آخر تحديث :الثلاثاء-23 أبريل 2024-10:34م

فن


15 سنة مع الأشغال الشاقة لفضل شاكر

الأحد - 01 أكتوبر 2017 - 06:37 م بتوقيت عدن

15 سنة مع الأشغال الشاقة لفضل شاكر
تجريده من حقوقه المدنية- القضاء اللبناني يوجه تهمتي حيازة السلاح والانتماء الى تنظيم مسلح للفنان المعتزل، والحكم يصيبه بصدمة بعد انتظاره للبراءة.

بيروت ((عدن الغد)) ميدل إيست أونلاين:

أصدرت المحكمة العسكرية في لبنان حكماَ ضد الفنان المعتزل فضل شاكر بالسجن لمدة 15 سنة مع الأشغال الشاقة وتجريده من الحقوق المدنية وهو ما اصابه بصدمة كبيرة خاصة بعد انتظاره للبراءة.

وتم توجيه عدة تهم لشاكر منها حيازة السلاح والانتماء الى تنظيم مسلح وعدة جرائم أخرى جرت محاكمته فيها غيابياً في السنوات الاخيرة.

وأصدرت نفس المحكمة حكماً بالإعدام لرجل الدين السني احمد الأسير.

وهرب شاكر إلى مخيم عين الحلوة لتورّطه فيما عُرف بأحداث عبرا عام 2013، التي وقعت فيها اشتباكات بين الجيش اللبناني من جهة، والشيخ أحمد الأسير صاحب الفكر المتشدد، الذي يعد شاكر أحد أنصاره المشاركين في تلك الأحداث، التي قتل فيها 18 عسكرياً و11 مسلحاً.

كما قضت المحكمة على 8 متهمين فى القضية ذاتها بالإعدام شنقا، لما نُسب إليهم من اتهامات بالانتماء إلى تنظيم مسلح فى لبنان، وقتل عدد من رجال الجيش، والقيام بأعمال إرهابية.

وكان فضل شاكر ينفي باستمرار انتمائه لأي تنظيم إرهابي، ويؤكد أنه لم يحرّض مطلقا ضد الجيش اللبناني، نافيا علاقته بأحداث "عبرا" التي سقط فيها عدد من الشهداء، إلا أن القضاء اللبناني أثبت إدانته، وحكم عليه بالسجن وفقا لوثائق ملموسة وشهادات موثقة وبراهين وحجج قوية.

ونجح الاسير مع اندلاع الاحتجاجات في سوريا في منتصف آذار/مارس 2011، في جذب عشرات الشبان اليه. واثار بمواقفه المتشددة وخطابه العنيف تجاه حزب الله الشيعي تحديدا تشنجا مذهبيا وتسبب بحوادث امنية في منطقة صيدا على مدى اشهر.

ومنذ اندلاع الاحتجاجات في سوريا تقارب شاكر بشكل كبير الى رجل الدين السلفي.

وعرف شاكر بصوته الدافئ، وكان يحظى بشعبية كبيرة في لبنان والعالم العربي قبل ان يعلن عن قناعاته الدينية المتشددة ويصبح من مناصري الاسير ويبتعد تدريجيا عن الفن والحفلات الصاخبة، ما اثار صدمة واسعة لدى زملائه ومتابعي فنه.

واشارت وسائل اعلام لبنانية في وقت سابق الى وساطات قامت بها شخصيات لبنانية وعربية لمحاولة تبرئة فضل شاكر.

وكانت مي خنسا، محامية شاكر واسمه الحقيقي فضل شمندور قالت، "يريد تسليم نفسه خلال الأيام المقبلة". ونقلت عنه تاكيده انه "قطع علاقته بالاسير منذ زمن".

واضافت انه "تخلى عن الخط الديني المتشدد".

وكان مصدر قضائي قال انه "لا يمكن تسوية وضعه من دون ان يصار الى محاكمته وصدور عقوبة بحقه".

ولجأ شاكر الى مخيم عين الحلوة، بعدما بات مطلوباً للعدالة، وانقطعت أخباره، حتى قرّر الظهور حليق الذقن في مقابلة خاصة بثّتها "المؤسسة اللبنانية للارسال" خلال نشرة الأخبار.

