بقلم : فاطمة عدنان
إن كل ما أعنيه هو أن لا تفكري بالأمر وألا تدعيه يزعجك أكثر من اللازم، لا أريد أن تفكري كثيراً لحد الإرهاق، ولكني أعلم أنك ستفكرين على أية حال، فهو ليس بالموضوع السهل.. كل ما أريده منك أن تكوني فتاة قوية، فتاة تزدهر أيما ازدهار، تماماً كبلدٍ ازدهرت فيه الزراعة بعد أن طاله الجفاف وكاد اليأس يتملكه من شدة التصحر! .
أريدك فتاة حالمة كما عهدتك سابقاً ، فتاة لا تُقهر، فتاة لا تسمح للأمور الدنيوية بالسيطرة عليها ، بل لا تدعها تشغل حيزاً في دماغها..
وإياك أن تحزني أو تقلقي لا تسمحي للخوف بأن ينتابك ولو لبضع ثوانٍ، ارمي بهمومك نحو الباري، يقابلك بلطفه وحلمه وكرمه وشدة رحمته بك!، أشكي له بثك وكل ما يجول في خاطرك.. حدثيه عن ذلك الخداع الذي ألمّ بك ، ثم اذهبي إليه بكل همومك وأثقالك وحاشاه أن يردك خائبة .
.. أما عن تلك التي أسميتها كومة الشر الملتصقة بالقاذورات.. فلا تلقي لها بالاً، هي فقط لها فترة وجيزة ربما تحسبيها متسلطة وجبارة، كلا هذا هراء بحد ذاته، تلك كومة الشر ليست بقوية ، ما هي إلا كخبيث جبان تملؤه القذارة و يعجز عن المواجهة كل ما يعرفه هو الفرار والاختباء بمهارة والخروج لأداء ردود الفعل المباغتة والناس نيام تماماً حينما تُسرق قطعة الجبن الأخيرة وباب المطبخ مغلق!
لذا أقول لك : فلتهملي تلك كومة الشر، فعلى حد حدسي فربما سنة واحدة فقط أو أقل من سنة ستجدين تلك الكومة التي تدعي بأنها متماسكة إلى حد كبير قد تبددت وأصبحت شيئاً لا يذكر شيء من العدم، لا أحد يهتم لشأنها أو شأن ما حدث لها كل من يسمع عنها ينطق بعباراتٍ متشابهة لحد ما كمثل "قد كانت تستحق ذلك" و "لقد اتت العدالة الربانية "وربما "أوه .. حقاً إن القدر يبدع في تصفية الحسابات" .
- نعم تخلصنا من كومة الشر تلك فكل شيطان هالك لا محالة ،وقد آن وقت زواله كزوال الشمس في الغروب وبزوغ الليل وغياب النهار .. يأتي الليل قائلاً لقد انتهى وقتك أيها النهار فلتذهب ، وها قد ذهب ولكن هو ليس مثل النهار أو الشمس سيعودان في اليوم التالي ما إن ينجلي الليل.. كلا هو لن يعود هو انتهى .. نعم انتهى ولن يعود ، والان هلا ننام نوماً هانئاً ....؟
