آخر تحديث :الجمعة-19 أبريل 2024-09:11ص

فن


لماذا لا تضع عبلة كامل أي نوع مكياج .. السبب مُدهش

الثلاثاء - 19 سبتمبر 2017 - 04:58 م بتوقيت عدن

لماذا لا تضع عبلة كامل أي نوع مكياج .. السبب مُدهش
عبلة كامل

(عدن الغد) متابعات :

لا تظهر في وسائل الإعلام نهائيا، ولا تحب الحوارات الصحفية، تفضل دائما أن تكون على مسافة بعيدة بينها وبين الإعلام، وإذا أراد إنسان أن يقترب منها ليعرف ماذا تحب وماذا تكره؟ كيف ترى الناس وكيف ترى الدنيا؟ وماذا تتمنى ولا تتمنى؟ فلن يستطيع الحصول على إجابة حقيقية بسهولة؛ لقلة المعلومات الشخصية عنها، لكن صحيفة "فيتو" خرجت بالكثير من المعلومات عبر لقاءاتها القديمة.

عبلة كامل، تقول عن نفسها إنها ممثلة تلقائية، ولا تفتعل التمثيل أمام الكاميرا، وهي صادقة في ذلك، فمن وسط كل نجمات فترة الثمانينيات والتسعينيات، تسللت عبلة إلى أبواب النجومية ببساطة شديدة، دون أن تقدم مشهدا مخلا أو تضع نقطة واحدة من الماكياج، كما أن بطولاتها المطلقة بدأت بالفعل عندما قررت أن ترتدي الحجاب، عكس باقي الفنانات اللاتي تنتهي علاقتهن بالتمثيل والفن والنجومية بعد تغطية الرأس بالقماش مباشرة. 

راهنت عبلة كامل منذ بدايتها على الموهبة والإدارة الجيدة لها، فلا شيء يفوق موهبتها وحبها للتمثيل، هكذا قالت في حوار قديم لها، فموهبتها هي السلاح الوحيد الذي تقاوم به كل عوائق النجاح والفرص التي تأتيها.

اليوم تحتفل عبلة بعيد ميلادها السابع والخمسين، وفقا لما أخبرتنا به قاعدة بيانات موقع "السينما" الشهير، احتفال بطعم النجاح والقدرة على العطاء مهما مرت السنوات، احتفال بأن تبقى على القمة وأن تصمد وسط الأجيال الجديدة، مهما كانت الظروف حولك ليست في صالحك.

عبلة تقول في حوار صحفي في بدايتها الفنية: "ليست لدي طموحات كبيرة، أقصى طموحاتي ألا يعرض عليّ دور لا أريد أن أؤديه، وأتمنى أن أمثل لآخر يوم في حياتي"، هكذا قررت الفتاة التي تخرجت في كلية الآداب، أن تبقى في مهنة التمثيل حتى نهاية حياتها لكن بشرط ألا تقدم تنازلات أو أن تضطر للبقاء بأدوار لا تليق بها أو لا ترغب في أدائها. 

في رأي الناقد طارق الشناوي، أن عبلة كامل من أهم الممثلات في تاريخ مصر، يقول: "تحمل في أعماقها موهبة فطرية ودرجة عالية من التلقائية وتبدو في أحيان كثيرة كأنها لا تعرف شيئا في الدنيا سوى التمثيل". 

قال أيضا: "كنت أنتظر أن تصبح الوجه النسائي لأحمد زكي في السينما لو كان لدينا مخرجون آمنوا بموهبتها والتفوا حولها". 

هكذا يرى "الشناوي" وغيره كثيرون، أن موهبتها لم تستغل بالشكل الكافي، وأنها انحصرت في الأدوار الكوميدية البسيطة والمرأة الشعبية. 

