آخر تحديث :الخميس-25 أبريل 2024-03:13ص

أخبار وتقارير


تقرير يرصد تفاصيل أول لقاء جمع زعيما الانقلاب بصنعاء ويمهد لانفصال (الشمال)

الخميس - 14 سبتمبر 2017 - 12:51 ص بتوقيت عدن

تقرير يرصد تفاصيل أول لقاء جمع زعيما الانقلاب بصنعاء ويمهد لانفصال (الشمال)

تقرير محمد فضل مرشد

أنهى حليفا الانقلاب تصعيدا سياسيا وتوثرا أمنيا شهدته العاصمة اليمنية صنعاء مؤخرا وكاد يؤدي إلى تفجير اقتتال بين أنصار الطرفين، وذلك بلقاء هو الأول بين زعيما المؤتمر الشعبي العام (صالح) وحركة أنصار الله (الحوثي) انعقد أمس.

ووصف مراقبون تقاربا بين زعيم المؤتمر الشعبي العام علي عبدالله صالح من جانب، وفي الجانب الآخر زعيم حركة أنصار الله (الحوثيين)، بأنه تأجيل مرحلي للخلافات وتقديم للمصالح المشتركة بينهما.

وأكدوا أن هذا التقارب لزعيمي الانقلاب على الشرعية في اليمن جاء مع اقتراب حملة عسكرية ضخمة من عتبات (صنعاء) للجيش الوطني بإسناد ودعم قوات التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات.

وقال قيادي مؤتمري إن الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، التقى، اليوم الأربعاء، زعيم جماعة الحوثيين عبدالملك الحوثي بشكل مباشر.

وقال السكرتير الإعلامي للرئيس السابق "نبيل الصوفي" إن صالح والحوثي التقيا بشكل مباشر للمرة الأولى، دون إبداء معلومات أكثر.

وكتب الصوفي في منشور أمس بصفحته الرسمية على "تويتر": "تناقش اليوم (أمس) الأربعاء رئيس المؤتمر الشعبي العام الزعيم علي عبدالله صالح، ورئيس جماعة أنصار الله السيد عبدالملك الحوثي، بشكل مباشر وجها لوجه".

ويأتي لقاء قائدي الانقلابيين بعد موجه من المناكفات الاعلامية وحرب البيانات بين الحليفين تخللتها اشتباكات محدودة.

وكان الناطق الرسمي باسم جماعة الحوثي محمد عبدالسلام قد قال أمس أن "قيادات عليا من جماعته وحزب صالح التقوا الاربعاء في اطار رأب الصدع بين الطرفين".

وقال مصدر مطلع في صنعاء لـ (عدن الغد) إن لقاء جمع كلاً من رئيس المجلس السياسي للحوثيين صالح الصماد وأمين عام المؤتمر الشعبي العام عارف الزوكا وخالد الديني وطارق محمد عبدالله صالح بعد تصاعد الخلافات بين حليفي الانقلاب.

وكشف السكرتير الصحفي لعلي عبدالله صالح أن نقاشات رباعية جرت أمس بين حزب المؤتمر الشعبي العام، وحركة الحوثيين، مثّل فيها (عارف الزوكا) زعيم المؤتمر الشعبي العام علي عبدالله صالح، ومن الجهة الأخرى مثّل زعيم حركة أنصار الله عبدالملك الحوثي صالح الصماد رئيس ما يسمى بـ"المجلس السياسي الأعلى".

 وقال الصوفي، في منشوره أمس بصحفته على "فيسبوك"، إن "زعيم حركة الحوثيين، كان مشاركًا في النقاش عبر دائرة تلفزيونية"، لافتًا إلى أن "طرفي الانقلاب سيراجعان القرارات، وإعادة بناء دولة التحالف الوطني، بما يعالج ما ظهر من اختلالات"، بحسب تعبيره.

ولم يكشف أي من الأطراف عن ما دار خلال اللقاء، أو ما تمّ تناوله والاتفاق عليه سوى ذكر العناوين العريضة التي أتفق عليها طرفا (صالح – الحوثي) والمتمثلة بـ "إبرام عهد يجدد التحالف فيما بينهما"، و"مراجعة القرارات التصعيدية التي صدرت مؤخرا من الجانبين" ضد بعضيهما، والتأكيد على "بناء دولة التحالف الوطني" والتي لم يسميانها بـ (الجمهورية اليمنية) ما كشف – بحسب سياسيين متابعين للأوضاع في صنعاء – عن توجه الانقلابيين صوب اعلان دولة في نطاق حدود الجغرافية اليمنية الخاضعة لهم.

وأكد مراقبون بصنعاء – طلبوا عدم الكشف عن أسمائهم خشية على حياتهم - أن توجهات الانقلابيين إلى إعلان دولتهم وفك إرتباط الشمال اليمني عن الجنوب بات قريبا، موضحين بأن اليافطات الداعية إلى هذا الأمر تملئ واجهات الشوارع الرئيسية في العاصمة اليمنية صنعاء.

