آخر تحديث :الجمعة-26 أبريل 2024-06:23م

أدب وثقافة


قصة قصيرة : خيوط النار

الجمعة - 06 أكتوبر 2017 - 05:22 م بتوقيت عدن

قصة قصيرة :    خيوط النار
صورة تعبيرية

عدن (عدن الغد)خاص:

بقلم :  عصام عبدالله مسعد مريسي

تلونت السماء بألوان الطيف على غير المعتاد فليس مايو موسم أمطار في عدن حتى يعقبها قوس قزح ، ولكنها خيوط من نار تلوح في الافق تندر بلهيب كبير لا يعلم تفاصيل الرواية إلا القليل خرج أهالي الحي من منازلهم الى الشارع والى الشرفات يتطلعون سر توهج السماء بالحمرة والصفرة دون سماع أي دوي حينها علق الشيخ اسماعيل على ما يشاهد قائلاً:

إن ذلك من علامات الساعة  احذروا يامؤمنين  احسنوا العمل .

اجتمع عدد كبير من أهالي المدينة و أنظارهم متجهه صوب السماء متأملين أن تمطر السماء في مايو حتى تلطف من حرة الشديد وأطفال الحي فرحين بمشاهد السماء الملونة بلون الدم وهم يهللون  قائلين :

يا سماء صبي لبن  عبدالله داخل عدن

تفرق الناس قافلين إلى منازلهم وهم متوجسين خائفين والسماء متوهجة وهم لا يدرون ما تحمل لهم خير أما شر تمضي الساعات من الليل وكلما توغل المساء اشدت الظلمة وأشتد غموض المجهول.

جلس الاستاذ على كرسيه العتيق يقلب عجلة المذياع عله يجد الاجابة حتى تقع يده على قناة اخبارية يعلن فيها المذيع خبر عن تأزم الوضع بين الشركاء وانفجار الوضع واشتعال فتيل الحرب فعرف الاستاذ صاحب الخبرة الطويلة في مجال التدريس لمادة التاريخ وأن ما كان يقلقه قد حدث0

أما الخالة فضيلة مازالت واقفة في البلكونة تتبع بصرها كل مار في الشارع الى يتجه ومن أين يأتي حتى تعرف تفاصيل الخبر حتى تقص تفاصيل الخبر على نساء الحي  وكلما رأت مار سألته قائلة:

ما الخبر ؟ هل تبين الامر؟

وكان الرد الذي تتلقاه الخالة فضيلة دائما قولهم :

الحرب تغزل خيوطها   والفتنة قد اشتعلت    والمولى يستر علينا يا خالة

اشتد قلق الخالة فولدها ملازم في معسكر في مناطق النزاع التي اعلن فيها بداية غزل خيوط النار ، تتجه مسرعة نحو صالة الشقة حيث يقبع زوجها يقلب القنوات يتتبع الاخبار قائلة :

الحرب اشتعلت  ، وولدنا في معسكرات الشمال ، كيف نتواصل معه حتى يعود

يجيبها بصوت هادئ يطمئنها بقوله :

لا تقلقي جيشنا قوي مدرب

 لكنها غير مقتنعة بما يقول مبرره عدم اقتناعها

جيشنا بين احضانهم  كيف الحل ؟

مازال واثقاً من كلامه عباراته متزنة

لا تقلقي  الحافظ الله

ينقطع التيار الكهربي فيخلد الكل إلى فراشة مجبر منتظر طلوع النهار ليكشف أن خيوط الحرب قد غزلت وأُعدت كل متطلبات الغزل منذُ أمد بعيد  .