آخر تحديث :الإثنين-13 مايو 2024-01:11ص

ملفات وتحقيقات


حكاية مقاوم لاتزال الرصاصة تسكن جسده : علي مسوري .. لم يدخر شيئاً في سبيل الانتصار لعدن

السبت - 07 أكتوبر 2017 - 05:08 م بتوقيت عدن

حكاية مقاوم لاتزال الرصاصة تسكن جسده :    علي مسوري .. لم يدخر شيئاً في سبيل الانتصار لعدن
الشهيد علي علي مسوري

عدن (عدن الغد)خاص:

  كتب: يحيى البعيثي

 

اقتحموا المدينة الآمنة ..كالتتار ..أحرقوا..دمروا..نهبوا ..قتلوا ..و(علي علي   سعد المسوري 43عام) واحد من سكان المدينة الآمنة (عدن) طالته وأفراد أسرته ممارسات الحوثيين وفضاعة أفعالهم.وجرائمهم..ضد البشر الأمنيين في بيوتهم.

 

ذات صباح ..قرر مقاومة هذا الغازي..وأول خطوة قام بها تمثلت بإرسال أولاده (محمد 22عام..وعبدالرحمن20عامآ) للانظمام الى شباب المقاومة الشعبية..لمجابهة الحوثي الكهنوتي البغيض..وكانت الخطوة الثانية حشد وتحفيز السكان لمقاومة مليشيا الحوثي صالح ..وكان الناس يتفاعلون معه ويقدرون له هذا الاستبسال والنضال..بنفسه وبماله وأبناءه الذان كبدا الحوثي خسائر في العتاد والافراد.

 

مرت الايام..وكان السكان يعانون مرارة العيش نتيجة أنقطاع  الكهرباء والماء والغذاء..كان (علي علي سعد المسوري) يحاول جاهدآ الحصول على مصادر مياه نقية..ويقوم بتوزيعها على الناس القاطنون في الحي..كان يغامر بحياته ويتنقل الى مواقع وأماكن تدور فيها أشتباكات عنيفة بين أبطال وشباب المقاومة الشعبية..ومليشيا الحقد والتدمير الحوثية..كل هذا من أجل أطفاله وسكان المدينة الامنة.

 

علي علي سعد المسوري..من أبناء مديرية عتمة..أختار عدن ليعيش فيها قبل ( 20عامآ)حينها قام ببيع منزله الكائن في قريته بمخلاف السمل ..وغادر الى مدينة عدن ليسكن فيها وأسرته مدى الحياة..هكذا كان قراره في ذلك الوقت..فقام بشراء قطعة أرض وبناء منزلآ شعبيآ متواضعآ..في كريتر شارع أروى..امام مسجد أبان..

ثم قام بشراء سيارة تاكسي..يعمل عليها كمصدر رزق توفر له وأسرته أبسط متطلبات الحياة المعيشية

(9) من الابناء والبنات ولدوا في مدينة التعايش والسلام (عدن) وعاشوا فيها أجمل لحظات الحياة..لذلك هم يشعرون بان عدن..ساكنة في أعماقهم..أصبحت لهم شريان حياتهم..أن غادروها في زيارة قصيرة الى الاهل..عادوا اليها بعد ساعات قليلة..فلا يستطيعون الحياة في أي مكانآ او مدينة آخرى..فهي تمثل لهم الحياة ذاتها.

 

يقول آحد سكان الحي (سالم مجاهد عبده) لقد كان المسوري وأبنائه(محمد وعبدالرحمن) مقاومين عصابة الحوثيين البشعة..وبشجاعة نادرة..فابنه محمد التحق بإبطال وشباب المقاومة الشعبية..وكان له الشرف العظيم بالمساهمة في تحرير عدن..ثم تحرير مدينة المخا..ومازال حتى اليوم يقاتل في صفوف أبطال الجيش والمقاومة..وتحققت أنتصارات ساحقة على عصابات الانقلاب الحوثي صالح..فيما كان عبدالرحمن ضمن شباب الحي يقاتلون الحوثيين بشراسة وبروح قتالية عالية..وساهم في دحر الحوثي الغازي للمدينة وتحرير عدن.