وقال محلل سياسي يمني في اتصال مع (عدن الغد) مساء أمس: "أينما ذهبت في صنعاء تقابلك يافطات تدعو إلى (ولاية الفقيه) وتؤكد على أن انتهاء العدوان سيتحقق بإعلان دولة إسلامية على غرار الجمهورية الإسلامية الإيرانية حتى بات الأهالي في صنعاء يترقبون إعلان (الجمهورية اليمنية الإسلامية) في أي لحظة".

وأضاف المحلل السياسي اليمني، الذي شدد على عدم ذكر أسمه حتى لا تطاله أيدي قوات صالح والحوثي بصنعاء، قائلا: "كل ما تم اشاعته من خلافات بين المؤتمريين وزعيمهم والحوثيين وزعيمهم وقرب صدامهم تبين أنه لم يكن سوى مقدمة لتسوية سياسية بين الطرفين تمهيد لما هو أكبر من الانقلاب على النظام، واليوم هاهما (صالح – الحوثي) يبرمان اتفاق لبناء دولتهما وفق مصالحهما واتباعهما ولا تعنيهما معاناة شعب بأكمله عانى الويلات ولايزال منذ ثلاث سنوات جراء ما اقدما عليه". 

وقال المتحدث باسم جماعة أنصار الله الحوثية ان عملية تواصل مباشرة بدأت أمس الاربعاء مع قيادات من حزب صالح لانهاء الخلاف بين الطرفين.

وقال محمد عبدالسلام: "في سياق الحرص الوطني لمواجهة العدوان الظالم والغاشم بكل تحدياته وحرصاً على توحيد الجبهة الداخلية لمواجهة العدوان، وتعزيزا للشراكة الوطنية لما فيه مصلحة الاستقرار الداخلي ودعم الجبهات العسكرية، وإرساءً لمبدأ الحوار والتفاهم لإزالة الاشكالات فقد تم التواصل المباشر بين القيادات العليا لأنصار الله والمؤتمر الشعبي العام".

وهذا هو اول اعلان عن تواصل بين الطرفين منذ بدء الازمة قبل اسابيع.

 

رد الجيش والتحالف.. حملة عسكرية ضخمة على عتبات صنعاء

رد الجيش الوطني والتحالف العربي بقيادة السعودية والإمارات لم يتأخر، بل جاء فوريا وقويا على تعنت حليفا الانقلاب في الاستمرار في مشروعهما الانقلابي.

وأكدت أمس صحيفة إماراتية نقلا عن مصادر حكومية يمنية أن قيادة الجيش الوطني وقوات التحالف العربي أقرّتا خطة تطويق صنعاء عسكرياً، وأن تعزيزات عسكرية أرسلت إلى 3 جبهات لتنفيذ الخطة الهادفة إلى إجبار الانقلابيين على القبول بتنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولي، وسط معارك طاحنة في عدد من المناطق وغارات قُتل خلالها عشرات المتمردين.

وقالت المصادر لصحيفة «البيان» الإماراتية، إنه بموجب هذه الخطة سيتم تطويق صنعاء من اتجاهات ثلاثة، هي خولان جنوب شرق، ونهم شرقاً، وعبر محافظة عمران شمالاً. وأكدت أن الخطة تضمن ممارسة أقوى الضغوط على الطرف الانقلابي وتجنيب سكان المدينة أي مواجهات.

وأوضحت المصادر أن الخطة، التي ستستغرق أسابيع، ستنفذها وحدات عسكرية مدربة تدريباً عالياً على حرب العصابات واقتحام المواقع الجبلية، وأشارت إلى أنه تم تدريب هذه القوات على يد خبراء من قوات التحالف العربي وآخرين من ضباط الجيش الوطني.

وأفادت أن التحالف وفر كل الآليات والأسلحة اللازمة لإنجاح الخطة بعد فشل الجهود التي بذلها المبعوث الدولي إسماعيل ولد الشيخ أحمد في إقناع الانقلابيين بتنفيذ خطته للسلام، ابتداءً من الانسحاب من ميناء الحديدة، وصولاً إلى الترتيبات كافة المتفق عليها.

وطبقاً لهذه المصادر، فإن العملية العسكرية نحو صنعاء سيواكبها تقدم لقوات الجيش المسنودة بوحدات عسكرية من التحالف نحو ميناء الحديدة من اتجاهي ميدي جنوباً، ومديرية الخوخة قرب محافظة تعز باتجاه الشمال، إلى جانب القوات البحرية المرابطة قبالة السواحل اليمنية لمراقبتها ومنع تهريب الأسلحة للانقلابيين.

وأشارت المصادر إلى أن تصاعد الخلافات بين طرفي الانقلاب بصنعاء بعد إقصاء الحوثيين ممثلي المؤتمر الشعبي في المؤسسات المدنية والعسكرية والقضائية، زاد من مخاوف اندلاع مواجهات بين الطرفين في العاصمة وتهديد حياة الملايين من سكانها، وأن ذلك أحد الأسباب التي عجلت بإقرار هذه الخطة لممارسة أقوى الضغوط على الانقلابيين للانسحاب من المدينة وتجنيبها أي مغامرة عسكرية تهدد حياة المدنيين.