آخر تحديث :الجمعة-19 أبريل 2024-09:31ص

أدب وثقافة


الحديث الصامت

الأربعاء - 11 أكتوبر 2017 - 09:06 م بتوقيت عدن

الحديث الصامت

كتب / عبدالقادر زين بن جرادي

تتنقل لواحظي وسط محاجرها ذات اليمين وذات الشمال

حائرة

تقراء حركات الشفاة

وهزات الرؤوس

إيادي تنبسط .. تنقبض

خافضة .... رافعة

أصابع تشير هناك

تؤشر هنا

ترسم أشكال

تكتب حروف

تسلم .... تستلم

تؤيد ... تتحدي

تضغط .... ترتخي

تصافح ... توادع

تلوح للمستقبل

تذكر بالماضي

لا أسمع شيء

حديثهم همس

كتاباتهم طلاسم

أسهم ... دوائر  خطوطٍ متعرجة

متداخلة

ذهابٍ ..... أياب

أرى منطلقها

بس لا أعرف إلى أين الأتجاه

لا بوصلة تشير

ولا نجمٌ يؤشر

سفرٍ .... رجوع

من المسافر

من العائد

من المستقبل

من المودع

زحمة .. تزاحم

ضجيج الأقدام المتسارعة

تصادم الأجساد

الكي يجري

من يجري خلف من

من التابع .. من المتبوع

هناك من يسقط

وهناك من ينهض

لا أحد يلتفت نحو من سقط

ولا أحدٌ يرحب بمن نهض

لا أحدٍ يبتسم

الكل مكفهر .. عابس

حارت .... وحارت .... وحارت لواحظي

حتى سال دمعها

وأسدل جفنها

تصرخ .. تستصرخ

قولوا شيء

فهموني

من أنتم ؟

وأين نحن ؟

التفت إليا .... شيخٌ طاعن بالسن

شارفت على التسعين

الاحظ مثلك كل يوم

تحمر عينيا من البكاء

أصرخ

لما الحديث صامت

أم قد حل بي الصمم

لربما أنا  في بلدٍ لا يفقه لقومها قول

قال لي

لا

أنت في بلدٍ

كل شخصٍ فيه يغني على ليلاه

تباينوا

أختلفوا

ضلوا

الكل يّدعي بليلاه

وليلى واحدة

ذاك يتبسم لها

وذاك يؤشر لها

وذاك يغني لها

لا ذاك .... ولا ذاك ... ولا ذاك لها

ترانيم أوتار العود تعزف

وصوتٍ حزين يغني

الحالة تعبانة يا ليلى

خطبة مفيش

أنتِ غنية يا ليلى

واحنا الدراويش