرفة ما هي تهمته أو من هي الجهة التي قدموا منها.

 

لاحقاً علم سكان القرية وأسرته أن الشيخ لم يرق له انتقال فايز إلى محافظة أخرى والفكاك من بطشه والسعي لبدء حياة جديدة فقام بإبلاغ ميليشيات الحوثي بأن هناك صيداً ثميناً يختبئ في الفندق وأنه يعد لتنفيذ هجمات ضدهم ولأن الشيخ متحالف مع المليشيات فقد كان كلامه موثوقاً وتم اعتقاله وإخفائه.

 

وبدلاً من ترتيب حياة جديدة دخلت الأسرة وسكّان القرية في مرحلة بحث جديدة عن الشاب، لكن أحداً من قادة المليشيات أو مسؤولي المخابرات والسجون لم يكشف عن مكان اعتقاله أو تهمته بل أنكر كل هؤلاء وجوده لديهم.

 

تعذيب

وبعد 21 يوماً في زنزانة تتبع جهاز المخابرات المسمى الأمن السياسي بمدينة الحديدة نقل فايز إلى مستشفى الثورة في غيبوبة من شدة التعذيب الذي تعرض له للاعتراف بتهم كاذبة، وعندما أبلغ الأطباء سجانيه أن حالته الصحية خطرة تم الاتصال بأحد أقاربه لاستلامه، مرفوقاً بجملة استحالة العلاج في مستشفيات محافظة الحدية لتقوم الأسرة بنقله إلى صنعاء.

 

حيث أدخل العناية المركزة في مستشفى الكويت لكنه فارق الحياة بعد 11 يوماً من إخراجه من معتقل مخابرات المليشا الانقلابية ليعود إلى عروسه وأهله جثة هامدة دفنت معها أحلام عائلته بحياة كريمة وأمنيات زوجة وتسجل فصلاً صغيراً من فصول مأساة اليمنيين الذين لم يتركوا شيئاً للبقاء على الحياة غير أن من لم يمت برصاص الانقلابيين وتعذيبهم مات بالجوع والأوبئة.