بثت القناة الثقافية السعودية الحكومية، في الساعات الأولى ليوم الثلاثاء، أغاني لسيدة الغناء العربي، المطربة أم كلثوم، في خطوة تعكس عمق التغيير الذي تشهده المملكة ووصل مراحل لم يكن حتى تخيل حدوثها ممكناً في الأمس القريب.
وبدأت القناة عند انتصاف ليل الإثنين/الثلاثاء، ببث أغاني لمجموعة من الفنانين العرب، وبينهم محمد عبده وعبدالحليم حافظ وأم كلثوم، تحت عنوان “نجوم الفن العربي” الذي غابت عنه الأغاني بسبب فتاوى دينية تحرم الموسيقى والغناء.
وأعلنت القناة بشكل مسبق عبر حسابها في موقع “تويتر” عن بث أغاني أم كلثوم ضمن ما أسمته سهرة فنية مساء الإثنين لمشاهديها الذين لم يشاهدوا واحدة من أشهر فنانات العرب على التلفزيون الحكومي منذ سنوات طويلة.
وكتبت القناة في إحدى تغريداتها “نعرض لكم اليوم عند 12:00صباحاً #السهرة_الفنية لسيدة الغناء العربي #أم_كلثوم تابعونا…#كلثوميات #الثقافية”.
كما نشرت القناة رابطاً لمن يود مشاهدة بثها المباشر عبر الهاتف النقال أو أجهزة الحاسوب للسهرة التي تكتسب رغم توفرها في كثير من المحطات السعودية الخاصة يومياً، أهمية خاصة بالإعلام الحكومي المحافظ.
ولم يمر إعلان القناة الحكومية شأن كل التغييرات الأخيرة في السعودية، من دون سجال محلي بين تيار محافظ يتمسك بشكل المملكة وقوانينها وعاداتها كما هي قبل التغييرات الأخيرة، وتيار أكثر انفتاحاً يطلق عليه “الليبراليين” يرى في سرعة التغييرات الجارية تعويضاً عن ما يعتبره تأخيراً في البدء بتلك التغييرات.
وعلى موقع “تويتر” الذي يجمع ملايين السعوديين، تحول الوسم “#ام_كلثوم_تعود_للقناه_السعوديه” ساحةً لذلك السجال، الذي تم التطرق فيه لكل التغييرات التي شهدتها المملكة مؤخراً وظل السعوديون منقسمون بشأنها.
وبينما اختار فريق التغريد بكلمات أشهر أغاني أم كلثوم، مثل “أغدا ألقاك” و”الأطلال” و”أنت عمري” و “سيرة الحب” اختار فريق آخر التغريد بنصوص وفتاوى تحرم الغناء والموسيقى، فيما سخر فريق ثالث من تجاهل بث قنوات التلفزيون الحكومي لموسيقى في مختلف البرامج والتركيز على الموسيقى المصاحبة لمطرب أو مطربة.
والغناء والموسيقى من القضايا الخلافية بين علماء الدين، حيث يحرمها فريق، ويحللها آخر، فيما لا يعرف إن كان عدم بث الأغاني على التلفزيون الحكومي طوال سنوات يرتبط بتعليمات من وزارة الثقافة والإعلام أم مجرد أعراف تتوارثها إدارات القنوات المتعاقبة وتصدر على شكل توجيها داخلية.
وجاءت مبادرة القناة بالتزامن مع تغييرات في مختلف نواحي الحياة في المملكة، حيث سمح للنساء قبل أيام بقيادة السيارات بعد عقود من المنع، وسمح لهن أيضاً بدخول ملعب كرة قدم ومشاركة الرجال احتفالاً باليوم الوطني للسعودية والذي كان حتى الاحتفال به مثار انتقاد من المحافظين الذين يتمسكون بشرعية عيدي الفطر والأضحى فقط.