وعلق شاكر على حسابه الرسمي عبر تويتر على الحكم الصادر ضده بقوله "الذي تعامل مع الاحتلال الإسرائيلي تم حكمه سنتين فقط، والذي قتل رفيق الحريري لم يجرؤ أحد على حكمه أو إلقاء القبض عليه".

وكان فضل شاكر ينتظر حكماً بالبراءة، بحسب محاميته، ولا شك أن الحكم الذي صدر بحقه نزل عليه كالصاعقة، بعد أن كان ينتظر صدور "حكم براءة" للحاق بعائلته التي غادرت الأراضي اللبنانية في وقت سابق.

وأضاف شاكر: "والذي فجر مساجد طرابلس حر طليق، لكن من وقف بوجه بشار وقال كفى، يتم حكمه ظلما 15 عاما مع الأعمال الشاقة!".

وختم تغريداته قائلاً: "شكرا لعدالتكم"، علما أن المحكمة ذاتها حكمت بإعدام رجل الدين السني احمد االأسير، وسجن آخرين.

وطلب القضاء العسكري في وقت سابق للاسير وشاكر وآخرين عقوبة الاعدام. وظهر الاسير بضع مرات في تسجيلات مصورة او صوتية نشرت على الانترنت ليحمل على الجيش والسياسيين في لبنان.

وكان الفنان المعتزل نفى في أكثر من تصريح اي مشاركة في أحداث عبرا.

وفي تصريحات سابقة قال الفنان التائب: "كنت نائمًا عندما علمت أن الشيخ أحمد الأسير بدأ القتال، نحن الذين هوجمنا وليس العكس بحسب ما نقل الإعلام المحسوب على الفئة "الضالة"، مضيفًا: "لست مجرمًا، أنا إنسان أناصر المظلومين، تصح تسميتي اليوم مطاردًا، لكن لست مجرمًا أو هاربًا، ولا أختبئ، فكل الناس تعرف مكاني".

وأعلن أنه ينوي العودة عن الاعتزال وخوض غمار الفن مجددا، نافياً تحريضه ضد الجيش ومشيراً الى ان علاقته بالأسير كانت قد ساءت قبل حوادث عبرا.

لكن اصابع الاتهام اتجهت بقوة الى الفنان الرومانسي الذي تحول بعد ذلك الى منشد ديني اثر تغريدة له قال فيها "فطيستين روحنا لكم امبارح يا كلاب يا خنازير، و16 جريحًا"، ما جعل البعض يشير إلى أنه أحد شركاء المعركة.

ووجهت لشاكر انتقادات كثيرة على مواقع التواصل وهاجمه معارضوه بالقول انه ساهم في اذكاء الفتنة الطائفية وخان وطنه وغدر بجنودها الاوفياء والابرار من اجل غايات مجهولة وافكار ظلامية تسعى الى تهديم وتخريب بلدهم.

واعتبروا ان الاجدر به ان يكفر عن ذنبه بتسليم نفسه للامن اللبناني والقبول بمقاضاته، واكد بعضهم ان تاريخه الفني الطويل وشعبيته الكبيرة في السابق لا تجيزان له الضحك على ذقون الجمهور والتمسك بلعب دور الضحية في حين ان ماضيه القريب لا يعكس ذلك.

وكانت بعض الأحكام الغيابية صدرت بحق فضل شاكر، ومنها حكم بالإعدام عام 2014، واستتبع بتاريخ 26 فبراير/شباط 2016 بالسجن 5 سنوات وغرامة مالية قدرها 500 ألف ليرة لبنانية، وتجريده من حقوقه المدنية، بتهمة التهجم على دولة شقيقة خلال مقابلة صحافية أجراها في 2014 بمخيم عين الحلوة أدلى فيها بأقوال، "تهدف وتؤدي إلى تعكير صلات لبنان بدولة عربية، وإثارة النعرات والمس بسمعة المؤسسة العسكرية"، كما ورد في الاتهامات.