 

فيما يؤكد(عبدالله سالم) وهو من السكان الذين عاشوا أوضاع مآساوية نتيجة أجتياح المليشيات الظلامية لمدينة عدن..قال بان المسوري بطل وشجاع..وتعرض لاطلاق نار من الحوثيين..ثم تعرض لإصابة بعيار ناري..وتم أقتحام منزله وتدمير ونهب وإتلاف محتوياته من قبل عصابة الحوثي الإجرامية..كما تعرض أولاده للتهديدات المتكررة.. وأطلاق الرصاص العشوائي في كل أجزاء وغرف المنزل.

 

ويروي شاهد عيان كان متواجدآ بالقرب من منزل (علي علي سعد المسوري) أن الحوثيين أقتحموا المنزل وأفزعوا النساء والاطفال..وأصيب الكل بحالة خوف ورعب..وهذه الحادثة لازالت حتى اللحظة تمثل أسوء جريمة إنسانية تعرضت لها هذه الاسرة المقاومة.

 

وبعد أن وجد (المسوري) نفسه ومنزله هدفآ لرصاصات الحوثي القبيح..لجأ الى منزل جاره (جميل سعيد اليافعي) الذي كان في موقع آمنآ..ومكثف فيه قرابة الاربعة الاشهر ..وبعد ان انتشرت عصابات الحوثي في معظم احياء كريتر..أصبح المسوري وأسرته في خطر..واستمع الى نصيحة جاره عادل سعيد اليافعي..بان يترك المنزل حين يشعر بالخطر الحوثي.

 

وتمضي الايام..ووجد نفسه مجبرآ على الرحيل لإنقاذ أطفاله الصغار.. وزوجته وأمه البالغة من العمر90عام..تمكن من الفرار من بطش الحوثي الذي كان يتربص به..ووصل الى مدينة معبر (بينما اولاده الاثنين يقاتلان في صفوف شباب المقاومة) ظل في معبر شهور قليلة ثم عاد مع أسرته..لانه شعر بان المدينة الساكنة أعماقه مازالت تتعرض للتدمير من قبل تتار العصر المشئوم(الحوثي صالح) وعاد بالفعل ..لاكن رصاصات الحوثي كانت تنتظره ..بعد ساعات من وصوله هو وأسرته.. أنهالت على منزله وابل من الرصاصات الحوثية الغادرة.. من كل الاتجاهات..فاصيب برصاصة..سكنت ظهره..وقام سكان الحي بإسعافه الى منظمة أطباء بلا حدود..وأجريت له الاسعافات الازمة.

 

المسوري..بطل وأولاده أبطال..وقصة نضالهم وتضحياتهم ومعاناتهم..مرتبطة بحبهم وعشقهم لهذه المدينة وسكانها الطيبون..مدينة عدن أصبحت في حياتهم هي الدم الذي يجري في شرايينهم..ونضالهم ودفاعهم عنها واجب مقدس..وواجب ديني وأخلاقي وأنساني..لذلك يتحدث الناس عنهم بكل اعتزاز وفخر .

 

تبقى هناك الرصاصة التي اطلقها في ذات مساء الحوثيين الانجاس..ساكنة في جسد المناضل (علي علي سعد المسوري) حتى هذه اللحظة ..فهل سيجد المسوري من ينقذ حياته من مخاطر الرصاصة الساكنة جسده..هل سيحضى باي أهتمام..هو يحتاج الى سرعة علاج في الخارج لإنقاذه من الموت الذي يهدد حياته في أي لحظة..فقد تحررت عدن..وبقيت رصاصات الحوثي الغادرة تهدد المسوري بالموت.