هذه النقطة كانت تلاحق عبلة كامل في بدايتها، عندما كانت تقدم شخصيات الفتاة المقهورة والكئيبة والمعقدة أو الحالمة والفقيرة، فقيل لها وقتها إنها محصورة في هذه الأدوار ولن تستطيع أن تقدم الأعمال الكوميدية أو أدوار الشخصيات الأرستقراطية، وردت وقتها: "كثيرون يعتقدون أنني لا أستطيع أداء أدوار الفتاة الأرستقراطية لأنهم تعودوا على رؤيتي في مظهر بسيط لا أستخدم فيه الماكياج ولا ألجأ فيه للكوافير لكني أعلن لهؤلاء أنني قادرة على كل هذه الأدوار وكمان الكوميديا لكن عندما يأتي النص المكتوب بشكل جيد"، وأثبتت الأيام صحة ما قالته. 


بدأت عبلة مشوارها مع يوسف شاهين، في فيلم "وداعا.. بونابرت"، إذ شاهدها في عرض مسرحي لفرقة الورشة، ثم توالت الأدوار عليها بعد هذا الفيلم في مسلسلات كـ"الشهد والدموع" و"ليالي الحلمية". 

تقول عن عملها مع يوسف شاهين: "أكون في غاية السعادة عندما أعمل مع يوسف شاهين، لأنه يحقق لي الاستمتاع الشخصي وأشعر أن ما يُطلب مني هو ما أريده بالضبط، كما أنه هادئ جدا على عكس ما يعرف عنه، ويناقشنا قبل المشاهد في هدوء تام، وقال لي جملة لا أنساها هي: إذا أردتِ أن تمثلي فلا تمثلي أمام الكاميرا". 

عملت عبلة كامل مع يحيى الفخراني، في فيلم "للحب قصة أخيرة" عام 1986، كانت في بدايتها، فقال عنها: "موهوبة ولا تفكر كثيرا في تمتعها بالموهبة وهذا هو أعظم ما في الموهوب، ألا يفكر في ذلك كثيرا، لكن شيئا وحيدا ينقصها هو الطموح الفني". 

هل تخاف عبلة كامل من المغامرات الفنية؟ الإجابة نعم، هي تخاف من أشياء كثيرة وهو ربما ما يتفق مع ما قاله يحيى الفخراني في حقها. 

اعترفت "عبلة" في حوار نادر لها لمجلة "الهلال": "أخاف جدا من أشياء كثيرة حتى الكاميرا أخجل من الوقوف أمامها، فرغم تلقائيتي أمام الكاميرا إلا أن ما يقابلها هو الخجل الشديد بداخلي". 

تقول: "أحس برعب شديد من كل الأجهزة الكهربائية ولا أجازف بالاقتراب منها، لا يمكن اضغط على مفتاح مروحة حتى لو هموت من الحر، وإذا غابت الشغالة عني أقوم بتحريك زرار الغسالة أولا ثم أضع الفيشة وتكون حالتي حالة وبترتعش من الخوف، وعمري ما شغلت التليفزيون، بستنى غيري يقوم بالمهمة دي خوفا من ذلك". 

تضيف عبلة كامل، أنها لا تعرف أسباب ذلك، فهي أيضا تخاف من الأماكن المرتفعة: "أسكن في الدور الثاني ولا بد أن يكون بعد ثلاثة أدوار أخرى، لا يمكن أقبل يكون مني للسما، ولا أحب الأبواب المفتوحة، وأكره فترة الغروب، أقفل الشبابيك والأبواب حتى تمر هذه اللحظة دون ألحظها، ولو كنت خارج بيتي إما أن أعود قبل الغروب بفترة أو بعدها بفترة معقولة حتى أتحاشى وجودي في الطريق خلال هذه الفترة". 

وعندما سئلت عن عدم وضعها للماكياج قالت: "وشي بيصعب عليا، إحنا عايشين في بيئة متربة ومش نضيفة، ليه أحمّل وجهي عبء إضافي، وكمان أدواري اللي بقدمها مش بتبقى محتاجة مكياج، لكن لو احتاجت هحطه وقتها". 

ومثلما تكره وتخاف عبلة من أشياء، فهي تحب أشياء أخرى، مثل المطربة ليلى مراد، تقول إنها أكثر المطربات قربا إلى قلبها، وصوتها يخرجها من أي حالة نفسية تعيش فيها، كما أن أفلام المخرج فطين عبد الوهاب، هي الأفلام الوحيدة القادرة على إسعادها مهما مر الزمن عليها ومهما كررت مشاهدتها.