آخر تحديث :الثلاثاء-23 أبريل 2024-04:21م

أدب وثقافة


قصة قصيرة .. العكّاز

الأربعاء - 20 سبتمبر 2017 - 05:34 م بتوقيت عدن

قصة قصيرة .. العكّاز

كتب / عصام عبدالله مسعد مريسي

مازال في غيبوبته وقبل أن يفيق وينتهي مفعول البنج يمر أمام عينيه المشهد الاخير قبل أن يدخل غرفة الانعاش وهو في ساحة الوغى وإلى جواره صديق عمره حامد وهم على مشارف اقتحام معسكر البغاة وكان حامد متعجل للاقتحام وبين ذراعيه سلاحه الالي ومن خلفه صديقه ناصر وهو يصرخ بأعلى صوته:

تأخر 00 لا تتقدم 00 هناك أثار لغم 00 تأخر  يا أخي 00 تأخر

ولكن حامد في نشوة الاحساس بقرب الانتصار لا يسمع إلا نشيد النصر يدق في أذنيه زهو الانتصار وهو مازال يندفع نحو الخطوط الامامية للبغاة وبسرعة البرق يندفع ناصر ليدفع صديقه بعيداً عن اللغم ثم ينقطعا عن الاحداث ويدخلا حالة الغيبوبة ويبدأ البطل ناصر يفيق من البنج بعد خروجه من حالة الغيبوبة يفتح عينيه يقلب النظر في أرجاء الغرفة تسرع نحوه أمه تقبل رأسه مسرورة بعودته إلى الحياة  قائلة:

حمداً لله على سلامتك يا ولدي 0

مازال يقلب النظر في الغرفة كأنه يبحث عن شيء يفتقده فتقع عيناه على عكّاز  وكرسي متحرك في جانب من جوانب الغرفة أخذ يقلب النظر في جسده ليعرف الجزء الذي فقده ، يمد النظر نحو قدميه ثم يتبعه بيده يتحسس فيدرك أنّه فقد ساقه اليمنى كل من كان متواجد في الغرفة يواسيه :

الحمد لله على السلامة 00 في ذلك الحادث استشهد الكثير من الشباب

الكثير من الشباب استشهد  00 على الفور يطلق صفارة الانذار قلبه متجهه نحو الدماغ  ليترجمها كلمات وهو يسأل عن صديقه:

أين حامد؟ أين حامد؟؟ هل هو بخير؟

يجيب أحد الرفاق المتواجدين في الغرفة :

إنّه في الغرفة المجاورة وهوما زال في غيبوبته والزيارة ممنوعة عنه0

لكن ناصر في أشد الشوق لرؤية صديقه والاطمئنان عليه يصر على  رؤية صديقه قائلاً:

أريد رؤية حامد والاطمئنان عليه 00 لابد أن أراه

فإذا به يطلب العكّاز والكرسي حتى يذهب إلى الغرفة المجاورة ، ويتم أخذه فيقف على الباب ومن خلف اللوح الزجاجي ينظر صوب صديقه وهو ما زال يرقد في غيبوبته ولكنه يطمئن على صديق عمره ويرفع صوته معلناً رضاه عمّ أصابه وسلامة صديقه قائلاً:

فداك كل جسدي يا حامد ليس فقط قدمي 0 كم سعدت بنجاتك  وسلامتك

ثم طلب ارجاعه إلى الغرفة التي ينزل فيها يتلقى العلاج محتضناً لعكّازه